864- عن أنس بن حكيم الضبي، قال: خاف من زياد، أو ابن زياد، فأتى المدينة، فلقي أبا هريرة، قال: فنسبني، فانتسبت له، فقال: يا فتى، ألا أحدثك حديثا، قال: قلت: بلى، رحمك الله - قال يونس: وأحسبه ذكره عن النبي صلى الله عليه وسلم - قال: «إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة»، قال: " يقول ربنا جل وعز لملائكته وهو أعلم: انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها؟ فإن كانت تامة كتبت له تامة، وإن كان انتقص منها شيئا، قال: انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فإن كان له تطوع، قال: أتموا لعبدي فريضته من تطوعه، ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم "(1) 865- عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه، (2) 866- عن تميم الداري، عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى، قال: ثم الزكاة مثل ذلك، ثم تؤخذ الأعمال على حسب ذلك (3)
(١) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وقد اختلف في إسناده على الحسن- وهو البصري- اختلافا كثيرا فيما بينه الدارقطنى في "العلل" 8/ 244 - 248 ثم قال: وأشبهها بالصواب قول من قال: عن الحسن عن أنس بن حكيم عن أبي هريرة.
قلنا: وأنس بن حكيم فيه جهالة، لكنه متابع.
إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مقسم المعروف بابن عليه، ويونس: هو ابن عبيد البصري.
وهو في "مسند أحمد" (9494) عن إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (1425) من طريق علي بن زيد بن جدعان، عن أنس بن حكيم، به.
وهو عند أحمد (7902) من هذا الطريق، وعلي بن زيد ضعيف.
وأخرجه الترمذي (415)، والنسائي في "الكبرى" (322) من طريق الحسن عن حريث بن قبيصة، والنسائي في "المجتبى" (466) من طريق الحسن عن أبي رافع، كلاهما عن أبي هريرة.
وحسنه الترمذي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (321) من طريق حماد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس، عن يحيي بن يعمر، عن أبي هريرة.
وهذا سند صحيح، وهو في "مسند أحمد" (16614) من هذا الطريق إلا أنه لم يسم فيه صحابي الحديث.
ويشهد له حديث تميم الداري الآتي عند المصنف برقم (866).
وحديث أنس بن مالك عند أبي يعلى (3976)، ومحمد بن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (193)، وهو حسن في الشواهد.
قوله: "فنسبني" أي: سألني عن النسب وحملني على الانتساب "فانتسبت له" أي: ذكرته له.
(٢)حديث صحيح كسابقه، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن أبي هريرة.
حماد: هو ابن سلمة، وحميد: هو الطويل، والحسن: هو البصري.
وأخرجه ابن ماجه (١٤٢٦) من طريق عفان، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
(٣)إسناده صحيح.
وأخرجه ابن ماجه (١٤٢٦) من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد" (١٦٩٥١).
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( فَنَسَبَنِي ) : نَسَبَ صِيغَة الْمَاضِي مِنْ التَّفْصِيل أَيْ أَظْهَرَ , وَذَكَرَ أَبُو هُرَيْرَة نَسَبه مَعِي وَجَعَلَنِي فِي نَسَبه وَبِالْفَارِسِيَّةِ بس إظهار نسب كردبا من ومرا دررشته ونسب خود داخل كرد.
قَالَ فِي أَسَاس الْبَلَاغَة وَمِنْ الْمَجَاز قَوْلهمْ : جَلَسْت إِلَيْهِ فَنَسَبَنِي فَانْتَسَبْت لَهُ.
اِنْتَهَى.
وَلَيْسَ الْمُرَاد أَنَّهُ سَأَلَ عَنْ نَسَبِي لِأَنَّهُ يُقَال لِلرَّجُلِ إِذَا سُئِلَ عَنْ نَسَبه اِسْتَنْسِبْ لَنَا أَيْ اِنْتَسِبْ لَنَا حَتَّى نَعْرِفك.
قَالَهُ أَبُو زَيْد كَذَا فِي اللِّسَان ( فَانْتَسَبْت لَهُ ) : صِيغَة الْمُتَكَلِّم مِنْ الِافْتِعَال , وَمِنْ خَوَاصّه الْمُطَاوَعَة وَمَعْنَاهُ فَاتَّصَلْت مَعَهُ فِي النَّسَب وَاَللَّه أَعْلَم.
قَالَ الْعِرَاقِيّ فِي شَرْح التِّرْمِذِيّ : لَا تَعَارُض بَيْنه وَبَيْن الْحَدِيث الصَّحِيح أَنَّ أَوَّل مَا يُقْضَى بَيْن النَّاس يَوْم الْقِيَامَة فِي الدِّمَاء , فَحَدِيث الْبَاب مَحْمُول عَلَى حَقّ اللَّه تَعَالَى وَحَدِيث الصَّحِيح مَحْمُول عَلَى حُقُوق الْآدَمِيِّينَ فِيمَا بَيْنهمْ , فَإِنْ قِيلَ فَأَيّهمَا يُقَدَّم مُحَاسَبَة الْعِبَاد عَلَى حَقّ اللَّه تَعَالَى وَمُحَاسَبَتهمْ عَلَى حُقُوقهمْ ؟ فَالْجَوَاب أَنَّ هَذَا أَمْر تَوْقِيفِيّ وَظَوَاهِر الْأَحَادِيث دَالَّة عَلَى أَنَّ الَّذِي يَقَع أَوَّلًا الْمُحَاسَبَة عَلَى حُقُوق اللَّه تَعَالَى قَبْل حُقُوق الْعِبَاد كَذَا فِي مِرْقَاة الصُّعُود ( اُنْظُرُوا فِي صَلَاة عَبْدِي ) : أَيْ صَلَاته الْفَرِيضَة ( أَتَمَّهَا ) : أَيْ أَدَّاهَا تَامَّة وَصَحِيحَة ( أَمْ نَقَصَهَا ) : أَيْ صَلَّاهَا نَاقِصَة ( هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّع ) : فِي صَحِيفَته أَيْ سُنَّة أَوْ نَافِلَة مِنْ صَلَاة عَلَى مَا هُوَ ظَاهِر مِنْ السِّيَاق قَبْل الْفَرْض أَوْ بَعْده أَوْ مُطْلَقًا ( أَتِمُّوا لِعَبْدِي فَرِيضَته مِنْ تَطَوُّعه ) : قَالَ الْعِرَاقِيّ فِي شَرْح التِّرْمِذِيّ : هَذَا الَّذِي وَرَدَ مِنْ إِكْمَال مَا يُنْتَقَص الْعَبْد مِنْ الْفَرِيضَة بِمَا لَهُ مِنْ التَّطَوُّع يَحْتَمِل أَنْ يُرَاد بِهِ مَا اِنْتَقَصَ مِنْ السُّنَن وَالْهَيْئَات الْمَشْرُوعَة الْمُرَغَّب فِيهَا مِنْ الْخُشُوع وَالْأَذْكَار وَالْأَدْعِيَة وَأَنَّهُ يَحْصُل لَهُ ثَوَاب ذَلِكَ فِي الْفَرِيضَة وَإِنْ لَمْ يَفْعَلهُ فِي الْفَرِيضَة وَإِنَّمَا فَعَلَهُ فِي التَّطَوُّع , وَيَحْتَمِل أَنْ يُرَاد مَا تَرَكَ مِنْ الْفَرَائِض رَأْسًا فَلَمْ يُصَلِّهِ فَيُعَوَّض عَنْهُ مِنْ التَّطَوُّع , وَاَللَّه تَعَالَى يَقْبَل مِنْ التَّطَوُّعَات الصَّحِيحَة عِوَضًا عَنْ الصَّلَاة الْمَفْرُوضَة وَلِلَّهِ سُبْحَانه أَنْ يَفْعَل مَا شَاءَ , فَلَهُ الْفَضْل وَالْمَنّ , بَلْ لَهُ أَنْ يُسَامِح وَإِنْ لَمْ يُصَلِّ شَيْئًا لَا فَرِيضَة وَلَا نَفْلًا ( ثُمَّ تُؤْخَذ الْأَعْمَال عَلَى ذَاكَ ) : أَيْ إِنْ اِنْتَقَصَ فَرِيضَة مِنْ سَائِر الْأَعْمَال تُكَمَّل مِنْ التَّطَوُّع , وَفِي رِوَايَة لِابْنِ مَاجَهْ ثُمَّ يَفْعَل بِسَائِرِ الْأَعْمَال الْمَفْرُوضَة مِثْل ذَلِكَ.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ.
( ثُمَّ الزَّكَاة مِثْل ذَلِكَ ) : أَيْ مِثْل الصَّلَاة إِنْ كَانَ اِنْتَقَصَ مِنْهَا شَيْئًا تُكَمَّل مِنْ التَّطَوُّع ( ثُمَّ تُؤْخَذ الْأَعْمَال عَلَى حَسَب ذَلِكَ ) : قَالَ فِي الْمِرْقَاة أَيْ تُؤْخَذ سَائِر الْأَعْمَال مِنْ الْجِنَايَات وَالسَّيِّئَات عَلَى حَسَب ذَلِكَ مِنْ الطَّاعَات وَالْحَسَنَات فَإِنَّ الْحَسَنَات يُذْهِبْنَ السَّيِّئَات.
وَقَالَ اِبْن الْمَلَك أَيْ عَلَى حَسَب ذَلِكَ الْمِثَال الْمَذْكُور , فَمَنْ كَانَ حَقّ عَلَيْهِ لِأَحَدٍ يُؤْخَذ مِنْ عَمَله الصَّالِح بِقَدْرِ ذَلِكَ وَيُدْفَع إِلَى صَاحِبه اِنْتَهَى.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ.
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ حَدَّثَنَا يُونُسُ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ حَكِيمٍ الضَّبِّيِّ قَالَ خَافَ مِنْ زِيَادٍ أَوْ ابْنِ زِيَادٍ فَأَتَى الْمَدِينَةَ فَلَقِيَ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ فَنَسَبَنِي فَانْتَسَبْتُ لَهُ فَقَالَ يَا فَتَى أَلَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا قَالَ قُلْتُ بَلَى رَحِمَكَ اللَّهُ قَالَ يُونُسُ وَأَحْسَبُهُ ذَكَرَهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ النَّاسُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أَعْمَالِهِمْ الصَّلَاةُ قَالَ يَقُولُ رَبُّنَا جَلَّ وَعَزَّ لِمَلَائِكَتِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ انْظُرُوا فِي صَلَاةِ عَبْدِي أَتَمَّهَا أَمْ نَقَصَهَا فَإِنْ كَانَتْ تَامَّةً كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً وَإِنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنْهَا شَيْئًا قَالَ انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ قَالَ أَتِمُّوا لِعَبْدِي فَرِيضَتَهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ ثُمَّ تُؤْخَذُ الْأَعْمَالُ عَلَى ذَاكُمْ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَلِيطٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا الْمَعْنَى قَالَ ثُمَّ الزَّكَاةُ مِثْلُ ذَلِكَ ثُمَّ تُؤْخَذُ الْأَعْمَالُ عَلَى حَسَبِ ذَلِكَ
عن مصعب بن سعد، قال: صليت إلى جنب أبي، فجعلت يدي بين ركبتي، فنهاني عن ذلك، فعدت، فقال: «لا تصنع هذا، فإنا كنا نفعله، فنهينا عن ذلك، وأمرنا أن نضع أيدي...
عن عبد الله، قال: «إذا ركع أحدكم فليفرش ذراعيه على فخذيه، وليطبق بين كفيه، فكأني أنظر إلى اختلاف أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم»
عن عقبة بن عامر، قال: لما نزلت: {فسبح باسم ربك العظيم} [الواقعة: 74]، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اجعلوها في ركوعكم»، فلما نزلت {سبح اسم ربك ال...
عن حذيفة، أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يقول في ركوعه: «سبحان ربي العظيم»، وفي سجوده: «سبحان ربي الأعلى»
عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده: «سبوح قدوس رب الملائكة والروح»
عن عوف بن مالك الأشجعي، قال: قمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة، فقام فقرأ سورة البقرة، لا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف...
عن حذيفة، أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل، فكان يقول: «الله أكبر - ثلاثا - ذو الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة»، ثم استفتح فقرأ ا...
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء»
عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كشف الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر، فقال: «يا أيها الناس، إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة ير...