حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

أما الركوع فعظموا الرب فيه وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء - سنن أبي داود

سنن أبي داود | باب تفريع أبواب الركوع والسجود باب في الدعاء في الركوع والسجود (حديث رقم: 876 )


876- عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كشف الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر، فقال: «يا أيها الناس، إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم، أو ترى له، وإني نهيت أن أقرأ راكعا، أو ساجدا، فأما الركوع، فعظموا الرب فيه، وأما السجود، فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم»

أخرجه أبو داوود


إسناده صحيح.
سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه مسلم (479)، والنسائي (637) و (711) و (7576) من طريقين عن سليمان بن سحيم، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد" (1900)، و"صحيح ابن حبان " (1896) و (1900).
وأخرجه مختصرا إلى قوله: "أو ترى له" ابن ماجه (3899) من طريق سفيان بن عيينة، به.
قوله: "لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة" المبشرات بكسر الشين جمع مبشرة وهي البشرى، وقد ورد في قوله تعالى: {لهم البشرى في الحياة الدنيا} [يونس: 64] هي الرؤيا الصالحة.
أخرجه الترمذي وابن ماجه.
والمعنى: لم يبق بعد النبوة المختصة بي إلا المبشرات، ثم فسرها بالرؤيا.
وقال ابن التين: معنى الحديث أن الوحي ينقطع بموتي، ولا يبقى ما يعلم منه ما سيكون إلا بالرؤيا والتعبير بالمبشرات خرج للأغلب، فإن من الرؤيا ما تكون منذرة وهي صادقة يريها الله للمؤمن رفقا به ليستعد لما يقع قبل وقوعه.
قوله: "فقمن" بفتح الميم وكسرها، أي: خليق وجدير.

شرح حديث (أما الركوع فعظموا الرب فيه وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء)

عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي

‏ ‏( سُلَيْمَان بْن سُحَيْم ) ‏ ‏: بِمُهْلَتَيْنِ مُصَغَّر وَثَّقَهُ اِبْن مَعِين ‏ ‏( كَشَفَ السِّتَارَة ) ‏ ‏: بِكَسْرِ السِّين الْمُهْمَلَة وَهِيَ السِّتْر الَّذِي يَكُون عَلَى بَاب الْبَيْت وَالدَّار ‏ ‏( لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَات النُّبُوَّة ) ‏ ‏: أَيْ مِنْ أَوَّل مَا يَبْدُو مِنْهَا مَأْخُوذ مِنْ تَبَاشِير الصُّبْح وَهُوَ أَوَّل مَا يَبْدُو مِنْهُ , وَهُوَ كَقَوْلِ عَائِشَة " أَوَّل مَا بُدِئَ بِهِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْوَحْي " الْحَدِيث , وَفِيهِ أَنَّ الرُّؤْيَا مِنْ الْمُبَشِّرَات سَوَاء رَآهَا الْمُسْلِم أَوْ رَآهَا غَيْره ‏ ‏( أَوْ تُرَى لَهُ ) ‏ ‏: عَلَى صِيغَة الْمَجْهُول , أَيْ رَآهَا غَيْره لَهُ ‏ ‏( وَإِنِّي نُهِيت أَنْ أَقْرَأ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا ) ‏ ‏: أَيْ إِنِّي نُهِيت عَنْ قِرَاءَة الْقُرْآن فِي هَذَيْنِ الْحَالَتَيْنِ , وَالنَّهْي لَهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهْي لِأُمَّتِهِ كَمَا يُشْعِر بِذَلِكَ قَوْله فِي الْحَدِيث أَمَّا الرُّكُوع إِلَخْ وَيُشْعِر بِهِ أَيْضًا مَا فِي صَحِيح مُسْلِم وَغَيْره أَنَّ عَلِيًّا قَالَ " نَهَانِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَقْرَأ الْقُرْآن رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا " وَهَذَا النَّهْي يَدُلّ عَلَى تَحْرِيم قِرَاءَة الْقُرْآن فِي الرُّكُوع وَالسُّجُود , وَفِي بُطْلَان الصَّلَاة بِالْقِرَاءَةِ حَال الرُّكُوع وَالسُّجُود خِلَاف.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : لَمَّا كَانَ الرُّكُوع وَالسُّجُود وَهُمَا غَايَة الذُّلّ وَالْخُضُوع مَخْصُوصَيْنِ بِالذِّكْرِ وَالتَّسْبِيح نَهَى عَنْ الْقِرَاءَة فِيهِمَا كَأَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يُجْمَع بَيْن كَلَام اللَّه تَعَالَى وَكَلَام الْخَلْق فِي مَوْضِع وَاحِد فَيَكُونَانِ سَوَاء.
ذَكَرَهُ الطِّيبِيُّ.
وَفِيهِ أَنَّهُ يُنْتَقَض بِالْجَمْعِ بَيْنهمَا فِي حَال الْقِيَام.
وَقَالَ اِبْن الْمَلَك : وَكَأَنَّ حِكْمَته أَنَّ أَفْضَل أَرْكَان الصَّلَاة الْقِيَام وَأَفْضَل الْأَذْكَار الْقُرْآن , فَجَعَلَ الْأَفْضَل لِلْأَفْضَلِ وَنَهَى عَنْ جَعْله فِي غَيْره لِئَلَّا يُوهِم اِسْتِوَائِهِ مَعَ بَقِيَّة الْأَذْكَار.
وَقِيلَ خُصَّتْ الْقِرَاءَة بِالْقِيَامِ أَوْ الْقُعُود عِنْد الْعَجْز عَنْهُ , لِأَنَّهُمَا مِنْ الْأَفْعَال الْعَادِيَة وَيَتَمَحَّضَان لِلْعِبَادَةِ , بِخِلَافِ الرُّكُوع وَالسُّجُود , لِأَنَّهُمَا بِذَوَاتِهِمَا يُخَالِفَانِ الْعَادَة وَيَدُلَّانِ عَلَى الْخُضُوع وَالْعِبَادَة , وَيُمْكِن أَنْ يُقَال إِنَّ الرُّكُوع وَالسُّجُود حَالَانِ دَالَّانِ عَلَى الذُّلّ وَيُنَاسِبهُمَا الدُّعَاء وَالتَّسْبِيح , فَنَهَى عَنْ الْقِرَاءَة فِيهِمَا تَعْظِيمًا لِلْقُرْآنِ الْكَرِيم وَتَكْرِيمًا لِقَارِئِهِ الْقَائِم مَقَام الْكَلِيم وَاَللَّه بِكُلِّ شَيْء عَلِيم ‏ ‏( فَأَمَّا الرُّكُوع فَعَظِّمُوا الرَّبّ فِيهِ ) ‏ ‏: أَيْ قُولُوا سُبْحَان رَبِّي الْعَظِيم ‏ ‏( وَأَمَّا السُّجُود فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاء ) ‏ ‏: فِيهِ الْحَثّ عَلَى الدُّعَاء فِي السُّجُود ‏ ‏( فَقَمِنٌ ) ‏ ‏: قَالَ النَّوَوِيّ : هُوَ بِفَتْحِ الْقَاف وَفَتْح الْمِيم وَكَسْرهَا لُغَتَانِ مَشْهُورَتَانِ , فَمَنْ فَتَحَ فَهُوَ عِنْده مَصْدَر لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَع , وَمَنْ كَسَرَ فَهُوَ وَصْف يُثَنَّى وَيُجْمَع , قَالَ وَفِيهِ لُغَة ثَالِثَة قَمِين بِزِيَادَةِ الْيَاء وَفَتْح الْقَاف وَكَسْر الْمِيم وَمَعْنَاهُ حَقِيق وَجَدِير , وَيُسْتَحَبّ الْجَمْع بَيْن الدُّعَاء وَالتَّسْبِيح الْمُتَقَدِّم لِيَكُونَ الْمُصَلِّي عَامِلًا بِجَمِيعِ مَا وَرَدَ , وَالْأَمْر بِتَعْظِيمِ الرَّبّ فِي الرُّكُوع وَالِاجْتِهَاد فِي الدُّعَاء فِي السُّجُود مَحْمُول عَلَى النَّدْب عِنْد الْجُمْهُور , وَقَدْ نُقِدَ ذِكْر مَنْ قَالَ بِوُجُوبِ تَسْبِيح الرُّكُوع وَالسُّجُود.
‏ ‏قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ.


حديث يا أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُسَدَّدٌ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏سُفْيَانُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏سُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِيهِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ عَبَّاسٍ ‏ ‏أَنَّ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏كَشَفَ السِّتَارَةَ وَالنَّاسُ صُفُوفٌ خَلْفَ ‏ ‏أَبِي بَكْرٍ ‏ ‏فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ‏ ‏إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا الرَّبَّ فِيهِ وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ ‏ ‏فَقَمِنٌ ‏ ‏أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن أبي داود

كان يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا...

عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: «سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي يتأول القرآن»

اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه، وجله، وأوله وآخره

عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده: «اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه، وجله، وأوله وآخره»

أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك وأعوذ...

عن عائشة، رضي الله عنها قالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فلمست المسجد، فإذا هو ساجد وقدماه منصوبتان، وهو يقول: «أعوذ برضاك من سخطك، و...

اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة...

عن عروة، أن عائشة، أخبرته، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في صلاته: «اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ...

سمعته يقول:أعوذ بالله من النار، ويل لأهل النار

عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، قال: صليت إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة تطوع، فسمعته يقول: «أعوذ بالله من النار، ويل لأهل النار»

قال أعرابي: اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا

عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة، قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة وقمنا معه، فقال أعرابي في الصلاة: اللهم ارحمني، ومحمدا، ولا...

كان إذا قرأ: سبح اسم ربك الأعلى قال:سبحان ربي الأع...

عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان إذا قرأ: سبح اسم ربك الأعلى، قال: «سبحان ربي الأعلى»

كان إذا قرأ: أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى قال...

عن موسى بن أبي عائشة، قال: كان رجل يصلي فوق بيته، وكان إذا قرأ: {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى} [القيامة: 40]، قال: «سبحانك»، فبكى، فسألوه عن ذلك،...

كان يتمكن في ركوعه وسجوده قدر ما يقول: سبحان الله...

عن السعدي، عن أبيه، أو عن عمه، قال: " رمقت النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته، فكان يتمكن في ركوعه وسجوده قدر ما يقول: سبحان الله وبحمده ثلاثا "