3250- عن سعيد بن جبير، قال ابن عباس: " أول ما اتخذت النساء المنطق من قبل أم إسماعيل، اتخذت منطقا لتعفي أثرها على سارة فذكر الحديث " قال ابن عباس: " رحم الله أم إسماعيل، لو تركت زمزم - أو قال: لو لم تغرف من الماء - لكانت زمزم عينا معينا " قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " فألفى ذلك أم إسماعيل، وهي تحب الأنس، فنزلوا، وأرسلوا إلى أهليهم، فنزلوا معهم " - وقال في حديثه -: " فهبطت من الصفا، حتى إذا بلغت الوادي، رفعت طرف درعها، ثم سعت سعي الإنسان المجهود، حتى جاوزت الوادي، ثم أتت المروة فقامت عليها، ونظرت: هل ترى أحدا، فلم تر أحدا، ففعلت ذلك سبع مرات " قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " فلذلك سعي الناس بينهما "
إسناده صحيح على شرط الشيخين، وكثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة متابع أيوب السختياني من رجال البخاري فقط.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (٩١٠٧) مطولا، ومن طريقه أخرجه البخاري (٣٣٦٤) ، والبيهقي ٥/٩٨.
وقوله: "رحم الله أم إسماعيل .
" جاء عندهم مرفوعا من قول النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه ابن سعد ١/٥٠ مختصرا عن محمد بن حميد، والنسائي في "الكبرى" (٨٣٧٩) مطولا من طريق محمد بن ثور، كلاهما عن معمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه البخاري (٣٣٦٥) من طريق إبراهيم بن نافع، والنسائي في "الكبرى" (٨٣٨٠) ، والبخاري (٣٣٦٣) معلقا مختصرا من طريق ابن جريج، كلاهما عن كثير بن كثير، به.
وأخرجه البخاري (٣٣٦٢) مختصرا من طريق أيوب، عن عبد الله بن سعيد، عن أبيه، به.
ونقله الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" ١/١٤٥-١٤٧ عن البخاري مطولا، ثم قال: وهذا الحديث من كلام ابن عباس، وموشح برفع بعضه، وفي بعضه غرابة، وكأنه مما تلقاه ابن عباس من الإسرائيليات.
وتعقبه الشيخ أحمد شاكر فقال: وهذا عجب منه، فما كان ابن عباس ممن يتلقى الإسرائيليات؟ ثم سياق الحديث يفهم منه ضمنا أنه مرفوع كله، ثم لو سلمنا أن أكثره موقوف، ما كان هناك دليل أو شبه دليل على أنه من الإسرائيليات، بل يكون الأقرب أنه مما عرفته قريش، وتداولته على مر السنين، من تاريخ جديهم إبراهيم وإسماعيل، فقد يكون بعضه خطأ، وبعضه صوابا، ولكن الظاهر عندي أنه مرفوع كله في المعنى، والله أعلم.
قوله: "أول ما اتخذت النساء المنطق"، قال الحافظ في "الفتح" ٦/٤٠٠: بكسر الميم وسكون النون وفتح الطاء: هو ما يشد به الوسط، وكان السبب في ذلك أن سارة كانت وهبت هاجر لإبراهيم، فحملت منه بإسماعيل، فلما ولدته غارت منها، فحلفت لتقطعن منها ثلاثة أعضاء، فاتخذت هاجر منطقا فشدت به وسطها وهربت، وجرت ذبلها لتخفي أثرها على سارة.
وقوله: "عينا معينا"، أي: ظاهرا جاريا على وجه الأرض.
وقوله: "فألفى ذلك"، بالفاء، أي: وجد.
وقوله: "وهي تحب الأنس"، بضم الهمزة: ضد الوحشة، ويجوز الكسر: أي تدب جنسها.
وقوله: "فهبطت من الصفا"، قال السندي: أي: حين فني ما عندها من الماء، فعطشت وعطش ابنها، فانطلقت إلي الصفا لتنظر هل ترى أحدا، فما رأت فهبطت.
درعها: بكسر فسكون، أي: طرف قميصها، لئلا تتعثر في ذيلها.
المجهود: الذي أصابه الأمر الشديد.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "أول ما اتخذت النساء المنطق من قبل أم إسماعيل": قال القسطلاني: المنطق - بكسر الميم وفتح الطاء بينهما نون ساكنة - : ما تشده المرأة على وسطها عند الشغل; لئلا تعثر في ذيلها.
وفي "النهاية": المنطق: النطاق، وهو أن تلبس المرأة ثوبها، ثم تشد وسطها بشيء، وترفع ثوبها، وترسله على الأسفل عند معاناة الأشغال; لئلا تعثر في ذيلها.
"لتعفي": - بضم الفوقية وفتح المهملة وكسر الفاء المشددة - أي: لتخفي.
"وتمحو أثرها": بالغيبة من عندها، أو بإشعار أنها خادمتها، ثم لا تحملها الغيرة على شيء.
قال القسطلاني: إن سارة وهبتها للخليل - عليه السلام - فحملت منه بإسماعيل، فلما وضعته، غارت، فحلفت لتقطعن منها ثلاثة أعضاء، فاتخذت هاجر منطقا، فشدت به وسطها، وهربت.
وقال الكرماني: إنها تزيت بزي الخدم; إشعارا بأنها خادمتها; لتستميل خاطرها، وتصلح ما فسد، يقال: عفى على ما كان منه: إذا أصلح بعد الفساد.
"فذكر الحديث": هو حديث طويل أخرجه البخاري بطوله في "صحيحه"، والمذكور هاهنا قطعة لا تنكشف إلا بالمراجعة إلى ما هنالك.
"معينا": - بفتح الميم - : جاريا على وجه الأرض.
"فألقى": - بفتح الهمزة - .
"ذلك": أي: وجد ذلك الحي الجرهمي، وهم الذين أرادوا أن ينزلوا عند أم إسماعيل.
"وهي": أي: والحال أنها نجت.
"الأنس": - بضم الهمزة - : ضد الوحشة; أي: تحب أن تتأنس بأحد ينزل عندها، أو - بكسر الهمزة - أي: تحب جنسها.
"فهبطت من الصفا": أي: حين فني ما عندها من الماء، فعطشت وعطش ابنها، فانطلقت إلى الصفا لتنظر هل ترى أحدا، فما رأت، فهبطت.
"درعها": - بكسر فسكون - أي: طرف قميصها; لئلا تعثر في ذيلها.
"المجهود": الذي أصابه الأمر الشديد.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ أَيُّوبَ وَكَثِيرِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَوَّلُ مَا اتَّخَذَتْ النِّسَاءُ الْمِنْطَقَ مِنْ قِبَلِ أُمِّ إِسْمَاعِيلَ اتَّخَذَتْ مِنْطَقًا لِتُعَفِّيَ أَثَرَهَا عَلَى سَارَةَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَحِمَ اللَّهُ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ لَوْ تَرَكَتْ زَمْزَمَ أَوْ قَالَ لَوْ لَمْ تَغْرِفْ مِنْ الْمَاءِ لَكَانَتْ زَمْزَمُ عَيْنًا مَعِينًا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَأَلْفَى ذَلِكَ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ وَهِيَ تُحِبُّ الْإِنْسَ فَنَزَلُوا وَأَرْسَلُوا إِلَى أَهْلِيهِمْ فَنَزَلُوا مَعَهُمْ وَقَالَ فِي حَدِيثِهِ فَهَبَطَتْ مِنْ الصَّفَا حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ الْوَادِيَ رَفَعَتْ طَرَفَ دِرْعِهَا ثُمَّ سَعَتْ سَعْيَ الْإِنْسَانِ الْمَجْهُودِ حَتَّى جَاوَزَتْ الْوَادِيَ ثُمَّ أَتَتْ الْمَرْوَةَ فَقَامَتْ عَلَيْهَا وَنَظَرَتْ هَلْ تَرَى أَحَدًا فَلَمْ تَرَ أَحَدًا فَفَعَلَتْ ذَلِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَلِذَلِكَ سَعْيُ النَّاسِ بَيْنَهُمَا
عن ابن عباس: في قوله {وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك} ، قال: " تشاورت قريش ليلة بمكة، فقال بعضهم: إذا أصبح، فأثبتوه بالوثاق، يريدون النبي صلى الله عل...
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا ينبغي لأحد أن يقول: إني خير من يونس بن متى - نسبه إلى أبيه -، أصاب ذنبا، ثم اجتباه ربه "
عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الفتح: " لا يختلى خلاها، ولا ينفر صيدها، ولا يعضد عضاهها، ولا تحل لقطتها إلا لمنشد " فقال العباس: إلا...
عن ابن عباس، - قال: لا أعلمه إلا رفع الحديث - قال: كان يأمر بقتل الحيات، ويقول: " من تركهن خشية، أو مخافة تأثير، فليس منا " قال: وقال ابن عباس: " إن...
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الحيات مسخ الجن "
عن طاوس، قال: كنت مع ابن عباس، إذ قال له: زيد بن ثابت: أنت تفتي " أن تصدر الحائض، قبل أن يكون آخر عهدها بالبيت "؟ قال: نعم، قال: فلا تفت بذلك، فقال له...
حدثنا ابن جريج، قال: أخبرني أبو حاضر، قال: سئل ابن عمر عن الجر: ينبذ فيه؟ فقال: " نهى الله عز وجل عنه ورسوله " فانطلق الرجل إلى ابن عباس فذكر له ما قا...
عن ابن عباس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنه خرج عام الفتح في شهر رمضان فصام، حتى بلغ الكديد فأفطر "
عن عطاء، قال: حضرنا مع ابن عباس جنازة ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم بسرف، فقال ابن عباس: هذه زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا رفعتم نعشه...