حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك - مسند أحمد

مسند أحمد | مسند المكثرين من الصحابة مسند عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه (حديث رقم: 3712 )


3712- عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن، فقال: اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو علمته أحدا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه، وأبدله مكانه فرحا " ، قال: فقيل: يا رسول الله، ألا نتعلمها؟ فقال: " بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها "

أخرجه أحمد في مسنده


إسناده ضعيف كما قال الدارقطني في "العلل" ٥/٢٠١.
أبو سلمة الجهني لم يتبين لأئمة الجرح والتعديل من هو، فهو في عداد المجهولين، فقال يحيى بن معين -على سبيل الظن- (كما في "الكنى" للدولابي ١/١٩١) : أراه موسى الجهني.
يعني موسى بن عبد الله -أو ابن عبد الرحمن- الجهني الثقة من رجال التهذيب، إلا أن كل من جاء بعد يحيى فرق بين هذين، فالبخاري ترجم لموسى الجهني في "التاريخ الكبير" ٧/٢٨٨ وكناه أبا عبد الله، وترجم لأبي سلمة الجهني في الكنى من كتابه المذكور ٩/٣٩، وتابعه ابن حبان فذكر كلا على حدة في "ثقاته" ٧/٤٤٩ و٦٥٩، ولم يترجم ابن أبي حاتم إلا لموسى الجهني في "الجرح والتعديل" ٨/١٤٩، ولم يكنه إلا بأبي عبد الله، واقتصر على كنية أبي عبد الله لموسى الجهني ابن سعد في "الطبقات" ٦/٣٥٣، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" ٣/٩١، ولعل في تأكيد هؤلاء المترجمين لموسى أن كنيته أبو عبد الله فحسب ما يبعد اشتباهه بأبي سلمة الجهني، وقد فرق بينهما أيضا المزي في "تهذيب الكمال" -مع أنه ذكر في ترجمة موسى أنه يقال له: أبو سلمة وأبو عبد الله- فذكر في الرواة عن القاسم بن عبد الرحمن: موسى الجهني وأبا سلمة الجهني، وتابعه في التفريق بينهما الذهبي والحسيني والحافظ ابن حجر والهيثمي.
وموسى الجهني وأبو سلمة الجهني من طبقة واحدة، وكلاهما يروي عن القاسم بن عبد الرحمن، غير أن موسى الجهني معروف من رجال التهذيب، روى له الجماعة عدا البخاري وأبي داود، ولا نعرف لفضيل بن مرزوق رواية عنه، أما أبو سلمة الجهني فلا يعرف روى عنه غير فضيل بن مرزوق، ولذا حكم، الأئمة بجهالته، فقال المنذري في "الترغيب والترهيب" ٤/٥٨١: قال بعض مشايخنا: لا ندري من هو، وقال الذهبي في "الميزان" ٤/٥٣٣، والحسيني في "الإكمال" ص ٥١٧: لا يدرى من هو، وتابعهما الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص ٤٩٠، وقال: وقرأت بخط الحافظ ابن عبد الهادي: يحتمل أن يكون خالد بن سلمة.
وعقب عليه الحافظ بقوله: وهذا بعيد لأن خالدا مخزومي، وهذا جهني.
وقال الحافظ بعد أن ذكره في "لسان الميزان" ٧/٥٦: والحق أنه مجهول الحال.
ومقتضى صنيع الدارقطني في "العلل" -كما سيرد- أنه حكم بجهالته، وذكر ابن حبان له في "الثقات" لا يرفع عنه صفة الجهالة، فمن عادته توثيق المجاهيل، ولم يذكره العجلي في "ثقاته" مع أنه متساهل.
وبناء على ما تقدم، فلا وجه لجزم الشيخ ناصر الدين الألباني في "الصحيحة" (١٩٨) أن أبا سلمة الجهني هو موسى الجهني، لما رأيت من تفريق الأئمة بينهما على سبيل الجزم، وما اعتمد عليه في الاستدلال على أنه هو لا يصلح دليلا، لما علمت من أن كلا الرجلين يروي عن القاسم بن عبد الرحمن، وقد كان الشيخ أحمد شاكر أكثر حيطة حين قال: وأقرب منه عندي أن يكون (يعني أبو سلمة) هو موسى الجهني، فإنه من هذه الطبقة.
وفضيل بن مرزوق -وهو الأغر الرقاشي- مختلف فيه، فوثقه أحمد وابن معين والثوري وابن عيينة، وضعفه النسائي والدارمي، وقال الحاكم (كما في سؤالات السجزي له) : فضيل بن مرزوق ليس من شرط الصحيح، وقد عيب على مسلم بإخراجه في الصحيح.
وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه إلا اليسير.
قال شعيب كان الله له: وهذا التحقيق النفيس الذي انتهى إليه صاحباي الشيخ نعيم والأستاذ إبراهيم في التفريق بين أبي سلمة الجهني وبين موسى الجهني، وقد وافقتهما عليه واقتنعت بصحته، يلغي الخطأ الذي وقع مني في تعليقي على ابن حبان حيث تابعت فيه من تقدمني ممن ينتحل صناعة الحديث، فجزمت بأن أبا سلمة الجهني هو موسى الجهني الثقة، فيستدرك من هنا.
وأخرجه ابن أبي شيبة ١٠/٢٥٣، وأبو يعلى (٥٢٩٧) ، والشاشي (٢٨٢) ، وابن حبان (٩٧٢) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (١٠٣٥٢) ، وفي "الدعاء" (١٠٣٥) ، والحاكم في "المستدرك" ١/٥٠٩-٥١٠ من طريقين عن فضيل بن مرزوق، به.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم إن سلم من إرسال عبد الرحمن بن عبد الله، عن أبيه، فإنه مختلف في سماعه من أبيه، فتعقبه الذهبي بقوله: أبو سلمة لا يدرى من هو، ولا رواية له في الكتب الستة.
قلنا: ووهم أيضا في قوله: على شرط مسلم، فإن القاسم بن عبد الرحمن لم يخرج له مسلم، وهو من رجال البخاري وحده.
وأخرجه البزار (٣١٢٢) "زوائد"، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (٣٤٢) من طريقين عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن، به.
وهذه متابعة من عبد الرحمن بن إسحاق -وهو أبو شيبة الواسطي- لأبي سلمة الجهني إلا أنه لايفرح بها، لأن عبد الرحمن بن إسحاق متفق على ضعفه، وقال البخاري: فيه وأورده الهيثمي في "المجمع" ١٠/١٣٦ و١٨٦-١٨٧، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني والبزار -إلا أنه قال: وذهاب غمي مكان همي-، ورجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح غير أبي سلمة الجهني، وقد وثقه ابن حبان.
وأورد الدارقطني الحديث في "العلل" ٥/٢٠٠-٢٠١، فذكر طريق أبي سلمة الجهني، وطريق عبد الرحمن بن إسحاق، كلاهما عن القاسم، عن أبيه، عن ابن مسعود، وطريق علي بن مسهر، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم، عن ابن مسعود، مرسلا، ثم قال: وإسناده ليس بالقوي.
وله شاهد من حديث أبي موسى عند ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (٣٤١) إلا أن فيه انقطاعا بين عبد الله بن زبيد بن الحارث اليامي وبين أبي موسى، وفاتنا أن ننبه على هذا الانقطاع في تعليقنا على ابن حبان.
وذكره الهيثمي في "المجمع" ١٠/١٣٦-١٣٧، ونسبه إلى الطبراني، وقال: وفيه من لم أعرفه.
وقد ضعف حديث أبي موسى الحافظ في "أمالي الأذكار" فيما نقله عنه ابن علان في "الفتوحات الربانية" ٤/١٣، إلا أنه حسن حديث ابن مسعود، به.
قال السندي: ناصيتي بيدك: كناية عن كمال قدرته تعالى على التصرف فيه.
ماض فى: أي: نافذ حكمك فى، لا راد لما قضيت.
عدل فى: أي: لأنك المالك من كل الوجوه، فلا يتصور الظلم في قضائك.
هو لك: صفة للاسم للتعميم، مثل: (ولا طائر يطير) لما تقرر أنه إذا أجري على شيء صفة شاملة لجنسه يعم.
في كتابك: أي: من الكتب السماوية، فالمراد بالكتاب الجنس.
أو استأثرت به: أي: اخترته واصطفيته في علمك مخزونا عندك.
ربيع قلبي: أي: متنزهه ومكان رعيه وانتفاعه بأنواره وأزهاره وأشجاره وثماره، المشبه بها أنواع العلوم والمعارف وأصناف الحكم والأحكام واللطائف.
جلاء، بكسر جيم ومد، أي: إزالة حزني.

شرح حديث (اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك)

حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي

قوله: "ولا حزن": بضم فسكون أو بفتحتين.
"عبدك ابن عبدك": يدل على أن المراد بأحد: الذكور دون الإناث، وأنه لا يشمل آدم، بل أولاده فقط، إلا أن يقال: المراد: فقال هكذا مثلا، فتقول الأنثى: إني أمتك بنت عبدك بنت أمتك، ولو فرض أن آدم دعا بهذا الدعاء، لكان دعاه به: "اللهم إني عبدك، ناصيتي بيدك.
.
.
إلخ" والله تعالى أعلم.
"ناصيتي بيدك": كناية عن كمال قدرته تعالى على التصرف فيه.
"ماض في": - بتشديد الياء - أي: نافذ حكمك في، لا راد لما قضيت.
"عدل في": - بتشديد الياء أيضا; أي: لأنك المالك من كل الوجوه، فلا يتصور الظلم في قضائك.
"هو لك": صفة للاسم للتعميم، مثل: ولا طائر يطير [الأنعام: 38] لما تقرر أنه إذا أجري على شيء صفة شاملة لجنسه، يعم.
"سميت به نفسك.
.
.
إلخ": صفة للاسم، والمعنى لوحظ معه هذه الصفة العامة لجميع الأسماء، أو إحدى هذه الصفات الثلاث المخصوصة، أعني: أنك علمته; أي: ألهمته أحدا، أو أنزلته.
"في كتابك" أي: من الكتب السماوية، فالمراد بالكتاب: الجنس.
"أو استأثرت به" أي: اخترته واصطفيته في علمك مخزونا عندك، وبما ذكرنا من الملاحظة ظهر التقابل، وإلا فالصفة الأولى تعم الجميع، فلا يتجه مقابلتها لباقي الثلاث، فافهم.
وقيل: قوله: "هو لك" مجمل، وما بعده تفصيل له على سبيل التنويع الحاصر; أي: سميت به نفسك، وألهمته عبادك بغير واسطة، وهي أسماؤه باللغات المختلفة، أو أنزلته في جنس الكتب المنزلة، أو استأثرت به فلم تلهمه، ولم تنزله، انتهى.
قلت: ولا يخفى ما فيه من أثر الإهمال; فإنه ما تعرض لمقابلة قوله: "أو علمته أحدا" مع خفائها، بل بما ذكر زادت هذه المقابلة خفاء، فليتأمل.
"ربيع قلبي" أي: متنزهه، ومكان رعيه، وانتفاعه بأنواره وأزهاره وأشجاره وثماره المشبه بها أنواع العلم والمعارف، وأصناف الحكم والأحكام واللطائف.
"ونور صدري": بأن يشرق به صدري فأميز حقه من باطله، وحلاله من حرامه.
"جلاء": - بكسر جيم ومد - أي: إزالة حزني.
وفي "المجمع": رجاله رجال الصحيح، غير أبي سلمة، وقد وثقه ابن حبان.


حديث ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏يَزِيدُ ‏ ‏أَنْبَأَنَا ‏ ‏فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو سَلَمَةَ الْجُهَنِيُّ ‏ ‏عَنِ ‏ ‏الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِيهِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَبْدِ اللَّهِ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ فَقَالَ ‏ ‏اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ ‏ ‏نَاصِيَتِي ‏ ‏بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلَاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا قَالَ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَتَعَلَّمُهَا فَقَالَ بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث مسند أحمد

لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي نهتهم علماؤهم فلم...

عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي، نهتهم علماؤهم، فلم ينتهوا، فجالسوهم في جالسهم - قال يزيد: أحسب...

إن آخر من يدخل الجنة رجل يمشي على الصراط فينكب مرة...

عن عبد الله بن مسعود،، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن آخر من يدخل الجنة رجل يمشي على الصراط، فينكب مرة، ويمشي مرة، وتسفعه النار مرة، فإذا جاوز...

نهانا رسول الله ﷺ عن خاتم الذهب أو حلقة الذهب

عن عبد الله،، قال " نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خاتم الذهب، أو حلقة الذهب "

حبسونا عن صلاة الوسطى حتى غابت الشمس ملأ الله بطون...

عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حبسونا عن صلاة الوسطى حتى غابت الشمس، ملأ الله بطونهم وقبورهم نارا "

قول رسول الله ﷺ لا يمنعن أحدكم أذان بلال من سحوره

عن ابن مسعود، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " لا يمنعن أحدكم أذان بلال من سحوره، فإنه إنما ينادي - أو قال: يؤذن - ليرجع قائمكم، وينبه نائمكم،...

قول النبي ﷺ المرء مع من أحب

عن أبي وائل،عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: " المرء مع من أحب "

كان النبي ﷺ مما يكثر أن يقول سبحانك ربنا وبحمدك ا...

عن عبد الله،، أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان مما يكثر أن يقول: سبحانك ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، قال: فلما نزلت: إذا جاء نصر الله والفتح، قال: " سب...

الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أن...

عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " علمنا خطبة الحاجة: الحمد لله، نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، من يهده الله، فلا مضل له...

اللهم عليك الملأ من قريش أبا جهل بن هشام وعتبة بن...

عن عبد الله، قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم، ساجد وحوله ناس من قريش، إذ جاء عقبة بن أبي معيط بسلى جزور، فقذفه على ظهر رسول الله صلى الله عليه...