1170- عن أنس، «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا في الاستسقاء، فإنه كان يرفع يديه حتى يرى بياض إبطيه»
إسناده صحيح.
سعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه البخاري (1031) و (3565)، ومسلم (896)، وابن ماجه (1180)، والنسائي في "الكبرى" (1832) من طريق سعيد بن أبي عروبة، به.
وأخرجه البخاري (1030) تعليقا من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري وشريك ابن أبي نمر، عن أنس بن مالك.
وأخرجه بنحوه مختصرا ومطولا ضمن قصة استسقائه - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة وهو يخطب برفع يديه بالدعاء دون ذكر الصلاة: البخاري (933) و (1029) تعليقا و (1033) ومسلم (897)، والنسائي (1851) و (1852) من طرق عن أنس بن مالك.
وأخرجه بذكر الدعاء دون ذكر رفع اليدين فيه ودون ذكر الصلاة: البخاري (1015 - 1019) و (1021) و (6093)، والنسائى (1818) و (1836) من طرق عن أنس.
وهو في "مسند أحمد" (12019)، و"صحيح ابن حبان" (992) و (2863).
وانظر ما بعده، وما سيأتى برقم (1174) و (1175).
وقول أنس: إنه - صلى الله عليه وسلم - كان لا يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا في الاستسقاء.
قال الحافظ: ظاهره نفي الرفع في كل دعاء غير الاستسقاء، وهو معارض بالأحاديث الثابتة بالرفع في غير الاستسقاء وقد تقدم أنها كثيرة، وقد أفردها البخاري
بترجمة في كتاب الدعوات 11/ 141، وساق فيها عدة أحاديث فذهب بعضهم إلى أن العمل بها أولى، وحمل حديث أنس على نفى رؤيته وذلك لا يستلزم نفي رؤية غيره.
وذهب آخرون إلى تأويل حديث أنس بأن يحمل النفي على صفة مخصوصة إما الرفع البليغ فيدل عليه قوله: حتى يرى بياض إبطيه، ويؤيده أن غالب الأحاديث التى وردت في رفع اليدين في الدعاء إنما المراد به مد اليدين وبسطهما عند الدعاء، وكأنه عند الاستسقاء مع ذلك زاد فرفعهما إلى جهة وجهه حتى حاذتاه، وبه حينئذ يرى بياض إبطيه.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( إِلَّا فِي الِاسْتِسْقَاء ) : قَالَ فِي النَّيْل : ظَاهِره نَفْي الرَّفْع فِي كُلّ دُعَاء غَيْر الِاسْتِسْقَاء وَهُوَ مُعَارِض لِلْأَحَادِيثِ الثَّابِتَة فِي الرَّفْع فِي غَيْر الِاسْتِسْقَاء وَهِيَ كَثِيرَة وَقَدْ أَفْرَدَهَا الْبُخَارِيّ بِتَرْجَمَةٍ فِي كِتَاب الدَّعَوَات وَسَاقَ فِيهَا عِدَّة أَحَادِيث وَصَنَّفَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ذَلِكَ جُزْءًا.
وَقَالَ النَّوَوِيّ هِيَ أَكْثَر مِنْ أَنْ تُحْصَر قَالَ وَقَدْ جَمَعْت مِنْهَا نَحْوًا مِنْ ثَلَاثِينَ حَدِيثًا مِنْ الصَّحِيحَيْنِ أَوْ أَحَدهمَا قَالَ وَذَكَرْتهَا فِي آخِر بَاب صِفَة الصَّلَاة فِي شَرْح الْمُهَذَّب.
اِنْتَهَى.
فَذَهَبَ بَعْض أَهْل الْعِلْم إِلَى أَنَّ الْعَمَل بِهَا أَوْلَى , وَحَمَلَ حَدِيث أَنَس عَلَى نَفْي رُؤْيَته وَذَلِكَ لَا يَسْتَلْزِم نَفْي رُؤْيَة غَيْره , وَذَهَبَ آخَرُونَ إِلَى تَأْوِيل حَدِيث أَنَس الْمَذْكُور لِأَجْلِ الْجَمْع بِأَنْ يُحْمَل النَّفْي عَلَى جِهَة مَخْصُوصَة إِمَّا عَلَى الرَّفْع الْبَلِيغ , وَيَدُلّ عَلَيْهِ قَوْله : حَتَّى يَرَى بَيَاض إِبِطَيْهِ , وَيُؤَيِّدهُ أَنَّ غَالِب الْأَحَادِيث الَّتِي وَرَدَتْ فِي رَفْعِ الْيَدَيْنِ فِي الدُّعَاء إِنَّمَا الْمُرَاد بِهَا مَدّ الْيَدَيْنِ وَبَسْطهمَا عِنْد الدُّعَاء , وَكَأَنَّهُ عِنْد الِاسْتِسْقَاء زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَرَفَعَهُمَا إِلَى جِهَة وَجْهه حَتَّى حَاذَتَاهُ وَحِينَئِذٍ يُرَى بَيَاض إِبْطَيْهِ , وَإِمَّا عَلَى صِفَة رَفْع الْيَدَيْنِ فِي ذَلِكَ كُلّه فِي رِوَايَة مُسْلِم الْمَذْكُورَة وَلِأَبِي دَاوُدَ مِنْ حَدِيث أَنَس " كَانَ يَسْتَسْقِي هَكَذَا وَمَدّ يَدَيْهِ وَجَعَلَ بُطُونهمَا مِمَّا يَلِي الْأَرْض حَتَّى رَأَيْت بَيَاض إِبْطَيْهِ " كَمَا سَيَأْتِي.
وَالظَّاهِر أَنَّهُ يَنْبَغِي الْبَقَاء عَلَى النَّفْي الْمَذْكُور عَنْ أَنَس فَلَا تُرْفَع الْيَد فِي شَيْء مِنْ الْأَدْعِيَة إِلَّا فِي الْمَوَاضِع الَّتِي وَرَدَ فِيهَا الرَّفْع وَيُعْمَل فِيمَا سِوَاهَا بِمُقْتَضَى النَّفْي وَتَكُون الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي الرَّفْع فِي غَيْر الِاسْتِسْقَاء أَرْجَح مِنْ النَّفْي الْمَذْكُور فِي حَدِيث أَنَس إِمَّا لِأَنَّهَا خَاصَّة فَيُبْنَى الْعَامّ عَلَى الْخَاصّ أَوْ لِأَنَّهَا مُثْبَتَة وَهِيَ أَوْلَى مِنْ النَّفْي.
وَغَايَة مَا فِي حَدِيث أَنَس نَفْي الرَّفْع فِيمَا يَعْلَمهُ , وَمَنْ عَلِمَ حُجَّة عَلَى مَنْ لَمْ يَعْلَم اِنْتَهَى كَلَامه.
وَالْحَقّ أَنَّ أَنَسًا لَمْ يَنْفِ رَفْع الْيَدَيْنِ فِي الدُّعَاء بَلْ إِنَّمَا مُرَاده أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُبَالِغ فِي الرَّفْع رَفْعًا بَلِيغًا فَوْق حِذَاء الصَّدْر بِحَيْثُ يَجْعَل بُطُون يَدَيْهِ مِمَّا يَلِي الْأَرْض حَتَّى يُرَى بَيَاض إِبْطَيْهِ إِلَّا فِي الِاسْتِسْقَاء وَاَللَّه أَعْلَم قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَهْ.
حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنْ الدُّعَاءِ إِلَّا فِي الِاسْتِسْقَاءِ فَإِنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبِطَيْهِ
عن أنس، «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستسقي هكذا - يعني - ومد يديه وجعل بطونهما مما يلي الأرض، حتى رأيت بياض إبطيه»
عن محمد بن إبراهيم، أخبرني من رأى النبي صلى الله عليه وسلم، «يدعو عند أحجار الزيت باسطا كفيه»
عن عائشة، رضي الله عنها قالت: شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحوط المطر، فأمر بمنبر، فوضع له في المصلى، ووعد الناس يوما يخرجون فيه، قالت ع...
عن أنس، قال: أصاب أهل المدينة قحط على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبينما هو يخطبنا يوم جمعة، إذ قام رجل، فقال: يا رسول الله، هلك الكراع، هلك الش...
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا استسقى، قال: «اللهم اسق عبادك، وبهائمك، وانشر رحمتك، وأحي بلدك الميت»
عن عبيد بن عمير، أخبرني من أصدق، وظننت أنه يريد عائشة، قال: كسفت الشمس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فقام النبي صلى الله عليه وسلم قياما شديدا، يق...
عن جابر بن عبد الله، قال: كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك في اليوم الذي مات فيه إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقا...
عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: خسفت الشمس في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد، فقام فكبر...
عن أبي بن كعب، قال: «انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم، فقرأ بسورة من الطول، وركع خمس ركعات، وسج...