1197- عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، قال: قيل لابن عباس: ماتت فلانة - بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم - فخر ساجدا، فقيل له: أتسجد هذه الساعة؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم آية فاسجدوا»، وأي آية أعظم من ذهاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم؟
إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 158، والترمذي (4229)، والبيهقي 3/ 343، والبغوي (1156)، والمزي في ترجمة سلم بن جعفر من "تهذيب الكمال" 11/ 215 و 216 من طريق الحكم بن أبان، به.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
قال المناوي في "فيض القدير" 1/ 359: "إذا رأيتم آية" علامة تبدو بنزول بلاء ومحنة وانقشاع سحب الرحمة، ومنه انقراض الأنبياء وأزواجهم الآخذات عنهم، إذ هن ذوات البركة الناقلات لنا عنهم بواطن الشريعة ما لا يظهر عليه الرجال فبحياتهن يندفع العذاب عن الناس، "فاسجدوا" لله التجاء إليه ولياذا به في دفع ما عساه يحصل منه العذاب عند انقطاع بركتهن.
فالسجود لدفع الخلل الحاصل .
وأزواجه ضممن شرف الزوجية إلى شرف الصحبة، فهن أحق بهذا المعنى من غيرهن، وزوال الأمنة توجب الخوف.
ذكره القاض، ومنه أخذ السجود للآيات.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( مَاتَتْ فُلَانَة ) : أَيْ صَفِيَّة وَقِيلَ حَفْصَة ( بَعْض أَزْوَاج النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) : بِالرَّفْعِ بَدَل أَوْ بَيَان أَوْ خَبَر مُبْتَدَأ مَحْذُوف , وَالنَّصْب بِتَقْدِيرِ يَعْنُونَ ( فَخَرَّ ) : أَيْ سَقَطَ وَوَقَعَ ( سَاجِدًا ) : آتِيًا بِالسُّجُودِ ( فَقِيلَ لَهُ تَسْجُد ) : بِحَذْفِ الِاسْتِفْهَام ( فِي هَذِهِ السَّاعَة ) : أَيْ فِي السَّاعَة الَّتِي وَصَلَ إِلَيْك خَبَر مَوْتهَا ( إِذَا رَأَيْتُمْ آيَة ) : أَيْ عَلَامَة مَخُوفَة.
قَالَ الطِّيبِيُّ : قَالُوا الْمُرَاد بِهَا الْعَلَامَات الْمُنْذِرَة بِنُزُولِ الْبَلَايَا وَالْمِحَن الَّتِي يُخَوِّف اللَّه بِهَا عِبَاده , وَوَفَاة أَزْوَاج النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ تِلْكَ الْآيَات لِأَنَّهُنَّ ضَمَمْنَ إِلَى شَرَف الزَّوْجِيَّة شَرَف الصُّحْبَة , وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَا أَمَنَة أَصْحَابِي فَإِذَا ذَهَبْت أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ , وَأَصْحَابِي أَمَنَة أَهْل الْأَرْض " الْحَدِيث , فَهُنَّ أَحَقّ بِهَذَا الْمَعْنَى مِنْ غَيْرهنَّ , فَكَانَتْ وَفَاتهنَّ سَالِبَة لِلْأَمَنَةِ , وَزَوَال الْأَمَنَة مُوجِب الْخَوْف ( فَاسْجُدُوا ) : قَالَ الطِّيبِيُّ : هَذَا مُطْلَق , فَإِنْ أُرِيدَ بِالْآيَةِ خُسُوف الشَّمْس وَالْقَمَر فَالْمُرَاد بِالسُّجُودِ الصَّلَاة , وَإِنْ كَانَتْ غَيْرهَا كَمَجِيءِ الرِّيح الشَّدِيدَة وَالزَّلْزَلَة وَغَيْرهمَا فَالسُّجُود هُوَ الْمُتَعَارَف , وَيَجُوز الْحَمْل عَلَى الصَّلَاة أَيْضًا لِمَا وَرَدَ : كَانَ إِذَا حَزَنَهُ أَمْر فَزِعَ إِلَى الصَّلَاة ( وَأَيّ آيَة أَعْظَم ) : لِأَنَّهُنَّ ذَوَات الْبَرَكَة , فَبِحَيَاتِهِنَّ يُدْفَع الْعَذَاب عَنْ النَّاس وَيُخَاف الْعَذَاب بِذَهَابِهِنَّ , فَيَنْبَغِي الِالْتِجَاء إِلَى ذِكْر اللَّه وَالسُّجُود عِنْد اِنْقِطَاع بَرَكَتهنَّ لِيَنْدَفِع الْعَذَاب بِبَرَكَةِ الذِّكْر وَالصَّلَاة.
كَذَا فِي الْمِرْقَاة قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ هَذَا حَدِيث حَسَن غَرِيب لَا نَعْرِفهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْه.
هَذَا آخِر كَلَامه وَفِي إِسْنَاده سَلْم بْن جَعْفَر , قَالَ يَحْيَى بْن كَثِير الْعَنْبَرِيّ : كَانَ ثِقَة وَقَالَ الْمُوصِلِيّ : مَتْرُوك الْحَدِيث لَا يُحْتَجّ بِهِ , وَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيث.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي صَفْوَانَ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ مَاتَتْ فُلَانَةُ بَعْضُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَّ سَاجِدًا فَقِيلَ لَهُ أَتَسْجُدُ هَذِهِ السَّاعَةَ فَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا رَأَيْتُمْ آيَةً فَاسْجُدُوا وَأَيُّ آيَةٍ أَعْظَمُ مِنْ ذَهَابِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عن عائشة، رضي الله عنها قالت: «فرضت الصلاة ركعتين ركعتين في الحضر والسفر، فأقرت صلاة السفر، وزيد في صلاة الحضر»
عن يعلى بن أمية، قال: قلت لعمر بن الخطاب: أرأيت إقصار الناس الصلاة، وإنما قال تعالى: {إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا} [النساء: 101]، فقد ذهب ذلك اليوم،...
عن يحيى بن يزيد الهنائي، قال: سألت أنس بن مالك، عن قصر الصلاة، فقال أنس: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج مسيرة ثلاثة أميال، أو ثلاثة فراسخ -...
عن أنس بن مالك، يقول: «صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر بالمدينة أربعا، والعصر بذي الحليفة ركعتين»
عن عقبة بن عامر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يعجب ربكم من راعي غنم في رأس شظية بجبل، يؤذن بالصلاة، ويصلي، فيقول الله عز وجل: انظروا...
عن المسحاج بن موسى، قال: قلت لأنس بن مالك: حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " كنا إذا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر،...
عن أنس بن مالك، يقول: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل منزلا، لم يرتحل حتى يصلي الظهر»، فقال له رجل: وإن كان بنصف النهار؟ قال: «وإن كان بنصف...
أن معاذ بن جبل، أخبرهم، «أنهم خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الظهر والعصر، والمغرب وال...
أن ابن عمر، استصرخ على صفية وهو بمكة، فسار حتى غربت الشمس، وبدت النجوم، فقال: «إن النبي صلى الله عليه وسلم، كان إذا عجل به أمر في سفر، جمع بين هاتين ا...