1211- عن ابن عباس، قال: «جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء بالمدينة من غير خوف، ولا مطر»
إسناده صحيح.
وأخرجه مسلم (705) و (54)، والترمذي (185)، والنسائي في "الكبرى" (1587) من طريق الأعمش، بهذا الإسناد.
قال الإمام النووي في "شرح مسلم" 5/ 185 - 186: اختلف أهل العلم في تأويل هذا الحديث فمنهم من تأوله على أنه جمع بعذر، وهذا مشهور عن جماعة من الكبار المتقدمين، وهو ضعيف بالرواية الأخرى: من غير خوف ولا مطر.
ومنهم من تأوله على أنه كان في غيم فصلى الظهر ثم انكشف الغيم، وبان أن وقت العصر دخل فصلاها، وهذا أيضا باطل، لأنه وإن كان فيه أدنى احتمال في الظهر أو العصر لا احتمال فيه في المغرب والعشاء.
ومنهم من تأوله على تأخير الأولى إلى آخر وقتها فصلاها، فلما فرغ منها دخلت الثانية، فصلاها، فصارت صلاته صورة جمع، وهذا أيضا ضعيف أو باطل، لأنه مخالف للظاهر مخالفة لا تحتمل، وفعل ابن عباس الذي ذكرناه حين خطب واستدلاله بالحديث لتصويب فعله وتصديق أبى هريرة له وعدم إنكاره صريح في رد هذا التأويل.
ومنهم من قال: هو محمول على الجمع بعذر المرض أو نحوه مما هو في معناه من الأعذار، وهذا قول أحمد بن حنبل والقاضي حسين من أصحابنا، واختاره الخطابي والمتولي والروياني من أصحابنا، وهو المختار في تأويله.
لظاهر الحديث، ولفعل ابن عباس وموافقة أبي هريرة، ولأن المشقة فيه أشد من المطر.
وذهب جماعة من الأئمة إلى جواز الجمع في الحضر للحاجة لمن لا يتخذه عادة، وهو قول ابن سيرين وأشهب من أصحاب مالك، وحكاه الخطابي عن القفال والشاشي الكبير من أصحاب الشافعي عن أبي إسحاق المروزي عن جماعة من أصحاب الحديث، واختاره ابن المنذر، ويؤيده ظاهر قول ابن عباس: أراد أن لا يحرج أمته، فلم يعلله بمرض ولا غيره.
والله أعلم.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( أَرَادَ أَنْ لَا يُحْرِج أُمَّته ) : قَالَ الْخَطَّابِيُّ : هَذَا حَدِيث لَا يَقُول بِهِ أَكْثَر الْفُقَهَاء وَإِسْنَاده جَيِّد إِلَّا مَا تَكَلَّمُوا فِيهِ مِنْ أَمْر حَبِيب , وَكَانَ اِبْن الْمُنْذِر يَقُول بِهِ وَيَحْكِيه عَنْ غَيْر وَاحِد مِنْ أَصْحَاب الْحَدِيث.
وَسَمِعْت أَبَا بَكْر الْقَفَّال يَحْكِيه عَنْ أَبِي إِسْحَاق الْمَرْوَزِيِّ وَحُكِيَ عَنْ اِبْن سِيرِينَ أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَجْمَع بَيْن الصَّلَاتَيْنِ إِذَا كَانَتْ حَاجَة أَوْ شَيْء مِمَّا لَا يَتَّخِذهُ عَادَة.
وَتَأَوَّلَهُ بَعْضهمْ عَلَى أَنْ يَكُون ذَلِكَ فِي حَال الْمَرَض.
قَالَ اِبْن الْمُنْذِر : وَلَا مَعْنَى لِحَمْلِ الْأَمْر فِيهِ عَلَى عُذْر مِنْ الْأَعْذَار لِأَنَّ اِبْن عَبَّاس قَدْ أَخْبَرَ بِالْعِلَّةِ فِيهِ وَهُوَ قَوْله : " أَرَادَ أَنْ لَا يُحْرِج أُمَّته " وَقَدْ اِخْتَلَفَ النَّاس فِي ذَلِكَ فَرَخَّصَ فِيهِ عَطَاء بْن أَبِي رَبَاح لِلْمَرِيضِ فِي الْجَمْع بَيْن الصَّلَاتَيْنِ , وَهُوَ قَوْل مَالِك وَأَحْمَد بْن حَنْبَل.
وَقَالَ أَصْحَاب الرَّأْي : يَجْمَع الْمَرِيض بَيْن الصَّلَاتَيْنِ إِلَّا أَنَّهُمْ أَبَاحُوا ذَلِكَ عَلَى شَرْطهمْ فِي جَمْع الْمُسَافِر بَيْنهمَا , وَمَنَعَ ذَلِكَ الشَّافِعِيّ فِي الْحَضَر إِلَّا لِلْمَمْطُورِ.
اِنْتَهَى.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ.
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِالْمَدِينَةِ مِنْ غَيْرِ خَوْفٍ وَلَا مَطَرٍ فَقِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ مَا أَرَادَ إِلَى ذَلِكَ قَالَ أَرَادَ أَنْ لَا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ
عن نافع، وعبد الله بن واقد، أن مؤذن ابن عمر، قال: الصلاة، قال: سر سر، حتى إذا كان قبل غيوب الشفق نزل فصلى المغرب، ثم انتظر حتى غاب الشفق وصلى العشاء،...
عن ابن عباس، قال: «صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة ثمانيا وسبعا، الظهر والعصر، والمغرب والعشاء»
عن جابر، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غابت له الشمس بمكة، فجمع بينهما بسرف» (1) 1216- عن هشام بن سعد، قال: بينهما عشرة أميال يعني بين م...
عن الليث، قال: قال ربيعة: يعني كتب إليه، حدثني عبد الله بن دينار، قال: غابت الشمس وأنا عند عبد الله بن عمر، فسرنا، فلما رأيناه قد أمسى، قلنا: الصلاة،...
عن أنس بن مالك، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس، أخر الظهر إلى وقت العصر، ثم نزل فجمع بينهما، فإن زاغت الشمس قبل أن...
عن معاذ بن جبل، «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في غزوة تبوك إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس، أخر الظهر حتى يجمعها إلى العصر، فيصليهما جميعا، وإذا ارتحل...
عن البراء، قال: «خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فصلى بنا العشاء الآخرة، فقرأ في إحدى الركعتين، بالتين والزيتون»
عن البراء بن عازب الأنصاري، قال: «صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية عشر سفرا، فما رأيته ترك ركعتين إذا زاغت الشمس قبل الظهر»
عن عمر بن الخطاب، عن أبيه، قال: صحبت ابن عمر، في طريق، قال: فصلى بنا ركعتين، ثم أقبل فرأى ناسا قياما، فقال: ما يصنع هؤلاء؟ قلت: يسبحون، قال: لو كنت مس...