1238- عن صالح بن خوات، عمن صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم ذات الرقاع صلاة الخوف، «أن طائفة صفت معه، وطائفة وجاه العدو، فصلى بالتي معه ركعة، ثم ثبت قائما، وأتموا لأنفسهم، ثم انصرفوا، وصفوا وجاه العدو، وجاءت الطائفة الأخرى، فصلى بهم الركعة التي بقيت من صلاته، ثم ثبت جالسا وأتموا لأنفسهم، ثم سلم بهم»
إسناده صحيح.
القعنبي: هو محمد بن مسلمة.
وهو في "الموطأ" 1/ 183، ومن طريقه أخرجه البخاري (4129)، ومسلم (842) (310)، والنسائي "في الكبرى" (1938).
وانظر ما قبله، وما بعده.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( عَنْ صَالِح بْن خَوَّات ) : بِفَتْحِ الْخَاء الْمُعْجَمَة وَشَدَّة الْوَاو تَابِعِيّ ثِقَة , وَأَبُوهُ صَحَابِيّ جَلِيل ( عَمَّنْ صَلَّى مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) : قِيلَ هُوَ سَهْل بْن أَبِي حَثْمَة.
قَالَ الْحَافِظ وَالرَّاجِح أَنَّهُ أَبُوهُ خَوَّات بْن جُبَيْر كَمَا جَزَمَ بِهِ النَّوَوِيّ فِي تَهْذِيبه وَقَالَ إِنَّهُ مُحَقَّق مِنْ رِوَايَة مُسْلِم وَغَيْره وَذَلِكَ لِأَنَّ أَبَا أُوَيْس رَوَاهُ عَنْ يَزِيد شَيْخ مَالِك فَقَالَ عَنْ صَالِح عَنْ أَبِيهِ أَخْرَجَهُ اِبْن مَنْدَهْ , وَيَحْتَمِل أَنَّ صَالِحًا سَمِعَهُ مِنْ أَبِيهِ وَمِنْ سَهْل فَأَبْهَمَهُ تَارَة وَعَيَّنَهُ أُخْرَى لَكِنْ قَوْله ( يَوْم ذَات الرِّقَاع ) : يُعَيِّن أَنَّ الْمُبْهَم أَبُوهُ إِذْ لَيْسَ فِي رِوَايَة صَالِح عَنْ سَهْل أَنَّهُ صَلَّاهَا مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَيُؤَيِّد أَنَّ سَهْلًا لَمْ يَكُنْ فِي سِنّ مَنْ يَخْرُج فِي تِلْكَ الْغَزْوَة لِصِغَرِهِ , لَكِنْ لَا يَلْزَم أَنْ لَا يَرْوِيهَا فَرِوَايَته إِيَّاهَا مُرْسَل صَحَابِيّ , فَبِهَذَا يَقَوَى تَفْسِير الَّذِي صَلَّى مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَوَّات.
وَسُمِّيَتْ ذَات الرِّقَاع لِأَنَّ أَقْدَام الْمُسْلِمِينَ نُقِّبَتْ مِنْ الْحَفَاء , فَكَانُوا يَلُفُّونَ عَلَيْهَا الْخِرَق ( ثُمَّ ثَبَتَ ) : حَال كَوْنه ( قَائِمًا وَأَتَمُّوا ) : أَيْ الَّذِينَ صَلَّى بِهِمْ الرَّكْعَة ( لِأَنْفُسِهِمْ ) : رَكْعَة أُخْرَى ( الطَّائِفَة الْأُخْرَى ) : الَّتِي كَانَتْ وِجَاه الْعَدُوّ ( ثُمَّ ثَبَتَ جَالِسًا ) : لَمْ يَخْرُج مِنْ صَلَاته ( ثُمَّ سَلَّمَ ) : النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( بِهِمْ ) : بِالطَّائِفَةِ الْأُخْرَى.
وَأَمَّا الِاخْتِلَاف فِي السَّلَام مَعَ الْإِمَام وَالْمَأْمُوم فَكَانَ مَعَ الطَّائِفَة الْأُولَى فَقَطْ فَإِنَّهُمْ أَتَمُّوا لِأَنْفُسِهِمْ بِالسَّلَامِ وَالطَّائِفَة الثَّانِيَة سَلَّمُوا مَعَ الْإِمَام.
وَأَمَّا فِي الرِّوَايَة الْآتِيَة فَالِاخْتِلَاف لِلطَّائِفَتَيْنِ مَعَ الْإِمَام فِي السَّلَام , وَيُشْبِه أَنْ يَكُون هَذَا الِاخْتِلَاف مُرَاد الْمُؤَلِّف بِقَوْلِهِ وَاخْتُلِفَ فِي السَّلَام فِي تَرْجَمَة الْبَاب قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالنَّسَائِيّ.
وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : وَإِلَى هَذَا الْحَدِيث ذَهَبَ مَالِك وَالشَّافِعِيّ إِذَا كَانَ الْعَدُوّ مِنْ وَرَائِهِمْ , وَأَمَّا أَصْحَاب الرَّأْي فَإِنَّهُمْ ذَهَبُوا إِلَى حَدِيث اِبْن عُمَر اِنْتَهَى ( قَالَ مَالِك وَحَدِيث يَزِيد بْن رُومَان أَحَبّ مَا سَمِعْت إِلَيَّ ) : هَذَا فِي رِوَايَة الْقَعْنَبِيّ عَنْ مَالِك , وَأَمَّا فِي رِوَايَة يَحْيَى بْن يَحْيَى اللَّيْثِيّ فِي الْمُوَطَّأ عَنْ مَالِك.
فَقَالَ : قَالَ مَالِك وَحَدِيث الْقَاسِم بْن مُحَمَّد عَنْ صَالِح بْن خَوَّات أَحَبّ مَا سَمِعْت إِلَيَّ فِي صَلَاة الْخَوْف اِنْتَهَى.
حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ عَمَّنْ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ ذَاتِ الرِّقَاعِ صَلَاةَ الْخَوْفِ أَنَّ طَائِفَةً صَفَّتْ مَعَهُ وَطَائِفَةً وِجَاهَ الْعَدُوِّ فَصَلَّى بِالَّتِي مَعَهُ رَكْعَةً ثُمَّ ثَبَتَ قَائِمًا وَأَتَمُّوا لِأَنْفُسِهِمْ ثُمَّ انْصَرَفُوا وَصَفُّوا وِجَاهَ الْعَدُوِّ وَجَاءَتْ الطَّائِفَةُ الْأُخْرَى فَصَلَّى بِهِمْ الرَّكْعَةَ الَّتِي بَقِيَتْ مِنْ صَلَاتِهِ ثُمَّ ثَبَتَ جَالِسًا وَأَتَمُّوا لِأَنْفُسِهِمْ ثُمَّ سَلَّمَ بِهِمْ قَالَ مَالِكٌ وَحَدِيثُ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ أَحَبُّ مَا سَمِعْتُ إِلَيَّ
أن سهل بن أبي حثمة الأنصاري، حدثه، " أن صلاة الخوف: أن يقوم الإمام وطائفة من أصحابه، وطائفة مواجهة العدو، فيركع الإمام ركعة، ويسجد بالذين معه، ثم يقوم...
عن مروان بن الحكم، أنه سأل أبا هريرة، هل صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف؟ قال أبو هريرة: نعم، قال مروان: متى؟ فقال أبو هريرة: «عام غزو...
أن عائشة حدثته بهذه القصة، قالت: «كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكبرت الطائفة الذين صفوا معه، ثم ركع فركعوا، ثم سجد، فسجدوا، ثم رفع فرفعوا، ثم مكث...
عن ابن عمر، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بإحدى الطائفتين ركعة، والطائفة الأخرى مواجهة العدو، ثم انصرفوا، فقاموا في مقام أولئك، وجاء أولئك فصلى...
عن عبد الله بن مسعود، قال: «صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف، فقاموا صفا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصف مستقبل العدو، فصلى بهم ر...
عن ثعلبة بن زهدم، قال: كنا مع سعيد بن العاص بطبرستان، فقام، فقال: أيكم صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف؟ فقال حذيفة: أنا، «فصلى بهؤلاء ر...
عن ابن عباس، قال: «فرض الله تعالى الصلاة على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم في الحضر أربعا، وفي السفر ركعتين، وفي الخوف ركعة»
عن أبي بكرة، قال: «صلى النبي صلى الله عليه وسلم في خوف الظهر، فصف بعضهم خلفه، وبعضهم بإزاء العدو، فصلى بهم ركعتين، ثم سلم فانطلق الذين صلوا معه، فوقف...
عن ابن عبد الله بن أنيس، عن أبيه، قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى خالد بن سفيان الهذلي، وكان نحو عرنة وعرفات، فقال: «اذهب فاقتله»، قال: ف...