6494- ن عبد الله بن عمرو بن العاص، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء، والرحم شجنة من الرحمن، من وصلها، وصلته، ومن قطعها، بتته "
صحيح لغيره، أبو قابوس مولى عبد الله بن عمرو: ذكره ابن حبان في "الثقات" ٥/٥٨٨، وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ٩/٥٨٩، والبخاري في موضعين في "التاريخ الكبير" في الأسماء ٧/١٩٤ (سماه قابوسا) ، وفي "الكنى" ٩/٦٤، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وصحح حديثه الترمذي والحاكم.
وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
سفيان: هو ابن عيينة، وعمرو: هو
ابن دينار.
وأخرجه بتمامه الترمذي (١٩٢٤) ، والحاكم ٤/١٥٩ من طريق سفيان، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال الحكم بعد أن ذكره مع أحاديث عدة في الباب: وهذه الأحاديث كلها صحيحة، ووافقه الذهبي، مع أنه قال في أبي قابوس: لا يعرف! وقوله: "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء": أخرجه ابن أبي شيبة ٨/٥٢٦، والحميدي (٥٩١) ، وأبو داود (٤٩٤١) ، والبيهقي في "السنن" ٩/٢٤١، والخطيب في "تاريخه" ٣/٢٦٠ من طريق سفيان، به.
وسيرد بمعناه قطعة من الحديث رقم (٦٥٤١) (٧٠٤١) .
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (٥٩٩٧) ، وسيرد (٧٦٤٩) .
وآخر من حديث جرير بن عبد الله عند البخاري (٧٣٧٦) ، وسيرد ٤/٣٥٨.
وثالث من حديث أبي سعيد الخدري، سيرد ٣/٤٠، وفي إسناده عطية العوفي، وهو ضعيف.
ورابع من حديث جابر عند ابن أبي شيبة ٨/٥٢٩.
وخامس من حديث ابن عمر عند البزار (١٩٥٢) أورده الهيثمي في "المجمع" ٨/١٨٧، وقال: رواه البزار والطبراني، وفيه عطية، وقد وثق على ضعفه، وبقية رجال البزار رجال الصحيح.
وسادس من حديث عمران بن الحصين عند البزار (١٩٥٣) أورده الهيثمى ٨/١٨٧ عن البزار، وقال: وفيه من لم أعرفه.
وسابع من حديث ابن مسعود عند الطبرائي في "الكبير" (١٠٢٧٧) ، و"الصغير" (٢٨١) ، والحاكم ٤/٢٤٨ وصححه، ووافقه الذهبي، والبغوي (٣٤٥١) .
وقال الهيثمي في "المجمع" ٨/١٨٧: رواه أبو يعلى والطبراني في الثلاثة، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح، إلا أن فيه أبا عبيدة لم يسمع من أبيه، فهو مرسل.
ثم ذكره الهيثمي بلفظ آخر عن ابن مسعود، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط"، وإسناده حسن.
وثامن من حديث الأشعث بن قيس عند الطبراني في "الأوسط" فيما ذكره الهيثمي في "المجمع" ٨/١٨٧، وقال: وفيه من لم أعرفه.
وقوله: "الرحم شجنة من الرحمن، من وصلها وصلته .
": أخرجه الحميدي (٥٩٢) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وله شاهد من حديث ابن عباس سلف برقم (٢٩٥٦) .
وآخر من حديث أبي هريرة عند البخاري (٥٩٨٨) ، وسيرد (٧٩٣١) و (٨٩٧٥) و (٩٢٧٣) و (٩٨٧١) .
وثالث من حديث عائشة عند البخاري (٥٩٨٩) ، وسيرد ٦/٦٢.
ورابع من حديث أم سلمة عند ابن أبي شيبة ٨/٥٣٨، ونسبه الهيثمي في "المجمع" ٨/١٥٠ إلى الطبراني، وقال: وفيه موسى بن عبيدة الربذي، وهو ضعيف.
وخامس من حديث عبد الرحمن بن عوف سلف برقم (١٦٥٩) .
وسادس من حديث سعيد بن زيد سلف برقم (١٦٥١) .
وسابع من حديث أنس عند البزار (١٨٩٥) أرده الهيثمي في "المجمع" ٨/١٥٠-١٥١، وقال: رواه البزار، وإسناده حسن.
وثامن من حديث عامر بن ربيعة عند البزار (١٨٨٢) ، والطبراني وأبي يعلى، إلا أنهما جعلاه حديثا قدسيا، فيما ذكر الهيثمي في "المجمع" ٨/١٥٠، وقال: وفيه عاصم بن عبيد الله، ضعفه الجمهور، وقال العجلي: لا بأس به.
قال السندي في حاشيته على "المسند": وقيل: إنما ذكر الراحمين -وهو جمع راحم- في هذا الحديث، ولم يقل: "الرحماء" جمع رحيم -وإن كان غالب ما ورد من الرحمة استعمال الرحيم لا الراحم- لأن الرحيم صفة مبالغة، فلو ذكره لاقتضى الاقتصار على المبالغ في الرحمة، فأتى بجمع راحم، إشارة إلى أن من قلت رحمته داخل في هذا الحكم أيضا.
وأما حديث: "إنما يرحم الله من عباده
الرحماء" فاختار فيه جمع الرحيم لمكان ذكر الجلالة، وهو دال على العظمة والكبرياء، ولفظ: "الرحمن" دال على العفو، فحيث ذكر لفظ الجلالة يكون الكلام مسوقا للتعظيم، كما يدل عليه الاستقراء، فلا يناسب هناك إلا ذكر من =كثرت رحمته وعظمت، ليكون الكلام جاريا على نسق العظمة، ولما كان الرحمن دالا على المبالغة في العفو ذكر كل ذي رحمة وإن قلت.
قوله: شجنة: الشجنة: مثلثة الشين المعجمة، وسكون الجيم، بعده نون، هي شعبة من غصن الشجرة، قيل: المراد هاهنا أنه مشتق من اسم الرحمن، وهو الموافق للأحاديث، والمعنى أنه مأخوذ من اسم الرحمن لفظا، ومناسب بذلك الاسم معنى، من حيث إن اسم الرحمن كما يقتضي ثبوت الرحمة لمسماه، كذلك قرابة الرحم تقتضي الرحمة فيما بين أصحابها طبعا.
ثم هذا الكلام ذكره النبي
صلى الله عليه وسلم حكاية عن الله تعالى، بدليل: وصلته، بتته، أي: قطعته، من البت، وهو القطع، والله تعالى أعلم.
قاله السندي.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "الراحمون" : هم الذين في قلوبهم شفقة على خلق الله، وقد يكون الشخص رحيما من وجه، شديدا من وجه، فالحكم للغالب، وليس من شرط الراحم ألا يكون فيه شدة، كيف وقد قال تعالى في الصحابة: أشداء على الكفار رحماء بينهم [الفتح: 29] فرحمة الخلق مقيدة باتباع الكتاب والسنة، وليس من الرحمة ألا يقيم الحدود، ولا يجاهد، كذا قيل.
وقيل: إنما ذكر الراحمين، وهو جمع راحم في هذا الحديث، ولم يقل: الرحماء جمع رحيم، وإن كان غالب ما ورد من الرحمة استعمال الرحيم لا الراحم؛ لأن الرحيم صفة مبالغة، فلو ذكر لاقتضى الاقتصار على المبالغ في الرحمة، فأتى بجمع راحم؛ إشارة إلى أن من قلت رحمته داخل في هذا الحكم أيضا.
وأما حديث: "إنما يرحم الله من عباده الرحماء" فاختار فيه جمع الرحيم؛ لمكان ذكر الجلالة، وهو دال على العظمة والكبرياء، ولفظ الرحمن دال على العفو، فحيث ذكر لفظ الجلالة يكون الكلام سوقا للتعظيم كما يدل عليه الاستقراء، فلا يناسب هناك إلا ذكر من كثرت رحمته، وعظمت؛ ليكون الكلام جاريا على نسق العظمة، ولما كان الرحمن دالا على المبالغة في العفو ذكر كل ذي رحمة، وإن قلت، انتهى.
قلت: وهذا لا يفيد موافقة القصر في حديث: "إنما يرحم الله.
.
.
إلخ " للواقع، ولا يدفع التناقض الذي بين الحديثين على ما قرر؛ لدلالة أحدهما أن الله يرحم الراحم وإن قلت رحمته، ودلالة الثاني على أنه لا يرحم إلا المبالغ في الرحمة، فالوجه أن يقال حيث ذكر الجلالة، فالمراد: إنما يرحم الله أي: بالرحمة العظيمة اللائقة بجنابه الأقدس، ومثل هذه الرحمة ليست إلا للرحماء المبالغين في الرحمة، وحيث ذكر الرحمن، فالمراد رحمة ما، وهي تشمل كل من في قلبه رحمة، وإن قلت، والله تعالى أعلم.
"يرحمكم": - بالجزم عل جواب الأمر، ويمكن الرفع على الاستئناف بمنزلة التعليل على معنى: يرحمكم إن رحمتم.
"أهل السماء": أي: سكان السماء من الملائكة الكرام، ورحمتهم بالاستغفار لهم، والدعاء، وتفسيره بالله بعيد، نعم رواية: "من في السماء" يحتمل ذلك؛ بأن يراد: من كبرياؤه وعظمته في السماء.
"شجنه": الشجنة - مثلثة الشين المعجمة، وسكون الجيم، بعده ونون - : هي شعبة من غصن الشجرة، قيل: المراد هاهنا: أنه مشتق من اسم الرحمن، وهو الموافق للأحاديث، والمعنى: أنه مأخوذ من اسم الرحمن لفظا، ومناسب بذلك الاسم معنى؛ من حيث إن اسم الرحمن كما يقتضي ثبوت الرحمة لمسماه، كذلك قرابة الرحم تقتضي الرحمة فيما بين أصحابها طبعا، ثم هذا الكلام ذكره النبي صلى الله عليه وسلم حكاية عن الله تعالى بدليل "وصلته".
"بتته": أي: قطعته؛ من البت، وهو القطع، والله تعالى أعلم.
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو عَنْ أَبِي قَابُوسَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا أَهْلَ الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ أَهْلُ السَّمَاءِ وَالرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنْ الرَّحْمَنِ مَنْ وَصَلَهَا وَصَلَتْهُ وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَّتْهُ
عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت "
عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سيورثه "
عن عبد الله بن عمرو بن العاص: " لما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الأوعية " قالوا: ليس كل الناس يجد سقاء؟ " فأرخص في الجر غير المزفت "
عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " "خلتان من حافظ عليهما، أدخلتاه الجنة، وهما يسير، ومن يعمل بهما قليل " قالوا: وم...
عن عبد الله بن الحارث، قال: إني لأسير مع معاوية في منصرفه من صفين، بينه وبين عمرو بن العاص، قال: فقال عبد الله بن عمرو بن العاص: يا أبت، ما سمعت رسول...
عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من بايع إماما، فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه، فليطعه ما استطاع، فإن جاء آخر ينازعه...
عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: مر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نصلح خصا لنا، فقال: " ما هذا؟ " قلنا: خصا لنا، وهى فنحن نصلحه، قال: فقال:...
عن زيد بن وهب، عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة، قال: انتهيت إلى عبد الله بن عمرو بن العاص، وهو جالس في ظل الكعبة، فسمعته يقول: بينا نحن مع رسول الله صل...
عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يك فاحشا ولا متفحشا وكان يقول: " من خياركم أحاسنكم أخلاقا "