6499- عن عبد الله بن الحارث، قال: إني لأسير مع معاوية في منصرفه من صفين، بينه وبين عمرو بن العاص، قال: فقال عبد الله بن عمرو بن العاص: يا أبت، ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار: " ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية "؟ قال: فقال عمرو لمعاوية: ألا تسمع ما يقول هذا؟ فقال معاوية: لا تزال تأتينا بهنة أنحن قتلناه؟ إنما قتله الذين جاءوا به (1) 6500- عن الأعمش، عن عبد الرحمن بن أبي زياد، مثله أو نحوه (2)
(١) إسناده صحيح، عبد الرحمن بن زياد، ويقال: ابن أبي زياد وثقه ابن معين وابن حبان والعجلي، روى له النسائي في "الخصائص"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وعبد الله بن الحارث: هو ابن نوفل، له رؤية، وهو ابن هند أخت معاوية.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" ٣/٢٥٣، والنسائي في "خصائص علي" (١٦٧) ، من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "خصائص علي" (١٦٨) ، والطبراني في "الكبير" ١٩/ (٧٥٩) من طريق أسباط بن محمد، عن الأعمش، به.
وأخرجه البزار (٣٢٨١) عن عمرو بن يحيى ومحمد بن خلف، عن المعتمر بن سليمان، عن ليث -هو ابن أبي سليم-، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "تقتل عمارا الفئة الباغية".
وقد نقله ابن كثير في "تاريخه" ٧/٢٧٠ عن هذا الموضع من "المسند"، وقال: ثم رواه أحمد عن أبي نعيم، عن سفيان الثوري، عن الأعمش نحوه.
تفرد به أحمد بهذا السياق من هذا الوجه.
وهذا التأويل الذي سلكه معاوية بعيد، ثم لم ينفرد عبد الله بن عمرو بهذا الحديث، بل قد روي من وجوه أخر.
قلنا: ومن طريق أبي نعيم سيورده أحمد برقم (٦٥٠٠) و (٦٩٢٦) ، وسيكرره برقم (٦٩٢٧) .
وأورده الهيثمي مطولا في "المجمع" ٧/٢٤٠-٢٤١، ثم قال: رواه الطبراني وأحمد باختصار، وأبو يعلى بنحو الطبراني والبزار بقوله: "تقتل عمارا الفئة الباغية" عن عبد الله بن عمرو وحده، ورجال أحمد وأبي يعلى ثقات.
وأورده الهيثمي أيضا ٩/٢٩٦، ونسبه إلى الطبراني وحده! وقال: ورجاله ثقات.
وسيرد المرفوع منه ضمن قصة برقم (٦٥٣٨) و (٦٩٢٩) .
وذكر الحافظ في "الفتح" ١/٥٤٣ أنه رواه جماعة من الصحابة، منهم قتادة بن النعمان، وأم سلمة عند مسلم، وأبو هريرة عند الترمذي، وعبد الله بن عمرو بن العاص عند النسائي، وعثمان بن عفان، وحذيفة، وأبو أيوب، وأبو رافع،وخزيمة بن ثابت، ومعاوية، وعمرو بن العاص، وأبو اليسر، وعمار نفسه، وكلها عند الطبراني وغيره، وغالب طرقها صحيحة أو حسنة، وفيه عن جماعة آخرين يطول عدهم.
قلنا: سيرد عند أحمد من هذه الأحاديث: حديث خزيمة بن ثابت ٥/٢١٤، ٢١٥.
وحديث أبي سعيد الخدري ٣/٥ و٢٢ و٢٨ و٩١ و٥/٣٠٦.
وحديث عمرو بن العاص ٤/١٩٧، ١٩٩.
وحديث أم سلمة ٦/٢٨٩، ٣٠٠، ٣١١، ٣١٥.
وأما حديث أبي هريرة، فهو عند الترمذي (٣٨٠٠) ، وأبي يعلى (٦٥٢٤) .
وحديث معاوية هو عند الحميدي (٦٠٦) ، وعبد الرزاق (١٨٤٥) ، وأبي يعلى (٧٣٦٤) .
وحديث أبي قتادة هو عند مسلم (٢٩١٥) .
وحديث عمرو بن حزم عند أبي يعلى (٧١٧٥) و (٧٣٤٦) ، والحاكم ٢/١٥٥.
وحديث حذيفة عند البزار (٢٦٨٩) .
وحديث أبي أيوب عند الطبراني في "الكبير" (٤٠٣٠) .
وحديث أبي رافع عند الطبراني في "الكبير" (٩٥٤) .
وحديث أبي اليسر عند الطبراني في "الكبير" ١٩/ (٣٨٢) و (٣٨٣) .
وحديث معاوية عند الطبراني في "الكبير" ١٩/ (٧٥٨) و (٧٥٩) و (٩٣٢) .
وحديث ابن مسعود عند الخطيب ٨/٢٧٥.
وقول الحافظ: رواه قتادة بن النعمان؛ وهم منه، رده هو نفسه في شرحه لحديث البخاري (٤٤٧) .
قال الحافظ: وفي هذا الحديث علم من أعلام النبوة، وفضيلة ظاهرة لعلي ولعمار، ورد على النواصب الزاعمين أن عليا لم يكن مصيبا في حروبه.
والهنة: كناية عن الأمر القبيح والفعل الذميم وما يستهجن ذكره.
(٢) إسناده صحيح، وهو مكرر (٦٤٩٩) .
أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وسفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه النسائي في "خصائص علي" (١٦٨) من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" ٥/٢٨٣ عن أبي نعيم، قال: حدثنا سفيان، به.
وسيرد برقم (٦٩٢٦) .
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "من صفين": كسكين: موضع بشاطئ الفرات كانت به الوقعة العظمى بين علي ومعاوية.
"ويحك": كلمة ترحم.
" يابن سمية": - بضم سين، تصغير - : أم عمار.
"الباغية": الخارجة على الإمام الحق.
"بهنة": الهن - بفتح هاء وتخفيف نون - اشتهر كناية عن الأمر القبيح، والفعل الذميم، وما يستهجن ذكره، ويجيء لغيره أيضا؛ أي: بشر وقبيح، ولعل التاء فيه لإرادة الكلمة.
"إنما قتله الذين جاؤوا به": يريد أن النسبة مجازية إلى السبب الحامل.
فإن قلت: المتبادر من اللفظ الحقيقة، ولا يحمل على المجاز إلا لمانع منها، ولا مانع هناك من الحقيقة، فكيف صح له الحمل على المجاز؟ قلت: يمكن أن شبهته منعته من الحمل على الحقيقة، فحمله على المجاز.
وقد روي عنه جواب آخر، وهو أنه قال: "نحن الباغية لدم عثمان" أي: الطالبة له، وهذا قول بموجب الخبر، وهذا الجواب لو ثبت عنه فكأنه أجاب به على تقدير التسليم، على معنى: لو سلم أن النسبة حقيقية، فالمراد بالباغية: الطالبة للدم، لا الخارجة عن الإمام الحق.
ولا يخفى أن الجواب الثاني بعيد من السوق؛ فإن سوق الحديث للمدح، وهذا لا يخفى على أحد ممن يعرف معنى الكلام، وهذا الجواب يجعله مسوقا للذم كما لا يخفى.
وأما الجواب الأول، فيرده آخر الحديث: "تدعوهم إلى الجنة، ويدعونك إلى النار" رواه البخاري وغيره؛ لأنه صريح في أن دعوى عمار ودعوى قتلته على طرفي النقيض، وهو غير متصور بالنسبة إلى علي وقومه؛ لأن دعوتهما كانت واحدة، ولذلك اتفق أهل العلم على حقية علي، وبغي معاوية - رضي الله تعالى عنهما - .
والظاهر أن آخر الحديث ما ثبت عند معاوية، وإلا لما قال بما قال.
وأما معنى آخر الحديث، فلعل قوله: "تدعوهم إلى الجنة" معناه: تدعوهم إلى طاعة الإمام الحق الذي طاعته تفضي إلى الجنة؛ بمعنى: "ويدعونك إلى النار" أي: إلى طاعة الإمام الباطل الذي طاعته تفضي إلى النار لمن علم ببطلاته؛ كعمار، لا لمن لم يعلم به؛ كمعاوية وأصحابه، والله تعالى أعلم.
وأما إسناد هذا الحديث، فعبد الرحمن مقبول، والبقية ثقات، والله تعالى أعلم.
وهذا الجواب قد جاء عن معاوية بوجوه كثيرة صحيحة وغيرها.
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ إِنِّي لَأَسِيرُ مَعَ مُعَاوِيَةَ فِي مُنْصَرَفِهِ مِنْ صِفِّينَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَا أَبَتِ مَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِعَمَّارٍ وَيْحَكَ يَا ابْنَ سُمَيَّةَ تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ قَالَ فَقَالَ عَمْرٌو لِمُعَاوِيَةَ أَلَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ هَذَا فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لَا تَزَالُ تَأْتِينَا بِهَنَةٍ أَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ إِنَّمَا قَتَلَهُ الَّذِينَ جَاءُوا بِهِ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ مِثْلَهُ أَوْ نَحْوَهُ
عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من بايع إماما، فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه، فليطعه ما استطاع، فإن جاء آخر ينازعه...
عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: مر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نصلح خصا لنا، فقال: " ما هذا؟ " قلنا: خصا لنا، وهى فنحن نصلحه، قال: فقال:...
عن زيد بن وهب، عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة، قال: انتهيت إلى عبد الله بن عمرو بن العاص، وهو جالس في ظل الكعبة، فسمعته يقول: بينا نحن مع رسول الله صل...
عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يك فاحشا ولا متفحشا وكان يقول: " من خياركم أحاسنكم أخلاقا "
حدثنا عبد الله بن عمرو بن العاص، ونحن نطوف بالبيت، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من أيام أحب إلى الله العمل فيهن من هذه الأيام "، قيل: و...
عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اقرأ القرآن في شهر "، ثم ناقصني، وناقصته، حتى صار إلى سبع
عن عبد الله بن عمرو، قال: قال أعرابي: يا رسول الله، ما الصور؟ " قال قرن ينفخ فيه "
عن عبد الله بن عمرو، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كيف أنت إذا بقيت في حثالة من الناس؟ " قال: قلت: يا رسول الله، كيف ذلك ؟ قال: " إذا م...
حدثنا عمرو بن مرة، سمعت رجلا، في بيت أبي عبيدة، أنه سمع عبد الله بن عمرو، يحدث ابن عمر: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من سمع الناس بعم...