6885-
الأعشى المازني، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فأنشدته:
يا مالك الناس وديان العرب .
إني لقيت ذربة من الذرب
غدوت أبغيها الطعام في رجب .
فخلفتني بنزاع وهرب
أخلفت العهد ولطت بالذنب .
وهن شر غالب لمن غلب
قال: فجعل يقول النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك: " وهن شر غالب لمن غلب "
إسناده ضعيف لجهالة حال صدقة بن طيسلة ومعن بن ثعلبة.
صدقة بن طيسلة (وتحرف في (ق) و (م) و"التعجيل" إلى: طيلسة) : ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" ٤/٢٩٥، وقال: سمع معن بن ثعلبة، روى عنه يوسف البراء، ونقل ذلك ابن حبان في "الثقات" ٦/٤٦٨، والحسيني في "الإكمال" ص ٢٠٢، والحافظ في "التعجيل" ص ١٨٦.
ومعن بن ثعلبة: ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" ٧/٣٩٠، وقال: سمع الأعشى، روى عنه صدقة بن طيسلة.
وقال مثل ذلك ابن أبي حاتم وابن حبان والحسيني والحافظ.
وياقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد فمن رجال النسائي، وهو ثقة.
أبو معشر البراء: هو يوسف بن يزيد البصري العطار، والبراء: نسبة إلى بري الأشياء، قال ابن حبان: كان يبري المغازل، وقال ابن عساكر: كان يبري العود، وهو الخشب الذي يتبخر به.
قال السمعاني: وهذا أشبه، لأنه كان عطارا.
والأعشى المازني اسمه عبد الله بن الأعور، ونسب في الرواية التالية: الحرمازي، ونسبه إلى مازن البخاري في "التاريخ الكبير" ٢/٦١، وابن سعد في "الطبقات" ٧/٥٣، والحسيني في "الإكمال" ص ٣٢، والحافظ في "التعجيل" ص ٣٩، قال الآمدي في ترجمته في "المؤتلف والمختلف" ص ١٣، ١٤: فهذا أعشى بني الحرماز، فأما أصحاب الحديث فيقولون: أعشى بني مازن، والثبت أعشى بني الحرماز، فأما بنو مازن فليس فيهم أعشى، وحقق القول في ذلك ابن الأثير في "أسد الغابة" ١/١٢٣، فبعد أن ذكر أن الحرماز ومازن أخوان، وهما ابنا مالك بن عمرو بن تميم، قال: وقد جرت عادتهم (يعني العرب) ينسبون أولاد البطن القليل إلى أخيه إذا كان مشهورا، مثل أولاد نعيلة بن مليل، أخي غفار بن مليل، يقال لهم: غفاريون، منهم الحكم بن عمرو الغفاري، وليس من غفار، وإنما هو
من بني نعيلة، قيل ذلك لكثرة غفار وشهرتها.
قلنا: ولذا نسبه ابن عبد البر في "الاستيعاب" ٢/٢٦٥ (المطبوع بهامش الإصابة) الحرمازي المازني، الأولى على الجادة، والثانية للتغليب، ونضيف إلى ما أورده ابن الأثير -في سبب نسبته مازنيا- ما ذكره ابن حزم في "جمهرة أنساب العرب" ص ٢١٣ في وصف بني الحرماز، قال: وأما بنو الحرماز بن مالك ففيهم ضعة.
قلنا: فنسب الأعشى إلى مازن المعروفة بالرفعة والمنعة.
وهذا الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد، كما بينا في التعليق السابق.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" ٢/٦١، وأبو يعلى الموصلي (٦٨٧١) ، وابن حبان في "الثقات" ٣/٢١، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ٤/٢٩٩، والبيهقي في "السنن" ١٠/٢٤٠، والسمعاني في "الأنساب" في نسبة (المازني) من طريق محمد بن أبي بكر المقدمي -شيخ عبد الله بن أحمد-، بهذا الإسناد.
لكن لم يرد ني إسناد السمعاني: معن بن ثعلبة، وقال السمعاني: هكذا في رواية: صدقة، عن الأعشى.
قلنا: وقد اضطرب إسناد الحديث عند غير هؤلاء اضطرابا شديدا: فأخرجه ابن سعد ٧/٥٣، والبيهقي ١٠/٢٤٠ أيضا من طريق إبراهيم بن عرعرة، عن أبي معشر البراء، عن طيسلة (كذا) المازني، حدثني أبي والحي، عن أعشى بني مازن.
(وقع في مطبوع "سنن" البيهقي: أعشى بن ماعز) .
وأخرجه البزار (٢١١٠) من طريق عون بن كهمس، عن طيسلة، عن عمه عقبة بن ثعلبة، عن الأعشى المازني، واسمه: عبد الله بن الأعور.
وذكر الحافظ في "الإصابة" ٢/٢٦٧ أن عبد الله بن أحمد رواه من طريق عون (وقع فيه عوف) بن كهمس، عن صدقة بن طيسلة، عن معن بن ثعلبة والحي بعده، قالوا: حدثنا الأعشى، قال .
قلنا: لم نجده في "المسند" من هذه الطريق.
وقال الحافظ في ترجمة الأعشى المازني في "الإصابة" ١/٥١: ومدار حديثه على أبي معشر (تحرف فيه إلى: مسعر) البراء، عن صدقة بن طيسلة، حدثني أبي وأخي، عن أعشى بني مازن، قال .
وأورده الهيثمي في "المجمع" ٤/٣٣١، ٣٣٢، وقال: رواه عبد الله بن أحمد، ورجاله ثقات!
وأورده أيضا ٨/١٢٧، ١٢٨، وقال: رواه عبد الله بن أحمد والطبراني وأبو يعلى والبزار، وقال: إن اسم الأعشى عبد الله بن الأعور، ورجالهم ثقات.
والأبيات في دواوين الأعاشي الملحقة بـ "ديوان الأعشى الكبير" في باب أعشى مازن، وهو عبد الله بن الأعور الحرمازي، ص ٢٨٧، ٢٨٨ (طبعة فيينا، سنة ١٩٢٧م) في ١٣ بيتا.
قوله: "يا مالك الناس": قال السندي: تقريره صلى الله عليه وسلم يدل على جواز إطلاق مثله لغيره تعالى، لكن الرواية الآتية: يا سيد الناس.
فما علم التقرير على إطلاق هذا اللفظ.
وشرح بقية الألفاظ يأتي في الرواية التالية لأنها أتم.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "والحي بعد": أي: حدثني الحي بعد معن.
"قال": أي: كل منهما.
"حدثني الأعشى": ليس هذا الحديث والذي يليه من مسند عبد الله بن عمرو بن العاص، كذا ذكره شيخنا في هوامش نسخته.
قلت: قد نبه على ذلك ابن عساكر في "الفهرست" فقال: أعشى بني مازن اسمه: عبد الله بن الأعور، في أوائل الجزء الثاني من مسند عبد الله بن عمرو بن العاص، انتهى.
قوله: "يا مالك الناس": تقريره صلى الله عليه وسلم يدل على جواز إطلاق مثله لغيره تعالى، لكن الرواية الآتية: "يا سيد الناس" فما علم التقرير على إطلاق هذا اللفظ، والله تعالى أعلم.
"ديان العرب": أي: قاضيهم، تقضي بينهم بالحق.
" ذربة": ضبط - بكسر فسكون - والظاهر أنه أراد: المرأة الفاسدة.
"من الذرب": - بكسر ففتح - .
وفي "المجمع": كنى بالذربة عن فسادها وخيانتها؛ من ذرب المعدة: فسادها، وقيل: أراد سلاطة لسانها، وفساد منطقها؛ من ذرب لسانه: إذا كان حاد اللسان، لا يبالي ما قال.
" أبغيها": أي: أطلب لها.
"لطت بالذنب": اللط: منع الحق، أراد: منعته بضعها، من لطت الناقة بذنبها: إذا سدت فرجها به إذا أرادها الفحل، وقيل: أراد: توارت، وأخفت شخصها عنه كما تخفي الناقة فرجها بذنبها.
"لمن غلب": أي: للرجال الذين شأنهم الغلبة على الأعداء.
وفي "المجمع": رواه عبد الله بن أحمد، ورجاله ثقات.
حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ الْبَرَّاءُ حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ طَيْسَلَةَ حَدَّثَنِي مَعْنُ بْنُ ثَعْلَبَةَ الْمَازِنِيُّ وَالْحَيُّ بَعْدُ قَالَ حَدَّثَنِي الْأَعْشَى الْمَازِنِيُّ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْشَدْتُهُ يَا مَالِكَ النَّاسِ وَدَيَّانَ الْعَرَبْ إِنِّي لَقِيتُ ذِرْبَةً مِنْ الذِّرَبْ غَدَوْتُ أَبْغِيهَا الطَّعَامَ فِي رَجَبْ فَخَلَّفَتْنِي بِنِزَاعٍ وَهَرَبْ أَخْلَفَتْ الْعَهْدَ وَلَطَّتْ بِالذَّنَبْ وَهُنَّ شَرُّ غَالِبٍ لِمَنْ غَلَبْ قَالَ فَجَعَلَ يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ وَهُنَّ شَرُّ غَالِبٍ لِمَنْ غَلَبْ
عن أبي أمين بن ذروة، عن أبيه ذروة بن نضلة، عن أبيه نضلة بن طريف: أن رجلا منهم، يقال له: الأعشى، واسمه: عبد الله بن الأعور، كانت عنده امرأة يقال لها: م...
عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا على راحلته بمنى، قال: فأتاه رجل، فقال: يا رسول الله، إني كنت أرى أن الحلق ق...
عن أبي كبشة، قال ابن نمير في حديثه: سمعت عبد الله بن عمرو، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج...
عن أبي سعد ، قال: جاء رجل إلى عبد الله بن عمرو، فقال: إنما أسألك عما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أسألك عن التوراة فقال: سمعت رسول الله...
عن الفرزدق بن حنان القاص ، قال: - ألا أحدثكم حديثا سمعته أذناي ووعاه قلبي، لم أنسه بعد؟ - خرجت أنا وعبيد الله بن حيدة في طريق الشام، فمررنا بعبد الله...
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجلا من مزينة يسأله عن ضالة الإبل؟ فقال: " معها حذاؤها وسقاؤها، تأكل الشجر،...
عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يدخل الجنة عاق، ولا مدمن خمر، ولا منان، ولا ولد زنية "
عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن النبي صلى الله عليه وسلم " قضى أن المرأة أحق بولدها ما لم تزوج "
عن عبد الله بن عمرو، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي قاعدا، فقلت: يا رسول الله، إني حدثت أنك قلت: " أن صلاة القاعد على النصف من صلاة القائ...