حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرجل قط سفه أحلامنا وشتم آباءنا وعاب ديننا وفرق جماعتنا - مسند أحمد

مسند أحمد | مسند المكثرين من الصحابة مسند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما (حديث رقم: 7036 )


7036- عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قلت له: ما أكثر ما رأيت قريشا أصابت من رسول الله، فيما كانت تظهر من عداوته؟ قال: حضرتهم وقد اجتمع أشرافهم يوما في الحجر، فذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرجل قط، سفه أحلامنا، وشتم آباءنا، وعاب ديننا، وفرق جماعتنا، وسب آلهتنا، لقد صبرنا منه على أمر عظيم، أو كما قالوا: قال: فبينما هم كذلك ، إذ طلع عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل يمشي، حتى استلم الركن، ثم مر بهم طائفا بالبيت، فلما أن مر بهم غمزوه ببعض ما يقول، قال: فعرفت ذلك في وجهه، ثم مضى، فلما مر بهم الثانية، غمزوه بمثلها، فعرفت ذلك في وجهه، ثم مضى، ثم مر بهم الثالثة، فغمزوه بمثلها، فقال: " تسمعون يا معشر قريش، أما والذي نفس محمد بيده، لقد جئتكم بالذبح "، فأخذت القوم كلمته، حتى ما منهم رجل إلا كأنما على رأسه طائر واقع، حتى إن أشدهم فيه وصاة قبل ذلك ليرفؤه بأحسن ما يجد من القول، حتى إنه ليقول: انصرف يا أبا القاسم، انصرف راشدا، فوالله ما كنت جهولا، قال: فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا كان الغد، اجتمعوا في الحجر وأنا معهم، فقال بعضهم لبعض: ذكرتم ما بلغ منكم وما بلغكم عنه، حتى إذا بادأكم بما تكرهون تركتموه فبينما هم في ذلك، إذ طلع عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوثبوا إليه وثبة رجل واحد، فأحاطوا به، يقولون له: أنت الذي تقول كذا وكذا؟ لما كان يبلغهم عنه من عيب آلهتهم ودينهم، قال: فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نعم، أنا الذي أقول ذلك "، قال: فلقد رأيت رجلا منهم أخذ بمجمع ردائه، قال: وقام أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، دونه، يقول وهو يبكي: {أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله} [غافر: ٢٨] ؟ ثم انصرفوا عنه، فإن ذلك لأشد ما رأيت قريشا بلغت منه قط

أخرجه أحمد في مسنده


إسناده حسن.
ابن إسحاق -وهو محمد- صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه البزار -فيما ذكره الحافظ في "الفتح" ٧/١٦٨- من طريق بكر بن سليمان، والبيهقي في "الدلائل" ٢/٢٧٥ من طريق يونس بن بكير، كلاهما عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأشار البخاري في "صحيحه" إلى رواية ابن إسحاق هذه عقب الحديث (٣٨٥٦) .
وأورده الهيثمي في "المجمع" ٦/١٥، ١٦، وقال: في الصحيح طرف منه، أحمد، وقد صرح ابن إسحاق بالسماع، وبقية رجاله رجال الصحيح.
قلنا: طرفه الصحيح سلف برقم (٦٩٠٨) .
وقوله في أول الحديث: قلت له: ما أكثر .
القائل: هو عروة بن الزبير يسأل لله بن عمرو، كما صرح بذلك في الرواية (٦٩٠٨) السالفة.

شرح حديث (ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرجل قط سفه أحلامنا وشتم آباءنا وعاب ديننا وفرق جماعتنا )

حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي

قوله: " في الحجر ": - بكسر الحاء وسكون الجيم - .
" سفه ": - بتشديد الفاء - .
" وفرق ": - بالتشديد - .
" فأخذت القوم ": - بالنصب - .
" كلمته ": - بالرفع - ; أي: أثرت فيهم .
" كأنما على رأسه طائر واقع ": من عدم تحركه ويبوسة جوارحه; إذ الطائر لا يقع على متحرك .
" ليرفؤه ": - بهمزة في آخره - ; أي: يسكته ويرفق به؟ خوفا من القتل والموت .
" ما بلغ ": أي: هو .
" منكم ": من الأذى .
" وما بلغكم عنه ": من الكلام فيكم .


حديث تسمعون يا معشر قريش أما والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم بالذبح فأخذت

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏قَالَ ‏ ‏يَعْقُوبُ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبِي ‏ ‏عَنِ ‏ ‏ابْنِ إِسْحَاقَ ‏ ‏قَالَ وَحَدَّثَنِي ‏ ‏يَحْيَى بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِيهِ ‏ ‏عُرْوَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏قُلْتُ لَهُ مَا أَكْثَرَ مَا رَأَيْتَ ‏ ‏قُرَيْشًا ‏ ‏أَصَابَتْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ فِيمَا كَانَتْ تُظْهِرُ مِنْ عَدَاوَتِهِ قَالَ حَضَرْتُهُمْ وَقَدْ اجْتَمَعَ أَشْرَافُهُمْ يَوْمًا فِي ‏ ‏الْحِجْرِ ‏ ‏فَذَكَرُوا رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَقَالُوا مَا رَأَيْنَا مِثْلَ مَا صَبَرْنَا عَلَيْهِ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ قَطُّ ‏ ‏سَفَّهَ ‏ ‏أَحْلَامَنَا ‏ ‏وَشَتَمَ آبَاءَنَا وَعَابَ دِينَنَا وَفَرَّقَ جَمَاعَتَنَا وَسَبَّ آلِهَتَنَا لَقَدْ صَبَرْنَا مِنْهُ عَلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ ‏ ‏أَوْ كَمَا قَالُوا ‏ ‏قَالَ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَأَقْبَلَ يَمْشِي حَتَّى اسْتَلَمَ الرُّكْنَ ثُمَّ مَرَّ بِهِمْ طَائِفًا ‏ ‏بِالْبَيْتِ ‏ ‏فَلَمَّا أَنْ مَرَّ بِهِمْ غَمَزُوهُ بِبَعْضِ مَا يَقُولُ قَالَ فَعَرَفْتُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ ثُمَّ مَضَى فَلَمَّا مَرَّ بِهِمْ الثَّانِيَةَ غَمَزُوهُ بِمِثْلِهَا فَعَرَفْتُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ ثُمَّ مَضَى ثُمَّ مَرَّ بِهِمْ الثَّالِثَةَ فَغَمَزُوهُ بِمِثْلِهَا فَقَالَ تَسْمَعُونَ يَا مَعْشَرَ ‏ ‏قُرَيْشٍ ‏ ‏أَمَا وَالَّذِي نَفْسُ ‏ ‏مُحَمَّدٍ ‏ ‏بِيَدِهِ ‏ ‏لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِالذَّبْحِ فَأَخَذَتْ الْقَوْمَ كَلِمَتُهُ حَتَّى مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلَّا كَأَنَّمَا عَلَى رَأْسِهِ طَائِرٌ وَاقِعٌ حَتَّى إِنَّ أَشَدَّهُمْ فِيهِ ‏ ‏وَصَاةً ‏ ‏قَبْلَ ذَلِكَ لَيَرْفَؤُهُ بِأَحْسَنِ مَا يَجِدُ مِنْ الْقَوْلِ حَتَّى إِنَّهُ لَيَقُولُ انْصَرِفْ يَا ‏ ‏أَبَا الْقَاسِمِ ‏ ‏انْصَرِفْ رَاشِدًا فَوَاللَّهِ مَا كُنْتَ جَهُولًا قَالَ فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏حَتَّى إِذَا كَانَ الْغَدُ اجْتَمَعُوا فِي ‏ ‏الْحِجْرِ ‏ ‏وَأَنَا مَعَهُمْ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ذَكَرْتُمْ مَا بَلَغَ مِنْكُمْ وَمَا بَلَغَكُمْ عَنْهُ حَتَّى إِذَا بَادَأَكُمْ بِمَا تَكْرَهُونَ تَرَكْتُمُوهُ فَبَيْنَمَا هُمْ فِي ذَلِكَ إِذْ طَلَعَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَوَثَبُوا ‏ ‏إِلَيْهِ ‏ ‏وَثْبَةَ ‏ ‏رَجُلٍ وَاحِدٍ فَأَحَاطُوا بِهِ يَقُولُونَ لَهُ أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ كَذَا وَكَذَا لِمَا كَانَ يَبْلُغُهُمْ عَنْهُ مِنْ عَيْبِ آلِهَتِهِمْ وَدِينِهِمْ قَالَ فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏نَعَمْ أَنَا الَّذِي أَقُولُ ذَلِكَ قَالَ فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا مِنْهُمْ أَخَذَ بِمَجْمَعِ رِدَائِهِ قَالَ وَقَامَ ‏ ‏أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ‏ ‏دُونَهُ يَقُولُ وَهُوَ يَبْكِي ‏ { ‏أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ ‏ ‏رَبِّيَ اللَّهُ ‏} ‏ثُمَّ انْصَرَفُوا عَنْهُ فَإِنَّ ذَلِكَ لَأَشَدُّ مَا رَأَيْتُ ‏ ‏قُرَيْشًا ‏ ‏بَلَغَتْ مِنْهُ قَطُّ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث مسند أحمد

أبناؤكم ونساؤكم أحب إليكم أم أموالكم

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو: أن وفد هوازن أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالجعرانة، وقد أسلموا، فقالوا: يا رسول الله، إن...

دعوه فإنه سيكون له شيعة يتعمقون في الدين حتى يخرج...

عن مقسم أبي القاسم، مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل، قال: خرجت أنا وتليد بن كلاب الليثي، حتى أتينا عبد الله بن عمرو بن العاصي، وهو يطوف بالبيت، معلقا...

نهى عن لحوم الحمر الأهلية وعن الجلالة وعن ركوبها و...

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لحوم الحمر الأهلية، وعن الجلالة، وعن ركوبها وأكل لحومها

الآيات خرزات منظومات في سلك فإن يقطع السلك يتبع بع...

عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الآيات خرزات منظومات في سلك، فإن يقطع السلك يتبع بعضها بعضا "

ارحموا ترحموا واغفروا يغفر الله لكم

عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم على منبره يقول: " ارحموا ترحموا، واغفروا يغفر الله لكم ، ويل لأقماع القول، ويل للمصرين...

قضى أن كل مستلحق يستلحق بعد أبيه الذي يدعى له ادعا...

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " قضى أن كل مستلحق يستلحق بعد أبيه الذي يدعى له، ادعاه ورثته من بعده، فقضى: إن كان م...

يقول يحلها ويحل به رجل من قريش لو وزنت ذنوبه بذنو...

عن سعيد بن عمرو، قال: أتى عبد الله بن عمرو، ابن الزبير، وهو جالس في الحجر، فقال: يا ابن الزبير، إياك والإلحاد في حرم الله، فإني أشهد لسمعت رسول الله ص...

الرؤيا الصالحة يبشرها المؤمن هي جزء من تسعة وأربعي...

عن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: {لهم البشرى في الحياة الدنيا} [يونس: ٦٤] ، قال: " الرؤيا الصالحة، يبشرها المؤمن، هي جزء...

اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غير...

عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من ردته الطيرة من حاجة، فقد أشرك "، قالوا : يا رسول الله، ما كفارة ذلك؟ قال: " أن يقول أ...