حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

إن تقتل تقتل ذا دم وإن تنعم تنعم على شاكر وإن ترد مالا تعط مالا - مسند أحمد

مسند أحمد | مسند المكثرين من الصحابة مسند أبي هريرة رضي الله عنه (حديث رقم: 7361 )


7361- عن أبي هريرة - إن شاء الله ثم قال سفيان: الذي سمعناه منه عن ابن عجلان ، لا أدري عمن سئل سفيان: عن ثمامة بن أثال؟ فقال -: كان المسلمون أسروه، أخذوه، فكان إذا مر به قال: " ما عندك يا ثمامة؟ " قال: إن تقتل، تقتل ذا دم، وإن تنعم، تنعم على شاكر، وإن ترد مالا، تعط مالا.
قال: فكان إذا مر به قال: " ما عندك يا ثمامة؟ " قال: إن تنعم، تنعم على شاكر، وإن تقتل، تقتل ذا دم، وإن ترد المال، تعط المال.
قال: فبدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأطلقه، وقذف الله عز وجل في قلبه، قال: فذهبوا به إلى بئر الأنصار، فغسلوه، فأسلم، فقال: يا محمد، أمسيت وإن وجهك كان أبغض الوجوه إلي، ودينك أبغض الدين إلي، وبلدك أبغض البلدان إلي، فأصبحت، وإن دينك أحب الأديان إلي، ووجهك أحب الوجوه إلي لا يأتي قريشا حبة من اليمامة، حتى قال عمر: " لقد كان والله، في عيني أصغر من الخنزير، وإنه في عيني أعظم من الجبل.
خلى عنه، فأتى اليمامة، حبس عنهم، فضجوا وضجروا، فكتبوا: تأمر بالصلة ؟ قال: وكتب إليه " ، قال عبد الله بن أحمد: وسمعته يقول : عن سفيان، سمعت ابن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة، أن ثمامة بن أثال قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم

أخرجه أحمد في مسنده


إسناده قوي.
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (٩٨٣٤) من طريق عبيد الله وعبد الله ابني عمر، عن سعيد المقبري، بهذا الإسناد.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن الجارود (١٥) ، وابن خزيمة (٢٥٣) ، وأبو عوانة ٤/١٦١-١٦٢، وابن حبان (١٢٣٨) ، والبيهقي في "السنن" ١/١٧١.
وأخرجه مسلم (١٧٦٤) (٦٠) ، وأبو عوانة ٤/١٥٧-١٥٩ من طريق عبد الحميد بن جعفر، والبيهقي في "دلائل النبوة" ٤/٧٩-٨٠ من طريق يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، كلاهما عن سعيد المقبري، به - وبعضهم يزيد فيه على بعض.
وسيأتي برقم (٩٨٣٣) من طريق الليث بن سعد، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، وسيأتي مختصرا بقصة غسله فقط برقم (٨٠٣٧) من طريق عبد الله بن عمر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" ٤/٨١ من طريق محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة.
ثمامة بن أثال -بضم الهمزة وفتح الثاء-: سيد من سادات بني حنيفة قوم مسيلمة الكذاب، ولما ارتد أهل اليمامة عن الإسلام، لم يرتد ثمامة وثبت على إسلامه، وكان مقيما باليمامة ينهاهم عن اتباع مسيلمة وتصديقه، ولما مر العلاء بن الحضرمي ومن معه على جانب اليمامة يريدون البحرين لقتال المرتدين فيها، لحق به ثمامة ومن ثبت معه من قومه على الإسلام، فقاتلوا المرتدين من أهل البحرين، وقتل بعد ذلك رضي الله عنه.
انظر "أسد الغابة" ١/٢٩٤-٢٩٥، و"الإصابة" ١/٤١٠-٤١٢.
قوله: "إن تقتل تقتل ذا دم"، قال السندي: المعنى: ذا دم عظيم لا يهدر، بل يؤخذ ثأره، ففيه الإشارة إلى رياسته في قومه، وقيل: ذا دم، أي: من أصاب دما، فاستحق به القتل، أي: إن قتلت، فلا عليك، لاستحقافي القتل، وإن تركت، فهو منك إحسان أشكره.
وقوله: "وقذف الله عز وجل في قلبه"، قال: أي: ألقى في قلبه الإسلام.
وقوله: "حبس عنهم"، قال: أي: فحين أتى اليمامة حبس الطعام عن قريش.
وقوله: "فكتبوا"، قال: أي: إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وقوله: "تأمر الصلة" قال: بالنصب على نزع الخافض، وهو استفهام في مقام الأمر.
وقوله: "وكتب إليه"، قال: أي: كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى ثمامة بأن لا يحبس عنهم.

شرح حديث ( إن تقتل تقتل ذا دم وإن تنعم تنعم على شاكر وإن ترد مالا تعط مالا)

حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي

قوله: " عن ثمامة ": - بضم المثلثة - .
" ابن أثال ": - بضم الهمزة وخفة المثلثة - .
" أخذوه ": تفسير لأسروه .
" إذا مر به ": أي: النبي صلى الله عليه وسلم .
" ما عندك ": أي: أي الكلام عندك يا ثمامة؟ " إن تقتل ": كلمة "إن " شرطية، والفعلان مجزومان بها .
" ذا دم ": المشهور - الدال المهملة - ، والمعنى: ذا دم عظيم لا يهدر، بل يؤخذ ثأره، ففيه إشارة إلى رئاسته في قومه، وقيل: "ذا دم"; أي: من أصاب دما، فاستحق به القتل؟ أي: إن قتلت، فلا عليك; لاستحقاقي القتل، وإن تركت، فهو منك إحسان أشكره.
وقيل: - بالذال المعجمة وتشديد الميم - ; أي: ذا ذمام وحرمة في قومه .
" تنعم ": من الإنعام .
" ترد ": من الإرادة .
" تعط ": على بناء المفعول; أي: إن كان مرادك أن تأخذ مني مالا، وتتركني به، فاتركني، وأنا أعطيك المال .
" فبدا ": - بلا همز - ; أي: ظهر، وفاعله مفهوم من المقام; أي: ظهر له رأي فيه; أي: ظهر له أن يطلقه .
" وقذف الله ": أي: ألقى في قلبه الإسلام حتى قال عمر حين رأى من محبة النبي صلى الله عليه وسلم ما رأى.
" خلى عنه ": من التخلية؟ أي: تركه النبي صلى الله عليه وسلم إلى بلاده بعد أن أسلم .
" حبس عنهم ": أي: فحين أتى اليمامة حبس الطعام عن قريش .
" فضجوا ": - بضاد معجمة وتشديد جيم - ; من الضجيج، وهو الصياح عند مكروه ومشقة وجزع; أي: فصاحت قريش لما ضاقت بهم الحال .
" وضجروا ": من باب شبع; من الضجر، وهو القلق .
" فكتبوا ": أي: إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
" أتأمر ": من الأمر .
" الصلة ": - بالنصب - على نزع الخافض، وهو استفهام في مقام الأمر مثل أأسلمتم [آل عمران: 20] .
" وكتب إليه ": أي: كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى ثمامة بألا يحبس عنهم .


حديث ما عندك يا ثمامة قال إن تقتل تقتل ذا دم وإن تنعم تنعم

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏سُفْيَانُ ‏ ‏عَنِ ‏ ‏ابْنِ عَجْلَانَ ‏ ‏وَقُرِئَ عَلَى ‏ ‏سُفْيَانَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏سَعِيدٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ ‏ ‏سُفْيَانُ ‏ ‏الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ عَنْ ‏ ‏ابْنِ عَجْلَانَ ‏ ‏لَا أَدْرِي عَمَّنْ سُئِلَ ‏ ‏سُفْيَانُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ثُمَامَةَ بْنِ أُثَالٍ ‏ ‏فَقَالَ ‏ ‏كَانَ الْمُسْلِمُونَ أَسَرُوهُ أَخَذُوهُ فَكَانَ إِذَا مَرَّ بِهِ قَالَ مَا عِنْدَكَ يَا ‏ ‏ثُمَامَةُ ‏ ‏قَالَ إِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ وَإِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ وَإِنْ تُرِدْ مَالًا تُعْطَ مَالًا قَالَ فَكَانَ إِذَا مَرَّ بِهِ قَالَ مَا عِنْدَكَ يَا ‏ ‏ثُمَامَةُ ‏ ‏قَالَ إِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ وَإِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ وَإِنْ تُرِدْ الْمَالَ تُعْطَ الْمَالَ قَالَ ‏ ‏فَبَدَا لِرَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَأَطْلَقَهُ وَقَذَفَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي قَلْبِهِ قَالَ فَذَهَبُوا بِهِ إِلَى بِئْرِ ‏ ‏الْأَنْصَارِ ‏ ‏فَغَسَلُوهُ فَأَسْلَمَ فَقَالَ يَا ‏ ‏مُحَمَّدُ ‏ ‏أَمْسَيْتَ وَإِنَّ وَجْهَكَ كَانَ ‏ ‏أَبْغَضَ الْوُجُوهِ إِلَيَّ وَدِينَكَ أَبْغَضَ الدِّينِ إِلَيَّ وَبَلَدَكَ أَبْغَضَ الْبُلْدَانِ إِلَيَّ فَأَصْبَحْتَ وَإِنَّ دِينَكَ أَحَبُّ الْأَدْيَانِ إِلَيَّ وَوَجْهَكَ أَحَبُّ الْوُجُوهِ إِلَيَّ ‏ ‏لَا يَأْتِي قُرَشِيًّا حَبَّةٌ مِنْ ‏ ‏الْيَمَامَةِ ‏ ‏حَتَّى ‏ ‏قَالَ ‏ ‏عُمَرُ ‏ ‏لَقَدْ كَانَ وَاللَّهِ فِي عَيْنِي أَصْغَرَ مِنْ الْخِنْزِيرِ وَإِنَّهُ فِي عَيْنِي أَعْظَمُ مِنْ الْجَبَلِ خَلَّى عَنْهُ فَأَتَى ‏ ‏الْيَمَامَةَ ‏ ‏حَبَسَ عَنْهُمْ فَضَجُّوا وَضَجِرُوا فَكَتَبُوا تَأْمُرُ بِالصِّلَةِ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏وَكَتَبَ إِلَيْهِ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏سُفْيَانَ ‏ ‏سَمِعْتُ ‏ ‏ابْنَ عَجْلَانَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏سَعِيدٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏أَنَّ ‏ ‏ثُمَامَةَ بْنَ أُثَالٍ ‏ ‏قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث مسند أحمد

خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها

عن أبي هريرة، رواية: " خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشر صفوف النساء أولها "

لا أتهب إلا من قرشي أو دوسي أو ثقفي

عن أبي هريرة الدوسي، قال: فأهدى له ناقة، يعني قوله، قال: " لا أتهب إلا من قرشي، أو دوسي، أو ثقفي "

للمملوك طعامه وكسوته ولا تكلفونه من العمل ما لا ي...

عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " للمملوك طعامه وكسوته، ولا تكلفونه من العمل ما لا يطيق "

للمملوك طعامه وكسوته

عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " للمملوك طعامه وكسوته، ولا يكلف من العمل ما لا يطيق "

ما سالمناهن منذ حاربناهن يعني الحيات

عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " ما سالمناهن منذ حاربناهن " يعني الحيات

ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤاله...

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ذروني ما تركتكم، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، ما نهيتكم عنه فان...

إنما أنا لكم مثل الوالد إذا أتيتم الغائط فلا تستقب...

عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إنما أنا لكم مثل الوالد، إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها " ونهى عن الروث، والرمة، ولا...

رحم الله رجلا قام من الليل

عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " رحم الله رجلا قام من الليل " قال سفيان: " لا يرش في وجهه، تمسحه "

المدينة تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد

عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أمرت بقرية تأكل القرى، يقولون: يثرب، وهي المدينة، تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد "