7477-
عن عثمان بن شماس، قال: سمعت أبا هريرة، ومر عليه مروان، فقال: بعض حديثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو حديثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم رجع، فقلنا: الآن يقع به، قال: كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على الجنائز؟ قال: سمعته يقول: " أنت خلقتها، وأنت رزقتها، وأنت هديتها للإسلام، وأنت قبضت روحها، تعلم سرها وعلانيتها، جئنا
شفعاء، فاغفر لها "
ضعيف، فيه ثلاث علل: الأولى: اضطراب وقع في إسناده، والثانية: جهالة بعض رواته، والثالثة: رواية بعضهم له موقوفا على أبي هريرة.
أما العلة الأولى، فإن شعبة ويحيى بن أبي سليم أبا بلج -في رواية زائدة وهشيم عنه- قد سميا شيخهما فيه الجلاس، وسمى شعبة الراوي عن أبي هريرة عثمان بن شماس، بينما خالفه عبد الوارث وعباد بن صالح كما في "التاريخ الكبير" ٦/٢٧٩ للبخاري، فقالا فيه: أبو الجلاس -وهو عقبة بن سيار-، وسميا الراوي عن أبي هريرة على بن شماخ، وصوب هذه الرواية أهل العلم كأبي داود وأبي زرعة والطبراني والدارقطني والمزي، وذكر عبد الوارث -كما في "المعرفة" ليعقوب بن سفيان ٣/١٢٥- أنه هو الذي ذهب بشعبة إلى أبي الجلاس، فقلب شعبة إسناده، فجعل أبا الجلاس جلاسا.
وفي الإسناد اختلافات أخرى ستأتي في التخريج.
وأما العلة الثانية، فعلى ما صوبه أهل العلم من رواية عبد الوارث، فإن علي بن شماخ لم يرو عنه غير أبي الجلاس هذا، وذكره ابن حبان في "ثقاته" ٥/١٦٣، فهو في عداد المجهولين، ولا يعرف في غير هذا الحديث، وهو من رجال "التهذيب".
وأبو الجلاس -وهو عقبة بن سيار- روى عنه غير واحد، ووثقه ابن معين وابن حبان وابن حجر، وسأل عبد الله بن أحمد عنه أباه: أثقة هو؟ فقال: أرجو.
خرج له أبو داود والنسائي في "اليوم والليلة" هذا الحديث الواحد، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين.
وأما العلة الثالثة، فهي إعلال للرواية المرفوعة، فقد رواه زياد بن مخراق -وهو ثقة- عند يعقوب بن سفيان في "المعرفة" ٣/١٢٥ عن عقبة بن سيار أبي الجلاس، عن رجل -كذا أبهمه ولم يسمه، وهو علي بن شماخ لا غير- فوقفه عى أبي هريرة.
قلنا: ومع هذا، فقد حسنه الحافظ ابن حجر في "أماليه" على "الأذكار" للنووي، ونقله عنه ابن علان في "الفتوحات الربانية" ٤/١٧٦، وصححه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "المسند"!
وأخرج الحديث المزي في "تهذيب الكمال" ٥/١٨٠-١٨١ من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة ٣/٢٩٢ و١٠/٤١٠ عن يزيد بن هارون، به.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" ٣/١٢٤، والطبراني في "الدعاء" (١١٨٤) ، والبيهقي ٤/٤٢ من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن شعبة، به.
وأخرجه عبد بن حميد (١٤٥٠) ، والبخاري -معلقا- في "التاريخ الكبير" ٦/٢٧٩، ويعقوب بن سفيان ٣/١٢٤، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (١٠٧٦) ، والطبراني (١١٨٢) ، والبيهقي ٤/٤٢ من طريق زائدة بن قدامة، ويعقوب بن سفيان ٣/١٢٤-١٢٥ من طريق هشيم، كلاهما عن أبي بلج يحيى بن أبي سليم، عن الجلاس، قال: سأل مروان أبا هريرة .
فذكره، وبعضهم لا يتم متنه.
كذا رواه أبو بلح بإسقاط الراوي عن أبي هريرة -وهو علي بن شماخ- وأبو بلج هذا صدوق يخطىء.
وخالف زائدة وهشيما سويد بن عبد العزيز، فقد أخرجه الطبراني (١١٨٣) من طريقه عن أبي بلج يحيى بن أبي سليم، عن اللجلاج، عن أبي هريرة.
وسويد ضعيف، واللجلاج هذا الراوي عن أبي هريرة لا يعرف، إلا أن يكون أراد الجلاس، فأخطأ في اسمه.
وأخرجه الطبراني (١١٧٩) من طريق عراك بن خالد بن يزيد، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن أبي الجلاس السلمي، عن مروان بن الحكم، عن أبي هريرة.
وعراك بن خالد لين.
وأخرجه أيضا (١١٧٨) من طريق خالد بن يزيد بن صبيح، عن إبراهيم بن أبي عبلة: أن مروان بن الحكم سأل أبا هريرة .
فذكره.
وهذا منقطع، لم يذكر فيه أبو الجلاس، وفيه بكر بن سهل شيخ الطبراني، ذكر الذهبي في "الميزان" ١/٣٤٦ أن النسائي ضعفه، وقال هو فيه: مقارب الحال.
وأخرجه الطبراني (١١٨٠) من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن إسماعيل بن مسلم، عن أبي هاشم الرماني، عن رجاء بن حيوة، عن عبد الملك بن مروان، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا صلى على جنازة، قال .
فذكره.
وإسماعيل بن مسلم ضعيف.
وذكر الدارقطني في "العلل" ٣/ورقة ٢١٦ طريق المحاربي هذا، فقال فيه: عن أبي هاشم الرماني، عن رجل من أصحاب ابن حيوة، عن عبد الملك بن مروان! وذكر أن ابن فضيل خالف المحاربى فيه، فقال: عن إسماعيل بن مسلم، عن أبي هاشم، عن يحيي بن عباد، عن أبي هريرة.
وأخرجه يعقوب بن سفيان ٣/١٢٥، ومن طريقه البيهقي ٤/٤٢ عن سعيد بن منصور، عن إسماعيل ابن علية، عن زياد بن مخراق، عن أبي الجلاس، عن رجل قال: كنا قعودا مع أبي هريرة .
فذكره بصيغة الموقوف على أبي هريرة.
وإسناده إلى الرجل المبهم -وهو بلا شك علي بن شماخ- صحيح.
وسيأتي الحديث مرفوعا برقم (٨٥٤٥) عن عفان، و (٨٧٥١) عن عبد الصمد بن عبد الوارث، كلاهما عن عبد الوارث بن سعيد، عن أبي الجلاس، قال عفان في حديثه: عن عثمان بن شماخ، وقال عبد الصمد: عن علي بن شماخ، وهو الصواب، وسيأتي التحقيق في رواية عفان في موضعه.
وسيأتي برقم (٩٩١٣) عن محمد بن جعفر، عن شعبة.
وفي الباب بهذا اللفظ عن أنس بن مالك عند الطبراني في "الدعاء" (١١٨٦) ، وفيه سيف بن مسكين الأسواري، قال ابن حبان في "المجروحين" ١/٣٤٧: يأتي بالمقلوبات والأشياء الموضوعات، لا يحل الاحتجاج به لمخالفته الأثبات في الروايات على قلتها.
قال السندي: قوله: "فقال"، أي: مروان.
"بعض حديثك"، أي: دع بعض حديثك، كأنه كره إكثاره.
"ثم رجع"، أي: مروان إلى أبي هريرة.
"الآن يقع به"، أي: بأبي هريرة، لأنه نهاه فما انتهى.
"يصلي على جنازة"، أي: حين يصلي على جنازة، أو يدعو لها.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: " فقال ": أي: مروان .
" بعض حديثك ": أي: دع بعض حديثك; كأنه كره إكثاره.
" ثم رجع ": أي: مروان إلى أبي هريرة .
" الآن يقع به ": أي: بأبي هريرة; لأنه نهاه، فما انتهى.
" يصلي على جنازة ": أي: حين يصلي على جنازة، أو يدعو لها .
حَدَّثَنَا يَزِيدُ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْجُلَاسِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ شَمَّاسٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ وَمَرَّ عَلَيْهِ مَرْوَانُ فَقَالَ بَعْضَ حَدِيثِكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ حَدِيثَكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ رَجَعَ فَقُلْنَا الْآنَ يَقَعُ بِهِ قَالَ كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى جَنَائِزَ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ أَنْتَ خَلَقْتَهَا وَأَنْتَ رَزَقْتَهَا وَأَنْتَ هَدَيْتَهَا لِلْإِسْلَامِ وَأَنْتَ قَبَضْتَ رُوحَهَا تَعْلَمُ سِرَّهَا وَعَلَانِيَتَهَا جِئْنَا شُفَعَاءَ فَاغْفِرْ لَهَا
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا كسرى بعد كسرى، ولا قيصر بعد قيصر، والذي نفس محمد بيده، لينفقن كنوزهما في سبيل الله "
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يدخل أحد منكم الجنة بعمله " قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: " ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخري رجل مسلم، ولا يجتمع شح وإيمان في قلب رجل مسلم "
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صلاة في مسجدي هذا، خير من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام "
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا سبق إلا في خف أو حافر "
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد، من لدن ثديهما إلى تراقيهما، فأما المنفق، ف...
عن أبي هريرة، قال: قال أبو القاسم: " لو كان أحد عندي ذهبا، لسرني أن أنفقه في سبيل الله، وأن لا يأتي عليه ثالثة وعندي منه دينار ولا درهم، إلا شيء أرصده...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثلي ومثل الأنبياء من قبلي، كمثل رجل ابتنى بنيانا، فأحسنه وأكمله، إلا موضع لبنة من زاوية من زوا...
عن عياض بن دينار، عن أبيه، أنه سمع أبا هريرة، يقول: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: " أول زمرة من أمتي تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والتي...