7483- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد، من لدن ثديهما إلى تراقيهما، فأما المنفق، فلا ينفق منها إلا اتسعت حلقة مكانها، فهو يوسعها عليه، وأما البخيل، فإنها لا تزداد عليه إلا استحكاما "
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق حسن الحديث، وهو وإن رواه بالعنعنة قد تابعه عن أبي الزناد سفيان بن عيينة فيما سلف برقم (٧٣٣٥) ، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين.
يزيد: هو ابن هارون، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز.
قوله: "حلقة" بالرفع، كذا ضبطت في (ظ ٣) ، على أنها فاعل "اتسعت"، وضبطها السندي بالنصب على أنها تمييز، والفاعل في "اتسعت" يعود إلى الجنة.
والتراقي، قال السندي: جمع ترقوة، وهما العظمان المشرفان في أعلى الصدر.
فهو، أي: فذلك الاتساع، وهذا إشارة إلى ما يفيض الله تعالى على من يشاء من التوفيق للخير، فيشرح لذلك صدره.
إلا استحكاما، أي: فلا يقدر على إخراج اليد منها، فكيف ينفق.
قال البغوي في "شرح السنة" ٦/١٥٩: فهذا مثل ضربه النبي صلى الله عليه وسلم للجواد المنفق والبخيل الممسك، فجعل مثل الجواد مثل رجل لبس درعا سابغة، إلا أنه أول ما يلبسها تقع على الصدر والثديين إلى أن يسلك يديه في كفيها، ويرسل ذيلها على أسفل يديه، فاستمرت حتى سترت جميع بدنه، وحصنته، وجعل مثل البخيل مثل رجل كانت يداه مغلولتين إلى عنقه، ثابتتين إلى صدره، فإذا لبس الدرع، حالت يداه بينها وبين أن تمر على البدن، فاجتمعت في عنقه، ولزمت ترقوته، فكانت ثقلا ووبالا عليه من غير تحصين لبدنه.
وحقيقة المعنى: أن الجواد إذا هم بالنفقة، اتسع لذلك صدره، وطاوعته يداه، فامتدت بالعطاء والبذل، والبخيل يضيق صدره، وتنقبض يده عن الإنفاق في المعروف، فهذا معنى كلام الخطابي على الحديث.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: " والمنفق ": أي: الذي يعتاد الإنفاق في سبيل الخير، فلذلك قوبل بالبخيل .
" جبتا ": - بضم جيم وتشديد موحدة أو نون، تثنية: جبة، بالباء - ، وهو ثوب مخصوص، أو جنة - بالنون - ، وهي الدرع، وصوب النون; لقوله: "من حديد"، ولقوله: "اتسعت حلقة"، نعم إطلاق الجبة بالباء على الجنة بالنون مجازا غير بعيد، فينبغي أن تكون الجنة بالنون هو المراد في الروايتين .
" من لدن ثديهما ": - بضم المثلثة وكسر الدال المهملة وتشديد الياء - : جمع ثدي - بفتح فسكون - ، وجاء بصيغة التثنية .
" إلى تراقيهما ": - بفتح مثناة من فوق وكسر قاف - : جمع ترقوة، وهما العظمان المشرفان في أعلى الصدر، وهذا إشارة إلى ما جبل عليه الإنسان من الشح، ولذلك جمع بين البخيل والجواد فيه .
" منها ": أي: بإخراج اليد منها .
" اتسعت ": أي: الجنة .
" حلقة ": - بالنصب - على التمييز .
" مكانها ": بالنصب - على الظرف .
" فهو ": أي: فذلك الاتساع، وهذا إشارة إلى ما يفيض الله تعالى على من يشاء من التوفيق للخير، فيشرح لذلك صدره .
" إلا استحكاما ": أي فلا يقدر على إخراج اليد منها، فكيف ينفق؟
حَدَّثَنَا يَزِيدُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَثَلُ الْبَخِيلِ وَالْمُنْفِقِ كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ مِنْ لَدُنْ ثُدِيِّهِمَا إِلَى تَرَاقِيهِمَا فَأَمَّا الْمُنْفِقُ فَلَا يُنْفِقُ مِنْهَا إِلَّا اتَّسَعَتْ حَلَقَةٌ مَكَانَهَا فَهُوَ يُوَسِّعُهَا عَلَيْهِ وَأَمَّا الْبَخِيلُ فَإِنَّهَا لَا تَزْدَادُ عَلَيْهِ إِلَّا اسْتِحْكَامًا
عن أبي هريرة، قال: قال أبو القاسم: " لو كان أحد عندي ذهبا، لسرني أن أنفقه في سبيل الله، وأن لا يأتي عليه ثالثة وعندي منه دينار ولا درهم، إلا شيء أرصده...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثلي ومثل الأنبياء من قبلي، كمثل رجل ابتنى بنيانا، فأحسنه وأكمله، إلا موضع لبنة من زاوية من زوا...
عن عياض بن دينار، عن أبيه، أنه سمع أبا هريرة، يقول: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: " أول زمرة من أمتي تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والتي...
" وفي الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم قائم يصلي، يسأل الله فيها شيئا، إلا أعطاه إياه "
قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج "، قالوا: وما الهرج يا نبي الله؟ قال: " القتل " 7489- عن...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده، لأن يأخذ أحدكم حبله، فيذهب إلى الجبل، فيحتطب، ثم يأتي به يحمله على ظهره، فيبي...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لله ملائكة يتعاقبون، ملائكة الليل، وملائكة النهار، فيجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يع...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الصيام جنة، وإذا كان أحدكم يوما صائما، فلا يرفث، ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه، فليقل: إني...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفس محمد بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك "