8071-
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى ابن مريم، قال: وكان من بني إسرائيل رجل عابد يقال له: جريج، فابتنى صومعة وتعبد فيها "، قال: " فذكر بنو إسرائيل يوما عبادة جريج، فقالت: بغي منهم: لئن شئتم لأفتننه فقالوا: قد شئنا "، قال: " فأتته فتعرضت له، فلم يلتفت إليها، فأمكنت نفسها من راع كان يأوي غنمه إلى أصل صومعة جريج، فحملت، فولدت غلاما، فقالوا: ممن؟ قالت: من جريج.
فأتوه فاستنزلوه، فشتموه وضربوه وهدموا صومعته، فقال: ما شأنكم؟ قالوا: إنك زنيت بهذه البغي، فولدت غلاما.
قال: وأين هو؟ قالوا: ها هو ذا.
قال: فقام فصلى ودعا، ثم انصرف إلى الغلام فطعنه بإصبعه، وقال: بالله يا غلام، من أبوك؟ قال: أنا ابن الراعي.
فوثبوا إلى جريج فجعلوا يقبلونه، وقالوا: نبني
صومعتك من ذهب.
قال: لا حاجة لي في ذلك، ابنوها من طين كما كانت ".
قال: " وبينما امرأة في حجرها ابن لها ترضعه، إذ مر بها راكب ذو شارة، فقالت: اللهم اجعل ابني مثل هذا ".
قال: " فترك ثديها، وأقبل على الراكب فقال: اللهم لا تجعلني مثله ".
قال: " ثم عاد إلى ثديها يمصه "قال أبو هريرة: فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي صنيع الصبي ووضعه إصبعه في فمه، فجعل يمصها.
" ثم مر بأمة تضرب، فقالت: اللهم لا تجعل ابني مثلها.
قال: فترك ثديها، وأقبل على الأمة فقال: اللهم اجعلني مثلها " .
قال: " فذلك حين تراجعا الحديث، فقالت: حلقى مر الراكب ذو الشارة فقلت: اللهم اجعل ابني مثله، فقلت: اللهم لا تجعلني مثله، ومر بهذه الأمة فقلت: اللهم لا تجعل ابني مثلها، فقلت: اللهم اجعلني مثلها فقال: يا أمتاه إن الراكب
ذو الشارة جبار من الجبابرة، وإن هذه الأمة يقولون: زنت، ولم تزن، وسرقت، ولم تسرق، وهي تقول: حسبي الله " 8072- ن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى ابن مريم، وصبي كان في زمان جريج، وصبي آخر " فذكر الحديث، قال: " وأما جريج فكان رجلا عابدا في بني إسرائيل، وكانت له أم، فكان يوما يصلي، إذ اشتاقت إليه أمه، فقالت: يا جريج.
فقال: يا رب، الصلاة خير أم آتيها؟ ثم صلى، ودعته، فقال مثل ذلك، ثم دعته، فقال مثل ذلك، وصلى، فاشتد على أمه، وقالت: اللهم أر جريجا المومسات.
ثم صعد صومعة له، وكانت زانية من بني إسرائيل " فذكر نحوه
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
جرير: هو ابن حازم.
وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" ٥/ورقة ٢٤٩ من طريق وهب بن جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (٣٤٣٦) عن مسلم بن إبراهيم، ومسلم (٢٥٥٠) (٨) ، وابن حبان (٦٤٨٩) من طريق يزيد بن هارون، والبيهقي في "الشعب" (٧٨٧٩) من طريق موسى بن إسماعيل، ثلاثتهم عن جرير بن حازم، به.
وأخرجه بنحوه أبو عوانة في البر والصلة من طريق أيوب، عن محمد بن سيرين، به.
وأخرجه البخاري في "الصحيح" (٢٤٨٢) عن مسلم بن إبراهيم، عن جرير بن حازم، به - واقتصر فيه على قصة جريج.
وعلقها البخاري برقم (١٢٠٦) عن الليث، عن جعفر بن ربيعة المصري، عن الأعرج، عن أبي هريرة، ووصلها الإسماعيلي وأبو نعيم كما في "تغليق التعليق" ٢/٤٤٤.
وأخرج قصة الرضيع البخاري في "الصحيح" (٣٤٦٦) ، وابن حبان (٦٤٨٨) ، وأبو يعلى (٦٢٨٩) من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة.
وأخرجه دون هذه القصة البخاري في "الأدب المفرد" (٣٣) من طريق ابن إسحاق، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن محمد بن شرحبيل، عن أبي هريرة.
وسيأتي الحديث بطوله برقم (٨٠٧٢) من طريق جرير به، وستأتي قصة جريج منه برقم (٨٩٩٤) من طريق أبي رافع، وبرقم (٩٦٠٣) من طريق أبي سلمة، كلاهما عن أبي هريرة، وستأتي قصة الرضيع برقم (٩١٣٥) من طريق خلاس بن عمرو عن أبي هريرة.
قوله: "ذو شارة"، قال الحافظ في "الفتح" ٦/٤٨٣: أي: صاحب حسن، وقيل: صاحب هيئة ومنظر وملبس حسن يتعجب منه ويشار إليه.
وقوله: "حين تراجعا الحديث"، أي: تجادلا وتحاورا.
وحلقى، قال السندي: قيل: المعروف في اللغة التنوين، على أنه مصدر محذوف الفعل، أي: حلقك الله حلقا، لكن قد اشتهر على الألسنة بلا تنوين.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
حسين بن محمد: هو ابن بهرام المروذي.
وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" ٥/ورقة ٢٤٩ من طريق حسين بن محمد بهذا الإسناد، وانظر ما قبله.
قوله: "الصلاة خير أم آيتها"، قال السندي: أي الصلاة خير فأقبل عليها، أم آتي الأم.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: " إلا ثلاثة ": أي: لم يتكلم في بني إسرائيل، أو لم يتكلم وهو في المهد، إلا ثلاثة، فلا يرد النقض بشاهد يوسف; فقد جاء عن ابن عباس وغيره: أنه تكلم صغيرا، ولا بما جاء في قصة أصحاب الأخدود: أن صبيا قال لأمه: "يا أماه! اصبري; فإنك على الحق" رواه مسلم، ولا بما جاء أن ابنا رضيعا قال لماشطة بنت فرعون: "اصبري يا أماه; فإنا على الحق"، رواه أحمد، والبزار، وابن حبان، والحاكم، من حديث ابن عباس، وقد ذكر غيرهم أيضا، ويمكن أن يكون سن المهد ستة أشهر أو نحوها، ويكون كلام الثلاثة في هذا السن، وكلام غيرهم بعد هذا السن، والله تعالى أعلم .
" صومعة ": - بفتح مهملتين وميم - : هي نحو المنارة ينقطع فيها رهبانالنصارى .
" فذكروا بنو إسرائيل ": كذا في بعض النسخ، وهو على لغة: "أكلوني البراغيث" .
" بغي ": - بتشديد الياء - ; أي: زانية .
" لأصبينه ": أي أوقعه في الفتنة والزنى .
" يؤوي ": يضم في الليل والمطر .
" يقبلونه ": من التقبيل .
" ذو شارة ": - بالشين المعجمة والراء المخففة - : صاحب هيئة حسنة أو بحسن حسن يتعجب منه ويشار إليه .
" مثل هذا ": في جمال الهيئة وكمال الحال .
" يمصه ": - بفتح الميم - .
" ثم مر ": على بناء المفعول .
" تضرب ": على بناء المفعول .
" فذلك حين ترافعا ": الظاهر رفع "حين" على أنه خبر ذلك; إذ لا معنى للظرفية إلا بتكلف; أي: فذلك الوقت وقت مراجعة الأم والابن الحديث، وتصحيح النصب بتقدير: فذلك الكلام كان منهما حين ترافعا بعيد .
" حلقى ": قيل: المعروف في اللغة - التنوين - على أنه مصدر محذوف الفعل; أي: حلقك الله حلقا، لكن قد اشتهر على الألسنة بلا تنوين .
قوله: " الصلاة خير أم آتيها ": مضارع من الإتيان; أي: الصلاة خير فأقبل عليها، أم آتي الأم؟" أر ": صيغة دعاء من الإراءة .
" المومسات ": أي: الزانيات .
" ثم صعد ": أي: بقي صاعدا في صومعته، وما نزل منها لزيارة الأم .
حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَكَانَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَابِدٌ يُقَالُ لَهُ جُرَيْجٌ فَابْتَنَى صَوْمَعَةً وَتَعَبَّدَ فِيهَا قَالَ فَذَكَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَوْمًا عِبَادَةَ جُرَيْجٍ فَقَالَتْ بَغِيٌّ مِنْهُمْ لَئِنْ شِئْتُمْ لَأُصْبِيَنَّهُ فَقَالُوا قَدْ شِئْنَا قَالَ فَأَتَتْهُ فَتَعَرَّضَتْ لَهُ فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا فَأَمْكَنَتْ نَفْسَهَا مِنْ رَاعٍ كَانَ يَأْوِي غَنَمَهُ إِلَى أَصْلِ صَوْمَعَةِ جُرَيْجٍ فَحَمَلَتْ فَوَلَدَتْ غُلَامًا فَقَالُوا مِمَّنْ قَالَتْ مِنْ جُرَيْجٍ فَأَتَوْهُ فَاسْتَنْزَلُوهُ فَشَتَمُوهُ وَضَرَبُوهُ وَهَدَمُوا صَوْمَعَتَهُ فَقَالَ مَا شَأْنُكُمْ قَالُوا إِنَّكَ زَنَيْتَ بِهَذِهِ الْبَغِيِّ فَوَلَدَتْ غُلَامًا قَالَ وَأَيْنَ هُوَ قَالُوا هَا هُوَ ذَا قَالَ فَقَامَ فَصَلَّى وَدَعَا ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْغُلَامِ فَطَعَنَهُ بِإِصْبَعِهِ وَقَالَ بِاللَّهِ يَا غُلَامُ مَنْ أَبُوكَ قَالَ أَنَا ابْنُ الرَّاعِي فَوَثَبُوا إِلَى جُرَيْجٍ فَجَعَلُوا يُقَبِّلُونَهُ وَقَالُوا نَبْنِي صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ قَالَ لَا حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ ابْنُوهَا مِنْ طِينٍ كَمَا كَانَتْ قَالَ وَبَيْنَمَا امْرَأَةٌ فِي حِجْرِهَا ابْنٌ لَهَا تُرْضِعُهُ إِذْ مَرَّ بِهَا رَاكِبٌ ذُو شَارَةٍ فَقَالَتْ اللَّهُمَّ اجْعَلْ ابْنِي مِثْلَ هَذَا قَالَ فَتَرَكَ ثَدْيَهَا وَأَقْبَلَ عَلَى الرَّاكِبِ فَقَالَ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ قَالَ ثُمَّ عَادَ إِلَى ثَدْيِهَا يَمُصُّهُ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْكِي عَلَيَّ صَنِيعَ الصَّبِيِّ وَوَضْعَهُ إِصْبَعَهُ فِي فَمِهِ فَجَعَلَ يَمُصُّهَا ثُمَّ مُرَّ بِأَمَةٍ تُضْرَبُ فَقَالَتْ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ ابْنِي مِثْلَهَا قَالَ فَتَرَكَ ثَدْيَهَا وَأَقْبَلَ عَلَى أُمِّهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا قَالَ فَذَلِكَ حِينَ تَرَاجَعَا الْحَدِيثَ فَقَالَتْ حَلْقَى مَرَّ الرَّاكِبُ ذُو الشَّارَةِ فَقُلْتُ اللَّهُمَّ اجْعَلْ ابْنِي مِثْلَهُ فَقُلْتَ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ وَمُرَّ بِهَذِهِ الْأَمَةِ فَقُلْتُ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ ابْنِي مِثْلَهَا فَقُلْتَ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا فَقَالَ يَا أُمَّتَاهْ إِنَّ الرَّاكِبَ ذُو الشَّارَةِ جَبَّارٌ مِنْ الْجَبَابِرَةِ وَإِنَّ هَذِهِ الْأَمَةَ يَقُولُونَ زَنَتْ وَلَمْ تَزْنِ وَسَرَقَتْ وَلَمْ تَسْرِقْ وَهِيَ تَقُولُ حَسْبِيَ اللَّهُ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَام وَصَبِيٌّ كَانَ فِي زَمَانِ جُرَيْجٍ وَصَبِيٌّ آخَرُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ وَأَمَّا جُرَيْجٌ فَكَانَ رَجُلًا عَابِدًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَانَتْ لَهُ أُمٌّ وَكَانَ يَوْمًا يُصَلِّي إِذْ اشْتَاقَتْ إِلَيْهِ أُمُّهُ فَقَالَتْ يَا جُرَيْجُ فَقَالَ يَا رَبِّ الصَّلَاةُ خَيْرٌ أَمْ أُمِّي آتِيهَا ثُمَّ صَلَّى وَدَعَتْهُ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ دَعَتْهُ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ وَصَلَّى فَاشْتَدَّ عَلَى أُمِّهِ وَقَالَتْ اللَّهُمَّ أَرِ جُرَيْجًا الْمُومِسَاتِ ثُمَّ صَعِدَ صَوْمَعَةً لَهُ وَكَانَتْ زَانِيَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ
عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة قال: سمعت أبا هريرة، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن طالت بكم مدة أوشك أن ترى قوما يغدون في سخط ال...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أخشى عليكم الفقر، ولكن أخشى عليكم التكاثر، وما أخشى عليكم الخطأ، ولكن أخشى عليكم العمد "
عن أبي هريرة، قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس، فذكر الإيمان بالله، والجهاد في سبيل الله، من أفضل الأعمال عند الله، قال: فقام رجل فقال...
عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤمنا في الصلاة، فيجهر ويخافت، فجهرنا فيما جهر فيه، وخافتنا فيما خافت فيه، وسمعته يقول: " لا صلاة...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا توضأ أحدكم، فليستنثر، وإذا استجمر، فليوتر "
عن همام بن منبه، أنه سمع أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقبل صلاة من أحدث حتى يتوضأ " قال: فقال له رجل من أهل حضرموت: ما الح...
عن أبي هريرة، أن جبريل عليه السلام جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فعرف صوته، فقال: " ادخل " فقال: إن في البيت سترا في الحائط فيه تماثيل، فاقط...
عن أبي هريرة، قال: بينا الحبشة يلعبون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بحرابهم، دخل عمر فأهوى إلى الحصباء يحصبهم بها، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو كان الدين عند الثريا، لذهب رجال من فارس - أو أبناء فارس - حتى يتناولوه "