1458- عن أبي سعيد بن المعلى، أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو يصلي، فدعاه، قال: فصليت ثم أتيته، قال: فقال: «ما منعك أن تجيبني؟»، قال: كنت أصلي، قال: " ألم يقل الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} [الأنفال: 24]، لأعلمنك أعظم سورة من القرآن أو في القرآن، شك خالد قبل أن أخرج من المسجد "، قال: قلت: يا رسول الله، قولك: قال: «الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني التي أوتيت، والقرآن العظيم»
إسناده صحيح.
خالد: هو ابن الحارث الهجيمي.
وأخرجه البخاري (4474) و (4647) و (4703) و (5006)، وابن ماجه (3785)، والنسائي، في "الكبرى" (987) و (7956) و (10914) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد" (15730)، و"صحيح ابن حبان " (777).
وقوله: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} اختلف المفسرون في معنى قوله: {لما يحييكم} فقال بعضهم: الإيمان، فإنه يورث الحياة الأبدية، وقال مجاهد: للحق، وقال آخرون: للقرآن فإن فيه الحياة والنجاة، أو الشهادة، فإنهم أحياء عند ربهم يرزقون، أو الجهاد، فإنه سبب بقائكم.
قاله صاحب "جامع البيان" 463/ 13 - 467.
وأولى الأقوال بالصواب قول من قال: معناه استجيبوا لله وللرسول بالطاعة إذا دعاكم الرسول لما يحييكم من الحق.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( عَنْ أَبِي سَعِيد بْن الْمُعَلَّى ) : بِتَشْدِيدِ اللَّام الْمَفْتُوحَةِ ( قَالَ كُنْت أُصَلِّي ) : قَالَ اِبْن الْمَلَك وَقِصَّته أَنَّهُ قَالَ مَرَرْت ذَات يَوْم عَلَى الْمَسْجِد وَرَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَر فَقُلْت لَقَدْ حَدَثَ أَمْر فَجَلَسْت فَقَرَأَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهك فِي السَّمَاء } فَقُلْت لِصَاحِبِي تَعَالَ حَتَّى نَرْكَعَ رَكْعَتَيْنِ قَبْل أَنْ يَنْزِلَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْمَنْزِل فَنَكُونَ أَوَّلُ مَنْ صَلَّى فَكُنْت أُصَلِّي فَدَعَانِي النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ أُجِبْهُ حَتَّى صَلَّيْت قَالَ أَلَمْ يَقُلْ اللَّه تَعَالَى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ ) بِالطَّاعَةِ ( إِذَا دَعَاكُمْ ) : وَحَّدَ الضَّمِيرَ لِأَنَّ دَعْوَة اللَّه تُسْمَعُ مِنْ رَسُوله ( لِمَا يُحْيِيكُمْ ) : أَيْ الْإِيمَان فَإِنَّهُ يُورِثُ الْحَيَاة الْأَبَدِيَّة أَوْ الْقُرْآن فِيهِ الْحَيَاة وَالنَّجَاة , أَوْ الشَّهَادَة فَإِنَّهُمْ أَحْيَاء عِنْد اللَّه يُرْزَقُونَ , أَوْ الْجِهَاد فَإِنَّهُ سَبَبُ بَقَائِكُمْ كَذَا فِي جَامِعِ الْبَيَانِ.
وَدَلَّ الْحَدِيث عَلَى أَنَّ إِجَابَةَ الرَّسُول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تُبْطِل الصَّلَاةَ , كَمَا أَنَّ خِطَابَهُ بِقَوْلِك السَّلَام عَلَيْك أَيّهَا النَّبِيُّ لَا يُبْطِلُهَا.
وَقِيلَ إِنَّ دُعَاءَهُ كَانَ لِأَمْرٍ لَا يَحْتَمِلُ التَّأْخِير وَلِلْمُصَلِّي أَنْ يَقْطَعَ الصَّلَاة بِمِثْلِهِ ( أَعْظَم سُورَة ) : أَيْ أَفْضَل وَقِيلَ أَكْثَر أَجْرًا.
قَالَ الطِّيبِيُّ : وَإِنَّمَا قَالَ أَعْظَم سُورَةً اِعْتِبَارًا بِعَظِيمِ قَدْرِهَا وَتَفَرُّدهَا بِالْخَاصِّيَّةِ الَّتِي لَمْ يُشَارِكْهَا فِيهَا غَيْرُهَا مِنْ السُّوَر , وَلِاشْتِمَالِهَا عَلَى فَوَائِد وَمَعَانٍ كَثِيرَة مَعَ وَجَازَة أَلْفَاظهَا ( يَا رَسُول اللَّه قَوْلك ) : أَيْ رَاعِ قَوْلك وَاحْفَظْهُ ( هِيَ السَّبْع الْمَثَانِي ) : قِيلَ اللَّام لِلْعَهْدِ مِنْ قَوْله تَعَالَى { وَلَقَدْ آتَيْنَاك سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي وَالْقُرْآن الْعَظِيم } الْآيَة ( وَالْقُرْآن الْعَظِيم ) : عَطْف عَلَى السَّبْع عَطْف صِفَة عَلَى صِفَة , وَقِيلَ هُوَ عَطْف عَامٍّ عَلَى خَاصٍّ وَفِيهِ دَلِيل عَلَى جَوَاز إِطْلَاق الْقُرْآن عَلَى بَعْضه وَفِي رِوَايَة لِلْبُخَارِيِّ " قَالَ الْحَمْد لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ هِيَ السَّبْع الْمَثَانِي وَالْقُرْآن الْعَظِيم الَّذِي أُوتِيته " وَفِي رِوَايَة لَهُ مِنْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة مَرْفُوعًا " أُمّ الْقُرْآن هِيَ السَّبْع الْمَثَانِي وَالْقُرْآن الْعَظِيم " قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ.
وَأَبُو سَعِيد بْن الْمُعَلَّى أَنْصَارِيٌّ مَدَنِيّ , وَقِيلَ لَا يُعْرَفُ اِسْمه , وَقِيلَ اِسْمه رَافِع وَهُوَ مِنْ الصَّحَابَة الَّذِينَ اِنْفَرَدَ الْبُخَارِيّ بِإِخْرَاجِ حَدِيثهمْ وَلَيْسَ لَهُ فِي كِتَابه سِوَى هَذَا الْحَدِيث.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا خَالِدٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ سَمِعْتُ حَفْصَ بْنَ عَاصِمٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِهِ وَهُوَ يُصَلِّي فَدَعَاهُ قَالَ فَصَلَّيْتُ ثُمَّ أَتَيْتُهُ قَالَ فَقَالَ مَا مَنَعَكَ أَنْ تُجِيبَنِي قَالَ كُنْتُ أُصَلِّي قَالَ أَلَمْ يَقُلْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ } لَأُعَلِّمَنَّكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ مِنْ الْقُرْآنِ أَوْ فِي الْقُرْآنِ شَكَّ خَالِدٌ قَبْلَ أَنْ أَخْرُجَ مِنْ الْمَسْجِدِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَوْلُكَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي الَّتِي أُوتِيتُ وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ
عن ابن عباس، قال: «أوتي رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعا من المثاني الطول، وأوتي موسى عليه السلام ستا، فلما ألقى الألواح، رفعت ثنتان، وبقي أربع»
عن أبي بن كعب، قال: قال رسول صلى عليه وسلم: «أبا المنذر، أي آية معك من كتاب الله أعظم؟» قال: قلت: الله ورسوله أعلم.<br> قال: «أبا المنذر، أي آية معك م...
عن أبي سعيد الخدري، أن رجلا سمع رجلا يقرأ: قل هو الله أحد يرددها، فلما أصبح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر له، وكأن الرجل يتقالها، فقال ال...
عن عقبة بن عامر، قال: كنت أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم ناقته في السفر، فقال لي: «يا عقبة، ألا أعلمك خير سورتين قرئتا؟» فعلمني قل أعوذ برب الفلق،...
عن عقبة بن عامر، قال: بينا أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الجحفة، والأبواء، إذ غشيتنا ريح، وظلمة شديدة، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسل...
عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال لصاحب القرآن: اقرأ، وارتق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها...
عن قتادة، قال: سألت أنسا عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «كان يمد مدا»
عن يعلى بن مملك، أنه سأل أم سلمة، عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلاته، فقالت: «وما لكم وصلاته؟ كان يصلي وينام قدر ما صلى، ثم يصلي قدر ما نام...
عن عبد الله بن مغفل، قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وهو على ناقة يقرأ بسورة الفتح، وهو يرجع»