1464- عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال لصاحب القرآن: اقرأ، وارتق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها "
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن أبي النجود.
مسدد: هو ابن مسرهد بن مسربل الأسدي، ويحيي: هو ابن سعيد القطان، وسفيان:
هو الثوري، وزر: هو ابن حبيش الأسدي.
وأخرجه الترمذي (3141) و (3142)، والنسائى في "الكبرى" (8002) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وهو في "مسند أحمد" (6799)، و"صحيح ابن حبان" (766).
له شاهد صحيح من حديث أبي هريرة عند أحمد (10087)، والترمذي (3136).
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( يُقَالُ ) : أَيْ عِنْدَ دُخُولِ الْجَنَّة ( لِصَاحِبِ الْقُرْآن ) : أَيْ مَنْ يُلَازِمُهُ بِالتِّلَاوَةِ وَالْعَمَل لَا مَنْ يَقْرَؤُهُ وَلَا يَعْمَلُ بِهِ ( اِقْرَأْ وَارْتَقِ ) : أَيْ إِلَى دَرَجَات الْجَنَّة أَوْ مَرَاتِب الْقُرَبِ ( وَرَتِّلْ ) : أَيْ لَا تَسْتَعْجِلْ فِي قِرَاءَتِك فِي الْجَنَّة الَّتِي هِيَ لِمُجَرَّدِ التَّلَذُّذِ وَالشُّهُودِ الْأَكْبَرِ كَعِبَادَةِ الْمَلَائِكَةِ ( كَمَا كُنْت تُرَتِّلُ ) : أَيْ فِي قِرَاءَتِك , وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الْجَزَاءَ عَلَى وَفْقِ الْأَعْمَال كَمْيَّة وَكَيْفِيَّة ( فِي الدُّنْيَا ) : مِنْ تَجْوِيدِ الْحُرُوفِ وَمَعْرِفَة الْوُقُوف ( فَإِنَّ مَنْزِلَك عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا ) : وَقَدْ وَرَدَ فِي الْحَدِيث أَنَّ دَرَجَاتِ الْجَنَّة عَلَى عَدَد آيَات الْقُرْآنِ , وَجَاءَ فِي حَدِيث مَنْ أَهْل الْقُرْآن فَلَيْسَ فَوْقَهُ دَرَجَةٌ , فَالْقُرَّاءُ يَتَصَاعَدُونَ بِقَدْرِهَا.
قَالَ الدَّانِيّ : وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ عَدَد آي الْقُرْآن سِتَّة آلَاف آيَة ثُمَّ اِخْتَلَفُوا فِيمَا زَادَ فَقِيلَ وَمِائَتَا آيَة وَأَرْبَع آيَات , وَقِيلَ وَأَرْبَع عَشْرَة , وَقِيلَ وَتِسْع عَشْرَة , وَقِيلَ وَخَمْس وَعِشْرُونَ , وَقِيلَ وَسِتّ وَثَلَاثُونَ اِنْتَهَى.
وَيُؤْخَذ مِنْ الْحَدِيث أَنَّهُ لَا يُنَالُ هَذَا الثَّوَاب الْأَعْظَم إِلَّا مَنْ حَفِظَ الْقُرْآنَ وَأَتْقَنَ أَدَاءَهُ وَقِرَاءَتَهُ كَمَا يَنْبَغِي لَهُ.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : جَاءَ فِي الْأَثَرِ عِدَاد آي الْقُرْآن عَلَى قَدْر دَرَج الْجَنَّة , يُقَالُ لِلْقَارِئِ اِقْرَأْ وَارْتَقِ الدَّرَج عَلَى قَدْر مَا تَقْرَأ مِنْ آي الْقُرْآنِ , فَمَنْ اِسْتَوْفَى قِرَاءَةَ جَمِيعِ الْقُرْآنِ اِسْتَوْلَى عَلَى أَقْصَى دَرَجِ الْجَنَّةِ , وَمَنْ قَرَأَ جُزْءً مِنْهَا كَانَ رُقِيُّهُ مِنْ الدَّرَجِ عَلَى قَدْر ذَلِكَ , فَيَكُونُ مُنْتَهَى الثَّوَابِ عِنْدَ مُنْتَهَى الْقِرَاءَة اِنْتَهَى.
وَقَالَ الطِّيبِيُّ : إِنَّ التَّرَقِّي يَكُونُ دَائِمًا فَكَمَا أَنَّ قِرَاءَتَهُ فِي حَال الِاخْتِتَامِ اِسْتَدْعَتْ الِافْتِتَاح الَّذِي لَا اِنْقِطَاع لَهُ كَذَلِكَ هَذِهِ الْقِرَاءَة وَالتَّرَقِّي فِي الْمَنَازِل الَّتِي لَا تَتَنَاهَى , وَهَذِهِ الْقِرَاءَة لَهُمْ كَالتَّسْبِيحِ لِلْمَلَائِكَةِ لَا تَشْغَلُهُمْ مِنْ مُسْتَلَذَّاتهمْ بَلْ هِيَ أَعْظَمُهَا اِنْتَهَى.
قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاء : إِنَّ مَنْ عَمِلَ بِالْقُرْآنِ فَكَأَنَّهُ يَقْرَؤُهُ دَائِمًا وَإِنْ لَمْ يَقْرَأْهُ , وَمَنْ لَمْ يَعْمَلْ بِالْقُرْآنِ فَكَأَنَّهُ لَمْ يَقْرَأْهُ وَإِنْ قَرَأَهُ دَائِمًا , وَقَدْ قَالَ اللَّه تَعَالَى { كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْك مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ } فَمُجَرَّدُ التِّلَاوَة وَالْحِفْظ لَا يُعْتَبَرُ اِعْتِبَارًا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ الْمَرَاتِب الْعَلِيَّة فِي الْجَنَّةِ الْعَالِيَةِ.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْن مَاجَهْ وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا
عن قتادة، قال: سألت أنسا عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «كان يمد مدا»
عن يعلى بن مملك، أنه سأل أم سلمة، عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلاته، فقالت: «وما لكم وصلاته؟ كان يصلي وينام قدر ما صلى، ثم يصلي قدر ما نام...
عن عبد الله بن مغفل، قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وهو على ناقة يقرأ بسورة الفتح، وهو يرجع»
عن البراء بن عازب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «زينوا القرآن بأصواتكم»
عن سعيد بن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يتغن بالقرآن» (1) 1470- عن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم م...
قال عبيد الله بن أبي يزيد: مر بنا أبو لبابة فاتبعناه حتى دخل بيته، فدخلنا عليه، فإذا رجل رث البيت، رث الهيئة، فسمعته يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه...
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما أذن الله لشيء، ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن، يجهر به»
عن سعد بن عبادة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من امرئ يقرأ القرآن، ثم ينساه، إلا لقي الله عز وجل يوم القيامة أجذم»
سمعت عمر بن الخطاب، يقول: سمعت هشام بن حكيم بن حزام، يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها، فكدت أن أعجل علي...