1539- عن عمر بن الخطاب، قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من خمس: من الجبن، والبخل، وسوء العمر، وفتنة الصدر، وعذاب القبر "
إسناده صحيح.
وكيع: هو ابن الجراح، وإسرائيل: هو ابن يونس السبيعي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي الهمداني وأخرجه ابن ماجه (3844)، والنسائي في "الكبرى" (7829) و (7862) من طريقين عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائى (7864) و (7865) و (7881) من طريقين عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه النسائي (7866) من طريق سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن عمرو ابن ميمون، به.
مرسلا.
وهو في "مسند أحمد" (145)، و"صحيح ابن حبان" (1024).
وقوله: وأعوذ بك من فتنة الصدر.
قال وكيع في رواية ابن ماجه: يعني الرجل يموت على فتنة لا يستغفر الله منها.
وقال صاحب "بذل المجهود": ما ينطوي عليه الصدر من القساوة والحقد والحسد والعقائد الباطلة، والأخلاق السيئة.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( مِنْ الْجُبْن ) : قَالَ الشَّوْكَانِيُّ بِضَمِّ الْجِيم وَسُكُون الْبَاء وَتُضَمُّ الْمَهَابَةُ لِلْأَشْيَاءِ وَالتَّأَخُّرُ عَنْ فِعْلهَا , وَإِنَّمَا تَعَوَّذَ مِنْهُ صَلَّى عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ لِأَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى عَدَم الْوَفَاء بِفَرْضِ الْجِهَاد وَالصَّدْع بِالْحَقِّ وَإِنْكَار الْمُنْكَر وَيَجُرُّ إِلَى الْإِخْلَال بِكَثِيرٍ مِنْ الْوَاجِبَات ( وَالْبُخْل ) : بِضَمِّ الْبَاء الْمُوَحَّدَة وَإِسْكَان الْخَاء الْمُعْجَمَة وَبِفَتْحِهِمَا وَبَضِّهِمَا وَبِفَتْحِ الْبَاء وَإِسْكَان الْخَاء ضِدّ الْكَرَم , ذَكَرَ مَعْنَى ذَلِكَ فِي الْقَامُوس وَقَدْ قَيَّدَهُ بَعْضهمْ فِي الْحَدِيث بِمَنْعِ مَا يَجِبُ إِخْرَاجه مِنْ الْمَال شَرْعًا أَوْ عَادَة وَلَا وَجْه لَهُ لِأَنَّ الْبُخْل بِمَا لَيْسَ بِوَاجِبٍ مِنْ غَرَائِر النَّقْص الْمُضَادَّة لِلْكَمَالِ , فَالتَّعَوُّذُ مِنْهَا حَسَن بِلَا شَكٍّ فَأَوْلَى تَبْقِيَةُ الْحَدِيث عَلَى عُمُومِهِ وَتَرْك التَّعَرُّض لِتَقْيِيدِهِ بِمَا لَا دَلِيل عَلَيْهِ ( وَسُوء الْعُمْر ) : هُوَ الْبُلُوغ إِلَى حَدّ فِي الْهَرِم يَعُودُ مَعَهُ كَالطِّفْلِ فِي سُخْف الْعَقْل وَقِلَّة الْفَهْم وَضَعْف الْقُوَّة ( وَفِتْنَة الصَّدْر ) : قَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ فِي جَامِع الْمَسَانِيد : هِيَ أَنْ يَمُوتَ غَيْرَ تَائِب , وَقَالَ الْأَشْرَفِيّ فِي شَرْح الْمَصَابِيح : قِيلَ هِيَ مَوْته وَفَسَاده , وَقِيلَ مَا يَنْطَوِي عَلَيْهِ الصَّدْر مِنْ غِلّ وَحَسَد وَخُلُق سَيِّئ وَعَقِيدَة غَيْر مُرْضِيَة.
وَقَالَ الطِّيبِيُّ : هُوَ الضِّيقُ الْمُشَار إِلَيْهِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى { وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا } ( وَعَذَاب الْقَبْر ) : فِيهِ رَدٌّ عَلَى الْمُنْكَرِينَ لِذَلِكَ مِنْ الْمُعْتَزِلَة , وَالْأَحَادِيث فِي هَذَا الْبَابِ مُتَوَاتِرَةٌ.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ.
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْ خَمْسٍ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَسُوءِ الْعُمُرِ وَفِتْنَةِ الصَّدْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ
عن أنس بن مالك، يقول: كان رسول صلى عليه وسلم يقول: «اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة...
عن عبد الله بن عباس، أن رسول صلى عليه وسلم كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن، يقول: «اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب...
عن عائشة رضي عنها، أن النبي صلى عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء الكلمات: «اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار، وعذاب النار، ومن شر الغنى والفقر»
عن أبي هريرة، أن النبي صلى عليه وسلم كان يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الفقر، والقلة، والذلة، وأعوذ بك من أن أظلم، أو أظلم»
عن ابن عمر، قال: كان من دعاء رسول صلى عليه وسلم: «اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحويل عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك»
قال أبو هريرة: إن رسول صلى عليه وسلم كان يدعو يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الشقاق، والنفاق، وسوء الأخلاق»
عن أبي هريرة، قال: كان رسول صلى عليه وسلم يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الجوع، فإنه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة، فإنها بئست البطانة»
سمع أبا هريرة، يقول: كان رسول صلى عليه وسلم يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الأربع، من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعاء لا يسمع»
أن أنس بن مالك حدثنا، أن رسول صلى عليه وسلم كان يقول: «اللهم إني أعوذ بك من صلاة لا تنفع»، وذكر دعاء آخر