حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

المسائل كدوح يكدح بها الرجل وجهه - سنن أبي داود

سنن أبي داود | كتاب الزكاة باب ما تجوز فيه المسألة (حديث رقم: 1639 )


1639- عن سمرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المسائل كدوح يكدح بها الرجل وجهه، فمن شاء أبقى على وجهه، ومن شاء ترك، إلا أن يسأل الرجل ذا سلطان، أو في أمر لا يجد منه بدا»

أخرجه أبو داوود


إسناده صحيح.
وأخرجه الترمذي (688)، والنسائي في "الكبرى" (2391) و (2392) من طريق عبد الملك بن عمير، به.
وهو في "مسند أحمد" (20219)، و"صحيح ابن حبان" (3397).
كدوح: خدوش وجروح يخدش بها الرجل وجهه يوم القيامة، وهو كناية عن الذل والهوان.

شرح حديث (المسائل كدوح يكدح بها الرجل وجهه)

عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي

‏ ‏( حَفْص بْن عُمَر النَّمِرِيّ ) ‏ ‏: بِفَتْحَتَيْنِ نِسْبَة إِلَى نَمِر ‏ ‏( قَالَ الْمَسَائِل ) ‏ ‏: جَمْع الْمَسْأَلَة وَجُمِعَتْ لِاخْتِلَافِ أَنْوَاعهَا وَالْمُرَاد هُنَا سُؤَال أَمْوَال النَّاس ‏ ‏( كَدُوْحِ ) ‏ ‏: مِثْل صَبُور لِلْمُبَالَغَةِ مِنْ الْكَدْح بِمَعْنَى الْجُرْح أَوْ هِيَ آثَار الْخُمُوش.
قَالَ فِي الْمِرْقَاة : فَالْإِخْبَار بِهِ عَنْ الْمَسَائِل بِاعْتِبَارِ مَنْ قَامَتْ بِهِ , أَيْ سَائِل النَّاس أَمْوَالهمْ جَارِح لَهُمْ بِمَعْنَى مُؤْذِيهمْ أَوْ جَارِح وَجْهه , وَبِضَمِّ الْكَاف جَمْع كَدْح وَهُوَ أَثَر مُسْتَنْكَر مِنْ خَدْش أَوْ عَضّ , وَالْجَمْع هُنَا أَنْسَب لِيُنَاسِب الْمَسَائِل ‏ ‏( يَكْدَح بِهَا الرَّجُل ) ‏ ‏: أَيْ يَجْرَح وَيَشِين بِالسَّائِلِ ‏ ‏( وَجْهه ) ‏ ‏: وَيَسْعَى فِي ذَهَاب عِرْضه بِالسُّؤَالِ يُرِيق مَاء وَجْهه فَهِيَ كَالْجِرَاحَةِ.
وَالْكَدْح قَدْ يُطْلَق عَلَى غَيْر الْجَرْح وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى : { إِنَّك كَادِحٌ إِلَى رَبّك كَدْحًا فَمُلَاقِيه } ‏ ‏( فَمَنْ شَاءَ ) ‏ ‏: أَيْ الْإِبْقَاء ‏ ‏( أَبْقَى عَلَى وَجْهه ) ‏ ‏: أَيْ مَاء وَجْهه مِنْ الْحَيَاء بِتَرْكِ السُّؤَال وَالتَّعَفُّف ‏ ‏( مَنْ شَاءَ ) ‏ ‏: أَيْ عَدَم الْإِبْقَاء ‏ ‏( تَرَكَ ) ‏ ‏: أَيْ ذَلِكَ الْإِبْقَاء ‏ ‏( إِلَّا أَنْ يَسْأَل الرَّجُل ذَا سُلْطَان ) ‏ ‏: أَيْ حَكَمٌ وَمَلِكٌ بِيَدِهِ بَيْت الْمَال.
وَفِيهِ دَلِيل عَلَى جَوَاز سُؤَال السُّلْطَان مِنْ الزَّكَاة أَوْ الْخُمُس أَوْ بَيْت الْمَال أَوْ نَحْو ذَلِكَ فَيَخُصّ بِهِ عُمُوم أَدِلَّة تَحْرِيم السُّؤَال ‏ ‏( أَوْ فِي أَمْر لَا يَجِد مِنْهُ بُدًّا ) ‏ ‏: أَيْ عِلَاجًا آخَر غَيْر السُّؤَال أَوْ لَا يُوجَد مِنْ السُّؤَال فِرَاقًا وَخَلَاصًا.
وَفِيهِ دَلِيل عَلَى جَوَاز الْمَسْأَلَة عِنْد الضَّرُورَة وَالْحَاجَة الَّتِي لَا بُدّ عِنْدهَا مِنْ السُّؤَال كَمَا فِي الْحَمَالَة وَالْجَائِحَة وَالْفَاقَة بَلْ يَجِب حَال الِاضْطِرَار فِي الْعُرْي وَالْجُوع.
فِي سُبُل السَّلَام : وَأَمَّا سُؤَاله مِنْ السُّلْطَان فَإِنَّهُ لَا مَذَمَّة فِيهِ لِأَنَّهُ إِنَّمَا يَسْأَل مِمَّا هُوَ حَقّ لَهُ فِي بَيْت الْمَال وَلَا مِنَّة لِلسُّلْطَانِ عَلَى السَّائِل لِأَنَّهُ وَكِيل فَهُوَ كَسُؤَالِ الْإِنْسَان وَكِيله أَنْ يُعْطِيه مِنْ حَقّه الَّذِي لَدَيْهِ.
وَظَاهِره أَنَّهُ وَإِنْ سَأَلَ السُّلْطَان تَكَثُّرًا فَإِنَّهُ لَا بَأْس فِيهِ وَلَا إِثْم لِأَنَّهُ جَعَلَهُ قَيِّمًا لِلْأَمْرِ الَّذِي لَا بُدّ مِنْهُ.
وَقَدْ فَسَّرَ الْأَمْر الَّذِي لَا بُدّ مِنْهُ حَدِيث قَبِيصَة وَفِيهِ لَا يَحِلّ السُّؤَال إِلَّا لِثَلَاثَةٍ : ذِي فَقْر مُدْقِع أَوْ دَم مُوجِع , أَوْ غُرْم مُفْظِع الْحَدِيث.
وَقَوْله أَوْ فِي أَمْر لَا يَجِد مِنْهُ بُدًّا أَيْ لَا يَتِمّ لَهُ حُصُوله مَعَ ضَرُورَة إِلَّا بِالسُّؤَالِ وَيَأْتِي حَدِيث قَبِيصَة قَرِيبًا وَهُوَ مُبَيِّن وَمُفَسِّر لِلْأَمْرِ الَّذِي لَا بُدّ مِنْهُ.
‏ ‏قَالَ الْمُنْذِرِيّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ التِّرْمِذِيّ : حَسَن صَحِيح.


حديث المسائل كدوح يكدح بها الرجل وجهه فمن شاء أبقى على وجهه ومن شاء ترك إلا

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏حَفْصُ بْنُ عُمَرَ النَّمَرِيُّ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏شُعْبَةُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏زَيْدِ بْنِ عُقْبَةَ الْفَزَارِيِّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏سَمُرَةَ ‏ ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏الْمَسَائِلُ ‏ ‏كُدُوحٌ ‏ ‏يَكْدَحُ ‏ ‏بِهَا الرَّجُلُ وَجْهَهُ فَمَنْ شَاءَ أَبْقَى عَلَى وَجْهِهِ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَ إِلَّا أَنْ يَسْأَلَ الرَّجُلُ ذَا سُلْطَانٍ أَوْ فِي أَمْرٍ لَا يَجِدُ مِنْهُ بُدًّا ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن أبي داود

إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة

عن قبيصة بن مخارق الهلالي، قال: تحملت حمالة، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «أقم يا قبيصة حتى تأتينا الصدقة، فنأمر لك بها»، ثم قال: " يا قبيصة،...

إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة

عن أنس بن مالك، أن رجلا من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله، فقال: «أما في بيتك شيء؟» قال: بلى، حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه، وقعب نشرب فيه من ا...

أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وتصلوا الصلوات ا...

عن أبي مسلم الخولاني، قال: حدثني الحبيب الأمين أما هو إلي فحبيب، وأما هو عندي فأمين عوف بن مالك، قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة، أو ثم...

من يكفل لي أن لا يسأل الناس شيئا وأتكفل له بالجنة

عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يكفل لي أن لا يسأل الناس شيئا، وأتكفل له بالجنة؟»، فقال ثوبان: أنا، فكان لا يسأل أحدا شيئا "

ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم

عن أبي سعيد الخدري، أن ناسا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى إذا نفد عنده، قال: «ما يكون عندي من خير، فلن...

من أصابته فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته

عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أصابته فاقة، فأنزلها بالناس، لم تسد فاقته، ومن أنزلها بالله، أوشك الله له، بالغنى، إما بموت...

إن كنت سائلا لا بد فاسأل الصالحين

عن ابن الفراسي، أن الفراسي، قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أسأل يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا، وإن كنت سائلا لا بد، فاسأل الصال...

إذا أعطيت شيئا من غير أن تسأله فكل وتصدق

عن ابن الساعدي، قال: استعملني عمر رضي الله عنه على الصدقة، فلما فرغت منها وأديتها إليه، أمر لي بعمالة، فقلت: إنما عملت لله وأجري على الله، قال: خذ ما...

اليد العليا خير من اليد السفلى

عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو على المنبر، وهو يذكر الصدقة، والتعفف منها، والمسألة: «اليد العليا خير من اليد السفلى، والي...