حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

دعا ببدنة فأشعرها من صفحة سنامها الأيمن - سنن أبي داود

سنن أبي داود | كتاب المناسك باب في الإشعار (حديث رقم: 1752 )


1752- عن ابن عباس، أن رسول الله الله عليه وسلم «صلى الظهر بذي الحليفة ثم دعا ببدنة فأشعرها من صفحة سنامها الأيمن، ثم سلت عنها الدم وقلدها بنعلين، ثم أتي براحلته فلما قعد عليها واستوت به على البيداء أهل بالحج».
(1) 1753- عن شعبة، بهذا الحديث بمعنى أبي الوليد، قال: ثم سلت الدم بيده، قال أبو داود: رواه همام، قال: سلت الدم عنها بأصبعه، قال أبو داود: هذا من سنن أهل البصرة الذي تفردوا به (2)

أخرجه أبو داوود


(١) إسناده صحيح.
قتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وأبو حسان: هو مسلم بن عبد الله البصري.
وأخرجه مسلم (1243)، والنسائي في "الكبرى" (3739) من طريقين عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1243)، وابن ماجه (3097)، والترمذي (922)، والنسائي في "الكبرى" (3748) و (3758) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، به.
وأخرجه بنحوه البخاري (1545) من طريق كريب، عن ابن عباس، به.
لكنه ليس فيه ذكر الإشعار وإنما اقتصر على التقليد.
وهو في "مسند أحمد" (2296)، و"صحيح ابن حبان" (4002).
وانظر ما بعده.
قال الخطابي: الإشعار: أن يطعن في سنامها بمبضع أو نحو ذلك حتى يسيل دمها، فيكون ذلك على أنها بدنة، ومنه الشعار في الحروب وهو العلامة التي يعرف بها الرجل صاحبه، ويميز بذلك بينه وبين عدوه.
وقوله: استوت على البيداء، أى: - علت فوق البيداء، وقال الخليل: أتينا أبا ربيعة الأعرابي وهو فوق سطح، فلما رآنا، قال: استووا، يريد: اصعدوا.
(٢) إسناده صحيح.
مسدد: هو ابن مسرهد الأسدي، ويحيي: هو ابن سعيد القطان.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (٣٧٤٠) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وقال: "ثم سلت عنها" بدلا من: "ثم سلت الدم بيده".
وهو في "مسند أحمد" (٣٢٤٤).
وانظر ما قبله.

شرح حديث (دعا ببدنة فأشعرها من صفحة سنامها الأيمن)

عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي

‏ ‏( قَالَ أَبُو الْوَلِيد ) ‏ ‏: فِي رِوَايَته قَالَ : قَتَادَة ‏ ‏( صَلَّى الظُّهْر بِذِي الْحُلَيْفَةِ ) ‏ ‏: أَيْ رَكْعَتَيْنِ لِكَوْنِهِ مُسَافِرًا ‏ ‏( فَأَشْعَرَهَا ) ‏ ‏: الْإِشْعَار هُوَ أَنْ يَكْشِط جِلْد الْبَدَنَة حَتَّى يَسِيل دَم ثُمَّ يَسْلِتهُ فَيَكُون ذَلِكَ عَلَامَة عَلَى كَوْنهَا هَدْيًا وَيَكُون ذَلِكَ فِي صَفْحَة سَنَامهَا الْأَيْمَن.
وَقَدْ ذَهَبَ إِلَى مَشْرُوعِيَّته الْجُمْهُور مِنْ السَّلَف وَالْخَلَف , وَرَوَى الطَّحَاوِيُّ عَنْ أَبِي حَنِيفَة كَرَاهَته وَالْأَحَادِيث تَرُدّ عَلَيْهِ.
وَقَدْ خَالَفَ النَّاس فِي ذَلِكَ حَتَّى صَاحِبَاهُ أَبُو يُوسُف وَمُحَمَّد وَاحْتَجَّ عَلَى الْكَرَاهَة بِأَنَّهُ مِنْ الْمُثْلَة , وَأَجَابَ الْخَطَّابِيُّ بِمَنْعِ كَوْنه مِنْهَا بَلْ هُوَ بَاب آخَر كَالْكَيِّ وَشَقّ أُذُن الْحَيَوَان فَيَصِير عَلَامَة وَغَيْر ذَلِكَ مِنْ الْوَسْم وَكَالْخِتَانِ وَالْحِجَامَة كَمَا سَيَجِيءُ , عَلَى أَنَّهُ لَوْ كَانَ مِنْ الْمُثْلَة لَكَانَ مَا فِيهِ مِنْ الْأَحَادِيث مُخَصِّصًا لَهُ مِنْ عُمُوم النَّهْي عَنْهَا ‏ ‏( الدَّم عَنْهَا ) ‏ ‏: أَيْ عَنْ صَفْحَة سَنَامهَا ‏ ‏( وَقَلَّدَهَا بِنَعْلَيْنِ ) ‏ ‏: فِيهِ دَلِيل عَلَى مَشْرُوعِيَّة تَقْلِيد الْهَدْي , وَبِهِ قَالَ الْجُمْهُور.
قَالَ اِبْن الْمُنْذِر : أَنْكَرَ مَالِك وَأَصْحَاب الرَّأْي التَّقْلِيد لِلْغَنَمِ , زَادَ غَيْره وَكَأَنَّهُ لَمْ يَبْلُغْهُمْ الْحَدِيث وَسَيَجِيءُ ‏ ‏( عَلَى الْبَيْدَاء ) ‏ ‏: مَحَلّ بِذِي الْحُلَيْفَة , أَيْ عَلَتْ فَوْق الْبَيْدَاء وَصَعِدَتْ ‏ ‏( أَهَلَّ ) ‏ ‏: أَيْ لَبَّى ‏ ‏( بِالْحَجِّ ) ‏ ‏: وَكَذَا بِالْعُمْرَةِ لِمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَنَس قَالَ : " سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُلَبِّي بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَة يَقُول لَبَّيْكَ عَمْرَة وَحَجًّا " قَالَ الْمُنْذِرِيّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ.
‏ ‏( قَالَ ثُمَّ سَلَتَ الدَّم بِيَدِهِ ) ‏ ‏: أَيْ مَسَحَ وَأَمَاطَ.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : سَلَتَ بِيَدِهِ , أَيْ أَمَاطَهُ بِإِصْبَعَيْهِ.
وَأَصْل السَّلْت الْقَطْع وَيُقَال : سَلَتَ اللَّه أَنْف فُلَان أَيْ جَدَعَهُ ‏ ‏( هَذَا مِنْ سُنَن أَهْل الْبَصْرَة ) ‏ ‏: أَيْ حَدِيث التَّقْلِيد بِالنَّعْلَيْنِ مِنْ الْأَحَادِيث الْمَرْوِيَّة لِأَهْلِ الْبَصْرَة لِأَنَّ رُوَاة هَذَا الْحَدِيث كُلّهمْ بَصْرِيُّونَ أَبُو حَسَّان الْأَعْرَج مُسْلِم بْن عَبْد اللَّه الَّذِي يَدُور الْإِسْنَاد إِلَيْهِ بَصْرِيّ وَقَتَادَة الرَّاوِي عَنْ أَبِي حَسَّان ثُمَّ شُعْبَة الرَّاوِي عَنْ قَتَادَة كِلَاهُمَا بَصْرِيَّانِ.
وَرَوَى أَيْضًا هِشَام الدُّسْتُوَائِيّ عَنْ قَتَادَة وَهُوَ أَيْضًا بَصْرِيّ وَحَدِيثه عِنْد مُسْلِم وَهَمَّام بْن يَحْيَى أَيْضًا رَوَى عَنْ قَتَادَة وَهُوَ بَصْرِيّ وَإِلَيْهِ أَشَارَ الْمُؤَلِّف بِقَوْلِهِ قَالَ أَبُو دَاوُدَ رَوَاهُ هَمَّام.
كَذَا فِي غَايَة الْمَقْصُود.


حديث صلى الظهر بذي الحليفة ثم دعا ببدنة فأشعرها من صفحة سنامها الأيمن ثم سلت عنها

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ ‏ ‏وَحَفْصُ بْنُ عُمَرَ ‏ ‏الْمَعْنَى ‏ ‏قَالَا حَدَّثَنَا ‏ ‏شُعْبَةُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏قَتَادَةَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو الْوَلِيدِ ‏ ‏قَالَ سَمِعْتُ ‏ ‏أَبَا حَسَّانَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ عَبَّاسٍ ‏ ‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏صَلَّى الظُّهْرَ ‏ ‏بِذِي الْحُلَيْفَةِ ‏ ‏ثُمَّ دَعَا ‏ ‏بِبَدَنَةٍ ‏ ‏فَأَشْعَرَهَا ‏ ‏مِنْ صَفْحَةِ سَنَامِهَا الْأَيْمَنِ ثُمَّ ‏ ‏سَلَتَ ‏ ‏عَنْهَا الدَّمَ ‏ ‏وَقَلَّدَهَا ‏ ‏بِنَعْلَيْنِ ثُمَّ أُتِيَ ‏ ‏بِرَاحِلَتِهِ ‏ ‏فَلَمَّا قَعَدَ عَلَيْهَا ‏ ‏وَاسْتَوَتْ ‏ ‏بِهِ عَلَى ‏ ‏الْبَيْدَاءِ ‏ ‏أَهَلَّ ‏ ‏بِالْحَجِّ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُسَدَّدٌ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏يَحْيَى ‏ ‏عَنْ ‏ ‏شُعْبَةَ ‏ ‏بِهَذَا الْحَدِيثِ بِمَعْنَى ‏ ‏أَبِي الْوَلِيدِ ‏ ‏قَالَ ثُمَّ ‏ ‏سَلَتَ ‏ ‏الدَّمَ بِيَدِهِ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو دَاوُد ‏ ‏رَوَاهُ ‏ ‏هَمَّامٌ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏سَلَتَ ‏ ‏الدَّمَ عَنْهَا بِأُصْبُعِهِ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو دَاوُد ‏ ‏هَذَا مِنْ سُنَنِ أَهْلِ ‏ ‏الْبَصْرَةِ ‏ ‏الَّذِي تَفَرَّدُوا بِهِ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن أبي داود

لما كان بذي الحليفة قلد الهدي وأشعره وأحرم

عن المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم، أنهما قالا: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية «فلما كان بذي الحليفة قلد الهدي وأشعره وأحرم»

أهدى غنما مقلدة

عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «أهدى غنما مقلدة»

إني أهديت نجيبا فأعطيت بها ثلاث مائة دينار أفأبيعه...

عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، قال: أهدى عمر بن الخطاب نجيبا فأعطى بها ثلاث مائة دينار، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إني أهديت ن...

أشعرها وقلدها ثم بعث بها إلى البيت وأقام بالمدينة

عن عائشة، قالت: «فتلت قلائد بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي، ثم أشعرها، وقلدها، ثم بعث بها إلى البيت وأقام بالمدينة فما حرم عليه شيء كان له حلا»...

كان يهدي من المدينة فأفتل قلائد هديه

أن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم «يهدي من المدينة فأفتل قلائد هديه، ثم لا يجتنب شيئا مما يجتنب المحرم»

فتلت قلائدها بيدي من عهن كان عندنا

قالت أم المؤمنين: «بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهدي فأنا فتلت قلائدها بيدي، من عهن كان عندنا، ثم أصبح فينا حلالا يأتي ما يأتي الرجل من أهله»

رأى رجلا يسوق بدنة فقال اركبها

عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يسوق بدنة، فقال: «اركبها»، قال: إنها بدنة، فقال: «اركبها ويلك» - في الثانية أو في الثالثة

اركبها بالمعروف إذا ألجئت إليها حتى تجد ظهرا

أخبرني أبو الزبير، سألت جابر بن عبد الله، عن ركوب الهدي، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اركبها بالمعروف، إذا ألجئت إليها حتى تجد ظهرا»...

إن عطب منها شيء فانحره ثم اصبغ نعله في دمه

عن ناجية الأسلمي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معه بهدي فقال: «إن عطب منها شيء فانحره، ثم اصبغ نعله في دمه، ثم خل بينه وبين الناس»