11076- عن أبي سعيد، قال: اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط من رمضان، وهو يلتمس ليلة القدر قبل أن تبان له، فلما تقضين أمر ببنيانه فنقض، ثم أبينت له أنها في العشر الأواخر فأمر بالبناء فأعيد، ثم اعتكف العشر الأواخر، ثم خرج على الناس، فقال: " يا أيها الناس إنها أبينت لي ليلة القدر، فخرجت لأخبركم بها فجاء رجلان يحيفان معهما الشيطان، فنسيتها فالتمسوها في التاسعة، والسابعة، والخامسة " فقلت: يا أبا سعيد إنكم أعلم بالعدد منا، قال: " أنا أحق بذاك منكم فما التاسعة والسابعة والخامسة؟ قال: تدع التي تدعون إحدى وعشرين، والتي تليها التاسعة، وتدع التي تدعون ثلاثة وعشرين والتي تليها السابعة، وتدع التي تدعون خمسة وعشرين والتي تليها الخامسة "
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، فمن رجال مسلم.
إسماعيل بن إبراهيم: هو المعروف بابن علية، وسماعه من الجريري قبل الاختلاط.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (٣٤٠٥) ، وأبو يعلى (١٣٢٤) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (١١٦٧) (٢١٧) ، وأبو داود (١٣٨٣) ، وأبو يعلى (١٠٧٦) ، وابن خزيمة (٢١٧٦) ، وابن حبان (٣٦٦١) و (٣٦٨٧) ، والبيهقي في "السنن" ٤/٣٠٨ من طرق عن الجريري، به.
وسيأتي نحوه برقم (١١٦٧٩) ، وانظر (١١١٨٦) .
وله شاهد من حديث عبادة بن الصامت عند البخاري (٢٠٢٣) ، وسيرد ٥/٣١٣.
وآخر من حديث ابن عباس، سلف برقم (٢٠٥٢) .
قال السندي: قوله: فقلت يا أبا سعيد.
قال الأبي في "شرح مسلم": لما احتملت هاهنا أن تكون تاسعة ما مضى أو تاسعة ما بقي سأله، وقال: أنتم أعلم بهذا العدد.
اهـ.
قلت (القائل السندي) : ولعله سأله لأنه قدم التاسعة على السابعة والخامسة.
قوله: والتي تليها التاسعة: هذا التفسير لا يناسب ما ورد من التماس ليلة القدر في الأوتار، وكذا ما ظهر أنها كانت في تلك السنة ليلة إحدى وعشرين، إلا أن يجاب عن الأول: بأن المراد أوتار ما بقي، لا أوتار ما مضى، فإن طريقة العرب في التاريخ.
إذا جاوزوا نصف الشهر فإنما يؤرخون بالباقي منه لا بالماضي، ولذلك جاء في حديث ابن عباس مرفوعا: "التمسوها في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى"، وقد جاء عن مالك أن التاسعة ليلة إحدى وعشرين، والسابعة ليلة ثلاث وعشرين، والخامسة ليلة خمس وعشرين، لكن جاء أنه رجع عنه بعد ذلك.
قلت (القائل السندي) : بنى عن مالك على نقصان الشهر، وبنى عن أبي سعيد على تمامه، والله تعالى أعلم.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : "قبل أن تبان له": على بناء المفعول من الإبانة.
"فلما تقضين": من التقضي، وفي بعض النسخ: من الانقضاء، وهو رواية مسلم.
وفي "القاموس"؛ تقضى: فني وانصرم؛ كانقضى.
"ثم أبينت": من الإبانة؛ أي: ليلة القدر، وقوله: إنها في العشر الأواخر بدل من ضمير أبينت الراجع إلى ليلة القدر.
"ثم خرج"؛ أي: بعد أن شرع في الاعتكاف الثاني.
"إنها": الضمير للقصة.
"فجاء رجلان يحتقان": قد ضبط في "مسلم" على لفظ المضارع؛ من الافتعال من الحق.
قال النووي: هو بقاف، ومعناه: يطلب كل واحد منهما حقه، ويدعي أنه المحق، وفيه أن المخاصمة مذمومة، وأنها سبب للعقوبة المعنوية، انتهى.
وفي نسخ "المسند" قد ضبطه بعضهم على لفظ المضارع من الحيف بمعنى الجور والظلم، وبعضهم على لفظ تثنية النحيف بمعنى الضعيف، والنسخة القديمة كانت محتملة لما ذكره النووي وغيره، والله تعالى أعلم.
"فقلت: يا أبا سعيد": قال الأبي في "شرح مسلم": لما احتملت هاهنا أن تكون تاسعة ما مضى، أو تاسعة ما بقي، سأله، وقال: أنتم أعلم بهذا العدد، انتهى.
ولعله سأله؛ لأنه قدم التاسعة على السابعة والخامسة.
"والتي تليها التاسعة": هذا التفسير لا يناسب ما ورد من التماس ليلة القدر في الأوتار، وكذا ما ظهر أنها كانت في تلك السنة ليلة إحدى وعشرين، إلا أن يجاب عن الأول؛ بأن المراد: أوتار ما بقي لا أوتار ما مضى؛ فإن طريقة العرب في التاريخ إذا جاوزوا نصف الشهر، فإنما يؤرخون بالباقي منه، لا بالماضي؛ ولذلك جاء في حديث ابن عباس مرفوعا: "التمسوها في تاسعة تبقى في سابعة تبقى في خامسة تبقى" ، وقد جاء عن مالك: أن التاسعة ليلة إحدى وعشرين، والسابعة ليلة ثلاث وعشرين، والخامسة ليلة خمس وعشرين، لكن جاء أنه رجع عنه بعد ذلك.
قلت: بناؤنا عن مالك على نقصان الشهور، وبناؤنا، عن أبي سعيد على تمامه، والله تعالى أعلم.
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ اعْتَكَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَشْرَ الْأَوْسَطَ مِنْ رَمَضَانَ وَهُوَ يَلْتَمِسُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ قَبْلَ أَنْ تُبَانَ لَهُ فَلَمَّا تَقَضَّيْنَ أَمَرَ بِبُنْيَانِهِ فَنُقِضَ ثُمَّ أُبِينَتْ لَهُ أَنَّهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فَأَمَرَ بِالْبِنَاءِ فَأُعِيدَ ثُمَّ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ ثُمَّ خَرَجَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهَا أُبِينَتْ لِي لَيْلَةُ الْقَدْرِ فَخَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بِهَا فَجَاءَ رَجُلَانِ يَحِيفَانِ مَعَهُمَا الشَّيْطَانُ فَنُسِّيتُهَا فَالْتَمِسُوهَا فِي التَّاسِعَةِ وَالسَّابِعَةِ وَالْخَامِسَةِ فَقُلْتُ يَا أَبَا سَعِيدٍ إِنَّكُمْ أَعْلَمُ بِالْعَدَدِ مِنَّا قَالَ أَنَا أَحَقُّ بِذَاكَ مِنْكُمْ فَمَا التَّاسِعَةُ وَالسَّابِعَةُ وَالْخَامِسَةُ قَالَ تَدَعُ الَّتِي تَدْعُونَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَالَّتِي تَلِيهَا التَّاسِعَةُ وَتَدَعُ الَّتِي تَدْعُونَ ثَلَاثَةً وَعِشْرِينَ وَالَّتِي تَلِيهَا السَّابِعَةُ وَتَدَعُ الَّتِي تَدْعُونَ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ وَالَّتِي تَلِيهَا الْخَامِسَةُ
عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما أهل النار الذين هم أهلها، فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن ناس - أو كما قال - تصي...
عن عبد الرحمن بن بشر بن مسعود، قال: فرد الحديث حتى رده إلى أبي سعيد، قال: ذكر ذلك عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: وما ذاكم؟ قالوا: الرجل تكون له...
عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تسبوا أصحابي، فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه "
عن أبي سعيد، أو عن أبي هريرة، - شك الأعمش - قال: لما كان غزوة تبوك أصاب الناس مجاعة، فقالوا: يا رسول الله لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا فأكلنا وادهنا، فق...
عن أبي سعيد ، قال: سمعت أبا سعيد يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يوضع الصراط بين ظهري جهنم، عليه حسك كحسك السعدان، ثم يستجيز الناس، فن...
عن عياض، قال: قلت لأبي سعيد الخدري: أحدنا يصلي فلا يدري كم صلى، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا صلى أحدكم فلم يدر كم صلى فليسجد سجدتين و...
عن أبي سعيد الخدري، قال: " كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنا الصائم ومنا المفطر، فلا يجد الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم يرون أنه...
عن أبي سعيد، قال: لم نعد أن فتحنا خيبر وقعنا في تلك البقلة، فأكلنا منها أكلا شديدا وناس جياع، ثم رحنا إلى المسجد فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ا...
عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تكتبوا عني شيئا إلا القرآن، من كتب عني شيئا سوى القرآن فليمحه "