1919- عن يزيد بن شيبان، قال: أتانا ابن مربع الأنصاري ونحن بعرفة في مكان يباعده عمرو عن الإمام فقال: أما إني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم يقول لكم: «قفوا على مشاعركم، فإنكم على إرث من إرث أبيكم إبراهيم»
إسناده صحيح.
ابن مربع: هو زيد بن مربع بن قيظي من بني حارثة، وعمرو ابن عبد الله بن صفوان الجمحي صدوق شريف، وباقي رجاله ثقات.
ابن نفيل: هو عبد الله بن محمد النفيلي، وسفيان: هو ابن عيينة الهلالي.
وأخرجه ابن ماجه (3011)، والترمذي (898)، والنسائى في "الكبرى" (3996) من طريق سفيان، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: حديث ابن مربع الأنصاري حديث حسن صحيح.
وهو في "مسند أحمد" (17233).
قوله: "قفوا على مشاعركم".
قال الخطابي: المشاعر: المعالم، وأصله من قولك: شعرت بالشىء، أي: علمته، وليت شعري ما فعل فلان، أي: ليت علمي بلغه وأحاط به.
يريد: قفوا بعرفة خارج الحرم، فإن إبراهيم هو الذي جعلها مشعرا وموقفا للحاج، وكان عامة العرب يقفون بعرفة، وكانت قريش من بينها تقف داخل الحرم، وهم الذين كانوا يسمون أنفسهم الحمس، وهم أهل الصلابة والشدة في الدين والتمسك به، وكانوا يزعمون أنا لا نخرج عن الحرم ولا نخليه، فرد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك من فعلهم، وأعلمهم أنه شيء قد أحدثوه من قبل أنفسهم، وأن الذي أورث إبراهيم من سننه هو الوقوف بعرفة.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( عَنْ عَمْرو بْن عَبْد اللَّه بْن صَفْوَان ) : أَيْ الْجُمَحِيِّ الْقُرَشِيّ مِنْ التَّابِعِينَ ( عَنْ يَزِيد بْن شَيْبَانَ ) : أَيْ الْأَزْدِيِّ لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة وَيُذْكَر فِي الْوُحْدَان وَهُوَ خَال عَمْرو بْن عَبْد اللَّه ( قَالَ ) : أَيْ يَزِيد ( أَتَانَا اِبْن مِرْبَع ) : بِكَسْرِ الْمِيم وَسُكُون الرَّاء وَفَتْح الْمُوَحَّدَة وَقِيلَ اِسْمه زَيْد وَقِيلَ يَزِيد وَقِيلَ عَبْد اللَّه وَالْأَوَّل أَكْثَر ( وَنَحْنُ بِعَرَفَة ) : هِيَ اِسْم لِلْمَكَانِ الْمَخْصُوص وَقِيلَ يَجِيء بِمَعْنَى الزَّمَان وَأَمَّا عَرَفَات بِلَفْظِ الْجَمْع فَيَجِيء بِمَعْنَى الْمَكَان فَقَطْ وَلَعَلَّ جَمْعه بِاعْتِبَارِ نَوَاحِيه وَأَطْرَافه.
كَذَا فِي اللُّمَعَاتِ ( فِي مَكَان يُبَاعِدهُ عَمْرو ) : بْن عَبْد اللَّه أَيْ يَصِفهُ بِالْبُعْدِ.
وَهَذَا مُدْرَج فِي الْحَدِيث أَدْرَجَهُ عَمْرو بْن دِينَار مِنْ أَنَّ عَمْرو بْن عَبْد اللَّه بْن صَفْوَان يَصِف مَكَانًا بِأَنَّ هَذَا الْمَكَان الَّذِي كَانَ يَزِيد بْن شَيْبَانَ وَغَيْره فِيهِ كَانَ بَعِيدًا عَنْ الْإِمَام , يَعْنِي قَالَ عَمْرو بْن دِينَار قَالَ عَمْرو بْن عَبْد اللَّه وَكَانَ بَيْن ذَلِكَ الْمَوْقِف وَبَيْن مَوْقِف إِمَام الْحَاجّ مَسَافَة وَعِنْد اِبْن مَاجَهْ عَنْ عَمْرو بْن عَبْد اللَّه عَنْ يَزِيد بْن شَيْبَانَ.
قَالَ : كُنَّا وُقُوفًا فِي مَكَان تُبَاعِدهُ مِنْ الْمَوْقِف فَأَتَانَا اِبْن مِرْبَع الْحَدِيث.
قَالَ السِّنْدِيُّ : أَيْ مِنْ مَوْقِف الْإِمَام وَهُوَ مِنْ بَاعَدَ بِمَعْنَى بَعَّدَ مُشَدَّدًا وَعَمْرو هُوَ الْمُخَاطَب بِهَذَا الْكَلَام أَيْ مَكَانًا تُبَعِّدهُ أَنْتَ أَيْ تَعُدّهُ بَعِيدًا.
وَيُحْتَمَل أَنَّ هَذَا مِنْ كَلَام الرَّاوِي عَنْ عَمْرو بِمَنْزِلَةِ قَالَ عَمْرو كَانَ ذَلِكَ الْمَكَان بَعِيدًا عَنْ مَوْقِف الْإِمَام اِنْتَهَى.
( قِفُوا عَلَى مَشَاعِركُمْ ) : أَيْ مَوَاضِع نُسُككُمْ وَمَوَاقِفكُمْ الْقَدِيمَة فَإِنَّهَا جَاءَتْكُمْ مِنْ إِرْث إِبْرَاهِيم وَلَا تُحَقِّرُوا شَأْن مَوْقِفكُمْ بِسَبَبِ بُعْده عَنْ مَوْقِف الْإِمَام.
وَالْمَشَاعِر جَمْع الْمَشْعَر وَهُوَ الْعِلْم أَنَّ مَوْضِع النُّسُك وَالْعِبَادَة.
قَالَ الطِّيبِيُّ : وَالْمَقْصُود دَفْع أَنْ يُتَوَهَّم أَنَّ الْمَوْقِف مَا اِخْتَارَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَطْيِيب خَاطِرهمْ بِأَنَّهُمْ عَلَى إِرْث أَبِيهِمْ وَسُنَنه اِنْتَهَى.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ.
وَقَالَ التِّرْمِذِيّ : حَدِيث اِبْن مِرْبَع الْأَنْصَارِيّ حَدِيث حَسَن لَا نَعْرِفهُ إِلَّا مِنْ حَدِيث اِبْن عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرو بْن دِينَار.
وَابْن مِرْبَع اِسْمه يَزِيد بْن مِرْبَع الْأَنْصَارِيّ وَإِنَّمَا يُعْرَف لَهُ هَذَا الْحَدِيث الْوَاحِد.
هَذَا آخِر كَلَامه.
وَقَالَ غَيْره : اِسْمه عَبْد اللَّه وَقِيلَ زَيْد.
وَمِرْبَع بِكَسْرِ الْمِيم وَسُكُون الرَّاء الْمُهْمَلَة وَفَتْح الْبَاء الْمُوَحَّدَة وَتَخْفِيفهَا.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُفَيْلٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَيْبَانَ قَالَ أَتَانَا ابْنُ مِرْبَعٍ الْأَنْصَارِيُّ وَنَحْنُ بِعَرَفَةَ فِي مَكَانٍ يُبَاعِدُهُ عَمْرُو عَنْ الْإِمَامِ فَقَالَ أَمَا إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْكُمْ يَقُولُ لَكُمْ قِفُوا عَلَى مَشَاعِرِكُمْ فَإِنَّكُمْ عَلَى إِرْثٍ مِنْ إِرْثِ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ
عن ابن عباس، قال: أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة وعليه السكينة ورديفه أسامة، وقال: «أيها الناس، عليكم بالسكينة، فإن البر ليس بإيجاف الخيل و...
حدثنا إبراهيم بن عقبة، أخبرني كريب، أنه سأل أسامة بن زيد، قلت: أخبرني كيف فعلتم أو صنعتم عشية ردفت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: جئنا الشعب الذي...
عن هشام بن عروة، عن أبيه، أنه قال: سئل أسامة بن زيد وأنا جالس، كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في حجة الوداع حين دفع؟، قال: «كان يسير العنق...
عن أسامة، قال: «كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم، فلما وقعت الشمس دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم»
عن أسامة بن زيد، أنه سمعه يقول: دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة حتى إذا كان بالشعب، نزل فبال فتوضأ، ولم يسبغ الوضوء، قلت له: الصلاة، فقال: «ا...
عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «صلى المغرب والعشاء بالمزدلفة جميعا».<br>(1) 1927- عن الزهري، بإسناده ومعناه وقال: بإقامة إقامة...
عن عبد الله بن مالك، قال: صليت مع ابن عمر المغرب ثلاثا، والعشاء ركعتين، فقال له: مالك بن الحارث ما هذه الصلاة؟ قال: «صليتهما مع رسول الله صلى الله علي...
عن سعيد بن جبير، قال: أفضنا مع ابن عمر فلما بلغنا جمعا «صلى بنا المغرب والعشاء بإقامة واحدة ثلاثا، واثنتين» فلما انصرف، قال لنا ابن عمر: هكذا صلى بنا...
حدثني سلمة بن كهيل، قال: رأيت سعيد بن جبير، أقام بجمع فصلى المغرب ثلاثا، ثم صلى العشاء ركعتين، ثم قال: شهدت ابن عمر صنع في هذا المكان مثل هذا، وقال: «...