15655- عن سعيد بن أبي راشد قال: لقيت التنوخي رسول هرقل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحمص، وكان جارا لي شيخا كبيرا قد بلغ الفند أو قرب، فقلت ألا تخبرني عن رسالة هرقل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ورسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل؟ فقال: بلى، قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك فبعث دحية الكلبي إلى هرقل، فلما أن جاءه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا قسيسي الروم، وبطارقتها، ثم أغلق عليه، وعليهم بابا ، فقال: قد نزل هذا الرجل حيث رأيتم، وقد أرسل إلي يدعوني إلى ثلاث خصال يدعوني إلى أن أتبعه على دينه، أو على أن نعطيه مالنا على أرضنا، والأرض أرضنا، أو نلقي إليه الحرب، والله لقد عرفتم فيما تقرءون من الكتب، ليأخذن ما تحت قدمي، فهلم نتبعه على دينه، أو نعطيه مالنا على أرضنا، فنخروا نخرة رجل واحد، حتى خرجوا من برانسهم وقالوا: تدعونا إلى أن ندع النصرانية، أو نكون عبيدا لأعرابي جاء من الحجاز،فلما ظن أنهم إن خرجوا من عنده، أفسدوا عليه الروم رفأهم ولم يكد، وقال: إنما قلت ذلك لكم لأعلم صلابتكم على أمركم، ثم دعا رجلا من عرب تجيب كان على نصارى العرب، فقال: ادع لي رجلا حافظا للحديث، عربي اللسان، أبعثه إلى هذا الرجل بجواب كتابه، فجاء بي، فدفع إلي هرقل كتابا، فقال: اذهب بكتابي إلى هذا الرجل، فما ضيعت من حديثه، فاحفظ لي منه ثلاث خصال: انظر هل يذكر صحيفته التي كتب إلي بشيء، وانظر إذا قرأ كتابي فهل يذكر الليل، وانظر في ظهره هل به شيء يريبك؟ فانطلقت بكتابه حتى جئت تبوك، فإذا هو جالس بين ظهراني أصحابه محتبيا على الماء، فقلت: أين صاحبكم؟ قيل: ها هو ذا، فأقبلت أمشي حتى جلست بين يديه، فناولته كتابي، فوضعه في حجره، ثم قال: " ممن أنت؟ " فقلت: أنا أحد تنوخ، قال: " هل لك في الإسلام الحنيفية ملة أبيك إبراهيم؟ " قلت: إني رسول قوم، وعلى دين قوم لا أرجع عنه حتى أرجع إليهم، فضحك وقال: {إنك لا تهدي من أحببت، ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين} " يا أخا تنوخ، إني كتبت بكتاب إلى كسرى فمزقه، والله ممزقه، وممزق ملكه، وكتبت إلى النجاشي بصحيفة، فخرقها والله مخرقه، ومخرق ملكه، وكتبت إلى صاحبك بصحيفة، فأمسكها فلن يزال الناس يجدون منه بأسا ما دام في العيش خير "، قلت: هذه إحدى الثلاثة التي أوصاني بها صاحبي، وأخذت سهما من جعبتي فكتبتها في جلد سيفي، ثم إنه ناول الصحيفة رجلا عن يساره، قلت: من صاحب كتابكم الذي يقرأ لكم؟ قالوا: معاوية، فإذا في كتاب صاحبي تدعوني إلى جنة عرضها السموات والأرض، أعدت للمتقين، فأين النار؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سبحان الله، أين الليل إذا جاء النهار " قال: فأخذت سهما من جعبتي فكتبته في جلد سيفي، فلما أن فرغ من قراءة كتابي، قال: " إن لك حقا، وإنك رسول، فلو وجدت عندنا جائزة جوزناك بها، إنا سفر مرملون " قال: فناداه رجل من طائفة الناس، قال: أنا أجوزه، ففتح رحله فإذا هو يأتي بحلة صفورية، فوضعها في حجري، قلت: من صاحب الجائزة؟ قيل لي: عثمان، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيكم ينزل هذا الرجل؟ " فقال فتى من الأنصار: أنا، فقام الأنصاري، وقمت معه، حتى إذا خرجت من طائفة المجلس، ناداني رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: " تعال يا أخا تنوخ " فأقبلت: أهوي إليه، حتى كنت قائما في مجلسي الذي كنت بين يديه، فحل حبوته عن ظهره، وقال: " هاهنا امض لما أمرت له " فجلت في ظهره، فإذا أنا بخاتم في موضع غضون الكتف مثل الحجمة الضخمة
حديث غريب، وإسناده ضعيف، لجهالة سعيد بن أبي راشد، فلم يرو عنه غير عبد الله بن عثمان بن خثيم، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وباقي رجاله عدا التنوخي رجال الصحيح، غير أن يحيى بن سليم- وهو الطائفي القرشي- وابن خثيم فيهما كلام ينزلهما عن رتبة الصحيح.
إسحاق بن عيسى: هو ابن نجيح البغدادي ابن الطباع، والتنوخي كان كافرا حين لقي النبي صلى الله عليه وسلم، ويضرب علماء الحديث هذا الحديث مثلا للمرسل المتصل، وهو فيمن لقي في حال كفره رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمع منه شيئا، ثم أسلم بعد وفاته، وحدث بما سمعه، فإنه مع كونه تابعيا محكوم لما سمعه بالاتصال لا الإرسال.
وأخرجه مختصرا أبو عبيد في "الأموال" (٦٢٥) ، وحميد بن زنجويه في "الأموال" (٩٦١) عن إسحاق بن عيسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" ٣/٢٧٦-٢٧٧، ومن طريقه البيهقي في "دلائل النبوة" ١/٢٦٦ عن الحميدي، عن يحيى بن سليم، به، مختصرا أيضا.
وأورده ابن كثير في "البداية والنهاية" ٥/١٥-١٦ وعزاه إلى أحمد، ثم قال: هذا حديث غريب، وإسناده لا بأس به! تفرد به الإمام أحمد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٨/٢٣٤-٢٣٦، وقال: رواه عبد الله بن أحمد وأبو يعلى، ورجال أبي يعلى ثقات، ورجال عبد الله بن أحمد كذلك.
قلنا: رواية عبد الله بن أحمد ستأتي ٤/٧٤-٧٥ و٧٥.
وفات الهيثمي نسبته إلى الإمام أحمد.
قال السندي: قوله: "قد بلغ الفند" بفتحتين، أي: ضعف الرأي من الكبر.
"فبعث دحية": ظاهره أنه بعث من تبوك، والمعروف أنه كان آخر سنة ست، بعد أن رجع من الحديبية، وغزوة تبوك كانت سنة تسع، فلعله أعاد ذلك مرة ثانية.
"قسيسي الروم" بكسر قاف وتشديد مهملة، جمع قسيس: وهو العالم في لغة الروم.
"وبطارقتها" بفتحتين، جمع بطريق، بكسر الباء، كالتلامذة جمع تلميذ، وهم خواص الدولة.
"أن أتبعه" من تبع أو اتبع، بتشديد التاء.
"مالنا"، أي: لأمرائنا من الخراج.
"ليأخذن "، أي: يملك الموضع الذي أنا جالس فيه.
"نتبعه " بالجزم على أنه جواب هلم، فإنه أمر معنى.
"فنخروا" كضرب أو نصر، والنخر: مد الصوت في الخياشيم.
"برانسهم": ثيابهم المعلومة.
"رفأهم" بتشديد الفاء بعدها همزة، في "القاموس" رفأ الرجل: سكنه، وقيل: قال لهم: بارك الله فيكم، والرفاء: النماء والبركة.
"ولم يكد" أي: لم يكد يرفئهم لشدة شكيمتهم.
"من عرب تجيب" ضبط بضم تاء وكسر جيم.
"فما ضيعت": "ما": شرطية، أي: أي شيء ضيعت فلا تضيع هذه الخصال الثلاث.
"الحنيفية" أي: الملة الحنيفية.
"فمزقه" من التمزيق.
"إلى النجاشي" غير الذي أسلم وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم.
"خرقها" من التخريق.
"فلن يزال" أي: يبقى ملكه، فكان كما قال.
"جعبتي" بفتح الجيم المعجمة: وعاء السهام.
"تدعوني" على الخطأ مع النبي صلى الله عليه وسلم.
"فأين النار" إذا كانت الجنة تستوعب المكان كله، فأين النار.
"أين الليل" يحتمل أنه إشارة إلى أن الجنة فوق النار، كما أن النهار طلع = فوق الليل، فاستتر الليل به، فإذا فرض أن الجنة تحت العرش فوق السماوات كلها، وأن سعتها سعة السماوات والأرض، وأن النار تحتها حيث شاء الله تعالى، فلا إشكال، أو إشارة إلى أنه تعالى قادر على أن يجمع الأجسام الكثيفة في مكان واحد، كما يجمع اللطيفة فيه كالأنوار والظلم، فانظر كيف يجتمع أنوار شموع متعددة في بيت واحد بلا مزاحمة بينها، مع أن نور كل واحد منها يملأ البيت، فكما أن النور لا يزاحم الهواء الذي في البيت، كذلك الأنوار لا يزاحم بعضها بعضا، فالقادر على ذلك يمكن له أن يجمع بين الأجسام الكثيفة كما يجمع بين الأنوار والظلم ونحو ذلك، وبالجملة فهذا الحديث يدل على أن الليل أمر موجود يستتر عند طلوع النهار ويظهر عند غروبه، وهو الموافق لظاهر قوله تعالى: (وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون) [يس: ٣٧] ، والله تعالى أعلم.
"مرملون": اسم فاعل من أرمل، إذا نفد زاده، كأنه لصق بالرمل.
"صفورية" بفتح صاد وتشديد فاء، بلد بالأردن.
"الذي كنت بين يديه" أي: كنت فيه بين يديه.
"حبوته" بالضم أو بالكسر.
"لما أمرت له" بالخطاب على بناء المفعول، وفيه معجزة له صلى الله عليه وسلم.
"فجلت" بالجيم، من الجولان، كذا في أصلي، أي: نظرت، وفي بعض النسخ بالحاء المهملة.
"غضون الكتف" في "الصحاح": هي مكاسر الجلد.
"مثل الحجمة" لعله بتقديم الجيم، بمعنى العين، والله أعلم.
قلنا: الصواب: الحجمة، بتقديم الحاء على الجيم كما في الأصول، وهي المرة من الحجامة، وسيأتي الحديث في "المسند" ٤/٧٤-٧٥ بلفظ "فرأيت غضروف كتفه مثل المحجم الضخم" شبه صورة خاتم النبوة الناتئ على كتفه صلى الله عليه وسلم وعليه خيلان بصورة النتوء الضخم الذي يحصل إلصاق المحجمة - وهي القارورة- في ظهر المحجوم.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : "قد بلغ الفند " : - بفتحتين - ; أي : ضعف الرأي من الكبر .
"فبعث دحية " : ظاهره أنه بعث من تبوك ، والمعروف أنه كان آخر سنة ست بعد أن رجع من الحديبية ، وغزوة تبوك كانت سنة تسع ، فلعله أعاد ذلك مرة ثانية .
"قسيسي الروم " : - بكسر قاف وتشديد مهملة - جمع قسيس ، سقطت نونه بالإضافة ، والقسيس : العالم في لغة الروم .
"بطارقتها " : - بفتحتين - : جمع بطريق - بكسر الباء - ; كالتلامذة جمع تلميذ ، وهم خواص الدولة .
"ثم أغلق عليه وعليهم الدار " : هكذا في أصلنا ، وكذلك في "المجمع " ، وفي بعض النسخ : ثم أغلق عليه وعليهم بابا .
"أن أتبعه " : من تبع أو اتبع - بتشديد التاء - .
"ما لنا " : أي : لأمرائنا من الخراج .
"ليأخذن " : أي : يملك الموضع الذي أنا جالس فيه .
"نتبعه " : بالجزم على أنه جواب هلم ; فإنه أمر معنى .
"فنخروا " : من ضرب أو نصر ، والنخر مد الصوت في الخياشيم .
"برانسهم " : ثيابهم المعلومة .
"رفأهم " : - بتشديد الفاء بعدها همزة - .
في "القاموس " : رفأ الرجل : سكنه .
وقيل : قال لهم : بارك الله فيكم ، والرفاء : النماء والبركة .
"ولم يكد " : أي : لم يكد يرفئهم ; لشدة شكيمتهم .
"من عرب تجيب " : ضبط - بضم تاء وكسر جيم - .
"فما ضيعت " : "ما" شرطية ; أي : أي شيء ضيعت ، فلا تضيع هذه الخصال الثلاث .
"الحنيفية " : أي : الملة الحنيفية .
"فمزقه " : من التمزيق .
"إلى النجاشي " : غير الذي أسلم وصلى عليه النبي .
"فخرقها " : من التخريق .
"فلن يزال " : أي : يبقى ملكه ، فكان كما قال .
"من جعبتي " : بفتحتين - : وعاء السهام .
"تدعوني " : على الخطاب مع النبي صلى الله عليه وسلم .
"فأين النار " : إذا كانت الجنة تستوعب المكان كله ، فأين النار ؟ .
"أين الليل .
.
.
إلخ " : يحتمل أنه إشارة إلى أن الجنة فوق النار ; كما أن النهار طلع فوق الليل ، فاستتر الليل به ، فإذا فرض أن الجنة تحت العرش فوق السماوات كلها ، وأن سعتها سعة السماوات والأرض ، وأن النار تحتها حيث شاء الله تعالى ، فلا إشكال ، أو إشارة إلى أنه تعالى قادر على أن يجمع الأجسام الكثيفة في مكان واحد ; كما يجمع اللطيفة فيه ; كالأنوار والظلم ، فانظر كيف يجتمع أنوار شموع متعددة في بيت واحد بلا مزاحمة بينها ، مع أن نور كل واحد منها يملأ البيت ، فكما أن النور لا يزاحم الهواء الذي في البيت ، كذلك الأنوار لا يزاحم بعضها بعضا ، فالقادر على ذلك يمكن له أن يجمع بين الأجسام الكثيفة ; كما يجمع بين الأنوار والظلم ، ونحو ذلك .
وبالجملة : فهذا الحديث يدل على أن الليل أمر موجود يستتر عند طلوع النهار ، ويظهر عند غروبه ، وهو الموافق لظاهر قوله تعالى : وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون [يس : 37] ، والله تعالى أعلم .
"مرملون " : اسم فاعل من أرمل : إذا نفد زاده ; كأنه لصق بالرمل .
"صفورية " : - ضبط بفتح صاد وتشديد فاء - : بلد بالأردن .
"الذي كنت بين يديه " : أي : كنت فيه بين يديه .
"حبوته " : بالضم أو بالكسر - .
"لما أمرت له " : بالخطاب على بناء المفعول ، وفيه معجزة له صلى الله عليه وسلم .
"فجلت " : - بالجيم - ، من الجولان ، كذا الأصل ; أي : نظرت ، وفي بعض النسخ - بالحاء المهملة - .
"غضون الكتف " : في "الصحاح " : هي مكاسر الجلد .
"مثل الجحمة " : لعله - بتقديم الجيم - بمعنى : العين ، والله تعالى أعلم .
وفي "المجمع " : رواه عبد الله بن أحمد ، وأبو يعلى ، ورجال أبي يعلى ثقات ، ورجال عبد الله بن أحمد كذلك ، انتهى .
وهذا يدل على أنه من زوائد عبد الله ، لكن في نسخنا جعل من رواية عبد الله عن أبيه ، والله تعالى أعلم .
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ قَالَ لَقِيتُ التَّنُوخِيَّ رَسُولَ هِرَقْلَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِمْصَ وَكَانَ جَارًا لِي شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ بَلَغَ الْفَنَدَ أَوْ قَرُبَ فَقُلْتُ أَلَا تُخْبِرُنِي عَنْ رِسَالَةِ هِرَقْلَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرِسَالَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى هِرَقْلَ فَقَالَ بَلَى قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبُوكَ فَبَعَثَ دِحْيَةَ الْكَلْبِيَّ إِلَى هِرَقْلَ فَلَمَّا أَنْ جَاءَهُ كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا قِسِّيسِي الرُّومِ وَبَطَارِقَتَهَا ثُمَّ أَغْلَقَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ بَابًا فَقَالَ قَدْ نَزَلَ هَذَا الرَّجُلُ حَيْثُ رَأَيْتُمْ وَقَدْ أَرْسَلَ إِلَيَّ يَدْعُونِي إِلَى ثَلَاثِ خِصَالٍ يَدْعُونِي إِلَى أَنْ أَتَّبِعَهُ عَلَى دِينِهِ أَوْ عَلَى أَنْ نُعْطِيَهُ مَالَنَا عَلَى أَرْضِنَا وَالْأَرْضُ أَرْضُنَا أَوْ نُلْقِيَ إِلَيْهِ الْحَرْبَ وَاللَّهِ لَقَدْ عَرَفْتُمْ فِيمَا تَقْرَءُونَ مِنْ الْكُتُبِ لَيَأْخُذَنَّ مَا تَحْتَ قَدَمَيَّ فَهَلُمَّ نَتَّبِعْهُ عَلَى دِينِهِ أَوْ نُعْطِيهِ مَالَنَا عَلَى أَرْضِنَا فَنَخَرُوا نَخْرَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ حَتَّى خَرَجُوا مِنْ بَرَانِسِهِمْ وَقَالُوا تَدْعُونَا إِلَى أَنْ نَدَعَ النَّصْرَانِيَّةَ أَوْ نَكُونَ عَبِيدًا لِأَعْرَابِيٍّ جَاءَ مِنْ الْحِجَازِ فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّهُمْ إِنْ خَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ أَفْسَدُوا عَلَيْهِ الرُّومَ رَفَأَهُمْ وَلَمْ يَكَدْ وَقَالَ إِنَّمَا قُلْتُ ذَلِكَ لَكُمْ لِأَعْلَمَ صَلَابَتَكُمْ عَلَى أَمْرِكُمْ ثُمَّ دَعَا رَجُلًا مِنْ عَرَبِ تُجِيبَ كَانَ عَلَى نَصَارَى الْعَرَبِ فَقَالَ ادْعُ لِي رَجُلًا حَافِظًا لِلْحَدِيثِ عَرَبِيَّ اللِّسَانِ أَبْعَثْهُ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ بِجَوَابِ كِتَابِهِ فَجَاءَ بِي فَدَفَعَ إِلَيَّ هِرَقْلُ كِتَابًا فَقَالَ اذْهَبْ بِكِتَابِي إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَمَا ضَيَّعْتُ مِنْ حَدِيثِهِ فَاحْفَظْ لِي مِنْهُ ثَلَاثَ خِصَالٍ انْظُرْ هَلْ يَذْكُرُ صَحِيفَتَهُ الَّتِي كَتَبَ إِلَيَّ بِشَيْءٍ وَانْظُرْ إِذَا قَرَأَ كِتَابِي فَهَلْ يَذْكُرُ اللَّيْلَ وَانْظُرْ فِي ظَهْرِهِ هَلْ بِهِ شَيْءٌ يَرِيبُكَ فَانْطَلَقْتُ بِكِتَابِهِ حَتَّى جِئْتُ تَبُوكَ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ أَصْحَابِهِ مُحْتَبِيًا عَلَى الْمَاءِ فَقُلْتُ أَيْنَ صَاحِبُكُمْ قِيلَ هَا هُوَ ذَا فَأَقْبَلْتُ أَمْشِي حَتَّى جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَنَاوَلْتُهُ كِتَابِي فَوَضَعَهُ فِي حَجْرِهِ ثُمَّ قَالَ مِمَّنْ أَنْتَ فَقُلْتُ أَنَا أَحَدُ تَنُوخَ قَالَ هَلْ لَكَ فِي الْإِسْلَامِ الْحَنِيفِيَّةِ مِلَّةِ أَبِيكَ إِبْرَاهِيمَ قُلْتُ إِنِّي رَسُولُ قَوْمٍ وَعَلَى دِينِ قَوْمٍ لَا أَرْجِعُ عَنْهُ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْهِمْ فَضَحِكَ وَقَالَ { إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } يَا أَخَا تَنُوخَ إِنِّي كَتَبْتُ بِكِتَابٍ إِلَى كِسْرَى فَمَزَّقَهُ وَاللَّهُ مُمَزِّقُهُ وَمُمَزِّقٌ مُلْكَهُ وَكَتَبْتُ إِلَى النَّجَاشِيِّ بِصَحِيفَةٍ فَخَرَقَهَا وَاللَّهُ مُخْرِقُهُ وَمُخْرِقٌ مُلْكَهُ وَكَتَبْتُ إِلَى صَاحِبِكَ بِصَحِيفَةٍ فَأَمْسَكَهَا فَلَنْ يَزَالَ النَّاسُ يَجِدُونَ مِنْهُ بَأْسًا مَا دَامَ فِي الْعَيْشِ خَيْرٌ قُلْتُ هَذِهِ إِحْدَى الثَّلَاثَةِ الَّتِي أَوْصَانِي بِهَا صَاحِبِي وَأَخَذْتُ سَهْمًا مِنْ جَعْبَتِي فَكَتَبْتُهَا فِي جِلْدِ سَيْفِي ثُمَّ إِنَّهُ نَاوَلَ الصَّحِيفَةَ رَجُلًا عَنْ يَسَارِهِ قُلْتُ مَنْ صَاحِبُ كِتَابِكُمْ الَّذِي يُقْرَأُ لَكُمْ قَالُوا مُعَاوِيَةُ فَإِذَا فِي كِتَابِ صَاحِبِي تَدْعُونِي إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ فَأَيْنَ النَّارُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سُبْحَانَ اللَّهِ أَيْنَ اللَّيْلُ إِذَا جَاءَ النَّهَارُ قَالَ فَأَخَذْتُ سَهْمًا مِنْ جَعْبَتِي فَكَتَبْتُهُ فِي جِلْدِ سَيْفِي فَلَمَّا أَنْ فَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ كِتَابِي قَالَ إِنَّ لَكَ حَقًّا وَإِنَّكَ رَسُولٌ فَلَوْ وُجِدَتْ عِنْدَنَا جَائِزَةٌ جَوَّزْنَاكَ بِهَا إِنَّا سَفْرٌ مُرْمِلُونَ قَالَ فَنَادَاهُ رَجُلٌ مِنْ طَائِفَةِ النَّاسِ قَالَ أَنَا أُجَوِّزُهُ فَفَتَحَ رَحْلَهُ فَإِذَا هُوَ يَأْتِي بِحُلَّةٍ صَفُورِيَّةٍ فَوَضَعَهَا فِي حَجْرِي قُلْتُ مَنْ صَاحِبُ الْجَائِزَةِ قِيلَ لِي عُثْمَانُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّكُمْ يُنْزِلُ هَذَا الرَّجُلَ فَقَالَ فَتًى مِنْ الْأَنْصَارِ أَنَا فَقَامَ الْأَنْصَارِيُّ وَقُمْتُ مَعَهُ حَتَّى إِذَا خَرَجْتُ مِنْ طَائِفَةِ الْمَجْلِسِ نَادَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ تَعَالَ يَا أَخَا تَنُوخَ فَأَقْبَلْتُ أَهْوِي إِلَيْهِ حَتَّى كُنْتُ قَائِمًا فِي مَجْلِسِي الَّذِي كُنْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَحَلَّ حَبْوَتَهُ عَنْ ظَهْرِهِ وَقَالَ هَاهُنَا امْضِ لِمَا أُمِرْتَ لَهُ فَجُلْتُ فِي ظَهْرِهِ فَإِذَا أَنَا بِخَاتَمٍ فِي مَوْضِعِ غُضُونِ الْكَتِفِ مِثْلِ الْحَجْمَةِ الضَّخْمَةِ
عن قثم بن تمام أو تمام بن قثم، عن أبيه، قال: أتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " " ما بالكم تأتوني قلحا لا تسوكون، لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليه...
عن عبد الرحمن بن حسان، عن أبيه، قال: " " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوارات القبور " "
عن رافع بن بشر هو أبو بسر السلمي، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يوشك أن تخرج نار من حبس سيل، تسير سير بطيئة الإبل، تسير النهار وتقي...
عن عقبة بن سويد الأنصاري،أنه سمع أباه - وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - قال: قفلنا مع نبي الله صلى الله عليه وسلم من غزوة خيبر، فلما بدا له أ...
عن عبد الرحمن بن أبي قراد، قال: " خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم حاجا، فرأيته خرج من الخلاء، فاتبعته بالإداوة - أو القدح - فجلست له بالطريق وكان إذا...
عن عبد الرحمن بن أبي قراد، قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجا، قال: فنزل منزلا وخرج من الخلاء، فاتبعته بالإداوة - أو القدح - وكان رسول الل...
عن مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " بخ بخ، لخمس ما أثقلهن في الميزان: لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله...
عن معاوية بن الحكم السلمي، أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت أشياء كنا نفعلها في الجاهلية، كنا نتطير؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ذ...
عن شقيق،قال: دخل معاوية على خاله أبي هاشم بن عتبة يعوده، قال: فبكى، قال: فقال له معاوية: ما يبكيك يا خال؟ أوجعا يشئزك أم حرصا على الدنيا؟ قال: فقال: ف...