2314- عن البراء قال: " كان الرجل إذا صام، فنام لم يأكل إلى مثلها، وإن صرمة بن قيس الأنصاري أتى امرأته، وكان صائما، فقال: عندك شيء، قالت: لا، لعلي أذهب فأطلب لك شيئا، فذهبت وغلبته عينه فجاءت، فقالت: خيبة لك فلم ينتصف النهار حتى غشي عليه، وكان يعمل يومه في أرضه، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت ": {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم} [البقرة: 187] قرأ إلى قوله: {من الفجر} [البقرة: 187]
إسناده صحيح.
قال الحافظ في "الفتح" 1/ 351: وسماع إسرائيل من أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- في غاية الإتقان للزومه إياه، لأنه جده، وكان خصيصا به.
أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري، وإسرائيل: هو ابن يونس السبيعي.
وصرمة بن قيس، كذا في الأصول وهو الصواب، ووقع عند البخاري: قيس بن صرمة، وقد جزم الداوودي والسهيلي وغيرهما بأنه وقع مقلوبا في رواية البخاري.
وقد فاتنا أن ننبه عليه في "صحيح ابن حبان" (3460) فليستدرك من هنا.
وأخرجه البخاري (1915)، و (4508) بنحوه، والترمذي (3206) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه البخاري (4508) بنحوه، والنسائي في "الكبرى" (2489) و (10956) من طريقين عن أبي إسحاق، به.
وهو في "مسند احمد" (18611)، و"صحيح ابن حبان" (3460) و (3461)
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( كَانَ الرَّجُل أَذَا صَامَ فَنَامَ ) : وَفِي رِوَايَة الْبُخَارِيّ : إِذَا كَانَ الرَّجُل صَائِمًا فَحَضَرَ الْإِفْطَار فَنَامَ قَبْل أَنْ يُفْطِر.
قَالَ الْحَافِظ فِي الْفَتْح : وَفِي رِوَايَة زُهَيْر كَانَ إِذَا نَامَ قَبْل أَنْ يَتَعَشَّى لَمْ يَحِلّ لَهُ أَنْ يَأْكُل شَيْئًا وَلَا يَشْرَب لَيْله وَيَوْمه حَتَّى تَغْرُب الشَّمْس.
وَلِأَبِي الشَّيْخ مِنْ طَرِيق زَكَرِيَّا بْن أَبِي زَائِدَة عَنْ أَبِي إِسْحَاق : كَانَ الْمُسْلِمُونَ إِذَا أَفْطَرُوا يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَأْتُونَ النِّسَاء مَا لَمْ يَنَامُوا , فَإِذَا نَامُوا لَمْ يَطْعَمُوا شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ إِلَى مِثْلهَا.
فَاتَّفَقَتْ الرِّوَايَات فِي حَدِيث الْبَرَاء عَلَى أَنَّ الْمَنْع مِنْ ذَلِكَ كَانَ مُقَيَّدًا بِالنَّوْمِ , وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُور فِي حَدِيث غَيْره , وَقَيْد الْمَنْع مِنْ ذَلِكَ فِي حَدِيث اِبْن عَبَّاس الَّذِي سَبَقَ بِصَلَاةِ الْعَتَمَة.
قُلْت.
يَحْتَمِل أَنْ يَكُون ذَكَرَ صَلَاة الْعِشَاء لِكَوْنِ مَا بَعْدهَا مَظِنَّة النَّوْم غَالِبًا , وَالتَّقْيِيد فِي الْحَقِيقَة إِنَّمَا هُوَ بِالنَّوْمِ كَمَا فِي سَائِر الْأَحَادِيث اِنْتَهَى.
وَقَالَ فِي فَتْح الْوَدُود : وَقَدْ يُقَال لَا مُنَافَاة بَيْنهمَا فَيَجُوز تَقْيِيد الْمَنْع بِكُلِّ مِنْهُمَا فَأَيّهمَا تَحَقَّقَ أَوَّلًا تَحَقَّقَ الْمَنْع ( لَمْ يَأْكُل ) : هُوَ جَوَاب إِذَا ( إِلَى مِثْلهَا ) : أَيْ إِلَى اللَّيْلَة الْأُخْرَى ( وَإِنَّ صِرْمَة بْن قَيْس ) : وَفِي رِوَايَة الْبُخَارِيّ : وَإِنَّ قَيْس بْن صِرْمَة بِكَسْرِ الصَّاد الْمُهْمَلَة وَسُكُون الرَّاء هَكَذَا سُمِّيَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَة , وَلَمْ يُخْتَلَف عَلَى إِسْرَائِيل فِيهِ إِلَّا فِي رِوَايَة أَبِي أَحْمَد الزُّبَيْرِيّ عَنْهُ فَإِنَّهُ قَالَ صِرْمَة بْن قَيْس أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ , وَلِأَبِي نُعَيْم فِي الْمَعْرِفَة مِنْ طَرِيق الْكَلْبِيّ عَنْ أَبِي صَالِح عَنْ اِبْن عَبَّاس مِثْله.
قَالَ : وَكَذَا رَوَاهُ أَشْعَث بْن سَوَّار عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس , فَمَنْ قَالَ قَيْس بْن صِرْمَة قَلَبَهُ كَمَا جَزَمَ الدَّاوُدِيّ وَالسُّهَيْلِيّ وَغَيْرهمَا بِأَنَّهُ وَقَعَ مَقْلُوبًا فِي رِوَايَة الْبُخَارِيّ.
هَذَا مَا قَالَهُ الْحَافِظ فِي الْفَتْح ( وَكَانَ ) : أَيْ صِرْمَة ( فَقَالَ ) : أَيْ صِرْمَة بْن قَيْس لِامْرَأَتِهِ ( عِنْدكِ ) : بِكَسْرِ الْكَاف ( شَيْء ) : مِنْ الطَّعَام ( قَالَتْ لَا ) : أَيْ لَيْسَ عِنْدِي طَعَام ( وَغَلَبَتْهُ عَيْنه ) : أَيْ نَامَ ( خَيْبَةً لَك ) : بِالنَّصْبِ وَهُوَ مَفْعُول مُطْلَق مَحْذُوف الْعَامِل , وَقِيلَ : إِذَا كَانَ بِغَيْرِ لَام يَجِب نَصْبه , وَإِلَّا جَازَ وَالْخَيْبَة الْحِرْمَان , يُقَال خَابَ يَخِيب إِذَا لَمْ يَنَلْ مَا طَلَبَ ( فَلَمْ يَنْتَصِف النَّهَار حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ ) : وَفِي رِوَايَة الْبُخَارِيّ : فَلَمَّا اِنْتَصَفَ النَّهَار غُشِيَ عَلَيْهِ , وَفِي رِوَايَة أَحْمَد : فَأَصْبَحَ صَائِمًا فَلَمَّا اِنْتَصَفَ النَّهَار , فَتُحْمَل رِوَايَة الْبُخَارِيّ وَأَحْمَد عَلَى أَنَّ الْغَشْي وَقَعَ فِي آخِر النِّصْف الْأَوَّل مِنْ النَّهَار ( يَعْمَل يَوْمه فِي أَرْضه ) : وَفِي مُرْسَل السُّدِّيّ : كَانَ يَعْمَل فِي حِيطَان الْمَدِينَة بِالْأُجْرَةِ , فَعَلَى هَذَا فَقَوْله فِي أَرْضه إِضَافَة اِخْتِصَاص.
قَالَهُ الْحَافِظ فِي الْفَتْح { الرَّفَث } : هُوَ الْجِمَاع ( إِلَى قَوْله { مِنْ الْفَجْر } ) : فَفَرِحَ الْمُسْلِمُونَ بِذَلِكَ.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ.
حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ الْجَهْضَمِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ عَنْ الْبَرَاءِ قَالَ كَانَ الرَّجُلُ إِذَا صَامَ فَنَامَ لَمْ يَأْكُلْ إِلَى مِثْلِهَا وَإِنَّ صِرْمَةَ بْنَ قَيْسٍ الْأَنْصَارِيَّ أَتَى امْرَأَتَهُ وَكَانَ صَائِمًا فَقَالَ عِنْدَكِ شَيْءٌ قَالَتْ لَا لَعَلِّي أَذْهَبُ فَأَطْلُبُ لَكَ شَيْئًا فَذَهَبَتْ وَغَلَبَتْهُ عَيْنُهُ فَجَاءَتْ فَقَالَتْ خَيْبَةً لَكَ فَلَمْ يَنْتَصِفْ النَّهَارُ حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ وَكَانَ يَعْمَلُ يَوْمَهُ فِي أَرْضِهِ فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَتْ { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ قَرَأَ إِلَى قَوْلِهِ مِنْ الْفَجْرِ }
عن سلمة بن الأكوع قال: لما نزلت هذه الآية: {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} [البقرة: 184]، «كان من أراد منا أن يفطر ويفتدي فعل، حتى نزلت هذه الآية...
عن ابن عباس: {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} [البقرة: 184]، «فكان من شاء منهم أن يفتدي بطعام مسكين افتدى وتم له صومه»، فقال: {فمن تطوع خيرا فهو خ...
عن ابن عباس قال: «أثبتت للحبلى والمرضع»
عن ابن عباس: {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} [البقرة: 184]، قال: «كانت رخصة للشيخ الكبير، والمرأة الكبيرة، وهما يطيقان الصيام أن يفطرا، ويطعما مك...
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنا أمة أمية لا نكتب، ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا وهكذا»، وخنس سليمان أصبعه في الثالثة، يعني تسعا وع...
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الشهر تسع وعشرون، فلا تصوموا حتى تروه، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له ثلاثين»، قال: ف...
عن ابن مسعود، قال: «لما صمنا مع النبي صلى الله عليه وسلم تسعا وعشرين أكثر مما صمنا معه ثلاثين»
عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «شهرا عيد لا ينقصان رمضان، وذو الحجة»
عن أبي هريرة، ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فيه قال: «وفطركم يوم تفطرون، وأضحاكم يوم تضحون، وكل عرفة موقف، وكل منى منحر، وكل فجاج مكة منحر، وكل جمع مو...