15975- عن حبيب بن أبي ثابت، قال: أتيت أبا وائل في مسجد أهله أسأله عن هؤلاء القوم الذين قتلهم علي بالنهروان، فيما استجابوا له، وفيما فارقوه، وفيما استحل قتالهم، قال: كنا بصفين فلما استحر القتل بأهل الشام اعتصموا بتل، فقال عمرو بن العاص لمعاوية: أرسل إلى علي بمصحف، وادعه إلى كتاب الله، فإنه لن يأبى عليك، فجاء به رجل، فقال: بيننا وبينكم كتاب الله {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله، ليحكم بينهم، ثم يتولى فريق منهم، وهم معرضون} [آل عمران: ٢٣] ، فقال علي: نعم أنا أولى بذلك، بيننا وبينكم كتاب الله، قال: فجاءته الخوارج، ونحن ندعوهم يومئذ القراء، وسيوفهم على عواتقهم، فقالوا: يا أمير المؤمنين، ما ننتظر بهؤلاء القوم الذين على التل ألا نمشي إليهم بسيوفنا، حتى يحكم الله بيننا وبينهم، فتكلم سهل بن حنيف، فقال: يا أيها الناس اتهموا أنفسكم، فلقد رأيتنا يوم الحديبية، يعني الصلح الذي كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين، ولو نرى قتالا لقاتلنا، فجاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله ألسنا على الحق، وهم على باطل، أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: " بلى " قال: ففيم نعطي الدنية في ديننا، ونرجع ولما يحكم الله بيننا، وبينهم؟ فقال: " يا ابن الخطاب، إني رسول الله، ولن يضيعني أبدا " قال: فرجع وهو متغيظ، فلم يصبر، حتى أتى أبا بكر، فقال: يا أبا بكر ألسنا على حق، وهم على باطل، أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: بلى، قال: ففيم نعطي الدنية في ديننا ونرجع، ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟ فقال: يا ابن الخطاب إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولن يضيعه أبدا، قال: فنزلت سورة الفتح قال: فأرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمر، فأقرأها إياه، قال: يا رسول الله وفتح هو؟ قال: " نعم "
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
يعلى بن عبيد: هو الطنافسي.
وأخرجه البخاري (٤٨٤٤) ، والنسائي في "الكبرى" (١١٥٠٤) ، والطبري في "التفسير" ٢٦/٧٠، والبيهقي في "السنن" ٩/٢٢٢ من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد.
واخرجه ابن أبي شيبة ١٤/٤٣٨-٤٣٩، و١٥/٣١٧-٣١٨، والبخاري (٣١٨٢) ، ومسلم (١٧٨٥) (٩٤) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (١٩١٢) مختصرا، والطبراني في "الكبير" (٥٦٠٤) ، والبيهقي ٩/٢٢٢ من طريقين عن عبد العزيز بن سياه، به.
وانظر ما قبله.
قال السندي: قوله: عن هؤلاء القوم، أي: الخوارج.
قوله: "فيما استجابوا له": أولا، "وفيما فارقوه": آخرا.
قوله: "استحر"، أي: اشتد.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : "عن هؤلاء القوم" : أي : الخوارج .
"فيما استجابوا له" : أولا .
"وفيما فارقوه" : آخرا .
"استحر" : أي : اشتد .
"إلا أن نمشي" : هكذا في أصلنا ، فكلمة "إلا" بالتشديد ، وفي بعض الأصول : "ألا نمشي " بدون "أن" ، فكلمة ألا مخففة .
"نعطي الدنية" : أي : نتحمل الانحطاط .
"ولما" : - بالتشديد - جازمة .
"ولن يضيعني" : من الإضاعة ، أو التضييع .
"متغيظ" : ممتلئ غيظا ، وكأن مراد وائل بيان منشأ خروج الخوارج ، وأنه الخلاف الذي جرى في ذاك اليوم ، والله تعالى أعلم .
حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سِيَاهٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ أَتَيْتُ أَبَا وَائِلٍ فِي مَسْجِدِ أَهْلِهِ أَسْأَلُهُ عَنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ عَلِيٌّ بِالنَّهْرَوَانِ فَفِيمَا اسْتَجَابُوا لَهُ وَفِيمَا فَارَقُوهُ وَفِيمَا اسْتَحَلَّ قِتَالَهُمْ قَالَ كُنَّا بِصِفِّينَ فَلَمَّا اسْتَحَرَّ الْقَتْلُ بِأَهْلِ الشَّامِ اعْتَصَمُوا بِتَلٍّ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لِمُعَاوِيَةَ أَرْسِلْ إِلَى عَلِيٍّ بِمُصْحَفٍ وَادْعُهُ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ فَإِنَّهُ لَنْ يَأْبَى عَلَيْكَ فَجَاءَ بِهِ رَجُلٌ فَقَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنْ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ } فَقَالَ عَلِيٌّ نَعَمْ أَنَا أَوْلَى بِذَلِكَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ قَالَ فَجَاءَتْهُ الْخَوَارِجُ وَنَحْنُ نَدْعُوهُمْ يَوْمَئِذٍ الْقُرَّاءَ وَسُيُوفُهُمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ فَقَالُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا نَنْتَظِرُ بِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ عَلَى التَّلِّ أَلَا نَمْشِي إِلَيْهِمْ بِسُيُوفِنَا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ فَتَكَلَّمَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّهِمُوا أَنْفُسَكُمْ فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ يَعْنِي الصُّلْحَ الَّذِي كَانَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ وَلَوْ نَرَى قِتَالًا لَقَاتَلْنَا فَجَاءَ عُمَرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَهُمْ عَلَى بَاطِلٍ أَلَيْسَ قَتْلَانَا فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلَاهُمْ فِي النَّارِ قَالَ بَلَى قَالَ فَفِيمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا وَنَرْجِعُ وَلَمَّا يَحْكُمِ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ فَقَالَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَلَنْ يُضَيِّعَنِي أَبَدًا قَالَ فَرَجَعَ وَهُوَ مُتَغَيِّظٌ فَلَمْ يَصْبِرْ حَتَّى أَتَى أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَسْنَا عَلَى حَقٍّ وَهُمْ عَلَى بَاطِلٍ أَلَيْسَ قَتْلَانَا فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلَاهُمْ فِي النَّارِ قَالَ بَلَى قَالَ فَفِيمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا وَنَرْجِعُ وَلَمَّا يَحْكُمِ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ فَقَالَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ إِنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَنْ يُضَيِّعَهُ اللَّهُ أَبَدًا قَالَ فَنَزَلَتْ سُورَةُ الْفَتْحِ قَالَ فَأَرْسَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عُمَرَ فَأَقْرَأَهَا إِيَّاهُ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَفَتْحٌ هُوَ قَالَ نَعَمْ
عن سهل بن حنيف، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يتيه قوم قبل المشرق، محلقة رءوسهم " وسئل عن المدينة؟ فقال: " حرام آمنا، حرام آمنا "
عن يسير بن عمرو، قال: دخلت على سهل بن حنيف، فقلت: حدثني ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال في الحرورية، قال: أحدثك ما سمعت، لا أزيدك عليه، س...
عن سهل بن حنيف يقول: مررنا بسيل فدخلت فاغتسلت منه، فخرجت محموما، فنمي ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " مروا أبا ثابت يتعوذ "، قلت: يا سيد...
عن عبيد الله بن عبد الله، أنه دخل على أبي طلحة الأنصاري يعوده، قال: فوجدنا عنده سهل بن حنيف، قال: فدعا أبو طلحة إنسانا فنزع نمطا تحته، فقال له سهل بن...
عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، أن أباه حدثه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج، وساروا معه نحو مكة، حتى إذا كانوا بشعب الخزار من الجحفة، اغتسل سهل بن...
عن أبا أمامة بن سهل بن حنيف، يقول: قال أبي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من خرج حتى يأتي هذا المسجد - يعني مسجد قباء - فيصلي فيه كان كعدل عمر...
عن سهل بن حنيف من بني ساعدة، أخبره أن سهلا، أخبره: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه قال: " أنت رسولي إلى أهل مكة، قل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم...
عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من أذل عنده مؤمن فلم ينصره، وهو يقدر على أن ينصره أذله الله عز وجل على ر...
عن عبد الله بن سهل بن حنيف، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أعان مجاهدا في سبيل الله عز وجل، أو مكاتبا في رقبته، أظله الله، يوم ل...