16187- عن أبي رزين، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ضحك ربنا من قنوط عبده، وقرب غيره " قال: قلت: يا رسول الله، أويضحك الرب عز وجل؟ قال: " نعم " قال: لن نعدم من رب يضحك خيرا
إسناده ضعيف كسابقه.
=وأخرجه ابن ماجه (١٨١) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (١٠٩٢) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (٥٥٤) ، وعبد الله ابن أحمد في "السنة" (٢٦٤) ، والطبراني في "الكبير" ١٩/ (٤٦٩) ، والآجري في "الشريعة" ص ٢٧٩- ٢٨٠، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص ٤٧٣ من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وسيأتي برقم (١٦٢٠١) .
قال السندي: قوله: "من قنوط عباده": القنوط هو اليأس، ولعل المراد هاهنا هو الحاجة والفقر، أي يرضى عليهم، ويقبل عليهم بالإحسان إذا نظر إلى فقرهم وفاقتهم وذلهم، وإلا فالقنوط من رحمته تعالى يوجب الغضب لا الرضا، قال تعالى: "لا تقنطوا من رحمة الله"، وقال: "لا تيأسوا من روح
الله) الآية، إلا أن يقال: ذاك هو القنوط بالنظر إلى كرمه وإحسانه، مثل أن لا يرى له كرما وإحسانا، أو يرى قليلا فيقنط لذلك، فهذا هو الكفر المنهي عنه أشد النهي، وأما القنوط بالنظر إلى أعماله وقبائحه، فهو مما يوجب للعبد تواضعا وخشوعا وانكسارا، فيوجب الرضا، ويجلب الإحسان والإقبال من الله تعالى، ومنشأ هذا القنوط هو الغيبة عن صالح الأعمال، واستعظام المعاصي إلى الغاية، وكل منهما مطلوب محبوب، ولعل هذا هو سبب مغفرة من أمر أهله بإحراقه بعد الموت حين أيس من المغفرة.
[قلنا: انظر مسند عبد الله بن مسعود الرواية رقم (٣٧٨٥) ] .
قوله: "وقرب غيره"، ضبط بكسر معجمة، ففتح ياء: بمعنى تغير الحال، وهو اسم من قولك غيرت الشيء فتغير، وضميره لجنس العبد، والمراد تغير حاله من القوة إلى الضعف، ومن الحياة إلى الموت، وهذه الأحوال مما تجلب الرحمة لا محالة في الشاهد، فكيف لا يكون أسبابا عادية لجلبها من
أرحم الراحمين.
والأقرب أن الغير بمعنى تغيير الحال وتحويله، وبه تشعر عبارة "القاموس"، لا تغير الحال، وتحوله كما في "النهاية"، والضمير لله، والمعنى أنه تعالى=يضحك من أن العبد يصير آيسا من الخير بأدنى شر وقع عليه مع قرب تغييره تعالى الحال من شر إلى خير، ومن مرض إلى عافية، ومن بلاء ومحنة إلى سرور وفرحة، لكن الضحك على هذا لا يمكن تفسيره بالرضا.
قوله: "لن نعدم" من عدمه- كعلمه-.
إذا فقده، يريد أن الرب تعالى إذا كان من صفاته الضحك فلا نفقد خيره، بل كلما اجتمعنا إلى خيره وجدناه، فإنا إذا أظهرنا الفاقة لديه يضحك فيعطي.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : "ضحك" : كفرح .
"ربنا" : - بالرفع - : فاعل ضحك .
قيل : الضحك من الله تعالى : الرضا ، وإرادة الخير ، وقيل : بسط الرحمة ، والإقبال بالإحسان ، أو بمعنى : أمر الملائكة بالضحك ، والإذن لهم فيه; كما يقال : قتله السلطان : إذا أمر بقتله .
وقال ابن حبان في "صحيحه" : هو من نسبة الفعل إلى الآمر ، وهو في كلام العرب كثير .
وقال بعض المحققين : إن مثل الضحك; مما هو من قبيل الانفعال ، إذا نسب إلى الله تعالى ، يراد به : غايته .
وقيل : بل المراد إيجاد الانفعال في الغير ، فالمراد هاهنا الإضحاك ، ومذهب أهل التحقيق أنه صفة سمعية يلزم إثباتها مع نفي التشبيه وكمال التنزيه; كما أشار إلى ذلك مالك ، وقد سئل عن الاستواء فقال : الاستواء معلوم ، والكيف غير معلوم ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة .
"من قنوط عباده" : القنوط; كالجلوس : هو اليأس ، ولعل المراد هاهنا : هو الحاجة والفقر; أي : يرضى عليهم ، ويقبل عليهم بالإحسان إذا نظر إلى فقرهم وفاقتهم وذلهم ، وإلا فالقنوط من رحمته تعالى يوجب الغضب لا الرضا ، قال تعالى : لا تقنطوا من رحمة الله [الزمر : 53] ، وقال : ولا تيأسوا من روح الله [يوسف : 87] الآية ، إلا أن يقال : ذاك هو القنوط بالنظر إلى كرمه وإحسانه; مثل ألا يرى له كرما وإحسانا ، أو يرى قليلا ، فيقنط لذلك ، فهذا هو الكفر المنهي عنه أشد النهي ، وأما القنوط بالنظر إلى أعماله وقبائحه ، فهو مما يوجب للعبد تواضعا وخشوعا وانكسارا ، فيوجب الرضا ، ويجلب الإحسان والإقبال من الله تعالى ، ومنشأ هذا القنوط هو الغيبة عن صالح الأعمال ، واستعظام المعاصي إلى الغاية ، وكل منهما مطلوب محبوب ، ولعل هو هذا سبب مغفرة من أمر أهله بإحراقه بعد الموت حين أيس من المغفرة .
"وقرب غيره" : ضبط - بكسر معجمة ، ففتح ياء - : بمعنى : تغير الحال ، وهو اسم من قولك : غيرت الشيء فتغير ، وضميره لجنس العبد ، والمراد : تغير حاله من القوة إلى الضعف ، ومن الحياة إلى الموت ، وهذه الأحوال مما يجلب الرحمة لا محالة في الشاهد ، فكيف لا تكون أسبابا عادية لجلبها من أرحم الراحمين؟ والأقرب أن الغير بمعنى : تغيير الحال وتحويله ، وبه تشعر عبارة "القاموس" ، لا تغير الحال وتحوله كما في "النهاية" ، والضمير لله .
والمعنى : أنه تعالى يضحك من أن العبد يصير من الخير بأدنى شر وقع عليه ، مع قرب تغييره تعالى الحال من شر إلى خير ، ومن مرض إلى عافية ، ومن بلاء ومحنة إلى سرور وفرحة ، لكن الضحك على هذا لا يمكن تفسيره بالرضا .
"لن نعدم" : من عدمه; كعلمه : إذا فقده ، يريد : أن الرب تعالى إذا كان من صفاته الضحك ، فلا نفقد خيره ، بل كلما احتجنا إلى خيره ، وجدناه; فإنا إذا أظهرنا الفاقة لديه ، يضحك فيعطي .
وفي راوية ابن ماجه ما يقتضي أن الحديث حسن ، والله تعالى أعلم .
قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ عَنْ وَكِيعِ بْنِ عُدُسٍ عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ضَحِكَ رَبُّنَا مِنْ قُنُوطِ عَبْدِهِ وَقُرْبِ غَيْرِهِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَيَضْحَكُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ نَعَمْ قَالَ لَنْ نَعْدَمَ مِنْ رَبٍّ يَضْحَكُ خَيْرًا
عن أبي رزين، قال: قلت: يا رسول الله، أين كان ربنا عز وجل قبل أن يخلق خلقه؟ قال: " كان في عماء ما تحته هواء، وما فوقه هواء، ثم خلق عرشه على الماء "
عن أبي رزين عمه، قال: قلت: يا رسول الله، أين أمي؟ قال: " أمك في النار " قال: قلت: فأين من مضى من أهلك؟ قال: " أما ترضى أن تكون أمك مع أمي "قال أبي: "...
عن أبي رزين، أنه قال: يا رسول الله، إن أبي شيخ كبير، لا يستطيع الحج والعمرة ولا الظعن، قال: " حج عن أبيك واعتمر "
عن أبي رزين لقيط عن عمه، رفعه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " رؤيا المؤمن جزء من أربعين جزءا من النبوة - أشك أنه زاد : " رؤيا المؤمن على رجل طائ...
عن أبي رزين العقيلي أنه قال: يا رسول الله، أكلنا يرى ربه عز وجل يوم القيامة؟ وما آية ذلك في خلقه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أليس كلكم ينظر...
عن أبي رزين عمه، قال: قلت: يا رسول الله كيف يحيي الله الموتى؟ فقال: " أما مررت بالوادي ممحلا، ثم تمر به خضرا؟ - قال شعبة: قاله أكثر من مرتين - كذلك يح...
عن أبي رزين العقيلي، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله كيف يحيي الله الموتى؟ قال: " أما مررت بأرض من أرضك مجدبة، ثم مررت بها...
عن أبي رزين، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن رؤيا المسلم جزء من أربعين جزءا من النبوة، وهي على رجل طائر ما لم يحدث بها، فإذا حدث بها، وقعت...
عن أبي رزين، قال: قلت: يا رسول الله، كيف يحيي الله الموتى؟ فقال: " أما مررت بواد ممحل، ثم مررت به خصبا - قال ابن جعفر: - ثم تمر به خضرا؟ " قال: قلت:...