2485- عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل: أي المؤمنين أكمل إيمانا؟ قال: «رجل يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله، ورجل يعبد الله في شعب من الشعاب قد كفي الناس شره»
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سليمان بن كثير -وهو العبدي البصري- وهو متابع.
وأخرجه البخاري (6494)، ومسلم (1888)، وابن ماجه (3978)، والترمذي (1755)، والنسائي (3155) من طرق عن الزهري، به.
وهو في "مسند أحمد" (11125)، و"صحيح ابن حبان" (606).
قال النووي في "شرح مسلم ": فيه دليل لمن قال بتفضيل العزلة على الاختلاط، وفي ذلك خلاف مشهور، فمذهب الشافعي وأكثر العلماء أن الاختلاط أفضل بشرط رجاء السلامة من الفتن، ومذهب طوائف أن الاعتزال أفضل، وأجاب الجمهور عن هذا الحديث بأنه محمول على الاعتزال في زمن الفتن والحروب أو هو فيمن لا يسلم الناس منه، ولا يصبر عليهم أو نحو ذلك من الخصوص، وقد كانت الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم وجماهير الصحابة والتابعين والعلماء والزهاد مختلطين، فيحصلون منافع الاختلاط كشهود الجمعة والجماعة والجنائز وعيادة المرضى وحلق الذكر وغير ذلك.
قال: وأما الشعب فهو ما انفرج بين جبلين، وليس المراد نفس الشعب خصوصا، بل المراد الانفراد والاعتزال، وذكر الشعب مثالا، لأنه خال عن الناس غالبا.
قال العيني في "شرح البخاري " وذكر كلام النووي هذا: قلت: يدل لقول الجمهور قوله -صلى الله عليه وسلم-: "المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أعظم أجرا من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم" رواه الترمذي في أبواب الزهد [2675] وابن ماجه [4032].
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( فِي شِعْب ) : هُوَ مَا اِنْفَرَجَ بَيْن جَبَلَيْنِ , وَقِيلَ الطَّرِيق فِيهِ , وَالْمُرَاد الِاعْتِزَال فِي أَيّ مَكَان.
قَالَهُ فِي الْمَجْمَع ( قَدْ كَفَى النَّاس شَرّه ) : أَيْ وَقَاهُمْ شَرّه.
قَالَ الْقَسْطَلَّانِيُّ : الشِّعَاب بِكَسْرِ الشِّين الْمُعْجَمَة وَهُوَ مَا اِنْفَرَجَ بَيْن الْجَبَلَيْنِ , وَلَيْسَ بِقَيْدٍ بَلْ عَلَى سَبِيل الْمِثَال , وَالْغَالِب عَلَى الشِّعَاب الْخُلُوّ عَنْ النَّاس , فَلِذَا مَثَّلَ بِهَا لِلْعُزْلَةِ.
وَفِيهِ فَضْل الْعُزْلَة لِمَا فِيهَا مِنْ السَّلَامَة مِنْ الْغِيبَة وَاللَّغْو وَنَحْوهمَا وَهُوَ مُقَيَّد بِوُقُوعِ الْفِتْنَة , أَمَّا عِنْد عَدَم الْفِتْنَة فَمَذْهَب الْجُمْهُور أَنَّ الِاخْتِلَاط أَفْضَل لِحَدِيثِ التِّرْمِذِيّ اِنْتَهَى.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سُئِلَ أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْمَلُ إِيمَانًا قَالَ رَجُلٌ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ وَرَجُلٌ يَعْبُدُ اللَّهَ فِي شِعْبٍ مِنْ الشِّعَابِ قَدْ كُفِيَ النَّاسُ شَرَّهُ
عن أبي أمامة، أن رجلا قال: يا رسول الله، ائذن لي في السياحة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله تعالى»
عن عبد الله هو ابن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قفلة كغزوة»
عن عبد الخبير بن ثابت بن قيس بن شماس، عن أبيه، عن جده، قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقال لها أم خلاد وهي منتقبة، تسأل عن ابنها، وهو مق...
عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يركب البحر إلا حاج، أو معتمر، أو غاز في سبيل الله، فإن تحت البحر نارا، وتحت النار بحرا»...
عن أنس بن مالك قال: حدثتني أم حرام بنت ملحان، أخت أم سليم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عندهم، فاستيقظ وهو يضحك، قالت: فقلت: يا رسول الله، ما أض...
عن أم حرام، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «المائد في البحر الذي يصيبه القيء له أجر شهيد، والغرق له أجر شهيدين»
عن أبي أمامة الباهلي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاثة كلهم ضامن على الله عز وجل: رجل خرج غازيا في سبيل الله، فهو ضامن على الله حتى يتوفاه...
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يجتمع في النار كافر وقاتله أبدا»
عن ابن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم، وما من رجل من القاعدين يخلف رجلا من الم...