17780-
أن عبد الرحمن بن شماسة، حدثه قال: لما حضرت عمرو بن العاص الوفاة بكى، فقال له ابنه عبد الله: لم تبكي، أجزعا على الموت؟ فقال: لا والله، ولكن مما بعد.
فقال له: قد كنت على خير، فجعل يذكره صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفتوحه الشام، فقال عمرو: تركت أفضل من ذلك كله، شهادة أن لا إله إلا الله، إني كنت على ثلاثة أطباق ليس فيها طبق إلا قد عرفت نفسي فيه: كنت أول شيء كافرا، وكنت أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلو مت حينئذ وجبت لي النار، فلما " بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت أشد الناس حياء منه، فما ملأت عيني من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا راجعته فيما أريد حتى لحق بالله عز وجل حياء منه "، فلو مت يومئذ قال الناس: هنيئا لعمرو، أسلم وكان على خير، فمات فرجي له الجنة، ثم تلبست بعد ذلك بالسلطان وأشياء، فلا أدري علي أم لي، فإذا مت فلا تبكين علي ولا تتبعني مادحا ولا نارا، وشدوا علي إزاري فإني مخاصم، وسنوا علي التراب سنا، فإن جنبي الأيمن ليس بأحق بالتراب من جنبي الأيسر، ولا تجعلن في قبري خشبة ولا حجرا، فإذا واريتموني فاقعدوا عندي قدر نحر جزور وتقطيعها، أستأنس بكم
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، ابن لهيعة- وإن كان سيئ =الحفظ- قد توبع، وقد روى عنه حديثه هذا عبد الله بن المبارك وروايته عنه لا بأس بها.
علي بن إسحاق: هو السلمي مولاهم أبو الحسن المروزي.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ١٣/ورقة ٥٣٣ من طريق الحسين ابن الحسن، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص٢٥١ من طريق عبد الله بن وهب، عن ابن لهيعة، به- وذكر قصة بيعة عمرو مفضلة.
وأخرجه ابن سعد ٤/٢٥٨-٢٥٩، ومسلم (١٢١) (١٩٢) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٨٠١) ، وابن خزيمة (٢٥١٥) ، وأبو عوانة ١/٧٠، وابن منده في "الإيمان" (٢٧٠) ، والبيهقي ٩/٩٨، وابن عساكر ٣/ورقة ٥٣٤ من طريق حيوة بن شريح، عن يزيد بن أبي حبيب، به- وذكر ابن سعد ومسلم وأبو عوانة وابن منده قصة بيعة عمرو مفصلة، واقتصر عليها ابن خزيمة
والبيهقي.
وقوله: كنت أشد الناس حياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم سلف برقم (١٧٨١٣) ضمن قصة بيعة عمرو بن العاص، من طريق قيس بن سمي.
قال السندي: "وسنوا" بضم السين المهملة وتشديد النون، من السن: بمعنى الصب في سهولة، أي: ضعوه وضعا سهلا، والشن- بالمعجمة- بمعنى التفريق، وهو أيضا مناسب.
"واريتموني"، أي: دفنتموني.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : "فجعل يذكره ": من التذكير; أي: حتى يفرح ويطمئن به قلبه، ويحسن ظنه بالله .
"و"تركت ": بالخطاب، وإنما كانت أفضل الكل; لأنه لا ينفع شيء بدونها .
"فإني مخاصم ": كأنه أراد: سؤال الملائكة .
"وسنوا": - بضم السين المهملة وتشديد النون - ، من السن بمعنى: الصب في السهولة; أي: ضعوه وضعا سهلا، والشن بمعنى التفريق، وهو أيضا مناسب .
"فإذا واريتموني ": أي: قد دفنتموني.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ شِمَاسَةَ حَدَّثَهُ قَالَ لَمَّا حَضَرَتْ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ الْوَفَاةُ بَكَى فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ لِمَ تَبْكِي أَجَزَعًا عَلَى الْمَوْتِ فَقَالَ لَا وَاللَّهِ وَلَكِنْ مِمَّا بَعْدُ فَقَالَ لَهُ قَدْ كُنْتَ عَلَى خَيْرٍ فَجَعَلَ يُذَكِّرُهُ صُحْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفُتُوحَهُ الشَّامَ فَقَالَ عَمْرٌو تَرَكْتَ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِنِّي كُنْتُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَطْبَاقٍ لَيْسَ فِيهَا طَبَقٌ إِلَّا قَدْ عَرَفْتُ نَفْسِي فِيهِ كُنْتُ أَوَّلَ شَيْءٍ كَافِرًا فَكُنْتُ أَشَدَّ النَّاسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَوْ مِتُّ حِينَئِذٍ وَجَبَتْ لِي النَّارُ فَلَمَّا بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُنْتُ أَشَدَّ النَّاسِ حَيَاءً مِنْهُ فَمَا مَلَأْتُ عَيْنِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا رَاجَعْتُهُ فِيمَا أُرِيدُ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَيَاءً مِنْهُ فَلَوْ مِتُّ يَوْمَئِذٍ قَالَ النَّاسُ هَنِيئًا لِعَمْرٍو أَسْلَمَ وَكَانَ عَلَى خَيْرٍ فَمَاتَ فَرُجِيَ لَهُ الْجَنَّةُ ثُمَّ تَلَبَّسْتُ بَعْدَ ذَلِكَ بِالسُّلْطَانِ وَأَشْيَاءَ فَلَا أَدْرِي عَلَيَّ أَمْ لِي فَإِذَا مِتُّ فَلَا تَبْكِيَنَّ عَلَيَّ وَلَا تُتْبِعْنِي مَادِحًا وَلَا نَارًا وَشُدُّوا عَلَيَّ إِزَارِي فَإِنِّي مُخَاصِمٌ وَسُنُّوا عَلَيَّ التُّرَابَ سَنًّا فَإِنَّ جَنْبِيَ الْأَيْمَنَ لَيْسَ بِأَحَقَّ بِالتُّرَابِ مِنْ جَنْبِي الْأَيْسَرِ وَلَا تَجْعَلَنَّ فِي قَبْرِي خَشَبَةً وَلَا حَجَرًا فَإِذَا وَارَيْتُمُونِي فَاقْعُدُوا عِنْدِي قَدْرَ نَحْرِ جَزُورٍ وَتَقْطِيعِهَا أَسْتَأْنِسْ بِكُمْ
حدثنا أبو نوفل بن أبي عقرب، قال: جزع عمرو بن العاص عند الموت جزعا شديدا، فلما رأى ذلك ابنه عبد الله بن عمرو، قال: يا أبا عبد الله، ما هذا الجزع، وقد ك...
عن عمرو بن فلان الأنصاري، قال: بينا هو يمشي قد أسبل إزاره، إذ لحقه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أخذ بناصية نفسه وهو يقول: " اللهم عبدك، ابن عبدك،...
عن قيس الجذامي، رجل كانت له صحبة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " يعطى الشهيد ست خصال عند أول قطرة من دمه: يكفر عنه كل خطيئة، ويرى مقعده من الجنة...
عن أبو عنبة - قال سريج وله صحبة -، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أراد الله بعبد خيرا، عسله "، قيل: وما عسله؟ قال: " يفتح الله له عملا...
عن شرحبيل بن مسلم الخولاني، قال: " رأيت سبعة نفر خمسة قد صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم، واثنين قد أكلا الدم في الجاهلية، ولم يصحبا النبي صلى الله علي...
عن محمد بن زياد الألهاني، قال: ذكر عند أبي عنبة الخولاني الشهداء، فذكروا المبطون، والمطعون، والنفساء، فغضب أبو عنبة، وقال: حدثنا أصحاب نبينا عن نبينا...
عن بكر بن زرعة الخولاني، قال: سمعت أبا عنبة الخولاني يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يزال الله عز وجل يغرس في هذا الدين بغرس يستعملهم ف...
عن سمرة بن فاتك، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " نعم الفتى سمرة، لو أخذ من لمته، وشمر من مئزره " " ففعل ذلك سمرة أخذ من لمته، وشمر، من مئزره "
عن زياد بن نعيم الحضرمي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أربع فرضهن الله في الإسلام، فمن جاء بثلاث، لم يغنين عنه شيئا، حتى يأتي بهن جميعا الص...