18377- عن النعمان بن بشير، قال: " أنا أعلم الناس، أو كأعلم الناس، بوقت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم للعشاء، كان يصليها بعد سقوط القمر في الليلة الثالثة من أول الشهر "
حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه، فرواه هشيم هنا، وتابعه رقبة ابن مصقلة وسفيان بن حسين كما سيرد، عن أبي بشر، عن حبيب بن سالم، وقد قال شعبة: أبو بشر لم يسمع من حبيب بن سالم يعني بينهما بشير بن ثابت.
ورواه شعبة وأبو عوانة عن أبي بشر، عن بشير بن ثابت، عن حبيب بن سالم، بإثباته، وقد اختلف على أبي عوانة فيه، لكن جمهور الرواة عنه رووه بإثباته، ولذا ذكر الترمذي وأبو زرعة أن حديث من أثبت بشير بن ثابت أصح، وهو ما قاله أبو بكر ابن العربي في "عارضة الأحوذي" ١/٢٧٧، لكنه قال: وخطأ من أخطأ فيه لا يخرجه عن الصحة.
قلنا: هذا إن كانت رواية هشيم ومن تابعه خطأ، وقول الترمذي وأبي زرعة في رواية من أثبت بشيرا: أصح لا
يقتضي خطأ تلك، والله أعلم.
ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير حبيب بن سالم، فمن رجال مسلم.
هشيم: هو ابن بشير، وقد صرح بالتحديث.
وأخرجه الطيالسي (٧٩٧) ، وابن أبي شيبة ١/٣٣٠، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٣٧٨٢) و (٣٧٨٣) ، والحاكم ١/١٩٤ من طريق هشيم، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" ١/٢٦٤، وفي "الكبرى" (١٥١٠) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٣٧٨٦) ، من طريق رقبة بن مصقلة،=والدارقطني في "السنن" ١/٢٧٠ من طريق سفيان بن حسين، كلاهما عن أبي بشر، به.
وسترد الطرق الأخرى للحديث برقم (١٨٣٩٦) و (١٨٤١٥) .
قال السندي: قوله: كان يصليها، أي: غالبا، أو يعتادها، وهذا يقتضي أنه كان يعتاد تأخيرها عن أول الوقت.
قلنا: وقوله: لسقوط القمر لثالثة، يعني وقت مغيب القمر في الليلة الثالثة من كل شهر، وذلك يختلف باختلاف الشهور، لاختلاف وقت ولادة الهلال.
وانظر بسط ذلك فيما كتبه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على الحديث رقم (١٦٦) من "سنن الترمذي".
وهذا الحديث نص في استحباب تعجيل صلاة العشاء، وذكر ذلك النووي في "المجموع" ٣/٥٨، وقد وردت أحاديث صحيحة في استحباب تأخيرها، منها ما روى ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرها حتى ذهب من الليل ما شاء الله، فقال له عمر: يا رسول الله، نام النساء والولدان، فخرج فقال: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يصلوها هذه الساعة" وسلف برقم (١٩٢٦) ، ونحوه عن ابن مسعود، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وأنس بن مالك وزيد بن خالد سلفت أحاديثهم على التوالي بالأرقام: (٣٧٦٠) و (٧٣٣٩) و (١١٠١٥) ، ٣/٢٦٧، ٤/١١٤، وعن أبي برزة الأسلمي، وجابر بن سمرة، وعائشة، سترد أحاديثهم ٤/٤٢٠، ٥/٨٩، ٦/١٥٠، وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (٤٨٢٦) .
وقد سلف من حديث جابر (١٤٩٦٩) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤخر العشاء أحيانا، وأحيانا يعجل، وكان إذا رآهم قد اجتمعوا عجل، وإذا رآهم قد أبطؤوا أخر، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
قال ابن أبي هريرة- فيما نقله عنه النووي في "المجموع" ٣/٥٩-٦٠-: ليست على قولين، بل على حالين، فإن علم من نفسه أنه إن أخرها لا يغلبه نوم ولا كسل، استحب تأخيرها، وإلا فتعجيلها.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "كان يصليها": أي: غالبا، أو يعتادها، وهذا يقتضي أنه كان يعتاد تأخيرها عن أول الوقت.
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ أَوْ كَأَعْلَمِ النَّاسِ بِوَقْتِ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْعِشَاءِ كَانَ يُصَلِّيهَا بَعْدَ سُقُوطِ الْقَمَرِ فِي اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ
عن النعمان بن بشير، قال: نحلني أبي نحلا، قال إسماعيل بن سالم من بين القوم: نحله غلاما، قال: فقالت له أمي عمرة بنت رواحة: ائت النبي صلى الله عليه وسلم،...
عن النعمان بن بشير، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مثل القائم على حدود الله والراتع فيها، والمدهن فيها، مثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أع...
عن النعمان بن بشير، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: " مثل المؤمنين في توادهم، وتعاطفهم، وتراحمهم، مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد...
عن الضحاك بن قيس، سأل النعمان بن بشير: بم كان النبي صلى الله عليه وسلم، يقرأ في الجمعة مع سورة الجمعة؟ قال: " هل أتاك حديث الغاشية "
عن النعمان بن بشير، يقول: نحلني أبي غلاما،فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأشهده، فقال: " أكل ولدك قد نحلت؟ " قال: لا، قال: " فاردده "
عن النعمان بن بشير: " أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في العيدين: بسبح اسم ربك الأعلى، وهل أتاك حديث الغاشية، وإن وافق يوم الجمعة، قرأهما جميعا " قال...
عن النعمان بن بشير يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم،وكنت إذا سمعته يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أصغيت، وتقربت، وخشيت أن لا أسمع أحد...
عن النعمان بن بشير، قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقيم الصفوف كما تقام الرماح أو القداح "
عن النعمان بن بشير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الدعاء هو العبادة "، ثم قرأ: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي س...