18477- عن أبي إسحاق، قال: قلت للبراء: الرجل يحمل على المشركين، أهو ممن ألقى بيده إلى التهلكة؟ قال: " لا، لأن الله عز وجل بعث رسوله صلى الله عليه وسلم، فقال: {فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك} [النساء: ٨٤] إنما ذاك في النفقة "
سبب نزول الآية صحيح من حديث حذيفة، وهذا إسناد اختلف في متنه على أبي إسحاق السبيعي، فرواه أبو بكر بن عياش عنه، بهذا اللفظ، وأبو بكر بن عياش ليس بذاك القوي في أبي إسحاق- كما قال أبو حاتم في "العلل" ١/٣٥- وقد خالف الثقات عن أبي إسحاق في متنه، فقف أخرجه الطبري في="التفسير" (٣١٦٧) و (٣١٦٩) و (٣١٧١) من طريق أبي الأحوص وسفيان والحسين بن واقد، وأخرجه الطبري كذلك (٣١٧٠) ، والحاكم في "المستدرك" ٢/٢٧٥-٢٧٦ من طريق إسرائيل، وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٤٦٨٧) ، والبيهقي في "السنن" ٩/٤٥ من طريق شعبة، خمستهم، عن أبي إسحاق، عن البراء في قوله: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) [البقرة: ١٩٥]
قال: هو الرجل يصيب الذنوب فيلقي بيده إلى التهلكة، يقول: لا توبة لي.
وذكر الحافظ في "الفتح" ٨/١٨٥ أن طريق أبي بكر بن عياش إن كان محفوظا، فلعل للبراء فيه جوابين، ثم رجح الحافظ رواية الثوري وإسرائيل وأبي الأحوص، قال: وكل منهم أتقن من أبي بكر، فكيف مع اجتماعهم وانفراده!
قلنا: قد رواه الجراح بن مليح عن أبي إسحاق السبيعي عند الطبري في "التفسير" (٣١٧٢) بلفظ أبي بكر بن عياش، لكن دون قوله: إنما ذاك في النفقة، وما صح من حديث البراء في سبب نزول الآية هو غير ما قاله حذيفة في سبب نزولها فيما أخرجه البخاري برقم (٤٥١٦) قال: نزلت في النفقة.
قال الحافظ في "الفتح" ٨/١٨٥: وهذا الذي قاله حذيفة جاء مفسرا في حديث أبي أيوب الأنصاري الذي أخرجه مسلم (لم نجده فيه) ، وأبو داود (٢٥١٢) ، والترمذي (٢٩٧٢) ، [والطبري (٣١٨٠) ] ، وابن حبان (٤٧١١) ، [والطبراني (٤٠٦٠) ] ، والحاكم ٢/٢٧٥، [والبيهقي ٩/٩٩] من طريق أسلم ابن عمران قال- واللفظ لابن حبان -: كنا بمدينة الروم، فأخرجوا إلينا صفا عظيما من الروم، وخرج مثله أو أكثر، وعلى أهل مصر عقبة بن عامر صاحب رسول الله صلي الله عليه وسلم فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم، فصاح به الناس، وقالوا: سبحان الله! تلقي بيدك إلى التهلكة؟! فقام أبو أيوب الأنصاري، فقال: أيها الناس، إنكم تتأولون هذه الآية على هذا التأويل، إنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار، إنا لما أعز الله الإسلام، وكثر ناصريه، قلنا
بعضنا لبعض سرا من رسول الله صلي الله عليه وسلم: إن أموالنا قد ضاعت، وإن الله قد أعز
الإسلام، وكثر ناصريه، فلو أقمنا في أموالنا، فأصلحنا ما ضاع منا، فأنزل الله=على نبيه صلي الله عليه وسلم يرد علينا ما قلنا: (وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) فكانت التهلكة الإقامة في أموالنا وإصلاحها، وتركنا الغزو.
قال: وما زال أبو أيوب شاخصا في سبيل الله حتى دفن بأرض الروم.
وإسناده صحيح.
وفي الباب أيضا عن ابن عباس عند الطبري (٣١٤٧) في تفسير هذه الآية:
قال: تنفق في سبيل الله، وإن لم يكن لك إلا مشقص، أو سهم.
وعنه أيضا- عند الطبري (٣١٤٨) - قال: في النفقة.
قال السندي: قوله: يحمل على المشركين، أي: وحده.
ألقى بيده، أي: ألقى نفسه باختياره في الهلاك، وهو مما نهي عنه.
(لا تكلف إلا نفسك) ، التكليف يتعدى إلى مفعولين، فنصب نفسك، على أنه مفعول ثان، يريد أنه من لازم خصوص تكليف القتال بنفسه أن يقاتل وحده، ومعنى هذا الخصوص أنه ليس عليه الإثم إن تركوا القتال، لا أنهم ما كلفوا به، وأن القتال غير واجب عليهم.
في النفقة، أي: هو أن لا ينفق فيؤدي ذلك إلى الهلاك، أو هو أن يسرف في الإنفاق، فيؤدي ذاك إلى الهلاك.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "يحمل على المشركين ": أي: وحده.
"ألقى بيده": أي: ألقى نفسه باختياره في الهلاك، وهو مما نهي عنه.
"لا تكلف إلا نفسك": التكليف يتعدى إلى مفعولين، فنصب "نفسك" على أنه مفعول ثان، يريد: أنه من لازم خصوص تكليف القتال بنفسه أن يقاتل وحده، ومعنى هذا الخصوص أنه ليس عليه الإثم إن تركوا القتال، لا أنهم ما كلفوا به، وأن القتال غير واجب عليهم.
"في النفقة": أي: هو ألا ينفق، فيؤدي ذلك إلى الهلاك، أو هو أن يسرف في الإنفاق، فيؤدي ذاك إلى الهلاك.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ قُلْتُ لِلْبَرَاءِ الرَّجُلُ يَحْمِلُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ أَهُوَ مِمَّنْ أَلْقَى بِيَدِهِ إِلَى التَّهْلُكَةِ قَالَ لَا لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ { فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ } إِنَّمَا ذَاكَ فِي النَّفَقَةِ
حدثنا أبو إسحاق، قال: قيل للبراء: أكان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حديدا هكذا مثل السيف؟ قال: " لا، بل كان مثل القمر "
عن البراء بن عازب، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا: الصلاة جامعة، وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت...
عن البراء، وحدثنا عند سارية في المسجد، قال: ولو كنت ثم لأخبرتكم بموضعها، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " إن أول ما نبدأ به في يومنا ه...
عن البراء بن عازب، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال في القبر: " إذا سئل فعرف ربه "، قال: وقال شيئا (٣) لا أحفظه، فذلك قوله عز وجل: {يثبت الله الذين آم...
عن البراء، قال شعبة ولم يسمعه من البراء، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بناس من الأنصار، فقال: " إن كنتم لا بد فاعلين، فأفشوا السلام، وأعينوا المظ...
عن البراء، قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم، على مجلس من الأنصار فقال: " إن أبيتم إلا أن تجلسوا، فاهدوا السبيل، وردوا السلام، وأعينوا المظلوم "
عن أبي إسحاق، أنه سمع البراء، يقول في هذه الآية: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين} [النساء: ٩٥] {والمجاهدون في سبيل الله} [النساء: ٩٥] ، قال: " فأمر رسو...
عن أبا إسحاق، قال: قال رجل للبراء وهو يمزح معه: قد فررتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنتم أصحابه، قال البراء: إني لأشهد على رسول الله صلى الله ع...
عن البراء بن عازب، قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين افتتح الصلاة، رفع يديه "