18510-
عن سليمان بن عبد الرحمن، قال: سمعت عبيد بن فيروز، مولى بني شيبان أنه سأل البراء عن الأضاحي، ما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما
كره فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:، أو قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويدي أقصر من يده فقال: " أربع لا تجزئ: العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ظلعها، والكسير التي لا تنقي ".
قال: قلت: فإني أكره أن يكون في القرن نقص أو قال: في الأذن نقص، أو في السن نقص، قال: " ما كرهت، فدعه، ولا تحرمه على أحد "
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن عبد الرحمن، وهو ابن عيسى المصري الدمشقي الكبير أبو عمرو- ويقال أبو عمر- وعبيد بن فيروز، فمن رجال أصحاب السنن، وكلاهما ثقة، وقال أحمد في سليمان: ما أحسن حديثه عن البراء في الضحايا.
قلنا: وقد صرح بسماعه من عبيد بن فيروز في هذه الرواية وغيرها، وهذا يدفع قول الليث- فيما سيأتي- إنه سمعه منه بواسطة.
عفان: هو ابن مسلم الصفار.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" ٢٠/١٦٦، وفي "الاستذكار" ١٥/١٢٤ من طريق عفان بن مسلم الصفار، بهذا الإسناد.
وقرن بعفان عاصم بن علي.
وأخرجه الطيالسي (٧٤٩) - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" ٩/٢٧٤- والدارمي (١٩٥٠) ، وأبو داود (٢٨٠٢) ، والترمذي (١٤٩٧) ، والنسائي في "المجتبى" ٧/٢١٤-٢١٥، وفي "الكبرى" (٤٤٥٩) و (٤٤٦٠) ، وابن ماجه (٣١٤٤) ، وابن الجارود (٩٠٧) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" ٢/١٥، وابن خزيمة (٢٩١٢) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (٨٧٦) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (ترجمة عبيد بن فيروز) - والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ٤/١٦٨، وابن حبان (٥٩٢٢) ، والحاكم ١/٤٦٧-٤٦٨، والبيهقي في "السنن" ٥/٢٤٢، وفي "شعب الإيمان" (٧٣٢٩) ، وابن عبد البر في "التمهيد" ٢٠/١٦٥ من طرق، عن شعبة، به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، لا نعرفه إلا من حديث عبيد بن= فيروز، عن البراء، والعمل على هذا الحديث عند أهل العلم.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح، ولم يخرجاه لقلة روايات سليمان بن عبد الرحمن، وقد أظهر علي ابن المديني فضائله وإتقانه.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" ٢/٦ عن أبي صالح عبد الله بن صالح المصري، والنسائي في "المجتبى" ٧/٢١٥-٢١٦، وفي "الكبرى" (٤٤٦١) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ٤/١٦٨، وابن عبد البر في "التمهيد" ٢٠/١٦٥ من طريق ابن وهب، وابن حبان (٥٩١٩) من طريق أبي
الوليد، والبيهقي في "السنن" ٩/٢٧٤ من طريق يحيي بن عبد الله بن بكير، أربعتهم عن ليث بن سعد، عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، عن عبيد بن فيروز، به.
وقرن ابن وهب بالليث عمرو بن الحارث، وابن لهيعة، إلا أن النسائي أبهم ابن لهيعة في روايته.
وخالف عثمان بن عمر:
فرواه- عند البخاري في "التاريخ الكبير" ٦/١، والبيهقي ٩/٢٧٤- عن الليث، عن سليمان، عن القاسم مولى خالد بن يزيد بن معاوية، عن عبيد بن فيروز، فزاد في الإسناد القاسم مولى خالد بن يزيد.
قال عثمان بن عمر: فقلت لليث بن سعد: يا أبا الحارث، إن شعبة يروي هذا الحديث عن سليمان ابن عبد الرحمن، سمع عبيد بن فيروز.
قال: لا، إنما حدثنا به سليمان، عن القاسم مولى خالد، عن عبيد بن فيروز.
قال عثمان بن عمر: فلقيت شعبة، فقلت: إن ليثا حدثنا بهذا الحديث عن سليمان بن عبد الرحمن، عن القاسم، عن عبيد بن فيروز، وجعل مكان "الكسير التي لا تنقي": "العجفاء التي لا تنقي".
قال: فقال شعبة: هكذا حفظته كما حدثت به.
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" ٢٠/٦٦ ا-١٦٧: أدخل عثمان بن عمر في هذه الرواية بين سليمان وبين عبيد بن فيروز القاسم، وهذا لم يذكره غيره .
وشعبة موضعه من الإتقان والبحث موضعه، وابن وهب أثبت في الليث من عثمان بن عمر، ولم يذكر ما ذكر عثمان بق عمر، فاستدللنا بهذا أن عثمان بن=عمر وهم في ذلك، والله أعلم.
وقال البخاري- فيما نقله الترمذي عنه في "العلل" ٢/٦٤٥-: وكان علي ابن عبد الله- وهو المديني- يذهب إلى أن حديث عثمان بن عمر أصح، وما أرى هذا الشيء، لأن عمرو بن الحارث ويزيد بن أبي حبيب رويا عن سليمان ابن عبد الرحمن، عن عبيد بن فيروز، عن البراء، وهذا عندنا أصح.
قلنا: رواية يزيد بن أبي حبيب عند البخاري في "التاريخ الكبير" ٦/١، والترمذي (١٤٩٧) ، و"العلل الكبير" له ٢/٦٤٤، وأما رواية عمرو بن الحارث فإنما رواها البخاري في "التاريخ" ٦/١، والبيهقي ٩/٢٧٤ من طريق أسامة بن زيد، عنه، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبيد بن فيروز، به وأسامة بن زيد - وهو الليثي- صدوق يهم.
وسيرد من طريق عثمان بن عمر، عن مالك، عن عمرو بن الحارث، عن عبيد بن فيروز، به، برقم (١٨٦٧٥) ، سقط منه سليمان بن عبد الرحمن بين عمرو وعبيد، وسيأتي الكلام فيه.
وسيرد أيضا بالأرقام: (١٨٥٤٢) و (١٨٥٤٣) و (١٨٦٦٧) .
وفي الباب عن علي رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضحى بعضباء القرن والأذن، سلف برقم (٦٣٣) .
وعنه أيضا: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستشرف العين والأذن، وأن لا نضحي بعوراء، ولا مقابلة، ولا مدابرة، ولا شرقاء، ولا خرقاء.
سلف برقم (٨٥١) .
وعن عتبة بن عبد السلمي: إنما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المصفرة والمستأصلة قرنها من أصلها .
سلف (١٧٦٥٢) .
قال السندي: قوله: ويدي أقصر من يده، أي: هو أشار بيده صلى الله عليه وسلم، كما أشير أنا بيدي، لكن يدي أقصر من يده.
العوراء.
بالمد: تأنيث الأعور.
عورها.
بفتحتين: ذهاب بصر إحدى العينين، أي: العوراء التي يكون=عورها بينا ظاهرا، وظاهره أن العور الخفي لا يضر.
ظلعها.
المشهور على السنة أهل الحديث فتح الظاء واللام، وضبطه أهل اللغة بفتح الظاء وسكون اللام: وهو العرج.
قلت: كأن أهل الحديث راعوا مشاكلة العور والمرض.
والكسيرة: فسر بالمنكسرة الرجل التي لا تقدر على المشي، فعيل، بمعنى مفعول، وفي رواية الترمذي بدلها: "العجفاء"، وهي المهزولة، وهذه الرواية اظهر معنى.
لا تنقي؛ من: أنقى: إذا صار ذا نقي، أي: مخ، فالمعنى: التي ما بقي لها مخ من غاية العجف.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "ويدي أقصر من يده": أي: هو أشار بيده صلى الله عليه وسلم كما أشير أنا بيدي، لكن يدي أقصر من يده.
"العوراء": بالمد: تأنيث الأعور.
"عورها": - بفتحتين - : ذهاب بصر إحدى العينين، أي: العوراء التي يكون عورها بينا ظاهرا، وظاهره أن العور الخفي لا يضر.
"ظلعها": المشهور على ألسنة أهل الحديث - فتح الظاء واللام - وضبطه أهل اللغة - بفتح الظاء وسكون اللام - وهو العرج.
قلت: كأن أهل الحديث راعوا مشاكلة العور والمرض.
"والكسيرة": فسر بالمنكسرة الرجل التي لا تقدر على المشي، فعيل بمعنى مفعول، وفي رواية الترمذي بدلها: "العجفاء" وهي المهزولة، وهذه الرواية أظهر معنى.
"لا تنقي": من أنقى: إذا صار ذا نقي؛ أي: مخ، فالمعنى: التي ما بقي لها مخ من غاية العجف.
حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ فَيْرُوزَ مَوْلَى بَنِي شَيْبَانَ أَنَّهُ سَأَلَ الْبَرَاءَ عَنْ الْأَضَاحِيِّ مَا نَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا كَرِهَ فَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوْ قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَدِي أَقْصَرُ مِنْ يَدِهِ فَقَالَ أَرْبَعٌ لَا تُجْزِئُ الْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا وَالْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ ظَلْعُهَا وَالْكَسِيرُ الَّتِي لَا تُنْقِي قَالَ قُلْتُ فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ فِي الْقَرْنِ نَقْصٌ أَوْ قَالَ فِي الْأُذُنِ نَقْصٌ أَوْ فِي السِّنِّ نَقْصٌ قَالَ مَا كَرِهْتَ فَدَعْهُ وَلَا تُحَرِّمْهُ عَلَى أَحَدٍ
عن عبد الله بن يزيد الأنصاري يخطب فقال: أخبرنا البراء، وهو غير كذوب، " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركوع قاموا قياما حتى يسجد...
عن البراء، قال: أول من قدم علينا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير، وابن أم مكتوم، قال: فجعلا يقرئان الناس القرآن، ثم جاء عمار، وبلا...
عن البراء، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل معنا التراب يوم الأحزاب ويقول: " اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا، فأنزلن سكينة عل...
عن البراء: " أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان إذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع، وسجوده، وما بين السجدتين قريبا من السواء "
عن البراء بن عازب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر رجلا من الأنصار أن يقول إذا أخذ مضجعه: " اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إل...
عن البراء بن عازب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " من منح منحة ورق، أو منحة لبن، أو هدى زقاقا فهو كعتاق نسمة.<br> ومن قال لا إله إلا الله وحد...
قال: وكان يأتي ناحية الصف إلى ناحيته، يسوي صدورهم، ومناكبهم يقول: " لا تختلفوا، فتختلف قلوبكم " قال: وكان يقول: " إن الله وملائكته يصلون على الصفوف ا...
عن عبد الله بن يزيد، يخطب: حدثنا البراء، وكان غير كذوب، " أنهم كانوا إذا صلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرفع رأسه من الركوع، قاموا قياما حتى ير...
عن البراء بن عازب، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " من منح منحة ورق، أو منح ورقا، أو هدى زقاقا، أو سقى لبنا، كان له عدل رقبة، أو نسمة.<br> ومن قال:...