2627- عن عقبة بن مالك من رهطه، قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية فسلحت رجلا منهم سيفا، فلما رجع قال: لو رأيت ما لامنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أعجزتم إذ بعثت رجلا منكم فلم يمض لأمري، أن تجعلوا مكانه من يمضي لأمري؟»
إسناده صحيح إن كان بشر بن عاصم الليثي هو الذي وثقه النسائي، فقد قال الحافظ في "التهذيب": لم ينسبه النسائي إذ وثقه، وزعم ابن القطان أن مراده بذلك الثقفي، وأن الليثي مجهول الحال.
قلنا: قد أطلق الذهبي في "الميزان" توثيقه عن النسائي، وإن لم يكنه، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" فهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات.
وقد صحح هذا الحديث العراقي في "أماليه" كما قال المناوي في "فيض القدير"، وصححه ابن حزم في "المحلى" ٩/ ٣٦٢.
وأخرجه أحمد (١٧٠٠٧)، وابن حبان (٤٧٤٠)، والحاكم ٢/ ١١٤ - ١١٥، وابن حزم في "المحلى" ٩/ ٣٦٢، والمزي في ترجمة عقبة بن مالك من "تهذيب الكمال" ٢٠/ ٢٢٠ من طريق سليمان بن المغيرة، بهذا الإسناد.
وقد أدرجه ابن حبان تحت قوله: ذكر البيان بأن صاحب السرية إذا خالف الإمام فيما أمره به كان على القوم أن يعزلوه ويولوا غيره، وقوله: سلحت رجلا سيفا على صيغة المتكلم، أي: جعلته سلاحه وهو ما أعددته للحرب من آلة الحديد، والسيف وحده يسمى سلاحا، يقال: سلحته: إذا أعطيته سلاحا، وقوله: "لو رأيت ما لامنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "من اللوم، وجواب لو محذوف، أي: لو رأيت ما لامنا رسول -صلى الله عليه وسلم-
على عجزنا وتقصيرنا في ترك التأمير لرأيت أمرا عجبا.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( مِنْ رَهْطه ) : أَيْ مِنْ قَوْمه ( فَسَلَحَتْ ) : بِتَخْفِيفِ اللَّام وَإِنْ شَدَّدْته فَلِلتَّكْثِيرِ , وَالتَّكْثِير هَهُنَا غَيْر مُنَاسِب.
كَذَا فِي فَتْح الْوَدُود.
وَالْمَعْنَى أَعْطَيْت , يُقَال سَلَحْتهُ إِذَا أَعْطَيْته سِلَاحًا ( مِنْهُمْ ) : أَيْ مِنْ الْغُزَاة ( سَيْفًا ) : لِيَقْتُل الْمُشْرِكِينَ ( فَلَمَّا رَجَعَ ) : ذَلِكَ الرَّجُل بَعْد مَا قَتَلَ رَجُلًا الَّذِي أَظْهَرَ إِيمَانه كَمَا سَيَجِيءُ ( مَا لَامَنَا ) : مِنْ اللَّوْم ( قَالَ ) : أَيْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهَذَا بَيَان لِلَوْمِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( فَلَمْ يَمْضِ لِأَمْرِي ) : قَالَ فِي الْمَجْمَع فِي مَادَّة مَضَى : وَفِيهِ إِذَا بَعَثْت رَجُلًا فَلَمْ يَمْضِ أَمْرِي أَيْ إِذَا أَمَّرْت أَحَدًا بِأَنْ يَذْهَب إِلَى أَمْر أَوْ بَعَثْته لِأَمْرٍ وَلَمْ يَمْضِ عَصَانِي فَاعْزِلُوهُ ( أَنْ تَجْعَلُوا ) : أَيْ أَعَجَزْتُمْ مِنْ أَنْ تَجْعَلُوا.
وَأَوْرَدَ اِبْن الْأَثِير فِي أُسْد الْغَابَة وَابْن حَجَر فِي الْإِصَابَة مِنْ رِوَايَة النَّسَائِيِّ وَالْبَغَوِيّ وَابْن حِبَّان وَغَيْرهمْ مِنْ طَرِيق سُلَيْمَان بْن الْمُغِيرَة عَنْ حُمَيْدِ بْن هِلَال قَالَ : أَتَيْنَا بِشْر بْن عَاصِم فَقَالَ حَدَّثَنَا عُقْبَة بْن مَالِك وَكَانَ مِنْ رَهْطه قَالَ " بَعَثَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّة فَأَغَارَتْ عَلَى قَوْم فَشَدَّ مِنْ الْقَوْم رَجُل فَأَتْبَعَهُ مِنْ السَّرِيَّة رَجُل مَعَهُ سَيْف شَاهِر فَقَالَ لَهُ الشَّادّ إِنِّي مُسْلِم فَلَمْ يَنْظُر إِلَى مَا قَالَ فَضَرَبَهُ فَقَتَلَهُ , فَنَمَا الْخَبَر إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ فِيهِ قَوْلًا شَدِيدًا فَبَلَغَ الْقَاتِل , فَبَيْنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُب إِذْ قَالَ الْقَاتِل : وَاَللَّه مَا كَانَ الَّذِي قَالَ إِلَّا تَعَوُّذًا مِنْ الْقَتْل فَأَعْرَضَ عَنْهُ , فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثًا فَأَقْبَلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ تُعْرَف الْمَسَاءَة فِي وَجْهه فَقَالَ إِنَّ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ أَبَى عَلَيَّ فِيمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا ثَلَاث مَرَّات " اِنْتَهَى.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : ذَكَرَ أَبُو عُمَر النُّمَيْرِيّ وَغَيْره أَنَّ عُقْبَة هَذَا رَوَى عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا وَاحِدًا.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مَالِكٍ مِنْ رَهْطِهِ قَالَ بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً فَسَلَحْتُ رَجُلًا مِنْهُمْ سَيْفًا فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ لَوْ رَأَيْتَ مَا لَامَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَعَجَزْتُمْ إِذْ بَعَثْتُ رَجُلًا مِنْكُمْ فَلَمْ يَمْضِ لِأَمْرِي أَنْ تَجْعَلُوا مَكَانَهُ مَنْ يَمْضِي لِأَمْرِي
عن أبي ثعلبة الخشني، قال: كان الناس إذا نزلوا منزلا - قال عمرو: كان الناس إذا نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا - تفرقوا في الشعاب والأودية، فقال...
عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني، عن أبيه، قال: غزوت مع نبي الله صلى الله عليه وسلم غزوة كذا وكذا، فضيق الناس المنازل وقطعوا الطريق، فبعث نبي الله صلى الل...
عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله يعني ابن معمر وكان كاتبا له، قال: كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى حين خرج إلى الحرورية، أن رسول الله صلى الله عل...
عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا قال: «اللهم أنت عضدي ونصيري، بك أحول، وبك أصول، وبك أقاتل»
أخبرنا ابن عون، قال: كتبت إلى نافع أسأله عن دعاء المشركين عند القتال، فكتب إلي أن ذلك كان في أول الإسلام، وقد «أغار نبي الله صلى الله عليه وسلم على بن...
عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان «يغير عند صلاة الصبح، وكان يتسمع، فإذا سمع أذانا أمسك وإلا أغار»
عن ابن عصام المزني، عن أبيه، قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فقال: «إذا رأيتم مسجدا أو سمعتم مؤذنا فلا تقتلوا أحدا»
عن عمرو، أنه سمع جابرا، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الحرب خدعة»
عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد غزوة ورى غيرها وكان يقول: «الحرب خدعة» قال أبو داود: " لم يجئ به إلا م...