2753- عن أبي الجويرية الجرمي، قال: أصبت بأرض الروم جرة حمراء فيها دنانير في إمرة معاوية وعلينا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من بني سليم يقال له: معن بن يزيد فأتيته بها فقسمها بين المسلمين وأعطاني منها مثل ما أعطى رجلا منهم، ثم قال: لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا نفل إلا بعد الخمس» لأعطيتك، ثم أخذ يعرض علي من نصيبه فأبيت
حديث قوي، وهذا إسناد قد اختلفت فيه نسخ أبي داود عن أبي إسحاق الفزاري، كما نبه عليه المزي في "تحفة الأشراف" (١١٤٨٤) نقلا عن الخطيب البغدادي حيث قال: في نسختين مرويتين عن أبي داود: هذا الحديث مروي عن أبي إسحاق الفزاري، عن ابن المبارك، عن أبي عوانة، عن عاصم بن كليب، وقال المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة معن بن يزيد السلمى: رواه أبو داود عن أبي صالح محبوب بن موسى الفراء، عن إبي إسحاق الفزاري، عن أبي عوانة.
وفي بعض النسخ: عن أبي إسحاق الفزاري، عن ابن المبارك، عن أبي عوانة، فوقع لنا عاليا بدرجتين أو ثلاث.
قلنا: فتحصل من هذا الكلام ثلاث احتمالات، احتمال كما رواه المصنف بإسقاط ابن المبارك وأبي عوانة، واحتمال بإسقاط ابن المبارك وحده، واحتمال بذكر الاثنين كليهما.
لكن الذي في "السير" لأبي إسحاق الفزاري نفسه برقم (٥٤٠) كإسناد المصنف بإسقاط ابن المبارك وأبى عوانة، فالله تعالى أعلم.
وقد روي الحديث من غير طريق الفزاري كما في الطريق الآتي بعده.
وأخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخه " ٥/ ١٥٠ من طريق أبي حمزة، عن عاصم بن كليب، به.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( عَنْ أَبِي الْجُوَيْرِيَة ) : بِضَمِّ الْجِيم وَفَتْح الْوَاو اِسْمه حِطَّان بْن خِفَاف تَابِعِيّ مَشْهُور ( الْجَرْمِيّ ) : بِفَتْحِ الْجِيم وَسُكُون الرَّاء ( جَرَّة ) : بِفَتْحِ الْجِيم وَتَشْدِيد الرَّاء ظَرْف مَعْرُوف مِنْ الْخَزَف ( فِي إِمْرَة مُعَاوِيَة ) : بِكَسْرِ الْهَمْزَة وَسُكُون الْمِيم أَيْ فِي زَمَان إِمَارَته ( وَعَلَيْنَا رَجُل ) : أَيْ أَمِير ( مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ ) : بِالتَّصْغِيرِ ( مَعْن ) : بِفَتْحِ الْمِيم وَسُكُون الْعَيْن الْمُهْمَلَة ( فَأَتَيْته بِهَا ) : أَيْ فَجِئْت إِلَى مَعْن بِالْجَرَّةِ ( فَقَسَمَهَا ) : أَيْ الدَّنَانِير ( بَيْن الْمُسْلِمِينَ ) : أَيْ مِنْ الْغُزَاة ( لَوْلَا أَنِّي سَمِعْت إلَخْ ) : يُرِيد أَنَّ الْحَدِيث يَدُلّ عَلَى أَنَّ النَّفْل يَكُون مِنْ الْغَنِيمَة لِأَنَّهُ مَحَلّ الْخُمُس وَهَذَا لَيْسَ بِغَنِيمَةٍ قَالَهُ فِي فَتْح الْوَدُود.
وَقَالَ الشَّيْخ عَبْد الْحَقّ الدِّهْلَوِيّ , قَوْله لَا نَفْل إِلَّا بَعْد الْخُمُس وَهَهُنَا لَيْسَ بِخُمُسٍ لِأَنَّ هَذَا الْمَال لَمْ يَكُنْ غَنِيمَة أُخِذَتْ عَنْوَة بَلْ فَيْء وَلَيْسَ فِيهِ الْخُمُس فَلَا نَفْل , وَالنَّفْل أَيْضًا إِنَّمَا يَكُون فِي الْقِتَال اِنْتَهَى.
وَفِي الْمِرْقَاة قَالَ الْقَاضِي : ظَاهِر هَذَا الْكَلَام يَدُلّ عَلَى أَنَّهُ إِنَّمَا لَمْ يُنَفِّل أَبَا الْجُوَيْرِيَة مِنْ الدَّنَانِير الَّتِي وَجَدَهَا لِسَمَاعِهِ قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَا نَفْل إِلَّا بَعْد الْخُمُس " وَأَنَّهُ الْمَانِع لِتَنْفِيلِهِ , وَوَجْهه أَنَّ ذَلِكَ يَدُلّ عَلَى أَنَّ النَّفْل إِنَّمَا يَكُون مِنْ الْأَخْمَاس الْأَرْبَعَة الَّتِي هِيَ لِلْغَانِمِينَ كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ حَدِيث حَبِيب بْن مَسْلَمَةَ الْفِهْرِيّ عِنْد أَبِي دَاوُدَ , وَلَعَلَّ الَّتِي وَجَدَهَا كَانَتْ مِنْ عِدَاد الْفَيْء فَلِذَلِكَ لَمْ يُعْطَ النَّفْل مِنْهُ اِنْتَهَى ( لَأَعْطَيْتُك ) : هُوَ مَحَلّ تَرْجَمَة الْبَاب , وَهِيَ جَوَاز النَّفْل مِنْ الذَّهَب وَالْفِضَّة وَأَنْ يَكُون النَّفْل مِنْ أَوَّل الْغَنِيمَة وَاَللَّه أَعْلَم ( ثُمَّ أَخَذَ يَعْرِض عَلَيَّ مِنْ نَصِيبه ) : أَيْ شَرَعَ عَرْض نَصِيبه عَلَيَّ ( فَأَبَيْت ) : أَيْ مِنْ أَخْذ نَصِيبه.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : فِي إِسْنَاده عَاصِم بْن كُلَيْب وَقَدْ قَالَ عَلِيّ بْن الْمَدِينِيّ : لَا يُحْتَجّ بِهِ إِذَا تَفَرَّدَ وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد : لَا بَأْس بِحَدِيثِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيُّ : صَالِح وَقَالَ النَّسَائِيُّ : ثِقَة : وَاحْتَجَّ بِهِ مُسْلِم.
( حَدَّثَنَا هَنَّاد ) : هَكَذَا فِي جَمِيع النُّسَخ الْحَاضِرَة.
وَقَالَ الْمِزِّيّ فِي الْأَطْرَاف : حَدِيث " أَصَبْت جَرَّة فِيهَا دَنَانِير " أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْجِهَاد عَنْ أَبِي صَالِح مَحْبُوب بْن مُوسَى عَنْ أَبِي إِسْحَاق الْفَزَارِيِّ عَنْ عَاصِم بْن كُلَيْب عَنْ أَبِي الْجُوَيْرِيَة فَذَكَرَهُ , وَعَنْ هَنَّاد بْن السَّرِيّ عَنْ اِبْن الْمُبَارَك عَنْ أَبِي عَوَانَة عَنْ عَاصِم بْن كُلَيْب بِمَعْنَاهُ : قَالَ أَبُو بَكْر الْخَطِيب فِي نُسْخَتَيْنِ مَرْوِيَّتَيْنِ عَنْ أَبِي دَاوُدَ : هَذَا الْحَدِيث عَنْ أَبِي إِسْحَاق الْفَزَارِيِّ عَنْ اِبْن الْمُبَارَك عَنْ أَبِي عَوَانَة عَنْ عَاصِم بْن كُلَيْب اِنْتَهَى.
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ مَحْبُوبُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَقَ الْفَزَارِيُّ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِي الْجُوَيْرِيَةِ الْجَرْمِيِّ قَالَ أَصَبْتُ بِأَرْضِ الرُّومِ جَرَّةً حَمْرَاءَ فِيهَا دَنَانِيرُ فِي إِمْرَةِ مُعَاوِيَةَ وَعَلَيْنَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ يُقَالُ لَهُ مَعْنُ بْنُ يَزِيدَ فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَقَسَمَهَا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَأَعْطَانِي مِنْهَا مِثْلَ مَا أَعْطَى رَجُلًا مِنْهُمْ ثُمَّ قَالَ لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا نَفْلَ إِلَّا بَعْدَ الْخُمُسِ لَأَعْطَيْتُكَ ثُمَّ أَخَذَ يَعْرِضُ عَلَيَّ مِنْ نَصِيبِهِ فَأَبَيْتُ حَدَّثَنَا هَنَّادٌ عَنْ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ
عن عمرو بن عبسة، قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بعير من المغنم، فلما سلم أخذ وبرة من جنب البعير، ثم قال: «ولا يحل لي من غنائمكم مثل هذا...
عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقال: هذه غدرة فلان بن فلان "
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما الإمام جنة يقاتل به»
عن الحسن بن علي بن أبي رافع، أن أبا رافع أخبره، قال: بعثتني قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ألقي في قلبي...
عن سليم بن عامر رجل من حمير قال: كان بين معاوية وبين الروم عهد وكان يسير نحو بلادهم حتى إذا انقضى العهد غزاهم، فجاء رجل على فرس أو برذون وهو يقول: ال...
عن أبي بكرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قتل معاهدا في غير كنهه حرم الله عليه الجنة»
عن محمد بن إسحاق، قال: كان مسيلمة كتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وقد حدثني محمد بن إسحاق، عن شيخ من أشجع يقال له سعد بن طارق، عن سلمة بن نع...
عن حارثة بن مضرب، أنه أتى عبد الله فقال: ما بيني وبين أحد من العرب حنة، وإني مررت بمسجد لبني حنيفة، فإذا هم يؤمنون بمسيلمة، فأرسل إليهم عبد الله فجيء...
عن ابن عباس، قال: حدثتني أم هانئ بنت أبي طالب، أنها أجارت رجلا من المشركين يوم الفتح فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فقال: «قد أجرنا من أج...