2835-
عن أم كرز، قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «أقروا الطير على مكناتها».
قالت: وسمعته يقول: «عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاة لا يضركم أذكرانا كن أم إناثا»
صحيح لغيره كسابقه، دون قوله: "أقروا الطير على مكناتها"، وهذا إسناد وهم فيه سفيان بن عيينة، حيث زاد بين عبيد الله بن أبي يزيد وبين سباع بن ثابت أبا يزيد والد عبيد الله، نبه على ذلك الإمام أحمد بإثر الحديث (٢٧١٤٢)، وكذلك المصنف بإثر الحديث (٢٨٣٦)، وكذلك الدارقطني في "علله" ٥/ ورقة ٢١٨، لكن لابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" ٤/ ٥٨٩ رأي آخر، وهو احتمال أن يكون سمعه من أبيه ومن سباع.
وسباع بن ثابت، مختلف في صحبته، فعده البغوي وابن قانع في الصحابة اعتمادا على ما أخرجاه عنه أنه قال: سمعت أهل الجاهلية يطوفون وهم يقولون:
اليوم قرنا عينا .
بقرع المروتينا
وهذه الرواية عند أحمد (٢٧١٤٠) - وتبعهما الحافظ ابن حجر في "الإصابة" و" تهذيب التهذيب"وكذلك الذهبي من قبله في "التجريد"، لكنه قال في "الميزان": لا يكاد يعرف! والمروي بهذا الإسناد حديثان كما ترى:
فأما الحديث الثاني، وهو حديث الباب فأخرجه ابن ماجه (٣١٦٢) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد" (٢٧١٣٩).
وأخرجه النسائي (٤٢١٧) عن قتيبة بن سعيد، عن سفيان بن عيينة، به.
ولم يذكر أبا يزيد في إسناده، فأتى به على الصواب.
وأخرجه النسائي (٤٢١٨) من طريق يحيي القطان، عن ابن جريج، حدثني عبيد الله ابن أبي يزيد، عن سباع، عن أم كرز، فأتى به على الصواب، كرواية حماد بن زيد عن عبيد الله الآتية عند المصنف بعده.
وأخرجه أحمد (٢٧٣٧٣)، والترمذي (١٥٩١) من طريق عبد الرزاق، عن ابن جريج، قال: أخبرنا عبيد الله بن أبي يزيد، عن سباع بن ثابت، أن محمد بن ثابت بن سباع أخبره، أن أم كرز أخبرته .
الحديث، فزاد في الإسناد محمد بن ثابت، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح.
ونقل الدارقطني في "علله" ٥/ ورقة ٢١٨ عن أبي بكر النيسابوري قوله: الذي عندي في هذا الحديث أن عبد الرزاق أخطأ فيه، لأنه ليس فيه محمد بن ثابت، إنما هو: سباع بن ثابت ابن عم محمد بن ثابت.
وكذلك قال ابن القطان الفاسي في "بيان الوهم والإيهام" ٤/ ٥٨٨ - ٥٨٩.
وبذلك جزم الذهبي في "الميزان" في ترجمة سباع، بأن الصحيح عن ابن جريج بحذف محمد بن ثابت.
وكذلك قال المزي في "تحفة الأشراف" ١٣/ ١٠١: المحفوظ عن سباع، عن أم كرز.
وانظر ما قبله وما بعده.
وأما الحديث الأول فأخرجه الشافعي في "سننه" (٤١٠)، والحميدي (٣٤٧) وابن أبي شيبة ٩/ ٤٢، وإسحاق بن راهويه ج ٤ و٥/ ص ١٥٨، وأحمد (٢٧١٣٩)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٣٢٨٤)، وابن حبان (٦١٢٦)، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" ص ٢٥٨ - ٢٥٩، وأبو نعيم في "الحلية" ٩/ ٩٤، والحاكم ٤/ ٢٣٧، والبيهقي في "السنن الكبرى" ٩/ ٣١١، وفي "الصغرى" (١٨٤٥)، وابن عبد البر في " التمهيد" ٤/ ٣١٥، والبغوي في "شرح السنة" (٢٨١٨) من طريق سفيان ابن عيينة، بهذا الإسناد.
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطيالسي (١٦٣٤)، والطبراني في "الكبير" ٢٥/ (٤٠٧)، وأبو نعيم في "الحلية" ٩/ ٩٥، والبيهقي في "السنن الكبرى" ٩/ ٣١١ من طريق سفيان بن عيينة، به.
دون ذكر والد عبيد الله في إسناده، فأتوا به على الصواب.
قال الخطابي: قوله: "مكناتها" قال أبو الزناد الكلابي: لا نعرف للطير مكنات، وإنما هي وكنات، وهي موضع عش الطائر.
وقال أبو عبيد: وتفسير "المكنات" على غير هذا التفسير.
يقال: لا تزجروا الطير ولا تلتفتوا إليها، أقروها على مواضعها التي جعلها الله لها من أنها لا تضر ولا تنفع.
وكلاهما له وجه.
وقال الشافعي: كانت العرب تولع بالعيافة وزجر الطير.
فكان العربي إذا خرج من بيته غاديا في بعض حاجته نظر: هل يرى طيرا يطير فيزجر سنوحه أو بروحه؟ فإذا لم ير ذلك عمد إلى الطير الواقع على الشجر فحركه ليطير، ثم ينظر أي جهة يأخذ فيزجره، فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: أقروا الطير على أمكنتها، لا تطيروها ولا تزجروها.
وقيل: قوله: "أقروا الطير على مكناتها" فيه كالدلالة على كراهة صيد الطير بالليل.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( أَخْبَرَنَا سُفْيَان ) : قَالَ الْمِزِّيُّ : أَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ فِي الذَّبَائِح عَنْ مُسَدَّد عَنْ سُفْيَان عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي يَزِيد عَنْ أَبِيهِ عَنْ سِبَاع بْن ثَابِت , وَرُوِيَ عَنْ مُسَدَّد عَنْ حَمَّاد بْن زَيْد عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي يَزِيد عَنْ سِبَاع بْن ثَابِت , وَلَمْ يَقُلْ عَنْ أَبِيهِ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ : هَذَا الْحَدِيث هُوَ الصَّحِيح أَيْ بِإِسْقَاط عَنْ أَبِيهِ وَحَدِيث سُفْيَان خَطَأ.
وَأَخْرَجَ النَّسَائِيُّ فِي الْعَقِيقَة عَنْ قُتَيْبَة عَنْ سُفْيَان وَلَمْ يَقُلْ عَنْ أَبِيهِ.
وَعَنْ عَمْرو بْن عَلِيّ عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد عَنْ اِبْن جُرَيْجٍ عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي يَزِيد عَنْ سِبَاع بْن ثَابِت.
وَأَخْرَجَ اِبْن مَاجَهْ فِي الذَّبَائِح عَنْ أَبِي بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة وَهِشَام بْن عَمَّار كِلَاهُمَا عَنْ سُفْيَان وَقَالَا عَنْ أَبِيهِ اِنْتَهَى ( أَقِرُّوا الطَّيْر ) : أَيْ أَبْقُوهَا وَخَلُّوهَا وَهُوَ مِنْ بَاب الْأَفْعَال ( مَكِنَاتهَا ) : قَالَ الطِّيبِيُّ : بِفَتْحِ الْمِيم وَكَسْر الْكَاف جَمْع مَكِنَة وَهِيَ بَيْضَة الضَّبّ وَيُضَمّ الْحَرْفَانِ مِنْهَا أَيْضًا.
وَقَالَ فِي النِّهَايَة : الْمَكِنَات فِي الْأَصْل بَيْض الضِّبَاب وَاحِدَتهَا مَكِنَة بِكَسْرِ الْكَاف وَقَدْ تُفْتَح يُقَال مَكِنَتْ الضَّبَّة وَأَمْكَنَتْ.
قَالَ أَبُو عُبَيْد : جَائِز فِي الْكَلَام أَنْ يُسْتَعَار مَكِن الضِّبَاب فَيُجْعَل لِلطَّيْرِ.
وَقِيلَ الْمَكِنَات بِمَعْنَى الْأَمْكِنَة يُقَال النَّاس عَلَى مَكِنَاتهمْ وَسَكِنَاتهمْ أَيْ عَلَى أَمْكِنَتهمْ وَمَسَاكِنهمْ , وَمَعْنَاهُ أَنَّ الرَّجُل فِي الْجَاهِلِيَّة كَانَ إِذَا أَرَادَ حَاجَة أَتَى طَيْرًا سَاقِطًا أَوْ فِي وَكْره فَنَفَّرَهُ , فَإِنْ طَارَ ذَات الْيَمِين مَضَى لِحَاجَتِهِ وَإِنْ طَارَ ذَات الشِّمَال رَجَعَ فَنُهُوا عَنْ ذَلِكَ , أَيْ لَا تَزْجُرُوهَا وَأَقِرُّوهَا عَلَى مَوَاضِعهَا الَّتِي جَعَلَهَا اللَّه لَهَا فَإِنَّهَا لَا تَضُرّ وَلَا تَنْفَع وَأَطَالَ فِيهِ الْكَلَام اِبْن الْأَثِير رَحِمَهُ اللَّه تَعَالَى ( أَذُكْرَانًا كُنَّ أَمْ إِنَاثًا ) : فَاعِل لَا يَضُرّ وَالضَّمِير فِي كُنَّ لِلشِّيَاهِ الَّتِي يَعُقّ بِهَا أَيْ لَا يَضُرّكُمْ كَوْنهَا ذُكْرَانًا أَوْ إِنَاثًا.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ مُخْتَصَرًا وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ بِتَمَامِهِ وَمُخْتَصَرًا , وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ مُخْتَصَرًا , وَقَالَ التِّرْمِذِيّ صَحِيح.
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سِبَاعِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أُمِّ كُرْزٍ قَالَتْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ أَقِرُّوا الطَّيْرَ عَلَى مَكِنَاتِهَا قَالَتْ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ عَنْ الْغُلَامِ شَاتَانِ وَعَنْ الْجَارِيَةِ شَاةٌ لَا يَضُرُّكُمْ أَذُكْرَانًا كُنَّ أَمْ إِنَاثًا
عن أم كرز، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عن الغلام شاتان، مثلان، وعن الجارية شاة» قال أبو داود: «هذا هو الحديث، وحديث سفيان وهم»
عن سمرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كل غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم السابع ويحلق رأسه ويدمى» فكان قتادة إذا سئل عن الدم كيف يصنع به؟ قال...
عن سمرة بن جندب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كل غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى» قال أبو داود: «ويسمى» أصح كذا قال: سلام ب...
عن سلمان بن عامر الضبي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مع الغلام عقيقته فأهريقوا عنه دما، وأميطوا عنه الأذى»
عن الحسن، أنه كان يقول: «إماطة الأذى حلق الرأس»
عن ابن عباس، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن، والحسين كبشا كبشا»
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، أراه عن جده، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العقيقة؟ فقال: «لا يحب الله العقوق».<br> كأنه كره الاسم وقال: «من ولد...
عن أبي بريدة، يقول: كنا في الجاهلية إذا ولد لأحدنا غلام ذبح شاة ولطخ رأسه بدمها، فلما جاء الله بالإسلام كنا «نذبح شاة، ونحلق رأسه ونلطخه بزعفران»
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من اتخذ كلبا إلا كلب ماشية أو صيد أو زرع انتقص من أجره كل يوم قيراط»