22290-
عن أبي أمامة الباهلي قال: لما كان في حجة الوداع قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ مردف الفضل بن عباس على جمل آدم فقال: " يا أيها الناس خذوا من العلم قبل أن يقبض العلم، وقبل أن يرفع العلم وقد كان أنزل الله عز وجل {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم، وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها، والله غفور حليم} ".
قال: فكنا قد كرهنا كثيرا من مسألته، واتقينا ذاك حتي أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم قال: فأتينا أعرابيا فرشوناه برداء قال: فاعتم به حتى رأيت حاشية البرد خارجة من حاجبه الأيمن.
قال: ثم قلنا له: سل النبي صلى الله عليه وسلم قال: فقال له: يا نبي الله، كيف يرفع العلم منا وبين أظهرنا المصاحف وقد تعلمنا ما فيها، وعلمنا نساءنا وذرارينا وخدمنا؟ قال: فرفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه وقد علت وجهه حمرة من الغضب قال: فقال: " أي ثكلتك أمك وهذه اليهود والنصارى بين أظهرهم المصاحف لم يصبحوا يتعلقون بحرف مما جاءتهم به أنبياؤهم، ألا وإن من ذهاب العلم أن يذهب حملته " ثلاث مرار
إسناده ضعيف بهذه السياقة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (٧٨٦٧) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصرا الدارمي (٢٤٠) من طريق حجاج بن أرطاة عن عوف بن مالك، والطبراني (٧٩٠٦) من طريق حجاج بن أرطاة، عن الوليد بن أبي مالك، كلاهما عن القاسم، به.
قلنا: حجاج مدلس وقد عنعنه.
وأخرج ابن ماجه (٢٢٨) ، والطبراني (٧٨٧٥) ، والخطيب في "تاريخه" ٢/٢١٢، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" ١/٢٨ من طريق عثمان بن أبي عاتكة، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة رفعه: "عليكم بهذا العلم قبل أن يقبض، وقبضه أن يرفع".
وجمع بين إصبعيه الوسطى والتي تلي = الإبهام هكذا، ثم قال: "العالم والمتعلم شريكان في الأجر، ولا خير في سائر الناس".
وإسناده ضعيف.
وفي باب رفع العلم عن عوف بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى السماء يوما، فقال: "هذا أوان يرفع العلم" فقال رجل من الأنصار يقال له: لبيد بن زياد: يا رسول الله يرفع العلم وقد أثبت، ووعته القلوب؟! فقال له صلى الله عليه وسلم: "إن كنت لأحسبك من أفقه أهل المدينة" ثم ذكر ضلالة اليهود والنصارى على ما في أيديهم من كتاب الله تعالى.
وسيأتي في مسنده برقم (٢٣٩٩٠) ، وهو حديث صحيح.
وبنحوه عن أبي الدرداء عند الترمذي (٢٦٥٣) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (٣٠٤) ، والحاكم ١/٩٩.
وانظر حديث عبد الله بن عمرو في رفع العلم بقبض العلماء السالف برقم (٦٥١١) .
وفي باب النهي عن كثرة المسائل، انظر حديث أنس السالف برقم (١٢٤٥٧) .
قال السندي: قوله: "فاعتم به" أي: جعله عمامة له.
"أي" حرف نداء، والمنادى مقدر، كأنه قال: أي فلان "ثكلتك" من ثكل كعلم.
"يتعلقون" أي: يعملون، فبين أولا أن ذهاب العلم بذهاب العمل، وثانيا بذهاب أهله، إشارة إلى قرب أجله، وأن بذهابه يذهب غالب العلم، وإن كان القرآن عندهم، إذ لا يظهر ما في القرآن إلا بفهمه، فإذا ذهب صاحب الفهم ذهب ما في القرآن، والله تعالى أعلم.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "لما كان في حجة الوداع": - اسم "كان "، وفاعل "قام " هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، بطريق التنازع.
"نذكر هنا": أي: يخطر ببالنا كثير مما ينبغي السؤال عنه.
"واتقينا": من الاتقاء، أي: تركنا السؤال عنه.
"فاعتم به": أي: جعله عمامة له.
" أي" حرف نداء، والمنادى مقدر؛ كأنه قال: أي: فلان ! *.
"ثكلتك": من ثكل؛ كعلم.
"يتعلقون": أي: يعملون، فبين أولا أن ذهاب العلم بذهاب العلم، وثانيا بذهاب أهله؛ إشارة إلى قرب أجله، وأن بذهابه يذهب غالب العلم، وإن كان القرآن عندهم؛ إذ لا يظهر ما في القرآن إلا بفهمه، فإذا ذهب صاحب الفهم، ذهب ما في القرآن، والله تعالى أعلم.
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنَا مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ مَوْلَى بَنِي يَزِيدَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ لَمَّا كَانَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُرْدِفٌ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ عَلَى جَمَلٍ آدَمَ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ خُذُوا مِنْ الْعِلْمِ قَبْلَ أَنْ يُقْبَضَ الْعِلْمُ وَقَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ وَقَدْ كَانَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ } قَالَ فَكُنَّا قَدْ كَرِهْنَا كَثِيرًا مِنْ مَسْأَلَتِهِ وَاتَّقَيْنَا ذَاكَ حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَأَتَيْنَا أَعْرَابِيًّا فَرَشَوْنَاهُ بِرِدَاءٍ قَالَ فَاعْتَمَّ بِهِ حَتَّى رَأَيْتُ حَاشِيَةَ الْبُرْدِ خَارِجَةً مِنْ حَاجِبِهِ الْأَيْمَنِ قَالَ ثُمَّ قُلْنَا لَهُ سَلْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَقَالَ لَهُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ كَيْفَ يُرْفَعُ الْعِلْمُ مِنَّا وَبَيْنَ أَظْهُرِنَا الْمَصَاحِفُ وَقَدْ تَعَلَّمْنَا مَا فِيهَا وَعَلَّمْنَا نِسَاءَنَا وَذَرَارِيَّنَا وَخَدَمَنَا قَالَ فَرَفَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ وَقَدْ عَلَتْ وَجْهَهُ حُمْرَةٌ مِنْ الْغَضَبِ قَالَ فَقَالَ أَيْ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ هَذِهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ الْمَصَاحِفُ لَمْ يُصْبِحُوا يَتَعَلَّقُوا بِحَرْفٍ مِمَّا جَاءَتْهُمْ بِهِ أَنْبِيَاؤُهُمْ أَلَا وَإِنَّ مِنْ ذَهَابِ الْعِلْمِ أَنْ يَذْهَبَ حَمَلَتُهُ ثَلَاثَ مِرَارٍ
عن أبي أمامة قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية من سراياه قال: فمر رجل بغار فيه شيء من ماء قال: فحدث نفسه بأن يقيم في ذلك الغار فيقوته...
عن أبي أمامة قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم في يوم شديد الحر نحو بقيع الغرقد قال: فكان الناس يمشون خلفه.<br> قال: فلما سمع صوت النعال وقر ذلك في نفس...
عن أبي أمامة قال: جلسنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ورققنا، فبكى سعد بن أبي وقاص فأكثر البكاء فقال: يا ليتني مت.<br> فقال النبي صلى الله ع...
عن شرحبيل بن مسلم الخولاني قال: سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبته عام حجة الوداع: " إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه...
عن سليم بن عامر الخبائري قال: سمعت أبا أمامة الباهلي: يقول: " ما كان يفضل عن أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خبز الشعير "
عن بد الرحمن بن ميسرة الحضرمي قال: سمعت أبا أمامة يقول: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليدخلن الجنة بشفاعة الرجل الواحد ليس بنبي مثل الحيين، أ...
عن محمد بن زياد الألهاني قال: سمعت أبا أمامة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يوصي بالجار حتى ظننت أنه سيورثه "
عن أبو راشد الحبراني قال:أخذ بيدي أبو أمامة الباهلي.<br> قال: أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: " يا أبا أمامة إن من المؤمنين من يلين لي...
عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ما من رجل يلي أمر عشرة فما فوق ذلك إلا أتى الله مغلولا، يوم القيامة يده إلى عنقه فكه بره أو أوبقه...