22762-
عن عبادة بن الصامت قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فشهدت معه بدرا، فالتقى الناس فهزم الله العدو، فانطلقت طائفة في آثارهم يهزمون ويقتلون، وأكبت طائفة على العسكر يحوونه ويجمعونه، وأحدقت طائفة برسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصيب العدو منه غرة حتى إذا كان الليل، وفاء الناس بعضهم إلى بعض قال الذين جمعوا الغنائم: نحن حويناها وجمعناها فليس لأحد فيها نصيب.
وقال الذين خرجوا في طلب العدو: لستم بأحق بها منا نحن نفينا عنها العدو وهزمناهم.
وقال الذين أحدقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم: لستم بأحق بها منا نحن أحدقنا برسول الله صلى الله عليه وسلم، وخفنا أن يصيب العدو منه غرة واشتغلنا به، فنزلت: {يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول، فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم} فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم على فواق بين المسلمين.
قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أغار في أرض العدو نفل الربع، وإذا أقبل راجعا وكل الناس نفل الثلث، وكان يكره الأنفال ويقول: " ليرد قوي المؤمنين على ضعيفهم "
حسن لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام عليه برقم (٢٢٧٢٦) .
وأخرجه البيهقي ٦/٣١٥ من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.
ولم يسق لفظه.
وأخرجه مختصرا بقصة تنفيل الربع الدارمي (٢٤٨٢) و (٢٤٨٦) من طريق محمد بن عيينة، عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه مختصرا كذلك الشاشي (١١٧٣) من طريق معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن عياش، عن سليمان، عن مكحول، عن أبي أمامة، به.
أسقط منه أبا سلام، وذكر مكحولا!
وسلف الحديث مختصرا بقصة تنفيل الربع والثلث برقم (٢٢٧٢٦) ، وذكرنا هناك شاهدا لها.
وانظر (٢٢٧٤٧) .
ويشهد للحديث عموما حديث ابن عباس عند أبي داود (٢٧٣٧-٢٧٣٩) ، والنسائي في "الكبرى" (١١١٩٧) ، وصححه ابن حبان برقم (٥٠٩٣) .
قال السندي: قوله: "يحوون" أي: يجمعون الغنائم.
"غرة" بكسر فتشديد، أي: غفلة.
"على فواق" بضم فاء أو فتحها، وتخفيف واو، أي: في قدر فواق ناقة، وهو ما بين الحلبتين.
قلنا: كذا قال، وتبع في ذلك ابن الأثير وغيره، وقد روى الحديث ابن إسحاق فيما سلف برقم (٢٢٧٤٧) و (٢٢٧٥٣) فقال فيه: "عن بواء" أي: على السواء.
"كل الناس" من الكلال.
= "ليرد" من الرد يعني: ليرد القوي الغنيمة، وإن كان هو الذي يسعى في تحصيل الغنيمة إلا أنها إذا حصلت فهي مشتركة بين العسكر، وفيهم الضعيف، فكأن القوي ردها من أيدي الكفرة على الضعيف، والله أعلم.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "يهزمون": كيضربون، أي: يكسرون العدو.
"يحوون: أي: يجمعون الغنائم.
"غرة": - بكسر فتشديد - أي: غفلة.
"وفاء": أي: رجع الفيء.
"على فواق": - بضم فاء أو فتحها وتخفيف واو - أي: في قدر فواق ناقة، وهو قدر ما بين الحلبتين.
"نفل": من التنفيل.
"وكل": من الكلال.
"ليرد": من الرد؛ أي: الغنيمة، أي: القوي - وإن كان هو الذي يسعى في تحصيل الغنيمة - إلا أنها إذا حصلت، فهي مشتركة بين العسكر، وفيهم الضعيف؛ فكأن القوي ردها من أيدي الكفرة على الضعيف، والله تعالى أعلم.
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ أَبِي سَلَّامٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَهِدْتُ مَعَهُ بَدْرًا فَالْتَقَى النَّاسُ فَهَزَمَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْعَدُوَّ فَانْطَلَقَتْ طَائِفَةٌ فِي آثَارِهِمْ يَهْزِمُونَ وَيَقْتُلُونَ فَأَكَبَّتْ طَائِفَةٌ عَلَى الْعَسْكَرِ يَحْوُونَهُ وَيَجْمَعُونَهُ وَأَحْدَقَتْ طَائِفَةٌ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُصِيبُ الْعَدُوُّ مِنْهُ غِرَّةً حَتَّى إِذَا كَانَ اللَّيْلُ وَفَاءَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالَ الَّذِينَ جَمَعُوا الْغَنَائِمَ نَحْنُ حَوَيْنَاهَا وَجَمَعْنَاهَا فَلَيْسَ لِأَحَدٍ فِيهَا نَصِيبٌ وَقَالَ الَّذِينَ خَرَجُوا فِي طَلَبِ الْعَدُوِّ لَسْتُمْ بِأَحَقَّ بِهَا مِنَّا نَحْنُ نَفَيْنَا عَنْهَا الْعَدُوَّ وَهَزَمْنَاهُمْ وَقَالَ الَّذِينَ أَحْدَقُوا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَسْتُمْ بِأَحَقَّ بِهَا مِنَّا نَحْنُ أَحْدَقْنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخِفْنَا أَنْ يُصِيبَ الْعَدُوُّ مِنْهُ غِرَّةً وَاشْتَغَلْنَا بِهِ فَنَزَلَتْ { يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْأَنْفَالِ قُلْ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ } فَقَسَمَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فَوَاقٍ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ قَالَ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَغَارَ فِي أَرْضِ الْعَدُوِّ نَفَلَ الرُّبُعَ وَإِذَا أَقْبَلَ رَاجِعًا وَكُلَّ النَّاسِ نَفَلَ الثُّلُثَ وَكَانَ يَكْرَهُ الْأَنْفَالَ وَيَقُولُ لِيَرُدَّ قَوِيُّ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى ضَعِيفِهِمْ
عن عبادة بن الصامت قال: أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر فقال: " هي في شهر رمضان فالتمسوها في العشر الأواخر؛ فإنها وتر: ليلة إحدى وعش...
عن عبادة بن الصامت أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إني قد حدثتكم عن الدجال حتى خشيت أن لا تعقلوا.<br> إن مسيح الدجال رجل قصير أفحج، ج...
عن عبادة بن الصامت، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ليلة القدر في العشر البواقي من قامهن ابتغاء حسبتهن، فإن الله يغفر له ما تقدم من ذنبه، وما ت...
عن عبادة بن الصامت قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشغل، فإذا قدم رجل مهاجر على رسول الله صلى الله عليه وسلم دفعه إلى رجل منا يعلمه القرآن، فدفع...
عن حميد بن عبد الرحمن اليزني ، أن رجلا سأل عبادة بن الصامت عن قول الله: {لهم البشرى في الحياة الدنيا} فقال: عبادة: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ف...
عن عبادة بن الصامت، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من عبد الله لا يشرك به شيئا فأقام الصلاة، وآتى الزكاة، وسمع وأطاع، فإن الله يدخله من أي أبواب ا...
عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، حدثني إسماعيل بن عبيد الأنصاري، فذكر الحديث فقال: عبادة لأبي هريرة: يا أبا هريرة إنك لم تكن معنا إذ بايعنا رسول الله صلى...
عن جنادة بن أبي أمية أنه: سمع عبادة بن الصامت يذكر، أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ما مدة أمتك من الرخاء؟ فلم يرد عليه شيئا...
عن عبادة بن الصامت قال: فقد النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أصحابه، وكانوا إذا نزلوا أنزلوه وسطهم ففزعوا، وظنوا أن الله اختار له أصحابا غيرهم، فإذا هم...