حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

قد يظن أن الله لم يحرم شيئا إلا ما في هذا القرآن - سنن أبي داود

سنن أبي داود | كتاب الخراج والإمارة والفيء باب في تعشير أهل الذمة إذا اختلفوا بالتجارات (حديث رقم: 3050 )


3050- عن العرباض بن سارية السلمي، قال: نزلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم خيبر ومعه من معه من أصحابه، وكان صاحب خيبر رجلا ماردا منكرا، فأقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد، ألكم أن تذبحوا حمرنا، وتأكلوا ثمرنا، وتضربوا نساءنا، فغضب - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - وقال: " يا ابن عوف اركب فرسك ثم ناد: ألا إن الجنة لا تحل إلا لمؤمن، وأن اجتمعوا للصلاة "، قال: فاجتمعوا، ثم صلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قام، فقال: «أيحسب أحدكم متكئا على أريكته، قد يظن أن الله لم يحرم شيئا إلا ما في هذا القرآن، ألا وإني والله قد وعظت، وأمرت، ونهيت، عن أشياء إنها لمثل القرآن، أو أكثر، وإن الله عز وجل لم يحل لكم أن تدخلوا بيوت أهل الكتاب إلا بإذن، ولا ضرب نسائهم، ولا أكل ثمارهم، إذا أعطوكم الذي عليهم»

أخرجه أبو داوود


قوله: "أيحسب أحدكم متكئا .
" إلى آخره، صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل حكيم بن عمير وأشعث بن شعبة، فهما صدوقان حسنا الحديث.
محمد بن عيسى: هو ابن الطباع.
وقد سكت عنه عبد الحق الإشبيلي مصححا له في "أحكامه الوسطى" ٣/ ١١٧، وقال ابن القطان في "بيان الوهم" ٤/ ٤٢٧: وسكت عنه -يعني عبد الحق- ولا أبعد صحته، ولكن لا أعرفها، فإن بعض رواته لم تثبت عدالته وإن كان مشهورا، وهو أشعث بن شعبة.
قلنا: قد ثبتت عدالته بتوثيق أبي داود له في "سؤالات الآجري" له وذكره ابن حبان في "الثقات"، فصدق احتمال ابن القطان.
وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" ٩/ ٢٠٤، وابن عبد البر في "التمهيد" ١/ ١٤٩ من طريق أبي داود، بهذا الإسناد.
ولقوله: "أيحسب أحدكم متكئا .
" إلى قوله: "وإنها لمثل القرآن أو أكثر" شاهد من حديث المقدام بن معدي كرب سيأتي عند المصنف برقم (٤٦٠٤) وإسناده صحيح.
وآخر من حديث أبي رافع سيأتي عند المصنف برقم (٤٦٠٥) وإسناده صحيح كذلك.
ولبقيته انظر تالييه.

شرح حديث ( قد يظن أن الله لم يحرم شيئا إلا ما في هذا القرآن)

عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي

‏ ‏( سَمِعْت حَكِيم ) ‏ ‏بِفَتْحِ الْحَاء ‏ ‏( بْنَ عُمَيْر ) ‏ ‏: بِضَمِّ الْعَيْن مُصَغَّرًا ‏ ‏( رَجُلًا مَارِدًا ) ‏ ‏: أَيْ عَاتِيًا ‏ ‏( حُمُرنَا ) ‏ ‏: بِضَمَّتَيْنِ جَمْع حِمَار ‏ ‏( وَأَنْ اِجْتَمِعُوا ) ‏ ‏: بِصِيغَةِ الْأَمْر ‏ ‏( مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَة ) ‏ ‏: وَفِي بَعْض النُّسَخ عَلَى أَرِيكَته بِالْإِضَافَةِ إِلَى الضَّمِير أَيْ عَلَى سَرِيره أَشَارَ إِلَى مَنْشَأ جَهْله وَعَدَم اِطِّلَاعه عَلَى السُّنَن وَرَدَّهُ هُوَ قِلَّة نَظَره وَدَوَام غَفْلَته بِتَعَهُّدِ الِاتِّكَاء وَالرُّقَاد.
كَذَا فِي فَتْح الْوَدُود.
وَقَالَ الْقَارِي : عَلَى أَرِيكَته أَيْ سَرِيره الْمُزَيَّن بِالْحُلَلِ وَالْأَثْوَاب فِي قُبَّة أَوْ بَيْت كَمَا لِلْعَرُوسِ , يَعْنِي الَّذِي لَزِمَ الْبَيْت وَقَعَدَ عَنْ طَلَب الْعِلْم.
قِيلَ الْمُرَاد بِهَذِهِ الصِّفَة لِلتَّرَفُّهِ وَالدَّعَة كَمَا هُوَ عَادَة الْمُتَكَبِّر الْمُتَجَبِّر الْقَلِيل الِاهْتِمَام بِأَمْرِ الدِّين اِنْتَهَى ‏ ‏( أَلَا ) ‏ ‏: لِلتَّنْبِيهِ ‏ ‏( وَإِنِّي ) ‏ ‏: الْوَاو لِلْحَالِ ‏ ‏( عَنْ أَشْيَاء ) ‏ ‏: مُتَعَلِّق بِالنَّهْيِ فَحَسْب وَمُتَعَلِّق الْوَعْظ وَالْأَمْر مَحْذُوف أَيْ بِأَشْيَاء ‏ ‏( إِنَّهَا ) ‏ ‏: أَيْ الْأَشْيَاء الْمَأْمُورَة وَالْمَنْهِيَّة عَلَى لِسَانِي بِالْوَحْيِ الْخَفِيّ.
قَالَ تَعَالَى { وَمَا يَنْطِق عَنْ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْي يُوحَى } : ‏ ‏( لَمِثْل الْقُرْآن ) ‏ ‏: أَيْ فِي الْمِقْدَار ‏ ‏( أَوْ أَكْثَر ) ‏ ‏: أَيْ بَلْ أَكْثَر.
قَالَ الْمُظْهِر أَوْ فِي قَوْله أَوْ أَكْثَر لَيْسَ لِلشَّكِّ بَلْ إِنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام لَا يَزَال يَزْدَاد عِلْمًا طَوْرًا بَعْد طَوْر إِلْهَامًا مِنْ قِبَل اللَّه وَمُكَاشَفَة لَحْظَة فَلَحْظَة , فَكُوشِفَ لَهُ أَنَّ مَا أُوتِيَ مِنْ الْأَحْكَام غَيْر الْقُرْآن مِثْله ثُمَّ كُوشِفَتْ لَهُ بِالزِّيَادَةِ مُفَصَّلًا بِهِ ذَكَرَهُ الْأَبْهَرِيّ وَفِيهِ تَأَمُّل كَذَا فِي الْمِرْقَاة لِلْقَارِي ‏ ‏( لَمْ يُحِلّ ) ‏ ‏: مِنْ الْإِحْلَال ‏ ‏( بُيُوت أَهْل الْكِتَاب ) ‏ ‏: يَعْنِي أَهْل الذِّمَّة الَّذِينَ قَبِلُوا الْجِزْيَة ‏ ‏( إِلَّا بِإِذْنٍ ) ‏ ‏: أَيْ إِلَّا أَنْ يَأْذَنُوا لَكُمْ بِالطَّوْعِ وَالرَّغْبَة ‏ ‏( إِذَا أَعْطَوْكُمْ الَّذِي عَلَيْهِمْ ) ‏ ‏: أَيْ مِنْ الْجِزْيَة.
وَالْحَاصِل عَدَم التَّعَرُّض لَهُمْ بِإِيذَائِهِمْ فِي الْمَسْكَن وَالْأَهْل وَالْمَال إِذَا أَعْطَوْا الْجِزْيَة , وَإِذَا أَبَوْا عَنْهَا اِنْتَقَضَتْ ذِمَّتهمْ وَحَلَّ دَمهمْ وَمَالهمْ وَنِسَاؤُهُمْ وَصَارُوا كَأَهْلِ الْحَرْب فِي قَوْل صَحِيح كَذَا ذَكَرَهُ اِبْن الْمَلَك.
‏ ‏قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : فِي إِسْنَاده أَشْعَث بْن شُعْبَة الْمِصِّيصِيّ وَفِيهِ مَقَال.


حديث أيحسب أحدكم متكئا على أريكته قد يظن أن الله لم يحرم شيئا إلا ما في

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَشْعَثُ بْنُ شُعْبَةَ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَرْطَاةُ بْنُ الْمُنْذِرِ ‏ ‏قَالَ سَمِعْتُ ‏ ‏حَكِيمَ بْنَ عُمَيْرٍ أَبَا الْأَحْوَصِ ‏ ‏يُحَدِّثُ عَنْ ‏ ‏الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ السُّلَمِيِّ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏نَزَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏خَيْبَرَ ‏ ‏وَمَعَهُ مَنْ مَعَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ وَكَانَ صَاحِبُ ‏ ‏خَيْبَرَ ‏ ‏رَجُلًا ‏ ‏مَارِدًا ‏ ‏مُنْكَرًا فَأَقْبَلَ إِلَى النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَقَالَ يَا ‏ ‏مُحَمَّدُ ‏ ‏أَلَكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا حُمُرَنَا وَتَأْكُلُوا ثَمَرَنَا وَتَضْرِبُوا نِسَاءَنَا فَغَضِبَ ‏ ‏يَعْنِي النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَقَالَ يَا ‏ ‏ابْنَ عَوْفٍ ‏ ‏ارْكَبْ فَرَسَكَ ثُمَّ نَادِ أَلَا ‏ ‏إِنَّ الْجَنَّةَ لَا تَحِلُّ إِلَّا لِمُؤْمِنٍ وَأَنْ اجْتَمِعُوا لِلصَّلَاةِ قَالَ فَاجْتَمَعُوا ثُمَّ صَلَّى بِهِمْ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏ثُمَّ قَامَ فَقَالَ أَيَحْسَبُ أَحَدُكُمْ مُتَّكِئًا عَلَى ‏ ‏أَرِيكَتِهِ ‏ ‏قَدْ يَظُنُّ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يُحَرِّمْ شَيْئًا إِلَّا مَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ أَلَا وَإِنِّي وَاللَّهِ قَدْ وَعَظْتُ وَأَمَرْتُ وَنَهَيْتُ عَنْ أَشْيَاءَ إِنَّهَا لَمِثْلُ الْقُرْآنِ أَوْ أَكْثَرُ وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُحِلَّ لَكُمْ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتَ ‏ ‏أَهْلِ الْكِتَابِ ‏ ‏إِلَّا بِإِذْنٍ وَلَا ضَرْبَ نِسَائِهِمْ وَلَا أَكْلَ ثِمَارِهِمْ إِذَا أَعْطَوْكُمْ الَّذِي عَلَيْهِمْ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن أبي داود

لعلكم تقاتلون قوما فتظهرون عليهم فيتقونكم بأموالهم...

عن هلال، عن رجل، من ثقيف عن رجل، من جهينة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لعلكم تقاتلون قوما، فتظهرون عليهم، فيتقونكم بأموالهم دون أنفسهم، وأب...

من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته فأنا حج...

عن صفوان بن سليم، أخبره عن عدة، من أبناء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن آبائهم دنية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا من ظلم معاهدا، أ...

ليس على المسلم جزية

عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس على المسلم جزية»(1) 3054- حدثنا محمد بن كثير، قال: سئل سفيان عن تفسير هذا فقال: «إذا أسلم ف...

إن لك رقابهن وما عليهن فإن عليهن كسوة وطعاما أهداه...

عن عبد الله الهوزني، قال: لقيت بلالا مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحلب، فقلت: يا بلال حدثني كيف كانت نفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما ك...

إني نهيت عن زبد المشركين

عن عياض بن حمار، قال: أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم ناقة، فقال: «أسلمت؟»، فقلت: لا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إني نهيت عن زبد المشركين»

إن النبي ﷺ أقطعه أرضا بحضرموت

عن علقمة بن وائل، عن أبيه، «أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطعه أرضا بحضرموت»

خط لي رسول الله ﷺ دارا بالمدينة بقوس

عن عمرو بن حريث، قال: خط لي رسول الله صلى الله عليه وسلم دارا بالمدينة بقوس، وقال: «أزيدك أزيدك»

أقطع بلال بن الحارث المزني معادن القبلية وهي من نا...

عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن غير واحد، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقطع بلال بن الحارث المزني معادن القبلية، وهي من ناحية الفرع»، فتلك المعادن...

أقطع بلال بن الحارث المزني معادن القبلية جلسيها و...

عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني، عن أبيه، عن جده، أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع بلال بن الحارث المزني معادن القبلية جلسيها وغوريها - وقال...