3057- عن عياض بن حمار، قال: أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم ناقة، فقال: «أسلمت؟»، فقلت: لا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إني نهيت عن زبد المشركين»
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، عمران - وهو ابن داور القطان - ضعيف يعتبر به، وقد توبع.
أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي.
وهو في "مسند الطيالسي" (١٠٨٣)، ومن طريقه أخرجه الترمذي (١٦٦٧).
وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (٤٢٨/ م) من طريق حجاج بن حجاج الباهلي، والطبري في "تهذيب الآثار" - قسم مسند علي - (٣٤٥) من طريق سعيد بن أبي عروبة، كلاهما عن قتادة، به.
وإسناد البخاري حسن، وإسناد الطبري صحيح.
وقد فاتنا هذان الطريقان في "مسند أحمد" (١٧٤٨٢)، فيستدركان من هنا، وانظر تمام تخريجه في "المسند".
قال الخطابي: "الزبد": العطاء، وفي رده هديته وجهان: أحدهما: أن يغيظه برد الهدية فيمتعض منه فيحمله ذلك على الإسلام.
والآخر: أن للهدية موضعا من القلب، وقد روي: "تهادوا تحابوا" ولا يجوز عليه - صلى الله عليه وسلم - أن يميل بقلبه إلى مشرك، فرد الهدية قطعا لسبب الميل.
وقد ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل هدية النجاشي، وليس ذلك بخلاف لقوله: "نهيت عن زبد المشركين" لأنه رجل من أهل الكتاب ليس بمشرك، وقد أبيح لنا طعام أهل الكتاب ونكاحهم، وذلك خلاف حكم أهل الشرك.
وقد سلك الطبري مسلكا آخر في الجمع بين الأخبار الدالة على قبوله - صلى الله عليه وسلم - الهدية، وبين الأخبار الدالة على رده إياها في كتابه "تهذيب الآثار" - قسم مسند علي - ص ٢١٠ - ٢١١ فبين أن ما قبله - صلى الله عليه وسلم - من ذلك إنما قبله لنفع المسلمين، وما رده من ذلك إنما كان من أجل أنها أهديت له - صلى الله عليه وسلم - في خاصة نفسه.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( إِنِّي نُهِيت عَنْ زَبْد الْمُشْرِكِينَ ) : بِفَتْحِ الزَّاي وَسُكُون الْمُوَحَّدَة الْعَطَاء وَالرِّفْدَة قَالَ الْخَطَّابِيُّ : فِي رَدّ هَدِيَّته وَجْهَانِ أَحَدهمَا أَنْ يَغِيظهُ بِرَدِّ الْهَدِيَّة فَيَمْتَغِص مِنْهُ فَيَحْمِلهُ ذَلِكَ عَلَى الْإِسْلَام , وَالْآخَر أَنَّ لِلْهَدِيَّةِ مَوْضِعًا مِنْ الْقَلْب , وَقَدْ رُوِيَ " تَهَادَوْا تَحَابُّوا " وَلَا يَجُوز عَلَيْهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ أَنْ يَمِيل بِقَلْبِهِ إِلَى مُشْرِك فَرَدَّ الْهَدِيَّة قَطْعًا لِسَبَبِ الْمَيْل.
وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبِلَ هَدِيَّة النَّجَاشِيّ وَلَيْسَ ذَلِكَ بِخِلَافِ لِقَوْلِهِ : نُهِيت عَنْ زَبْد الْمُشْرِكِينَ " لِأَنَّهُ رَجُل مِنْ أَهْل الْكِتَاب لَيْسَ بِمُشْرِكٍ , وَقَدْ أُبِيحَ لَنَا طَعَام أَهْل الْكِتَاب وَنِكَاحهمْ , وَذَلِكَ خِلَاف حُكْم أَهْل الشِّرْك اِنْتَهَى.
وَقَدْ ذُكِرَ وُجُوه أُخَر لِلْجَمْعِ بَيْن الْأَحَادِيث الْقَاضِيَة لِجَوَازِ قَبُول الْهَدِيَّة وَبَيْن حَدِيث عِيَاض بْن حِمَار , وَإِنْ شِئْت الْوُقُوف عَلَيْهَا فَعَلَيْك بِالْفَتْحِ وَالنَّيْل.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَسَن صَحِيح.
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا عِمْرَانُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ قَالَ أَهْدَيْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاقَةً فَقَالَ أَسْلَمْتَ فَقُلْتُ لَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي نُهِيتُ عَنْ زَبْدِ الْمُشْرِكِينَ
عن علقمة بن وائل، عن أبيه، «أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطعه أرضا بحضرموت»
عن عمرو بن حريث، قال: خط لي رسول الله صلى الله عليه وسلم دارا بالمدينة بقوس، وقال: «أزيدك أزيدك»
عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن غير واحد، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقطع بلال بن الحارث المزني معادن القبلية، وهي من ناحية الفرع»، فتلك المعادن...
عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني، عن أبيه، عن جده، أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع بلال بن الحارث المزني معادن القبلية جلسيها وغوريها - وقال...
عن كثير بن عبد الله، عن أبيه، عن جده، أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع بلال بن الحارث المزني معادن القبلية، جلسيها وغوريها، قال ابن النضر: وجرسها، وذا...
عن أبيض بن حمال، أنه وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستقطعه الملح - قال ابن المتوكل: الذي بمأرب فقطعه له - فلما أن ولى قال رجل من المجلس: أتدري...
عن أبيض بن حمال، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حمى الأراك؟، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا حمى في الأراك» فقال: أراكة في حظاري، فقال...
عن عثمان بن أبي حازم، عن أبيه، عن جده صخر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا ثقيفا، فلما أن سمع ذلك صخر ركب في خيل يمد النبي صلى الله عليه وسلم، فوج...
عن سبرة بن عبد العزيز بن الربيع الجهني، عن أبيه، عن جده، أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل في موضع المسجد تحت دومة، فأقام ثلاثا، ثم خرج إلى تبوك، وإن جه...