23255- عن حذيفة قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين قد رأيت أحدهما، وأنا أنتظر الآخر، حدثنا: " أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثم نزل القرآن، فعلموا من القرآن، وعلموا من السنة "، ثم حدثنا عن رفع الأمانة فقال: " ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل أثر الوكت، ثم ينام نومة فتقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها مثل أثر المجل كجمر دحرجته على رجلك تراه منتبرا وليس فيه شيء "، قال: ثم أخذ حصى فدحرجه على رجله، قال: " فيصبح الناس يتبايعون لا يكاد أحد يؤدي الأمانة، حتى يقال: إن في بني فلان رجلا أمينا، حتى يقال للرجل: ما أجلده وأظرفه وأعقله وما في قلبه حبة من خردل من إيمان، ولقد أتى علي زمان، وما أبالي أيكم بايعت، لئن كان مسلما ليردنه علي دينه، ولئن كان نصرانيا أو يهوديا ليردنه علي ساعيه، فأما اليوم فما كنت لأبايع منكم إلا فلانا، وفلانا " (1) 23256- عن حذيفة قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين، رأيت أحدهما، وأنا أنتظر الآخر، فذكر معناه، (2) 23257- عن حذيفة قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثين فذكر الحديث (3)
(١) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران الكاهلي، وزيد بن وهب: هو الجهني الكوفي.
وأخرجه مسلم (١٤٣) ، والترمذي (٢١٧٩) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (٤٢٤) ، وعبد الرزاق (٢٠١٩٣) ، والحميدي (٤٤٦) ، والبخاري (٦٤٩٧) و (٧٠٨٦) و (٧٢٧٦) ، ومسلم (١٤٣) ، وأبو عوانة (١٤١) و (١٤٢) ، وابن حبان (٦٧٦٢) ، وأبو نعيم في "الحلية" ١/٢٧١ و٨/٢٥٨-٢٥٩، والبيهقي في "السنن" ١٠/١٢٢، وفي "الشعب" (٥٢٧١) من طرق عن الأعمش، به.
ورواية البخاري (٦٢٧٦) مختصرة.
وسيأتي بالأرقام (٢٣٢٥٦) و (٢٣٢٥٧) و (٢٣٤٣١) .
قوله: "إن الأمانة" قال السندي: قيل: المراد بها التكاليف والعهد المأخوذ المذكور في قوله تعالى: (إنا عرضنا الأمانة.
) الآية [الأحزاب: ٧٢] وهي عين الإيمان، بدليل آخر الحديث: "وما في قلبه حبة خردل من إيمان" والأقرب حملها على ظاهرها بدليل قوله: "ويصبح الناس يتبايعون ولا يكاد أحد يؤدي الأمانة" وأما وضع الأمانة موضعها فهو لتفخيم شأنها لحديث: "لا دين لمن لا أمانة له".
"في جذر" بفتح جيم أو كسرها وسكون ذال معجمة: الأصل.
ولعل المراد الجبلة والخلقة، وقيل: الوسط، والمراد بالرجال الناس مطلقا، ونزول الأمانة في قلوبهم أنها جبلت مستعدة لها، ثم لما استحكمت تلك الصفة بالقرآن والسنة صارت كأنهم علموها منهما.
"الوكت" بفتح فسكون: الأثر في الشيء كالنقطة في غير لونه، والمعنى: ثم = ترفع الأمانة عن القلوب عقوبة على الذنوب حتى إذا استيقظوا لم يجدوا قلوبهم على ما كانت عليه ويبقى أثر تلك الأمانة مثل الوكت فيها.
"المجل" بفتح فسكون أو بفتحتين: هو الأثر في الكف، أو نتوء في الجلد فيه ماء جراء العمل بفأس أو نحوها، يحسب الناس أن في جوفه شيئا وليس فيه شيء، وهذا أشد من الأول.
"منتبرا": مرتفعا.
"يتبايعون": أريد به البيع والشراء.
"ولقد أتى علي" من كلام حذيفة.
"ساعيه" أي: وليه الذي يقوم بأمور الناس، ويستخرج حقوق الناس بعضهم من بعض.
(٢) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (١٤٣) ، وابن ماجه (٤٠٥٣) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
(٣) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وسيأتي مكررا برقم (٢٣٤٣١) ، وانظر الحديثين قبله.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "قد رأيت أحدهما.
.
.
إلخ": الظاهر أنه أراد بالحديثين: حديثا في نزول الأمانة، وحديثا في رفعها.
(فإن قلت): آخر الحديث يدل على أن رفع الأمانة ظهر في وقته، فما معنى: أنتظره؟ قلت: المنتظر الرفع؛ بحيث يصير كالمجل، ويحتمل أن المراد حديثان في الرفع، وحذيفة رأى منهما المرتبة الأولى للرفع دون الثانية، ولذلك قال: وأنتظر الآخر.
"إن الأمانة": قيل: المراد بها التكاليف، والعهد المأخوذ المذكور في قوله تعالى: إنا عرضنا الأمانة [الأحزاب: 72] الآية، وهي عين الإيمان؛ بدليل آخر الحديث: "وما في قلبه حبة خردل من إيمان"، والأقرب حملها على ظاهرها؛ بدليل: "ويصبح الناس يتبايعون، ولا يكاد أحد يؤدي الأمانة"، وأما وضع الإيمان موضعها، فهو لتفخيم شأنها؛ لحديث: "لا دين لمن لا أمانة له".
"في جذر": - بفتح جيم، أو كسرها، وسكون ذال معجمة -: الأصل، ولعل المراد: الجبلة والخلقة، وقيل: الوسط، والمراد بالرجال: الناس مطلقا، ونزول الأمانة في جبلة قلوبهم أنها جبلت مستعدة لها، أو متصفة بها، ثم لما استحكمت تلك الصفة بالقرآن والسنة، صارت كأنهم علموها منهما.
"فيظل": أي: يصير.
"الوكت": - بفتح فسكون، آخره مثناة من فوق -: الأثر في الشيء؛ كالنقطة في غير لونه، والمعنى: ثم ترفع الأمانة عن القلوب عقوبة على الذنوب، حتى إذا استيقظوا، لم يجدوا قلوبهم على ما كانت عليه، ويبقى أثر من الأمانة مثل الوكت فيها.
"المجل": - بفتح فسكون، أو بفتحتين -: هو الأثر في الكف من قوة الخدمة، وهو غلظ الجلد وارتفاعه، يحسبه الناس أن في جوفه شيئا، وليس فيه شيء، وهذا أشد من الأول، إذ النقطة لها حقيقة؛ بخلاف أثر المجل؛ فإنه وإن عظم، فلا حقيقة له.
"كجمر": أي: هو كأثر جمر.
"دحرجته": قلبته.
"منتبرا": مرتفعا.
"يتبايعون": أريد به: البيع والشراء.
"ولقد أتى علي": من كلام حذيفة.
"ساعيه": أي: وليه الذي يقوم بأمور الناس، ويستخرج حقوق الناس بعضهم من بعض.
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَيْنِ قَدْ رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا وَأَنَا أَنْتَظِرُ الْآخَرَ حَدَّثَنَا أَنَّ الْأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ ثُمَّ نَزَلَ الْقُرْآنُ فَعَلِمُوا مِنْ الْقُرْآنِ وَعَلِمُوا مِنْ السُّنَّةِ ثُمَّ حَدَّثَنَا عَنْ رَفْعِ الْأَمَانَةِ فَقَالَ يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الْأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ الْوَكْتِ فَتُقْبَضُ الْأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ الْمَجْلِ كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ تَرَاهُ مُنْتَبِرًا وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ قَالَ ثُمَّ أَخَذَ حَصًى فَدَحْرَجَهُ عَلَى رِجْلِهِ قَالَ فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ لَا يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الْأَمَانَةَ حَتَّى يُقَالَ إِنَّ فِي بَنِي فُلَانٍ رَجُلًا أَمِينًا حَتَّى يُقَالَ لِلرَّجُلِ مَا أَجْلَدَهُ وَأَظْرَفَهُ وَأَعْقَلَهُ وَمَا فِي قَلْبِهِ حَبَّةٌ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ وَلَقَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَمَا أُبَالِي أَيَّكُمْ بَايَعْتُ لَئِنْ كَانَ مُسْلِمًا لَيَرُدَّنَّهُ عَلَيَّ دِينُهُ وَلَئِنْ كَانَ نَصْرَانِيًّا أَوْ يَهُودِيًّا لَيَرُدَّنَّهُ عَلَيَّ سَاعِيهِ فَأَمَّا الْيَوْمَ فَمَا كُنْتُ لِأُبَايِعَ مِنْكُمْ إِلَّا فُلَانًا وَفُلَانًا حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَيْنِ رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا وَأَنَا أَنْتَظِرُ الْآخَرَ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ يُحَدِّثُ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَدِيثَيْنِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ
عن زيد بن وهب قال: دخل حذيفة المسجد فإذا رجل يصلي مما يلي أبواب كندة فجعل لا يتم الركوع ولا السجود، فلما انصرف قال له حذيفة: " منذ كم هذه صلاتك؟ "، ق...
عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أحصوا لي كم يلفظ الإسلام؟ "، قلنا: يا رسول الله، أتخاف علينا ونحن ما بين الست مائة إلى السبع مائة؟ ق...
عن حذيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنها ستكون أمراء يكذبون ويظلمون، فمن صدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فليس مني، ولست منه ، ولا يرد علي ال...
عن حذيفة قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة قال: فافتتح البقرة فقرأ حتى بلغ رأس المائة، فقلت يركع ثم مضى حتى بلغ المائتين، فقلت يركع ثم مض...
عن شتير بن شكل، وعن صلة بن زفر، وعن سليك بن مسحل الغطفاني قالوا: خرج علينا حذيفة ونحن نتحدث فقال: " إنكم لتكلمون كلاما إن كنا لنعده على عهد رسول الله...
عن حذيفة في الذي يقعد في وسط الحلقة قال: " ملعون على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، أو لسان محمد صلى الله عليه وسلم "
عن حذيفة، أن النبي صلى الله عليه وسلم لقيه في بعض طرق المدينة، فأهوى إليه، قال: قلت إني جنب، قال: " إن المؤمن لا ينجس "
عن حذيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تقولوا ما شاء الله، وشاء فلان، قولوا ما شاء الله، ثم شاء فلان "
عن بلال العبسي قال: قال حذيفة: " ما أخبية بعد أخبية، كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر يدفع عنهم ما يدفع عن أهل هذه الأخبية، ولا يريد بهم قوم...