3095- عن أنس، أن غلاما، من اليهود كان مرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقعد عند رأسه، فقال له: أسلم فنظر إلى أبيه، وهو عند رأسه، فقال له أبوه: أطع أبا القاسم فأسلم، فقام النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يقول: «الحمد لله الذي أنقذه بي من النار»
إسناده صحيح.
ثابت: هو ابن أسلم البناني.
وأخرجه البخاري (١٣٥٦) و (٥٦٥٧)، والنسائي في "الكبرى" (٨٥٣٤) من طريق سليمان بن حرب، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه النسائي في "الكبرى" (٧٤٥٨) من طريق عبد الله بن جبر، عن أنس.
وهو في "مسند أحمد" (١٢٧٩٢)، و"صحيح ابن حبان" (٢٩٦٠) و (٤٨٨٣) و (٤٨٨٤).
وفي هذا الحديث جواز استخدام غير المسلم، وعيادته إذا مرض، وفيه حسن العهد، واستخدام الصغير، وعرض الإسلام على الصبي، ولولا صحته منه، لما عرضه عليه، وفي قوله: "أنقذه بي من النار" دلالة على أنه صح إسلامه.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( أَنَّ غُلَامًا ) : أَيْ وَلَدًا ( مِنْ الْيَهُود كَانَ مَرِضَ ) : وَفِي رِوَايَة الْبُخَارِيّ كَانَ غُلَام يَهُودِيّ يَخْدُم النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرِضَ ( فَقَعَدَ ) : النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( عِنْد رَأْسه ) : أَيْ الْغُلَام ( فَقَالَ ) : النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( لَهُ ) : أَيْ لِلْغُلَامِ ( فَنَظَرَ ) : أَيْ الْغُلَام ( وَهُوَ ) : أَيْ أَبُو الْغُلَام ( فَقَالَ لَهُ ) : أَيْ لِلْغُلَامِ ( فَأَسْلَمَ ) : الْغُلَام.
وَفِي رِوَايَة النَّسَائِيُّ عَنْ إِسْحَاق بْن رَاهْوَيْهِ عَنْ سُلَيْمَان الْمَذْكُور فَقَالَ " أَشْهَد أَنَّ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَهُ الْحَافِظ فِي الْفَتْح ( وَهُوَ ) : أَيْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( أَنْقَذَهُ ) : أَيْ خَلَّصَهُ وَنَجَّاهُ ( بِي ) : أَيْ بِسَبَبِي ( مِنْ النَّار ) : أَيْ لَوْ مَاتَ كَافِرًا.
قَالَ الْحَافِظ فِي الْفَتْح : فِي الْحَدِيث جَوَاز اِسْتِخْدَام الْمُشْرِك وَعِيَادَته إِذَا مَرِضَ , وَفِيهِ حُسْن الْعَهْد وَاسْتِخْدَام الصَّغِير وَعَرْض الْإِسْلَام عَلَى الصَّبِيّ وَلَوْلَا صِحَّته مِنْهُ مَا عَرَضَهُ عَلَيْهِ وَفِي قَوْله أَنْقَذَهُ مِنْ النَّار دَلَالَة عَلَى أَنَّهُ صَحَّ إِسْلَامه وَعَلَى أَنَّ الصَّبِيّ إِذَا عَقَلَ الْكُفْر وَمَاتَ عَلَيْهِ أَنَّهُ يُعَذَّب اِنْتَهَى.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ.
قِيلَ يُعَاد الْمُشْرِك لِيُدْعَى إِلَى الْإِسْلَام إِذَا رُجِيَ إِجَابَته أَلَا تَرَى أَنَّ الْيَهُودِيّ أَسْلَمَ حِين عَرَضَ عَلَيْهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْإِسْلَام , فَأَمَّا إِذَا لَمْ يُطْمَع فِي إِسْلَام الْكَافِر وَلَا يُرْجَى إِنَابَته فَلَا يَنْبَغِي عِيَادَته , وَقَدْ عَادَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعْد بْن عُبَادَةَ رَاكِبًا عَلَى حِمَارٍ.
وَقَدْ جَاءَ مِنْ حَدِيث جَابِر أَيْضًا قَالَ أَتَانِي النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودنِي وَأَبُو بَكْر وَهُمَا مَاشِيَانِ.
وَعِيَادَة الْمَرِيض رَاكِبًا وَمَاشِيًا كُلّ ذَلِكَ سُنَّة.
اِنْتَهَى كَلَام الْمُنْذِرِيُّ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ غُلَامًا مِنْ الْيَهُودِ كَانَ مَرِضَ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَالَ لَهُ أَسْلِمْ فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ فَأَسْلَمَ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ بِي مِنْ النَّارِ
عن جابر، قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يعودني ليس براكب بغل ولا برذون»
عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من توضأ فأحسن الوضوء، وعاد أخاه المسلم محتسبا بوعد من جهنم، مسيرة سبعين خريفا» قلت: يا أبا حمز...
عن علي، قال: «ما من رجل يعود مريضا ممسيا، إلا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يصبح، وكان له خريف في الجنة، ومن أتاه مصبحا، خرج معه سبعون ألف ملك...
عن عائشة، قالت: «لما أصيب سعد بن معاذ يوم الخندق، رماه رجل في الأكحل فضرب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خيمة في المسجد ليعوده من قريب»
عن زيد بن أرقم، قال: «عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجع كان بعيني»
قال عبد الرحمن بن عوف: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا سمعتم به بأرض، فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه» يعني...
عن عائشة بنت سعد، أن أباها، قال: اشتكيت بمكة فجاءني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني، ووضع يده على جبهتي، ثم مسح صدري وبطني، ثم قال: «اللهم اشف سعدا وأ...
عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أطعموا الجائع، وعودوا المريض، وفكوا العاني» قال سفيان: والعاني الأسير
عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " من عاد مريضا، لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرار: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، إلا عافاه ا...