314-
عن عائشة قالت: دخلت أسماء على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، كيف تغتسل إحدانا إذا طهرت من المحيض؟ قال: «تأخذ سدرها وماءها فتوضأ، ثم تغسل رأسها، وتدلكه حتى يبلغ الماء أصول شعرها، ثم تفيض على جسدها، ثم تأخذ فرصتها فتطهر بها» قالت: يا رسول الله، كيف أتطهر بها.
قالت: عائشة فعرفت الذي يكني عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لها: تتبعين بها آثار الدم (1) 315- عن عائشة أنها ذكرت نساء الأنصار، فأثنت عليهن وقالت لهن: معروفا، وقالت: دخلت امرأة منهن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر معناه إلا أنه قال «فرصة ممسكة».
قال مسدد: كان أبو عوانة يقول: «فرصة»، وكان أبو الأحوص يقول: «قرصة».
(2) 316- عن عائشة، أن أسماء سألت النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه قال: «فرصة ممسكة».
قالت: كيف أتطهر بها قال: «سبحان الله تطهري بها واستتري بثوب»، وزاد وسألته عن الغسل من الجنابة فقال: «تأخذين ماءك فتطهرين أحسن الطهور وأبلغه، ثم تصبين على رأسك الماء، ثم تدلكينه حتى يبلغ شؤون رأسك، ثم تفيضين عليك الماء» قال: وقالت عائشة: «نعم النساء نساء الأنصار لم يكن يمنعهن الحياء أن يسألن عن الدين، وأن يتفقهن فيه» (3)
(١)حديث صحيح، إبراهيم بن مهاجر -وإن كان ضعيفا- قد توبع.
وأخرجه بنحوه البخاري (314)، ومسلم (332) (60)، والنسائي في "الكبرى" (244) من طريق منصور بن صفية، عن أمه، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد" (24907).
وانظر الحديثين الآتيين بعده.
(٢)حديث صحيح، إبراهيم بن مهاجر متابع.
وأخرجه مسلم (٣٣٢) (٦١) من طريق أبي الأحوص، بهذا الإسناد.
وسمى المرأة: أسماء بنت شكل.
وانظر ما قبله.
(٣)حديث صحيح، إبراهيم بن مهاجر متابع.
وأخرجه مسلم (٣٣٢) (٦١)، وابن ماجه (٦٤٢) من طريق شعبة بن الحجاج، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد" (٢٥١٤٥).
وقولها: شؤون رأسك، أي: أصول شعر رأسك.
وقولها: "نعم النساء نساء الأنصار" علقه البخاري قبل الحديث (١٣٠).
والحياء الشرعي هو من الإيمان، وهو الذي يقع على وجه الإجلال والاحترام للأكابر وهو محمود، وأما ما يقع سببا لترك أمر شرعي فهو مذموم، وليس هو بحياء شرعي, وإنما هو ضعف ومهانة.
وانظر الحديثين السالفين قبله.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( تَأْخُذ سِدْرهَا وَمَاءَهَا ) : لِلْغُسْلِ لِيُنَظَّف بِهِ الْجِلْد وَهِيَ شَجَر النَّبْق.
وَهَلْ أَوْرَاق النَّبْق تُغْلَى فِي الْمَاء وَيُسْتَعْمَل الْمَاء الْمَغْلِيّ.
فِي الْغُسْل , أَوْ هِيَ تُدَقّ وَتُضَمَّد وَتُدَلَّك مَعَ الْمَاء عَلَى الْجَسَد.
لَمْ أَرَ التَّصْرِيح بِذَلِكَ فِي شَيْء مِنْ كُتُب الْأَحَادِيث وَلَفْظ الْحَدِيث يَحْتَمِل الْمَعْنَيَيْنِ ( ثُمَّ تَأْخُذ فِرْصَتهَا ) : بِكَسْرِ الْفَاء وَسُكُون الرَّاء وَبِالصَّادِ الْمُهْمَلَة قِطْعَة مِنْ صُوف أَوْ قُطْن أَوْ جِلْدَة عَلَيْهِمَا صُوف , وَفِي الرِّوَايَة الْآتِيَة مُمَسَّكَة ( قَالَتْ ) : الْمَرْأَة السَّائِلَة ( بِهَا ) : أَيْ بِالْفِرْصَةِ الْمُمَسَّكَة ( يَكْنِي ) : مِنْ بَاب رَمَى يُقَال : كَنَيْت بِكَذَا عَنْ كَذَا وَالِاسْم الْكِنَايَة , وَهِيَ أَنْ يَتَكَلَّم بِشَيْءٍ يُسْتَدَلّ بِهِ عَلَى الْمُكَنَّى عَنْهُ كَالرَّفَثِ وَالْغَائِط ( تَتَّبِعِينَ ) : مِنْ الِافْتِعَال ( آثَار الدَّم ) : جَمْع إِثْر بِكَسْرِ الْهَمْزَة أَيْ اِجْعَلِيهَا فِي الْفَرْج , وَحَيْثُ أَصَابَ الدَّم لِيُنَظَّف الْمَحَلّ وَتُقْطَع بِهِ الرَّائِحَة الْكَرِيهَة.
( وَقَالَتْ لَهُنَّ مَعْرُوفًا ) : هَذَا عَطْف لِقَوْلِهَا : فَأَثْنَتْ عَلَيْهِنَّ ( فِرْصَة مُمَسَّكَة ) : عَلَى وَزْن الْمَفْعُول مِنْ التَّفْعِيل أَيْ مَطْلِيَّة بِالْمِسْكِ وَمُطَيَّبَة مِنْهُ كَذَا فَسَّرَهُ الْخَطَّابِيُّ وَالنَّوَوِيّ وَغَيْرهمَا ( كَانَ أَبُو عَوَانَة يَقُول فِرْصَة ) : بِالْفَاءِ وَالصَّاد الْمُهْمَلَة ( وَكَانَ أَبُو الْأَحْوَص يَقُول قَرْصَة ) : بِالْقَافِ الْمَفْتُوحَة.
وَوَجَّهَهُ الْمُنْذِرِيُّ فَقَالَ : يَعْنِي شَيْئًا يَسِيرًا مِثْل الْفِرْصَة بِطَرَفِ الْإِصْبَعَيْنِ , كَذَا فِي فَتْح الْبَارِي.
قَالَ النَّوَوِيّ : الصَّوَاب هُوَ الْفِرْصَة بِالْفَاءِ وَالصَّاد الْمُهْمَلَة , وَإِنَّ الْمُرَاد بِالْمِسْكِ بِكَسْرِ الْمِيم : الطِّيب الْمَشْهُور.
( سُبْحَان اللَّه تَطَهَّرِي بِهَا ) : سُبْحَان اللَّه فِي هَذَا الْمَوْضِع وَأَمْثَاله يُرَاد بِهَا التَّعَجُّب , وَمَعْنَى التَّعَجُّب هَاهُنَا كَيْف يَخْفَى مِثْل هَذَا الظَّاهِر الَّذِي لَا يَحْتَاج الْإِنْسَان فِي فَهْمه إِلَى فِكْر ( وَاسْتَتَرَ ) : النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجْهه ( بِثَوْبٍ ) : وَفِي رِوَايَة لِلْبُخَارِيِّ اِسْتَحْيَا فَأَعْرَضَ بِوَجْهِهِ ( حَتَّى يَبْلُغ ) : أَيْ الْمَاء ( شُؤُون رَأْسك ) : أَيْ أُصُول شَعْر رَأْسك ( وَأَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِيهِ ) : أَيْ يَتَعَلَّمْنَ فِي الدِّين.
وَالْفِقْه فَهْم الشَّيْء.
قَالَ اِبْن فَارِس كُلّ عِلْم بِشَيْءٍ فَهُوَ فِقْه.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ بِنَحْوِهِ.
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ دَخَلَتْ أَسْمَاءُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَغْتَسِلُ إِحْدَانَا إِذَا طَهُرَتْ مِنْ الْمَحِيضِ قَالَ تَأْخُذُ سِدْرَهَا وَمَاءَهَا فَتَوَضَّأُ ثُمَّ تَغْسِلُ رَأْسَهَا وَتَدْلُكُهُ حَتَّى يَبْلُغَ الْمَاءُ أُصُولَ شَعْرِهَا ثُمَّ تُفِيضُ عَلَى جَسَدِهَا ثُمَّ تَأْخُذُ فِرْصَتَهَا فَتَطَّهَّرُ بِهَا قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ أَتَطَهَّرُ بِهَا قَالَتْ عَائِشَةُ فَعَرَفْتُ الَّذِي يَكْنِي عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ لَهَا تَتَبَّعِينَ بِهَا آثَارَ الدَّمِ حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا ذَكَرَتْ نِسَاءَ الْأَنْصَارِ فَأَثْنَتْ عَلَيْهِنَّ وَقَالَتْ لَهُنَّ مَعْرُوفًا وَقَالَتْ دَخَلَتْ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فِرْصَةً مُمَسَّكَةً قَالَ مُسَدَّدٌ كَانَ أَبُو عَوَانَةَ يَقُولُ فِرْصَةً وَكَانَ أَبُو الْأَحْوَصِ يَقُولُ قَرْصَةً حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ شُعْبَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ يَعْنِي ابْنَ مُهَاجِرٍ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أَسْمَاءَ سَأَلَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَعْنَاهُ قَالَ فِرْصَةً مُمَسَّكَةً قَالَتْ كَيْفَ أَتَطَهَّرُ بِهَا قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ تَطَهَّرِي بِهَا وَاسْتَتِرِي بِثَوْبٍ وَزَادَ وَسَأَلَتْهُ عَنْ الْغُسْلِ مِنْ الْجَنَابَةِ فَقَالَ تَأْخُذِينَ مَاءَكِ فَتَطَّهَّرِينَ أَحْسَنَ الطُّهُورِ وَأَبْلَغَهُ ثُمَّ تَصُبِّينَ عَلَى رَأْسِكِ الْمَاءَ ثُمَّ تَدْلُكِينَهُ حَتَّى يَبْلُغَ شُؤُونَ رَأْسِكِ ثُمَّ تُفِيضِينَ عَلَيْكِ الْمَاءَ قَالَ وَقَالَتْ عَائِشَةُ نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ لَمْ يَكُنْ يَمْنَعُهُنَّ الْحَيَاءُ أَنْ يَسْأَلْنَ عَنْ الدِّينِ وَأَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِيهِ
عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دعا أحدكم أخاه فليجب عرسا كان أو نحوه»(1) 3739- حدثنا ابن المصفى، حدثنا بقية، حدثنا الزب...
عن يسيرة، أخبرتها، «أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهن أن يراعين بالتكبير، والتقديس، والتهليل، وأن يعقدن بالأنامل، فإنهن مسئولات، مستنطقات»
عن أبي ثعلبة قال: يا رسول الله إن لي كلابا مكلبة فأفتني في صيدها.<br> فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن كان لك كلاب مكلبة فكل مما أمسكن عليك».<br> قا...
عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاث لا يحل لأحد أن يفعلهن: لا يؤم رجل قوما فيخص نفسه بالدعاء دونهم، فإن فعل فقد خانهم، ولا ينظر ف...
عن أبي هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «شر ما في رجل شح هالع وجبن خالع»
عن سبيع بن خالد، قال: أتيت الكوفة في زمن فتحت تستر، أجلب منها بغالا، فدخلت المسجد، فإذا صدع من الرجال، وإذا رجل جالس تعرف إذا رأيته أنه من رجال أهل ال...
عن ابن عباس، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند جويرية، وكان اسمها برة، فحول اسمها، فخرج وهي في مصلاها ورجع وهي في مصلاها، فقال: «لم تزالي ف...
عن سمرة بن جندب، أما بعد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من جامع المشرك وسكن معه فإنه مثله»
عن أبي سعيد الخدري، قال: اختصم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان في حريم نخلة في حديث أحدهما، «فأمر بها فذرعت، فوجدت سبعة أذرع، وفي حديث الآخر، ف...