24308- عن سعد بن سعيد قال: أخبرتني عمرة قالت: سمعت عائشة تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن كسر عظم المؤمن ميتا، مثل كسره حيا "
رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سعد بن سعيد، وهو أخو يحيى بن سعيد الأنصاري، فمن رجال مسلم، وثقه ابن سعد، وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة تقرب من الاستقامة، لا أرى بحديثه بأسا بمقدار ما يرويه، قلنا: لكن ضعفه أحمد، والنسائي وابن معين في رواية، وقال الترمذي: تكلم
بعض أهل العلم من قبل حفظه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: وكان يخطئ.
قلنا: وقد روى الحديث مرفوعا، وخالف مالكا في رفعه، ولا يشد من رفعه والحالة هذه أن يتابعه في رفعه بعض من فيه كلام، كما سيرد.
وأخرجه إسحاق بن راهوية (١٠٠٦) من طريق ابن المبارك، وأبو داود (٣٢٠٧) ، وابن ماجه (١٦١٦) ، وابن عدي ٣/١١٨٩، وابن حزم ١١/٤٠ من طريق عبد العزيز الدراوردي، وابن الجارود (٥٥١) من طريق محاضر بن= المورع، والدارقطني في "السنن" ٣/١٨٨ من طريق أبي بكر بن محمد، وقرن به ابن جريج وداود بن قيس، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" ٢/١٨٦ من طريق علي بن صالح المكي، وابن عبد البر في "التمهيد" ١٣/١٤٣ من طريق أبي أسامة، ثمانيتهم عن سعد بن سعيد، بهذا الإسناد- قال ابن عدي: هذا مداره على سعد بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة.
قلنا: يعني وهو سيئ الحفظ.
كما تقدم، وقد رفعه وتابعه في رفعه:
محمد بن عمارة، كما عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (١٢٧٣) ، وتمام في "فوائده" (٥٠٧) ، وقد روى عنه جمع، ووثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: صالح، وليس بذاك القوي.
وسعيد بن عبد الرحمن الجحشي عند عبد الرزاق (٦٢٥٨) ، ولم يذكر المزي في الرواة عنه سوى معمر بن راشد، وقالوا النسائي: ليس فيه بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وحارثة بن محمد ابن أبي الرجال، وهو ضعيف كما عند عبد الرزاق (٦٢٥٧) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (١٢٧٦) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" ١٣/١١٩-١٢٠، أخرجوه من طريق سفيان الثوري، عن حارثة، عن عمرة، به.
ولسفيان الثوري فيه طريق آخر، لكنه يرجع إلى سعد بن سعيد، فقد أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (١٢٧٥) ، والدارقطني في "العلل" ٥/ورقة ١٠٠ من طريق سفيان، عن سعد بن سعيد، به مرفوعا.
ثم إنه قد اختلف فيه على سفيان الثوري:
فقد رواه أبو أحمد الزبيري، كما عند ابن حبان (٣١٦٧) ، والدارقطني في "العلل" ٥/ورقة ١٠٠، والبيهقي في "السنن" ٤/٥٨، عن سفيان، عن يحيى ابن سعيد، عن عمرة، به.
ورواه عبد الرزاق، كما عند الدارقطني في "العلل" ٥/ورقة ١٠٠، وأبو إسحاق الفزاري كما عند أبي نعيم في "الحلية" ٧/٩٥، من طريق أبي صالح= الفراء، عنه، كلاهما (عبد الرزاق وأبو إسحاق الفزاري) عن سفيان، عن أبي الرجال، عن عمرة، به.
قال أبو نعيم: غريب من حديث الثوري، تفرد به الفراء عن الفزاري.
ورواه قبيصة -كما عند الدارقطني في "العلل"- عن سفيان، عن حارثة، عمن حدثه عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه علي بن مجاهد- كما عند الخطيب في "تاريخ بغداد" ١٢/١٠٦- عن محمد بن إسحاق، عن أبي الرجال، عن أمه، عن عائشة، مرفوعا وعلي ابن مجاهد قال فيه ابن معين: كان يضع الحديث، وكان يضع للكلام إسنادا، وقال يحيى بن الضريس: كذاب، وقال أيضا لم يسمع من ابن إسحاق، وقال الحافظ في "التقريب": متروك.
واختلف على سعد بن سعيد فيه:
فقد رواه يعلى بن عبيد- فيما ذكر الدارقطني في "العلل" ٥/ورقة ١٠٠ - عن يحيى بن سعيد، عن أخيه سعد بن سعيد، عن عمرة قالت: كان يقال .
لم يذكر عائشة ولا النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الدارقطني في "العلل" ٥/ورقة ١٠٠: الصحيح عن سعد بن سعيد، وعن حارثة- وليس بالقوي- عن عمرة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وعن يحيى ابن سعيد موقوفا، ويقال: إن يحيى بن سعيد أخذه عن أخيه سعد بن سعيد، بين ذلك يعلى بن عبيد في روايته.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" ٣/١٨٨-١٨٩، وابن عبد البر في "التمهيد" ١٣/١٤٤ من طريق أبي حذيفة، عن زهير بن محمد، عن إسماعيل بن أبي حكيم، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، به مرفوعا.
وأبو حذيفة -وهو موسى بن مسعود النهدي البصري- سيىء الحفظ، ولعله هو الذي رفضه، لأن الصحيح عن القاسم بن محمد وقفه على عائشة، فيما ذكر البخاري في "التاريخ الكبير" ١/١٥٠.
وأخرجه مالك في "الموطأ" ١/٢٣٨ أنه بلغه أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت تقول: كسر عظم المسلم ميتا، ككسره وهو حي.
تعني في الإثم.
وذكر ابن عبد البر في "التمهيد" ١٣/١٤٣ أن أكثر رواة الموطأ يقولون فيه كذلك (يعني بلاغا) ، وبعضهم يرويه عن مالك، عن أبي الرجال.
عن عمرة، عن عائشة موقوفا.
وذكر البخاري في "التاريخ الكبير" ١/١٥٠ أن عروة قد وقفه على عائشة أيضا، وبالجملة فقد ذكر أن الذين وقفوه أكثر من الذين رفعوه، فقال: وغير مرفوع أكثر.
قلنا: ومع ذلك فقد حسنه ابن القطان، فيما ذكر الحافظ في "التلخيص الحبير"٣/٥٤.
وقال النووي في "المجموع" ٥/٢٦٧: رواه أبو داود بإسناد صحيح إلا رجلا واحدا، وهو سعد بن سعيد الأنصاري أخو يحيى بن سعيد الأنصاري، فضعفه أحمد، ووثقه الأكثرون! وروى له مسلم في "صحيحه"، وهو كاف في الاحتجاج به! ولم يضعفه أبو داود.
قلنا: لكن لا يضر وقفه، فهو مما لا يدرك بالرأي، وقد أخذ به عامة الفقهاء، وذكروا أن عظم الميت- وإن كان لا حياة فيه- له حرمة، وكاسره في انتهاك حرمته ككاسر عظم الحي في انتهاك حرمته، فيما ذكر الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"، لكن لا يجب فيه قصاص ولا دية.
وقد ورد في بعض الروايات ما يبين ذلك، ففيها زيادة من بعض الرواة هي: يعني في الإثم.
وقال النووي: وجه الدلالة من هذا الحديث أن كسر العظم وشق الجوف في الحياة لا يجوز لاستخراج جوهرة وغيرها، فكذا بعد الموت.
وقد ترجم أبو داود للحديث بقوله: باب في الحفار يجد العظم هل يتنكب ذلك المكان.
وترجم له ابن ماجه بقوله: باب في النهي عن كسر عظام الميت.
وترجم له ابن حبان بقوله: ذكر الأخبار عما يستحب للمرء من تحفظ أذى الموتى، ولا سيما في أجسادهم.
وسيرد بالأرقام (٢٤٦٨٦) و (٢٤٧٣٩) و (٢٥٣٥٦) و (٢٥٦٤٥) و (٢٦٢٧٥) .
= وفي الباب عن أم سلمة عند ابن ماجه (١٦١٧) ، وفي إسناده عبد الله بن زياد، مجهول.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ أَخْبَرَتْنِي عَمْرَةُ قَالَتْ سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ كَسْرَ عَظْمِ الْمُؤْمِنِ مَيْتًا مِثْلُ كَسْرِهِ حَيًّا
عن عائشة قالت: " إن كان لينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغداة الباردة، ثم تفيض جبهته عرقا "
عن عائشة قالت: " ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة، ولقد هلكت قبل أن يتزوجني بثلاث سنين، لما كنت أسمعه يذكرها، ولقد أمره ربه عز وجل أن يبشرها ببيت من...
عن عائشة، " دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح من كداء، من أعلى مكة، ودخل في العمرة من كدى "
عن عائشة قالت: فزعت ذات ليلة، وفقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمددت يدي، فوقعت على قدمي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما منتصبان وهو ساجد، وهو يق...
عن عائشة قالت: لما جاء نعي جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الحزن، قالت عائشة: وأنا أطل...
عن عائشة، " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يباشر وهو صائم، ثم يجعل بينه وبينها ثوبا، يعني الفرج "
عن محمد يعني ابن إسحاق قال: سمعت أبا نبيه قال: سمعت عائشة تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما تحت الكعب من الإزار في النار "
عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلوى، ويحب العسل، وكان (٢) إذا صلى العصر دار على نسائه فيدنو منهن، فدخل على حفصة، فاحتبس عندها أ...
عن عائشة قالت: لما ذكر من شأني الذي ذكر، وما علمت به، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطيبا، وما علمت به، فتشهد، فحمد الله عز وجل وأثنى عليه بما ه...