3205- عن أبي بردة، عن أبيه، قال: " أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننطلق إلى أرض النجاشي - فذكر حديثه - قال النجاشي: أشهد أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه الذي بشر به عيسى ابن مريم، ولولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أحمل نعليه "
رجاله ثقات، لكنه معل، فقد روى هذا الحديث حديج بن معاوية، عن أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- عن عبد الله بن عتبة، عن عبد الله بن مسعود - فجعله من مسند ابن مسعود.
أخرجه كذلك أحمد في "مسنده! (٤٤٥٠)، وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" عند ذكر قصة الهجرة إلى الحبشة بعد أن ساق رواية حديج ابن معاوية: وقال عبيد الله بن موسى: أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق عن أبي بردة، عن أبيه قال: أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن ننطلق مع جعفر إلى الحبشة، وساق كحديث حديج، ويظهر لي أن إسرائيل وهم فيه، ودخل عليه حديث في حديث، وإلا أين كان أبو موسى الأشعري ذلك الوقت.
وقال الحافظ في "الإصابة" ٤/ ٢١٢ في ترجمة أبي موسى الأشعري: وقيل: بل رجع إلى بلاد قومه، ولم يهاجر إلى الحبشة -يعني بعد إسلامه- وهذا قول الأكثر، فإن موسى بن عقبة وابن إسحاق والواقدي لم يذكروه في مهاجرة الحبشة.
أبو بردة: هو ابن أبي موسى الأشعري، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وعباد بن موسى: هو الختلي، نزيل بغداد.
وأخرجه مطولا ابن أبو شيبة ١٤/ ٣٤٦ - ٣٤٨، وعبد بن حميد (٥٥٠)، والحاكم ٢/ ٣٠٩ - ٣١٠، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (١٩٦)، وفي "الحلية" ١/ ١١٤ - ١١٥، والبيهقي ٤/ ٥٠ من طريقين عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وصححه الحاكم وسكت عنه الذهبي في "تلخيص المستدرك".
وأخرج البخاري (٣١٣٦)، ومسلم (٢٥٠٢) من طريق بريد بن عبد الله بن أبي بردة، والبزار في "مسنده" (١٣٢٦) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق السبيعي، كلاهما (بريد وأبو إسحاق) عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، عن أبيه قال: بلغنا مخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- ونحن باليمن، فخرجنا مهاجرين إليه .
فركبنا سفينة، فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة، ووافقنا جعفر بن أبو طالب وأصحابه عنده فقال جعفر: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثنا ها هنا، وأمرنا بالإقامة، فأقيموا معنا، فأقمنا معه حتى قدمنا جميعا .
ثم ذكر قصة الرجوع إلى المدينة بعد افتتاح خيبر.
هذا لفظ البخاري.
وفي هذه الرواية الصحيحة تعليل لرواية المصنف من وجوه: منها: أن قوله فيها: بلغنا مخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- ونحن باليمن، فيه دليل على نكارة قوله في رواية المصنف: أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن ننطلق إلى أرض النجاشي.
وفيها صحة ما ذهب إليه الذهبي في "تاريخ الإسلام" وقد أشرنا إليه قريبا: أن إسرائيل وهم فيه وأنه دخل عليه حديث في حديث، ذلك أنه رواه مرة على الصواب كما في رواية البزار هذه، وأنهم وافقوا جعفرا وأصحابه عند النجاشي، لا أنهم أدركوا قصة جعفر مع النجاشي إبان وصول جعفر ومن معه إلى أرض الحبشة وأول لقاء لهم مع النجاشي.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( أَشْهَد أَنَّهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) : فِيهِ دَلَالَة وَاضِحَة أَنَّ النَّجَاشِيّ مَلِك الْحَبَشَة قَدْ أَسْلَمَ قَالَ اِبْن الْأَثِير أَسْلَمَ فِي عَهْد النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَحْسَنَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ هَاجَرُوا إِلَى أَرْضه , وَأَخْبَاره مَعَهُمْ وَمَعَ كُفَّار قُرَيْش الَّذِينَ طَلَبُوا مِنْهُ أَنْ يُسَلِّم إِلَيْهِمْ الْمُسْلِمِينَ مَشْهُورَة.
تُوُفِّيَ بِبِلَادِهِ قَبْل فَتْح مَكَّة , وَصَلَّى عَلَيْهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ اِنْتَهَى.
وَفِي الْإِصَابَة أَسْلَمَ عَلَى عَهْد النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُهَاجِر إِلَيْهِ , وَكَانَ رِدْءًا لِلْمُسْلِمِينَ نَافِعًا , وَقِصَّته مَشْهُورَة فِي الْمَغَازِي فِي إِحْسَانه إِلَى الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ هَاجَرُوا إِلَيْهِ فِي صَدْر الْإِسْلَام اِنْتَهَى ( وَلَوْلَا مَا أَنَا فِيهِ مِنْ الْمُلْك ) : هَذَا مَحَلّ التَّرْجَمَة , لِأَنَّ النَّجَاشِيّ مَا رَحَلَ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَجْلِ مَخَافَة مُلْكه وَضَيَاع سَلْطَنَته , وَبَغَاوَة رَعَايَاهُ الَّذِينَ كَانُوا عَلَى كُفْرهمْ وَأَقَامَ فِي أَرْضه وَمَاتَ فِيهَا وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ.
حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَنْطَلِقَ إِلَى أَرْضِ النَّجَاشِيِّ فَذَكَرَ حَدِيثَهُ قَالَ النَّجَاشِيُّ أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَّهُ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَلَوْلَا مَا أَنَا فِيهِ مِنْ الْمُلْكِ لَأَتَيْتُهُ حَتَّى أَحْمِلَ نَعْلَيْهِ
عن المطلب، قال: لما مات عثمان بن مظعون، أخرج بجنازته فدفن، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم رجلا أن يأتيه بحجر، فلم يستطع حمله، فقام إليها رسول الله صلى...
عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كسر عظم الميت ككسره حيا»
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللحد لنا والشق لغيرنا»
عن عامر، قال: «غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم علي، والفضل، وأسامة بن زيد، وهم أدخلوه قبره»، قال: حدثنا مرحب أو أبو مرحب، أنهم أدخلوا معهم عبد الرحمن...
عن أبي مرحب، " أن عبد الرحمن بن عوف نزل في قبر النبي صلى الله عليه وسلم، قال: كأني أنظر إليهم أربعة "
عن أبي إسحاق، قال: أوصى الحارث أن يصلي عليه عبد الله بن يزيد، " فصلى عليه، ثم أدخله القبر من قبل رجلي القبر، وقال: هذا من السنة "
عن البراء بن عازب، قال: «خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر، ولم يلحد بعد فجلس النبي صلى الله عليه وسلم...
عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان إذا وضع الميت في القبر قال: «بسم الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم»، هذا لفظ مسلم
عن علي عليه السلام، قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: إن عمك الشيخ الضال قد مات، قال: «اذهب فوار أباك، ثم لا تحدثن شيئا، حتى تأتيني» فذهبت فواريته و...