3206- عن المطلب، قال: لما مات عثمان بن مظعون، أخرج بجنازته فدفن، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم رجلا أن يأتيه بحجر، فلم يستطع حمله، فقام إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحسر عن ذراعيه، قال كثير: قال المطلب: قال الذي يخبرني ذلك: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: كأني أنظر إلى بياض ذراعي رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين حسر عنهما ثم حملها فوضعها عند رأسه، وقال: «أتعلم بها قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي»
إسناده حسن من أجل كثير بن زيد، فهو صدوق حسن الحديث، والمطلب -وهو ابن عبد الله بن حنطب- بين في روايته أنه أخبره بذلك من رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفعل ذلك، فاتصل الإسناد، ولا يضر إبهام الصحابي، لأنهم عدول كلهم، وقد حسن إسناده ابن الملقن في"البدر المنير" ٥/ ٣٢٥، ووافقه ابن حجر في "التلخيصر الحبير"، ٢/ ١٣٣.
وأخرجه البيهقي ٣/ ٤١٢ من طريق أبي داود، بهذا الإسناد.
وأخرج ابن ماجه (١٥٦١) من طريق محمد بن أيوب أبي هريرة الواسطي، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن كثير بن زيد، عن زينب بنت نبيط، عن أنس بن مالك.
قال أبو زرعة فيما نقله عنه ابن أبي حاتم في "العلل" ١/ ٣٤٨: هذا خطأ، يخالف الدراوردي فيه، يرويه حاتم وغيره، عن كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد الله ابن حنطب، وهو الصحيح.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( عَنْ الْمُطَّلِب ) : هُوَ اِبْن أَبِي وَدَاعَة أَبُو عَبْد اللَّه الْمَدَنِيّ ( مَظْعُون ) : بِالظَّاءِ الْمُعْجَمَة ( أُخْرِجَ بِجَنَازَتِهِ ) : هُوَ جَوَاب لَمَّا ( أَنْ يَأْتِيه بِحَجَرٍ ) : أَيْ كَبِير لِوَضْعِ الْعَلَامَة ( فَلَمْ يَسْتَطِعْ ) : ذَلِكَ الرَّجُل وَحْده ( فَقَامَ إِلَيْهَا ) : وَتَأْنِيث الضَّمِير عَلَى تَأْوِيل الصَّخْرَة ( وَحَسَرَ ) : أَيْ كَشَفَ وَأَبْعَدَ كُمّه ( عَنْ ذِرَاعَيْهِ ) : أَيْ سَاعِدَيْهِ ( حِين حَسَرَ ) : أَيْ كَشَفَ الثَّوْب ( عَنْهُمَا ) : أَيْ عَنْ الذِّرَاعَيْنِ ( فَوَضَعَهَا ) : أَيْ الصَّخْرَة ( عِنْد رَأْسه ) : أَيْ رَأْس قَبْر عُثْمَان ( وَقَالَ ) : أَيْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( أَتَعَلَّم ) بِصِيغَةِ الْمُتَكَلِّم مِنْ بَاب الْفِعْل أَيْ أَتَعَرَّف ( بِهَا ) : أَيْ بِهَذِهِ الْحِجَارَة.
وَفِي بَعْض النُّسَخ " أُعْلِم بِهَا " مُضَارِع مُتَكَلِّم مِنْ الْإِعْلَام وَمَعْنَاهُ أُعَلِّم النَّاس بِهَذِهِ الْحِجَارَة ( قَبْر أَخِي ) : وَأَجْعَل الصَّخْرَة عَلَامَة لِقَبْرِ أَخِي , وَسَمَّاهُ أَخًا تَشْرِيفًا لَهُ وَلِأَنَّهُ كَانَ قُرَشِيًّا , أَوْ لِأَنَّهُ أَخُوهُ مِنْ الرَّضَاعَة وَهُوَ الْأَصَحّ قَالَهُ فِي الْمِرْقَاة ( وَأَدْفِن إِلَيْهِ ) : أَيْ إِلَى قُرْبه.
وَقَالَ الطِّيبِيُّ : أَيْ أَضُمّ إِلَيْهِ فِي الدَّفْن اِنْتَهَى.
وَبِهَذَا الْمَعْنَى يَصِحّ مُطَابَقَة الْحَدِيث لِلْجُزْءِ الْأَوَّل مِنْ التَّرْجَمَة.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : فِي إِسْنَاده كَثِير بْن زَيْد مَوْلَى الْأَسْلَمِيِّينَ مَدَنِيّ كُنْيَته أَبُو مُحَمَّد وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ غَيْر وَاحِد.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ ح و حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْفَضْلِ السِّجِسْتَانِيُّ حَدَّثَنَا حَاتِمٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْمَعِيلَ بِمَعْنَاهُ عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ الْمَدَنِيِّ عَنْ الْمُطَّلِبِ قَالَ لَمَّا مَاتَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ أُخْرِجَ بِجَنَازَتِهِ فَدُفِنَ فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا أَنْ يَأْتِيَهُ بِحَجَرٍ فَلَمْ يَسْتَطِعْ حَمْلَهُ فَقَامَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَسَرَ عَنْ ذِرَاعَيْهِ قَالَ كَثِيرٌ قَالَ الْمُطَّلِبُ قَالَ الَّذِي يُخْبِرُنِي ذَلِكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ ذِرَاعَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ حَسَرَ عَنْهُمَا ثُمَّ حَمَلَهَا فَوَضَعَهَا عِنْدَ رَأْسِهِ وَقَالَ أَتَعَلَّمُ بِهَا قَبْرَ أَخِي وَأَدْفِنُ إِلَيْهِ مَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِي
عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كسر عظم الميت ككسره حيا»
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللحد لنا والشق لغيرنا»
عن عامر، قال: «غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم علي، والفضل، وأسامة بن زيد، وهم أدخلوه قبره»، قال: حدثنا مرحب أو أبو مرحب، أنهم أدخلوا معهم عبد الرحمن...
عن أبي مرحب، " أن عبد الرحمن بن عوف نزل في قبر النبي صلى الله عليه وسلم، قال: كأني أنظر إليهم أربعة "
عن أبي إسحاق، قال: أوصى الحارث أن يصلي عليه عبد الله بن يزيد، " فصلى عليه، ثم أدخله القبر من قبل رجلي القبر، وقال: هذا من السنة "
عن البراء بن عازب، قال: «خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر، ولم يلحد بعد فجلس النبي صلى الله عليه وسلم...
عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان إذا وضع الميت في القبر قال: «بسم الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم»، هذا لفظ مسلم
عن علي عليه السلام، قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: إن عمك الشيخ الضال قد مات، قال: «اذهب فوار أباك، ثم لا تحدثن شيئا، حتى تأتيني» فذهبت فواريته و...
عن هشام بن عامر، قال: جاءت الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، فقالوا: أصابنا قرح وجهد، فكيف تأمرنا، قال: «احفروا وأوسعوا، واجعلوا الرجل...