3211- عن أبي إسحاق، قال: أوصى الحارث أن يصلي عليه عبد الله بن يزيد، " فصلى عليه، ثم أدخله القبر من قبل رجلي القبر، وقال: هذا من السنة "
إسناده صحيح.
عبد الله بن يزيد: هو ابن زيد بن حصين الخطمي الأنصاري، صحابي صغير، ولي الكوفة لعبد الله بن الزبير.
وقد شهد أبو إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- جنازة الحارث -وهو الأعور- كما روى ابن سعد ٦/ ١٦٨ - ١٦٩، وابن أبي شيبة ٣/ ٣٢٦، والبيهقي ٤/ ٥٤، ولهذا صحح إسناده البيهقي ٤/ ٥٤، وقال: وقد قال: هذا من السنة فصار كالمسند، وصححه كذلك ابن حزم في "المحلى" ٥/ ١٧٨.
وأخرجه ابن سعد في الطبقات "الكبرى" ٦/ ١٦٨ - ١٦٩ و ١٦٩، والبيهقي ٤/ ٥٤ من طرق عن أبي إسحاق السبيعي، به.
قال أبو بكر بن المنذر في "الأوسط" ٥/ ٤٥٢: اختلف أهل العلم في صفة الميت عند إدخاله القبر، فقالت طائفة: يسل سلا من قبل رجل القب، روينا هذا القول عن ابن عمر وأنس بن مالك وعبد الله بن يزيد الأنصاري، والشعبي والنخعي .
قال: وبه قال الشافعي، وقال: هذا من الأمور العامة التي يستغنى فيها عن الحديث، ويكون الحديث فيها كالتكليف بعموم معرفة الناس لها، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمهاجرون والأنصار بين أظهرنا ينقل إلينا العامة عن العامة في ذلك أن الميت يسل سلا.
وقالت طائفة: يؤخذ الميت من القبلة معترضا روي هذا القول عن علي وابن الحنفية .
قال: وبه قال إسحاق، وقالت طائفة: لا بأس أن يدخل الميت من نحو رأس القبر أو رجليه أو وسطه.
هذا قول مالك.
وقال أحمد بن حنبل: من حيث يكون أسهل عليهم .
قال ابن المنذر: وليس فيهما ثابت، والذي أحب أن يفعل ما يفعله أهل الحجاز قديما وحديثا، يسلون الميت سلا من قبل رجل القبر، وإن فعل فاعل غير ذلك فلا شيء عليه.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( فَصَلَّى ) : عَبْد اللَّه ( عَلَيْهِ ) : أَيْ عَلَى الْحَارِث ( ثُمَّ أَدْخَلَهُ ) : أَيْ أَدْخَلَ عَبْد اللَّه الْحَارِث ( وَقَالَ ) : عَبْد اللَّه ( هَذَا مِنْ السُّنَّة ) : فِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّهُ يُسْتَحَبّ أَنْ يَدْخُل الْمَيِّت مِنْ قِبَل رِجْلَيْ الْقَبْر أَيْ مَوْضِع رِجْلَيْ الْمَيِّت مِنْهُ عِنْد وَضْعه فِيهِ , وَإِلَى ذَلِكَ ذَهَبَ الشَّافِعِيّ وَأَحْمَد , وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة : إِنَّهُ يَدْخُل الْقَبْر مِنْ جِهَة الْقِبْلَة مُعَرَّضًا إِذْ هُوَ أَيْسَر , وَاتِّبَاع السُّنَّة أَوْلَى مِنْ الرَّأْي.
وَقَدْ اُسْتُدِلَّ لِأَبِي حَنِيفَة بِمَا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيث اِبْن عَبَّاس وَابْن مَسْعُود وَبُرَيْدَةَ أَنَّهُمْ أَدْخَلُوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جِهَة الْقِبْلَة , وَيُجَاب بِأَنَّ الْبَيْهَقِيَّ ضَعَّفَهَا.
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ التِّرْمِذِيّ تَحْسِين حَدِيث اِبْن عَبَّاس مِنْهَا , وَأُنْكِرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ لِأَنَّ مَدَاره عَلَى الْحَجَّاج بْن أَرْطَاة.
قَالَ فِي ضَوْء النَّهَار عَلَى أَنَّهُ لَا حَاجَة إِلَى التَّضْعِيف بِذَلِكَ , لِأَنَّ قَبْر النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ كَانَ عَنْ يَمِين الدَّاخِل إِلَى الْبَيْت لَاصِقًا بِالْجِدَارِ وَالْجِدَار الَّذِي أُلْحِدَ تَحْته هُوَ الْقِبْلَة فَهُوَ مَانِع مِنْ إِدْخَال النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ مِنْ جِهَة الْقِبْلَة ضَرُورِيّ.
قَالَهُ فِي النَّيْل.
وَقَالَ فِي سُبُل السَّلَام : وَفِي الْمَسْأَلَة ثَلَاثَة أَقْوَال : الْأَوَّل مَا ذَكَرَ , وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الشَّافِعِيّ وَأَحْمَد , وَالثَّانِي يُسَلّ مِنْ قِبَل رَأْسه لِمَا رَوَى الشَّافِعِيّ عَنْ الثِّقَة مَرْفُوعًا مِنْ حَدِيث اِبْن عَبَّاس أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ سَلَّ مَيِّتًا مِنْ قِبَل رَأْسه وَهَذَا أَحَد قَوْلَيْ الشَّافِعِيّ , وَالثَّالِث لِأَبِي حُنَيْفَة أَنَّهُ يُسَلّ مِنْ قِبَل الْقِبْلَة مُعْتَرِضًا إِذْ هُوَ أَيْسَر.
قُلْت : بَلْ وَرَدَ بِهِ النَّصّ فَإِنَّهُ أَخْرَجَ التِّرْمِذِيّ مِنْ حَدِيث اِبْن عَبَّاس مَا هُوَ نَصّ فِي إِدْخَال الْمَيِّت مِنْ قِبَل الْقِبْلَة وَأَنَّهُ حَدِيث حَسَن فَيُسْتَفَاد مِنْ الْمَجْمُوع أَنَّهُ فِعْل مُخَيَّر فِيهِ اِنْتَهَى وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ قَالَ أَوْصَى الْحَارِثُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ فَصَلَّى عَلَيْهِ ثُمَّ أَدْخَلَهُ الْقَبْرَ مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْ الْقَبْرِ وَقَالَ هَذَا مِنْ السُّنَّةِ
عن البراء بن عازب، قال: «خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر، ولم يلحد بعد فجلس النبي صلى الله عليه وسلم...
عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان إذا وضع الميت في القبر قال: «بسم الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم»، هذا لفظ مسلم
عن علي عليه السلام، قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: إن عمك الشيخ الضال قد مات، قال: «اذهب فوار أباك، ثم لا تحدثن شيئا، حتى تأتيني» فذهبت فواريته و...
عن هشام بن عامر، قال: جاءت الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، فقالوا: أصابنا قرح وجهد، فكيف تأمرنا، قال: «احفروا وأوسعوا، واجعلوا الرجل...
عن أبي هياج الأسدي، قال: بعثني علي، قال لي: أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أن لا أدع قبرا مشرفا إلا سويته، ولا تمثالا إلا طمست...
عن أبي علي الهمداني حدثه، قال: كنا مع فضالة بن عبيد برودس من أرض الروم، فتوفي صاحب لنا، فأمر فضالة بقبره فسوي، ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسل...
عن القاسم، قال: دخلت على عائشة، فقلت: يا أمه اكشفي لي عن قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما، «فكشفت لي عن ثلاثة قبور لا مشرفة، ولا لا...
عن عثمان بن عفان، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم، إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه، فقال: «استغفروا لأخيكم، وسلوا له بالتثبيت، فإنه الآن يسأل»، قال أب...
عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا عقر في الإسلام»، قال عبد الرزاق: «كانوا يعقرون عند القبر بقرة أو شاة»