378- عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سقط عن فرسه فجحشت ساقه - أو كتفه - وآلى من نسائه شهرا، فجلس في مشربة له درجتها من جذوع، فأتاه أصحابه يعودونه، فصلى بهم جالسا وهم قيام، فلما سلم قال: «إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا سجد فاسجدوا، وإن صلى قائما فصلوا قياما» ونزل لتسع وعشرين، فقالوا: يا رسول الله، إنك آليت شهرا، فقال: «إن الشهر تسع وعشرون»
خدش جلدها وقد أصابه صلى الله عليه وسلم مع ذلك رض في الأعضاء وتوجع منعه من القيام في الصلاة.
(آلى) حلف ألا يدخل عليهن.
(مشربة) غرفة.
(جذوع) جمع جذع وهي ساق النخل.
(ليؤتم به) يقتدى به وتتبع أفعاله
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله : ( حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحِيم ) هُوَ الْحَافِظ الْمَعْرُوف بِصَاعِقَة.
قَوْله : ( عَنْ أَنَس ) فِي رِوَايَة سَعِيد بْن مَنْصُور عَنْ هُشَيْم عَنْ حُمَيْدٍ " حَدَّثَنَا أَنَس ".
قَوْله : ( فَجُحِشَتْ ) بِضَمِّ الْجِيم وَكَسْر الْمُهْمَلَة بَعْدهَا شِين مُعْجَمَة , وَالْجَحْش الْخَدْش أَوْ أَشَدّ مِنْهُ قَلِيلًا.
قَوْله : ( سَاقه أَوْ كَتِفه ) شَكٌّ مِنْ الرَّاوِي , وَفِي رِوَايَة بِشْر بْن الْمُفَضَّل عَنْ حُمَيْدٍ عِنْد الْإِسْمَاعِيلِيّ " اِنْفَكَّتْ قَدَمه " وَفِي رِوَايَة الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَس فِي الصَّحِيحَيْنِ " فَجُحِشَ شِقّه الْأَيْمَن " وَهِيَ أَشْمَل مِمَّا قَبْلهَا.
قَوْله : ( وَآلَى مِنْ نِسَائِهِ ) أَيْ حَلَفَ لَا يَدْخُل عَلَيْهِنَّ شَهْرًا , وَلَيْسَ الْمُرَادُ بِهِ الْإِيلَاءَ الْمُتَعَارَفَ بَيْن الْفُقَهَاء.
قَوْله : ( مَشْرُبَة ) بِفَتْحِ أَوَّله وَسُكُون الْمُعْجَمَة وَبِضَمِّ الرَّاء وَيَجُوز فَتْحهَا , هِيَ الْغُرْفَة الْمُرْتَفِعَة.
قَوْله : ( مِنْ جُذُوع ) كَذَا لِلْأَكْثَرِ بِالتَّنْوِينِ بِغَيْرِ إِضَافَة , وَلِلْكُشْمِيهَنِيّ مِنْ جُذُوع النَّخْل , وَالْغَرَض مِنْ هَذَا الْحَدِيث هُنَا صَلَاته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَشْرُبَة , وَهِيَ مَعْمُولَةٌ مِنْ الْخَشَب , قَالَهُ اِبْن بَطَّالٍ.
وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ لَا يَلْزَم مِنْ كَوْن دَرَجهَا مِنْ خَشَب أَنْ تَكُون كُلّهَا خَشَبًا , فَيُحْتَمَل أَنْ يَكُون الْغَرَض مِنْهُ بَيَان جَوَاز الصَّلَاة عَلَى السَّطْح إِذْ هِيَ سَقْف فِي الْجُمْلَة.
وَسَيَأْتِي الْكَلَام عَلَى بَقِيَّة فَوَائِده فِي أَبْوَاب الْإِمَامَة إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَقَطَ عَنْ فَرَسِهِ فَجُحِشَتْ سَاقُهُ أَوْ كَتِفُهُ وَآلَى مِنْ نِسَائِهِ شَهْرًا فَجَلَسَ فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ دَرَجَتُهَا مِنْ جُذُوعٍ فَأَتَاهُ أَصْحَابُهُ يَعُودُونَهُ فَصَلَّى بِهِمْ جَالِسًا وَهُمْ قِيَامٌ فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا وَإِنْ صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا وَنَزَلَ لِتِسْعٍ وَعِشْرِينَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ آلَيْتَ شَهْرًا فَقَالَ إِنَّ الشَّهْرَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ
عن ميمونة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم " يصلي وأنا حذاءه، وأنا حائض، وربما أصابني ثوبه إذا سجد، قالت: وكان يصلي على الخمرة "
عن أنس بن مالك، أن جدته مليكة دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعته له، فأكل منه، ثم قال: «قوموا فلأصل لكم» قال أنس: فقمت إلى حصير لنا، قد اسود...
عن ميمونة، قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على الخمرة»
عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أنها قالت: «كنت أنام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجلاي، في قبلته فإذا سجد غمزني، فقبضت رجلي، فإذا قام...
عن ابن شهاب، قال: أخبرني عروة، أن عائشة أخبرته، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهي بينه وبين القبلة على فراش أهله اعتراض الجنازة»
عن عروة، «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي وعائشة معترضة بينه وبين القبلة على الفراش الذي ينامان عليه»
عن أنس بن مالك، قال: «كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم، فيضع أحدنا طرف الثوب من شدة الحر في مكان السجود»
عن أبو مسلمة سعيد بن يزيد الأزدي، قال: سألت أنس بن مالك: أكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في نعليه؟ قال: «نعم»
عن همام بن الحارث، قال: رأيت جرير بن عبد الله «بال، ثم توضأ ومسح على خفيه، ثم قام فصلى» فسئل، فقال: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صنع مثل هذا» قال إب...