3644- عن الزهري، أخبرني ابن أبي نملة الأنصاري، عن أبيه، أنه بينما هو جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده رجل، من اليهود مر بجنازة، فقال: يا محمد هل تتكلم هذه الجنازة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الله أعلم»، فقال اليهودي: «إنها تتكلم»، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم، ولا تكذبوهم، وقولوا: آمنا بالله ورسله، فإن كان باطلا لم تصدقوه، وإن كان حقا لم تكذبوه "
إسناده حسن.
ابن أبي نملة -واسمه نملة- روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات" فهو حسن الحديث.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (١٠١٦٠) و (١٩٢١٤) و (٢٠٠٥٩).
وأخرجه أحمد (١٧٢٢٥)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" ١/ ٣٨٠، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٢١٢١)، والدولابي في "الكنى" ١/ ٥٨، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٥١٩٧) و (٥١٩٨)، وابن حبان (٦٢٥٧) والطبراني في "الكبير" ٢٢/ (٨٧٤ - ٨٧٩)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ٢/ ١٠، وفي "شعب الإيمان" (٥٢٠٦)، والبغوي في "شرح السنة" (١٢٤)، وفي "التفسير" ٥/ ١٩٦، وابن الأثير في "أسد الغابة" ٦/ ٣١٥، والمزي في "تهذيب الكمال" ٣٤/ ٣٥٤ كلاهما في ترجمة أبي نملة، في طرق عن ابن شهاب الزهري، به.
وقوله: "ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم" هذا خاص بما هو مسكوت عنه في شريعتنا، لا هو مما علمنا صحته مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق، ولا هو مما علمنا كذبه بما عندنا مما يخالفه، فالمسكوت عنه لا نؤمن به ولا نكذبه وتجوز حكايته، فقد روى البخاري (٣٤٦١) من حديث عبد الله بن عمرو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار".
لكن ينبغي التنبه إلى أن إباحة التحدث عنهم فيما ليس عندنا دليل على صدقه ولا كذبه شيء، وذكر ذلك في تفسير القرآن وجعله قولا أو رواية في معنى الآيات، أو في تعيين ما لم يعين فيها أو في تفصيل ما أجمل فيها شيء آخر، لأن في إثبات مثل ذلك بجوار كلام الله ما يوهم أن هذا الذي لا نعرف صدقه ولا كذبه مبين لمعنى قول الله سبحانه، ومفصل لما أجمل فيه، وحاشا لله ولكتابه من ذلك.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( وَعِنْده ) : أَيْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مُرَّ ) : بِصِيغَةِ الْمَجْهُول ( فَقَالَ ) : الْيَهُودِيّ ( هَلْ تَتَكَلَّم هَذِهِ الْجِنَازَة ) : أَيْ فِي الْقَبْر مَعَ الْمَلَكَيْنِ الْمُنْكَر وَالنَّكِير ( اللَّه أَعْلَمُ ) : يَحْتَمِل أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَقَّفَ قَبْلَ أَنْ يَعْلَم بِسُؤَالِ الْمَلَكَيْنِ فِي الْقَبْر أَوْ أَنَّهُ تَوَقَّفَ فِي خُصُوصِيَّة ذَلِكَ الْمَيِّت , لِأَنَّ الْيَهُودِيّ فَرَضَ الْكَلَام فِي خُصُوصه.
قَالَهُ فِي فَتْح الْوَدُود ( فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ ) : أَيْ فِي ذَلِكَ الْحَدِيث وَهَذَا مَحَلّ التَّرْجَمَة.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : أَبُو نَمْلَة الْأَنْصَارِيّ الظَّفَرِيّ اِسْمه عَمَّار بْن مُعَاذ وَقِيلَ غَيْر ذَلِكَ لَهُ صُحْبَة وَأَخُوهُ أَبُو ذَرّ الْحَارِث لَهُ صُحْبَة وَلِأَبِيهِمَا مُعَاذ بْن زُرَارَةَ أَيْضًا صُحْبَة , وَابْنه هُوَ نَمْلَة بْن أَبِي نَمْلَة رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي نَمْلَةَ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ الْيَهُودِ مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ هَلْ تَتَكَلَّمُ هَذِهِ الْجَنَازَةُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُ أَعْلَمُ فَقَالَ الْيَهُودِيُّ إِنَّهَا تَتَكَلَّمُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ فَإِنْ كَانَ بَاطِلًا لَمْ تُصَدِّقُوهُ وَإِنْ كَانَ حَقًّا لَمْ تُكَذِّبُوهُ
عن خارجة يعني ابن زيد بن ثابت، قال: قال زيد بن ثابت: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعلمت له كتاب يهود، وقال: «إني والله ما آمن يهود على كتابي» ف...
عن عبد الله بن عمرو، قال: كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه، فنهتني قريش وقالوا: أتكتب كل شيء تسمعه ورسول الله صلى الله...
عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، قال: دخل زيد بن ثابت، على معاوية، فسأله عن حديث فأمر إنسانا يكتبه، فقال له زيد: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا...
عن أبي سعيد الخدري، قال: «ما كنا نكتب غير التشهد، والقرآن»
عن أبي هريرة، قال: لما فتحت مكة قام النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر الخطبة خطبة النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فقام رجل من أهل اليمن يقال له: أبو شاه،...
حدثنا علي بن سهل الرملي، قال: حدثنا الوليد، قال: قلت لأبي عمرو ما يكتبوه، قال: «الخطبة التي سمعها يومئذ منه»
عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، قال: قلت للزبير: ما يمنعك أن تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يحدث عنه أصحابه، فقال: أما والله لقد كا...
عن جندب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال: في كتاب الله عز وجل برأيه فأصاب، فقد أخطأ "
عن أبي سلام، عن رجل، خدم النبي صلى الله عليه وسلم: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حدث حديثا، أعاده ثلاث مرات»