حديث الرسول ﷺ الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار - سنن أبي داود

سنن أبي داود | كتاب العلم باب في التشديد في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم (حديث رقم: 3651 )


3651- عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، قال: قلت للزبير: ما يمنعك أن تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يحدث عنه أصحابه، فقال: أما والله لقد كان لي منه وجه ومنزلة، ولكني سمعته يقول: «من كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار»



إسناده صحيح.
خالد: هو ابن عبد الله الواسطي الطحان.
وأخرجه البخاري (١٠٧)، وابن ماجه (٣٦)، والنسائي في "الكبرى، (٥٨٨١) من طريق جامع بن شداد، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، به.
قال المناوي في "فيض القدير" ٦/ ٢١٤ وهذا وعيد شديد يفيد أن ذلك من أكبر الكبائر سيما في الدين وعليه الإجماع، ولا التفات إلى ما شذ به الكرامية من حل وضع الحديث في الترغيب والترهيب، واقتدى بهم بعض جهلة المتصوفة فأباحوه في ذلك ترغيبا في الخير بزعمهم الباطل، وهذه غباوة ظاهرة وجهالة متناهية.
قال ابن جماعة وغيره: وهؤلاء أعظم الأصناف ضررا وأكثر خطرا، إذ لسان حالهم يقول: الشريعة محتاجة لكذا فنكملها.

شرح حديث (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)

عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي

‏ ‏( عَنْ بَيَان بْن بِشْر ) ‏ ‏: الْأَحْمَسِيِّ هُوَ أَبُو بِشْر الْكُوفِيّ ثِقَة ثَبْت ‏ ‏( قَالَ قُلْت ) ‏ ‏: قَالَ عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر ‏ ‏( قَالَ ) ‏ ‏الزُّبَيْر ‏ ‏( أَمَا ) ‏ ‏: بِفَتْحِ الْهَمْزَة وَتَخْفِيف الْمِيم مِنْ حُرُوف التَّنْبِيه ‏ ‏( مِنْهُ ) ‏ ‏: أَيْ مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏( وَجْه وَمَنْزِلَة ) ‏ ‏: أَيْ قُرْب وَقَرَابَة فَكَثُرَ بِذَلِكَ مُجَالَسَتِي مَعَهُ وَسَمَاعِي مِنْهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَيْسَ سَبَب ذَلِكَ قِلَّة السَّمَاع لَهُ سَبَبه خَوْف الْوُقُوع فِي الْكَذِب عَلَيْهِ , قَالَهُ فِي فَتْح الْوَدُود ‏ ‏( مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا ) ‏ ‏: وَفِي تَمَسُّكِ الزُّبَيْرِ بِهَذَا الْحَدِيث عَلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ مِنْ اِخْتِيَار قِلَّة التَّحْدِيث دَلِيل لِلْأَصَحِّ فِي أَنَّ الْكَذِب هُوَ الْإِخْبَار بِالشَّيْءِ عَلَى خِلَاف مَا هُوَ عَلَيْهِ , سَوَاء كَانَ عَمْدًا أَمْ خَطَأً , وَالْمُخْطِئ وَإِنْ كَانَ غَيْر مَأْثُوم بِالْإِجْمَاعِ لَكِنَّ الزُّبَيْر خَشِيَ مِنْ الْإِكْثَار أَنْ يَقَع فِي الْخَطَأ وَهُوَ لَا يَشْعُر لِأَنَّهُ وَإِنْ لَمْ يَأْثَم بِالْخَطَأِ لَكِنْ قَدْ يَأْثَم بِالْإِكْثَارِ إِذْ الْإِكْثَار مَظِنَّة الْخَطَأ.
وَالثِّقَة إِذَا حَدَّثَ بِالْخَطَأِ فَحُمِلَ عَنْهُ وَهُوَ لَا يَشْعُر أَنَّهُ خَطَأ يُعْمَل بِهِ عَلَى الدَّوَام لِلْمَوْثُوقِ بِنَقْلِهِ فَيَكُون سَبَبًا لِلْعَمَلِ بِمَا لَمْ يَقُلْهُ الشَّارِع , فَمَنْ خَشِيَ مِنْ الْإِكْثَار الْوُقُوعَ فِي الْخَطَأ لَا يُؤْمَن عَلَيْهِ الْإِثْم إِذَا تَعَمَّدَ الْإِكْثَار فَمِنْ ثَمَّ تَوَقَّفَ الزُّبَيْر وَغَيْره مِنْ الصَّحَابَة عَنْ الْإِكْثَار مِنْ التَّحْدِيث.
‏ ‏وَأَمَّا مَنْ أَكْثَرَ مِنْهُمْ فَمَحْمُول عَلَى أَنَّهُمْ كَانُوا وَاثِقِينَ مِنْ أَنْفُسهمْ بِالتَّثْبِيتِ أَوْ طَالَتْ أَعْمَارهمْ فَاحْتِيجَ إِلَى مَا عِنْدهمْ فَسُئِلُوا فَلَمْ يُمْكِنهُمْ الْكِتْمَان , قَالَهُ فِي الْفَتْح وَقَالَ الْعَيْنِيّ : " مَنْ " مَوْصُولَة تَتَضَمَّن مَعْنَى الشَّرْط " وَكَذَبَ عَلَيَّ " صِلَتهَا , وَقَوْله " فَلْيَتَبَوَّأْ " جَوَاب الشَّرْط فَلِذَلِكَ دَخَلَتْهُ الْفَاء ‏ ‏( فَلْيَتَبَوَّأْ ) ‏ ‏: بِكَسْرِ اللَّام هُوَ الْأَصْل وَبِالسُّكُونِ هُوَ الْمَشْهُور وَهُوَ أَمْر مِنْ التَّبَوُّء وَهُوَ اِتِّخَاذ الْمَبَاءَة أَيْ الْمَنْزِل , يُقَال تَبَوَّأَ الرَّجُل الْمَكَان إِذَا اِتَّخَذَهُ مَوْضِعًا لِمَقَامِهِ.
‏ ‏وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : تَبَوَّأَ بِالْمَكَانِ أَصْله مِنْ مَبَاءَة الْإِبِل وَهِيَ أَعْطَانهَا وَظَاهِره أَمْر وَمَعْنَاهُ خَبَر , يُرِيد أَنَّ اللَّه تَعَالَى يُبَوِّئُهُ مَقْعَده مِنْ النَّار , قَالَهُ الْعَيْنِيّ ‏ ‏( مَقْعَده ) ‏ ‏: هُوَ مَفْعُول لِيَتَبَوَّأ , وَكَلِمَة مِنْ " مِنْ النَّار " بَيَانِيَّة أَوْ اِبْتِدَائِيَّة.
قَالَ جَمَاعَة مِنْ الْحُفَّاظ : إِنَّ حَدِيث مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فِي غَايَة الصِّحَّة وَنِهَايَة الْقُوَّة حَتَّى أُطْلِقَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مُتَوَاتِرٌ.
‏ ‏قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ , وَلَيْسَ فِي حَدِيث الْبُخَارِيّ وَالنَّسَائِيِّ مُتَعَمِّدًا وَالْمَحْفُوظ مِنْ حَدِيث الزُّبَيْر أَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ مُتَعَمِّدًا.
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ الزُّبَيْر أَنَّهُ قَالَ وَاَللَّه مَا قَالَ مُتَعَمِّدًا وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ مُتَعَمِّدًا.


الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏خَالِدٌ ‏ ‏ح ‏ ‏و حَدَّثَنَا ‏ ‏مُسَدَّدٌ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏خَالِدٌ ‏ ‏الْمَعْنَى ‏ ‏عَنْ ‏ ‏بَيَانِ بْنِ بِشْرٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏مُسَدَّدٌ ‏ ‏أَبُو بِشْرٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏وَبَرَةُ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِيهِ ‏ ‏قَالَ قُلْتُ ‏ ‏لِلزُّبَيْرِ ‏ ‏مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُحَدِّثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏كَمَا يُحَدِّثُ عَنْهُ أَصْحَابُهُ فَقَالَ أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ لِي مِنْهُ وَجْهٌ وَمَنْزِلَةٌ وَلَكِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ ‏ ‏مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا ‏ ‏فَلْيَتَبَوَّأْ ‏ ‏مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

أحاديث أخرى من سنن أبي داود

نهى أن يتوضأ الرجل بفضل طهور المرأة

عن الحكم بن عمرو وهو الأقرع، «أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يتوضأ الرجل بفضل طهور المرأة»

الصلاة عليهما والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما من بع...

عن أبي أسيد مالك بن ربيعة الساعدي، قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذ جاءه رجل من بني سلمة، فقال: يا رسول الله، هل بقي من بر أبوي شيء...

لا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة

عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال، أو تكملوا العدة، ثم صوموا حتى تروا الهلال، أو تكملوا العدة»

من بات على ظهر بيت ليس له حجار فقد برئت منه الذمة

عن عبد الرحمن بن علي يعني ابن شيبان، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من بات على ظهر بيت ليس له حجار، فقد برئت منه الذمة»

كره الوضوء باللبن والنبيذ

عن عطاء، أنه كره الوضوء باللبن والنبيذ، وقال: «إن التيمم أعجب إلي منه»

بصق على البوري، ثم مسحه برجله

عن أبي سعيد، قال: رأيت واثلة بن الأسقع، " في مسجد دمشق بصق على البوري، ثم مسحه برجله فقيل له: لم فعلت هذا؟ قال: لأني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم...

لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر

عن أبي هريرة - رواية، قال ابن السرح: - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوم...

من سأل وعنده ما يغنيه فإنما يستكثر من النار

حدثنا سهل ابن الحنظلية، قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عيينة بن حصن، والأقرع بن حابس، فسألاه، فأمر لهما بما سألا، وأمر معاوية فكتب لهما بما...

كل مولود يولد على الفطرة

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه وينصرانه، كما تناتج الإبل من بهيمة جمعاء، هل تحس من جدع...