حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

كانت الكلاب تبول وتقبل وتدبر في المسجد - سنن أبي داود

سنن أبي داود | كتاب الطهارة باب في طهور الأرض إذا يبست (حديث رقم: 382 )


382- قال ابن عمر: «كنت أبيت في المسجد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنت فتى شابا عزبا، وكانت الكلاب تبول وتقبل وتدبر في المسجد، فلم يكونوا يرشون شيئا من ذلك»

أخرجه أبو داوود


إسناده صحيح.
يونس: هو ابن يزيد الأيلي، وابن شهاب: هو الزهري.
وأخرجه البخاري تعليقا بصيغة الجزم (174) من طريق يونس بن يزيد، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد" (5389)، و"صحيح ابن حبان" (1656).
وأخرجه مختصرا بنوم ابن عمر في المسجد وهو شاب عزب البخاري (440)، ومسلم (2479)، والنسائى في "الكبرى" (803)، وابن ماجه (751) من طريق نافع، والبخاري (1121)، ومسلم (2479)، والترمذي (321)، وابن ماجه (3919) من طريق سالم، كلاهما عن ابن عمر.
قال الخطابي في "معالم السنن" 1/ 117: ويتأول قوله: "كانت الكلاب تبول وتقبل وتدبر في المسجد" على أنها كانت تبول خارج المسجد في مواطنها، وتقبل وتدبر في المسجد عابرة، إذ لا يجوز أن تترك الكلاب تنتاب المساجد حتى تمتهنه وتبول فيه، وإنما كان إقبالها وإدبارها في أوقات نادرة، ولم يكن على المسجد أبواب فتمنع من عبورها فيه.
قال الحافظ في "الفتح" 1/ 279: وتعقب بأنه إذا قيل بطهارتها لم يمتنع ذلك كما في الهرة، والأقرب أن يقال: إن ذلك كان في ابتداء الحال على أصل الإباحة، ثم ورد الأمر بتكريم المساجد وتطهيرها، وجعل الأبواب عليها، ويشير إلى ذلك ما رواه الإسماعيلي في روايته من طريق ابن وهب في هذا الحديث عن ابن عمر قال: كان ابن عمر يقول بأعلى صوته: اجتنبوا اللغو في المسجد، قال ابن عمر: وقد كنت أبيت في المسجد على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكانت الكلاب .
فأشار إلى أن ذلك كان في الابتداء ثم ورد الأمر بتكريم المسجد حتى من لغو الكلام.

شرح حديث (كانت الكلاب تبول وتقبل وتدبر في المسجد)

عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي

‏ ‏( وَكُنْت فَتًى شَابًّا عَزَبًا ) ‏ ‏: بِفَتْحِ الْعَيْن الْمُهْمَلَة وَكَسْر الزَّاي هُوَ صِفَة لِلشَّابِّ.
وَفِي رِوَايَة الْبُخَارِيّ أَنَّهُ كَانَ يَنَام وَهُوَ شَابّ أَعْزَب لَا أَهْل لَهُ فِي مَسْجِد النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ الْحَافِظ فِي الْفَتْح : قَوْله أَعْزَب بِالْمُهْمَلَةِ وَالزَّاي أَيْ غَيْر مُتَزَوِّج , وَالْمَشْهُور فِيهِ عَزِب بِفَتْحِ الْعَيْن وَكَسْر الزَّاي , وَالْأَوَّل لُغَة قَلِيلَة , مَعَ أَنَّ الْقَزَّاز أَنْكَرَهَا.
وَقَوْله لَا أَهْل لَهُ هُوَ تَفْسِير لِقَوْلِهِ أَعْزَب.
اِنْتَهَى ‏ ‏( وَكَانَتْ الْكِلَاب تَبُول ) ‏ ‏: وَفِي رِوَايَة الْبُخَارِيّ : " كَانَتْ الْكِلَاب تُقْبِل وَتُدْبِر فِي الْمَسْجِد فِي زَمَان رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَلَيْسَتْ لَفْظَة ( تَبُول ) فِي رِوَايَة الْبُخَارِيّ ‏ ‏( وَتُقْبِل ) ‏ ‏: مِنْ الْإِقْبَال ‏ ‏( وَتُدْبِر ) ‏ ‏: مِنْ الْإِدْبَار , وَهَذِهِ الْكَلِمَات جُمْلَة فِي مَحَلّ النَّصْب عَلَى الْخَبَرِيَّة إِنْ جُعِلَتْ كَانَتْ نَاقِصَة , وَإِنْ جُعِلَتْ تَامَّة بِمَعْنَى وُجِدَتْ كَانَ مَحَلّ الْجُمْلَة النَّصْب عَلَى الْحَال ‏ ‏( فِي الْمَسْجِد ) ‏ ‏: حَال أَيْضًا وَالتَّقْدِير حَال كَوْن الْإِقْبَال وَالْإِدْبَار فِي الْمَسْجِد وَالْأَلِف وَاللَّام فِيهِ لِلْعَهْدِ , أَيْ فِي مَسْجِد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏( فَلَمْ يَكُونُوا يَرُشُّونَ ) ‏ ‏: مِنْ رَشَّ الْمَاء.
وَفِي ذِكْر الْكَوْن مُبَالَغَة لَيْسَتْ فِي حَذْفه كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى : { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ } حَيْثُ لَمْ يَقُلْ وَمَا يُعَذِّبهُمْ وَكَذَا فِي لَفْظ الرَّشّ حَيْثُ اِخْتَارَهُ عَلَى الْغَسْل لِأَنَّ الرَّشّ لَيْسَ جَرَيَان الْمَاء بِخِلَافِ الْغَسْل , فَإِنَّهُ يُشْتَرَط فِيهِ الْجَرَيَان , فَنَفْي الرَّشّ أَبْلَغ مِنْ نَفْي الْغَسْل.
قَالَ اِبْن الْأَثِير : لَا يَنْضَحُونَهُ بِالْمَاءِ ‏ ‏( شَيْئًا ) ‏ ‏: مِنْ الْمَاء , وَهَذَا اللَّفْظ أَيْضًا عَامّ لِأَنَّهُ نَكِرَة وَقَعَتْ فِي سِيَاق النَّفْي , وَهَذَا كُلّه لِلْمُبَالَغَةِ فِي عَدَم نَضْح الْمَاء ‏ ‏( مِنْ ذَلِكَ ) ‏ ‏: الْبَوْل وَالْإِقْبَال وَالْإِدْبَار.
وَالْحَدِيث فِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ الْأَرْض إِذَا أَصَابَتْهَا نَجَاسَة فَجَفَّتْ بِالشَّمْسِ أَوْ الْهَوَاء فَذَهَبَ أَثَرهَا تَطْهُر إِذْ عَدَم الرَّشّ يَدُلّ عَلَى جَفَاف الْأَرْض , وَطَهَارَتهَا.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ فِي مَعَالِم السُّنَن : وَكَانَتْ الْكِلَاب تَبُول وَتُقْبِل وَتُدْبِر فِي الْمَسْجِد عَابِرَة إِذْ لَا يَجُوز أَنْ تَتْرُك الْكِلَاب اِنْتِيَاب الْمَسْجِد حَتَّى تَمْتَهِنهُ وَتَبُول فِيهِ , وَإِنَّمَا كَانَ إِقْبَالهَا وَإِدْبَارهَا فِي أَوْقَات نَادِرَة , وَلَمْ يَكُنْ عَلَى الْمَسْجِد أَبْوَاب تَمْنَع مِنْ عُبُورهَا فِيهِ.
‏ ‏وَقَدْ اِخْتَلَفَ النَّاس فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَة , فَرُوِيَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ أَنَّهُ قَالَ : جُفُوف الْأَرْض طُهُورهَا , وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة وَمُحَمَّد بْن الْحَسَن : الشَّمْس تُزِيل النَّجَاسَة عَنْ الْأَرْض إِذَا ذَهَبَ الْأَثَر , وَقَالَ الشَّافِعِيّ وَأَحْمَد بْن حَنْبَل فِي الْأَرْض : إِذَا أَصَابَتْهَا نَجَاسَة لَا يُطَهِّرهَا إِلَّا الْمَاء.
اِنْتَهَى.
وَقَالَ فِي الْفَتْح : وَاسْتَدَلَّ أَبُو دَاوُدَ بِهَذَا الْحَدِيث عَلَى أَنَّ الْأَرْض تَطْهُر إِذَا لَاقَتْهَا النَّجَاسَة بِالْجَفَافِ , يَعْنِي أَنَّ قَوْله لَمْ يَكُونُوا يَرُشُّونَ يَدُلّ عَلَى نَفْي صَبّ الْمَاء مِنْ بَاب الْأَوْلَى , فَلَوْلَا أَنَّ الْجَفَاف يُفِيد تَطْهِير الْأَرْض مَا تَرَكُوا ذَلِكَ , وَلَا يَخْفَى مَا فِيهِ.
اِنْتَهَى.
‏ ‏قُلْتُ : لَيْسَ عِنْدِي فِي هَذَا الِاسْتِدْلَال خَفَاء بَلْ هُوَ وَاضِح , فَالْأَرْض الَّتِي أَصَابَتْهَا نَجَاسَة فِي طَهَارَتهَا وَجْهَانِ : الْأَوَّل صَبّ الْمَاء عَلَيْهَا كَمَا سَلَف فِي الْبَاب الْمُتَقَدِّم , وَالثَّانِي جَفَافهَا وَيُبْسهَا بِالشَّمْسِ أَوْ الْهَوَاء كَمَا فِي حَدِيث الْبَاب , وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم وَعِلْمه أَتَمّ.


حديث كنت أبيت في المسجد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت فتى شابا

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ‏ ‏أَخْبَرَنِي ‏ ‏يُونُسُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ شِهَابٍ ‏ ‏حَدَّثَنِي ‏ ‏حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ‏ ‏قَالَ قَالَ ‏ ‏ابْنُ عُمَرَ ‏ ‏كُنْتُ أَبِيتُ فِي الْمَسْجِدِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَكُنْتُ فَتًى شَابًّا عَزَبًا وَكَانَتْ ‏ ‏الْكِلَابُ تَبُولُ وَتُقْبِلُ وَتُدْبِرُ فِي الْمَسْجِدِ فَلَمْ يَكُونُوا يَرُشُّونَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن أبي داود

إني امرأة أطيل ذيلي وأمشي في المكان القذر

عن أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، أنها سألت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني امرأة أطيل ذيلي، وأمشي في المكان القذر فقالت: أم سل...

إن لنا طريقا إلى المسجد منتنة فكيف نفعل إذا مطرنا

عن امرأة من بني عبد الأشهل قالت: قلت: يا رسول الله، إن لنا طريقا إلى المسجد منتنة فكيف نفعل إذا مطرنا؟ قال: «أليس بعدها طريق هي أطيب منها؟» قالت: قلت:...

إذا وطئ أحدكم بنعله الأذى فإن التراب له طهور

عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا وطئ أحدكم بنعله الأذى، فإن التراب له طهور» (1) 386- عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عل...

أم جحدر العامرية تسأل عائشة عن دم الحيض يصيب الثو...

عن أم جحدر العامرية، أنها سألت عائشة عن دم الحيض يصيب الثوب فقالت: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلينا شعارنا، وقد ألقينا فوقه كساء، فلما أصبح...

بزق رسول الله ﷺ في ثوبه، وحك بعضه ببعض

عن أبي نضرة قال: «بزق رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثوبه، وحك بعضه ببعض» (1) 390- عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله (2)

جاء رجل من أهل نجد يسأل عن دين الإسلام

عن طلحة بن عبيد الله يقول: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس يسمع دوي صوته ولا يفقه ما يقول: حتى دنا، فإذا هو يسأل عن الإ...

حديث مواقيت الصلاة أمني جبريل عليه السلام عند البي...

عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمني جبريل عليه السلام عند البيت مرتين، فصلى بي الظهر حين زالت الشمس وكانت قدر الشراك، وصلى بي الع...

نزل جبريل صلى الله عليه وسلم فأخبرني بوقت الصلاة

عن أبي مسعود الأنصاري يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «نزل جبريل صلى الله عليه وسلم فأخبرني بوقت الصلاة فصليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت...

أين السائل عن وقت الصلاة الوقت فيما بين هذين

عن أبي موسى، " أن سائلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرد عليه شيئا حتى أمر بلالا فأقام الفجر حين انشق الفجر، فصلى حين كان الرجل لا يعرف وجه صاحبه...